المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



مراحل النمو الديني في الطفولة المبكرة  
  
14085   12:54 مساءً   التاريخ: 19-5-2017
المؤلف : د. عبد القادر شريف
الكتاب أو المصدر : التربية الاجتماعية والدينية في رياض الاطفال
الجزء والصفحة : ص206-208
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-1-2016 2112
التاريخ: 18-1-2016 2027
التاريخ: 20/12/2022 1158
التاريخ: 13/9/2022 1283

تنوعت مراحل النمو الديني تبعا لتنوع الباحثين ولكننا في هذا المجال سنحاول التوفيق بين وجهات نظرهم وتتبع السمات الذي ذكروها واتفقوا عليها من خلال التصنيف الاتي (1) :

1ـ مرحلة الخيال: وتتكون فيما بين (3-6) سنوات والطفل في هذه المرحلة يتصور الله والملائكة والشياطين بصورة خيالية لا صلة لها بالحقيقة إذ إن ذهن الطفل هنا لا يكون خاليا من صور حسية عن المفاهيم الدينية يؤلفها خياله الخصب من عناصر استمدها من واقعه الحسي فقد يتصور الله على سبيل المثال رجلا مسناً وقوراً بلحية طيب القلب او غير ذلك من صور تختلف باختلاف مشاعر الطفل نحو الله.

2- مرحلة التقليد: وتبدأ من مرحلة الطفولة المبكرة وتلاحظ في مرحلة الطفولة المتوسطة فطفل السادسة مثلا يطلب من والداه الذهاب للصلاة يسهم في صلاة قصيرة مطابقة للعرف المألوف ويبدأ ذلك في محاولته الصادقة والتي يبذلها لمجاراة من حوله واتباع ما هو مطلوب منه بحذافيره والجدير بالذكر ان تعاليم الدين عند الطفل في هذه المرحلة لا تخرج عن كونها مجموعة عبارات يرددها دون ان تنطوي على دلالة واضحة وتكون العبادة عنده قاصرة على أداء بعض الطقوس تقليداً مسايراً للجميع دون ان تنطوي على شعور التقوى والورع اللذين يتوفران لدى الكبار عند اداء هذه الطقوس بالاضافة الى الالفاظ الدينية التي ترد على لسان الطفل مثل: الحمد لله, سبحان الله يكتسبها هي الاخرى عن طريق تلقين الكبار له وتقليده لهم ولهذا تتسم هذه المرحلة (بالشكلية) كما يتميز النمو الديني لدى الصغار في مرحلة الطفولة المتوسطة (بالنفعية) فالصلاة والصوم والزكاة وسائل لتحقيق امانيهم ومنفعتهم الشخصية مثل الحصول على لعبة او النجاح في الامتحان او الحصول على الامن عن طريق الوالدين ويطلق البعض على هذه المرحلة اسم (المرحلة الفردية) لان الطفل يبدأ فيها باختيار العناصر التي ترضي حاجاته من الدين اي ينتقي العناصر الدينية التي تشبع حاجاته الفردية.

3- مرحلة الادراك : عندما يشعر الطفل في المرحلة السابقة بقصور والديه عن تلبية امانيه وحاجاته يتوجه الى الله ليحققها له فالارتباط وثيق بين فكرة الاب وفكرة الله عند الاطفال وبتقدم السن يدرك الاطفال شيئا فشيئا ان دعواتهم لا تجاب جميعا ولكنهم يدعون بحكم العادة التي تأصلت في نفوسهم.

ومع تقدم السن يدرك الاطفال في مرحلة الطفولة المتأخرة العلاقة بين الدعاء والعمل كما يدركون ان الدعاء وسيلة لتغيير السلوك حتى يصبح مقبولاً مجاباً وفي سن العاشرة تقريبا ينمو اعتزاز الطفل بدينه على اساس وحدة المعتقد والثقة برب واحد والتوجه الى قبلة واحدة والاقتداء بالرسول الكريم ابتغاء مرضاة الله.

وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة الاجتماعية لان الطفل هنا يتأثر بالبيئة الاجتماعية فإذا كانت متدينة نشأ على ما تربى عليه. ولأن اداء الفرائض يأخذ شكلا اجتماعيا فإنه يسهم في التوافق الاجتماعي ويتميز النمو في هذه المرحلة باتساع افاق الطفل وخروجه من ذاته الضيقة فيعرف ان الله ليس ربه وحده، بل هو إله كل الناس وان الدين يجمع جماعة كبيرة اوسع من اسرته وان هناك جماعات اخرى تتبع اديانا اخرى، وتتسع لدى طفل هذه المرحلة المفاهيم الدينية فيفهم

الدين اكثر من قبل وينمو ادراكه الديني ويتسم بالاتي:

ـ معرفة الله بصفة عامة بواسطة التفكير المنطقي.

ـ معرفة معنى الوجدانية.

ـ معرفة ان الله موجود في كل مكان.

ـ معرفة ان في الجنة ما يفرح النفس وانه لا يدخلها الا اصحاب السلوكيات الحسنة.

ـ معرفة ان النار فيها عذاب شديد ويدخلها اصحاب السلوكيات السيئة.

ـ معرفة الصلوات المقررة.

4- مرحلة الجدل :

عندما يصل الطفل الى مرحلة الطفولة المتأخرة يستطيع ان يناقش الامور الدينية، ويأخذ في القاء الاسئلة التي تدور حول الخلق والبعث واصل العالم.

وهكذا ، وفي أول الامر يقبل الطفل ما يلقى عليه من اجابات ثم بتقدمه في العمر يعيد النظر فيها وفي بداية مرحلة المراهقة يميل المراهق الى الجدل ومحاورة الاخرين في القيم الدينية التي تعلمها في مرحلة الطفولة وعند بلوغه سن السادسة عشرة تقريبا يتمسك بالمبادئ ويعتز بدينه اعتزازاً كبيراً وتعرف هذه الفترة بفترة اليقظة الدينية (2) .

ومن الملاحظ ان هذه المراحل متداخلة وليست هنالك حدود فاصلة بينها شأنها في ذلك شأن مراحل النمو بشكل عام.

___________

1ـ حنان عبد الحميد العناني: تنمية المفاهيم الاجتماعية والدينية والاخلاقية مرجع سابق ص 147- 148.

2ـ حامد زهران: علم نفس النمو القاهرة عالم الكتب 1999.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.