المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

القياسات الطيفية الفوتومترية بالأشعة تحت الحمراء infrared spectrophotometry
31-5-2020
Log Sine Function
23-6-2019
عمليات خدمة الشمام والقاوون
24-9-2020
زاوية التلامس angle of contact
2-11-2017
انتاج جلود وشعر الماعز Skin and hair production
10/9/2022
قاعدة « أماريّة اليد »
18-9-2016


نماذج من رسائل النبيّ المؤرخة  
  
3823   11:17 صباحاً   التاريخ: 4-5-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص610-615.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / التراث النبوي الشريف /

1 ـ طلب سلمان من النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) ان يكتب له ولأخيه ( ماه بنداذ ) ولأهله وصية مفيدة ينتفع بها فاستدعى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عليّاً وأملى عليه اُموراً وكتبها علي (عليه‌ السلام) ثم جاء في آخر تلك الوصية :  وكتب علي بن أبي طالب بأمر رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) في رجب سنة تسع من الهجرة .

2 ـ أدرج المؤرخُ الشهير البلاذري في كتابه فتوح البلدان نصَّ معاهدة رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) مع يهود المقنا وذكر أن مصرياً رأى نصَ هذه المعاهدة في جلد أحمر اللون عتيق وكان قد استنسخَها فقرأها لي.

ثم نقل البلاذري نص تلك المعاهدة وقد جاء في نهايتها : وليس عليكم امير الا من انفسكم أو من اهل بيت رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وكتب علي بن أبو طالب في سنة تسع ومع أن أبا طالب يجب أن يكتب حسب القواعد الادبية في المقام أبي طالب لكونه مضافاً إليه فقد كتب : علي بن أبو طالب ولكن مع ذلك ذكر المحققون ان قبيلة قريش كانت تتلفظ لفظة أب في جميع الموارد ( أي في حالة النصب والرفع والجرّ ) ب‍ أبو وتكتبها كذلك أيضاً وقد صرح الاصمعيّ بهذا من بين الادباء.

ويقول البروفيسور محمّد حميد اللّه مؤلف كتاب الوثائق السياسية : اني لما كنت في المدينة المنورة في شهر محرم سنة 1358 وجدت في الكتابة القديمة الّتي في جنوبي جبل سلع في المدينة المنورة أنا علي بن أبو طالب .

3 ـ جاء في معاهدة الصلح الّتي نظمها خالد بن الوليد لأهل دمشق ونص فيها على احترام دمائهم واموالهم وكنائسهم : وكتب سنة ثلاث عشرة .

وكلنا نعلم أن دمشق فتحت في أواخر حياة الخليفة الأوّل.

فما يدعيه البعض من ان التاريخ الهجري قد اتخذ في عهد الخليفة الثاني بإرشاد وتأييد من الامام علي (عليه‌ السلام) غير صحيح فان تاريخ ذلك يرتبط بالسنة السادسة عشرة أو السابعة عشرة من الهجرة والحال ان هذه المعاهدة قد نظِّمت ودُوّنت واُرخت بالتاريخ الهجري قبل ذلك بأربع سنوات.

4 ـ ان كتاب الصلح الّذي كتبه الامام علي (عليه‌ السلام) بأمر رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) لنصارى نجران مؤرَّخ بالسنة الهجرية الخامسة.

فقد جاء في هذه الرسالة : وأمر علياً ان يكتب فيه انه كتب لخمس من الهجرة .

ان هذه الجملة تفيد بوضوح ان النبيّ الاكرم (صـلى الله علـيه وآله) هو واضع التاريخ الهجري ومؤسسه الاوّل وهو الّذي أمر علياً (عليه‌ السلام) بان يؤرخ ذلك الكتاب بالتاريخ الهجري في ذيله.

5 ـ جاء في مقدمة الصحيفة السجادية : قال جبرئيل وهو يفسر رؤيا رآها رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : تدور رحى الإسلام من مهاجرك فتلبث بذلك عشر ثم تدور رحى الإسلام على رأس خمس وثلاثين من مهاجرك فتلبث بذلك خمس ثم لابد من رحى ضلالة هي قائمة على قطبها .

6 ـ يروي المحدثون الاسلاميُّون أن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) قال لام سلمة : يُقتَل الحسين بن علي على راس ستين من مهاجري .

7 ـ قال أنس بن مالك : حدثنا أصحاب النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) قال : لا تأتي مائة سنة من الهجرة ومنكم عين تطرف .

8 ـ أرخ أصحاب النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) في ايام حياته الحوادث الإسلامية بهجرته فقالوا : وقع كذا في الشهر كذا من الهجرة مثلا كانوا يقولون : حولت القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة في شهر شعبان ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً أو ثمانية عشر شهراً .

على رأس ثمانية عشر شهراً فرِضَ صوم شهر رمضان .

وقال عبد اللّه بن انيس أمير الوفد الّذي بعثه رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) : خرجت من المدينة يوم الاثنين لخمس خلونَ من المحرم على رأس أربعة وخمسين شهراً .

وقال محمّد بن سلمة عن غزوة القرطاء : خرجتُ في عشر ليال خلون من المحرم فغبت تسع عشرة وقدمتُ لليلة بقيت من المحرم على رأس خمسة وخمسين شهراً .

إنَّ هذا النوع من تاريخ الحوادث والوقائع يكشف عن ان المسلمين كانوا إلى السنة الخامسة من الهجرة يقيسون الحوادث بهجرة النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) ويؤرخون بها عن طريق عدّ الأشهر حتّى إذا كانت السنة الخامسة من الهجرة أمر رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) باحلال السنة الهجرية مكان الشهر الهجري ( كما مرّ في الرسالة رقم 4 ) حيث أمر النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) بان يُؤرَّخ الكتاب الّذي كتبه لنصارى نجران بالعام الهجري.

9 ـ نقل المحدثون الاسلاميون عن الزهري قوله : ان رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) لما قدم المدينة مهاجراً أمر بالتاريخ فكتب في ربيع الأوّل ( اي شهر قدومه المدينة ) .

10 ـ روى الحاكم عن ابن عباس ان التاريخ الهجري بدأ من السنة الّتي قدم فيها النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) المدينة .

إن هذه النصوص تحكي عن أنّ قائد الإسلام الأكبر قد أوضح مسألة التاريخ من اليوم الاول. وانه جعل هجرته مبدأ لذلك التاريخ. غاية ما هنالك أن هذا التاريخ كان إلى فترة من الزمن يعدُّ بالأشهر ثم حل العدُّ بالأعوام منذ حلول السنة الخامسة من الهجرة محل العدّ بالاشهر.

سؤال :

ويمكن ان يسأل سائل : إذا كان حقاً أن النبيّ (صـلى الله علـيه وآله) هو مؤسس التاريخ الهجري وواضعه الاوّل فماذا نفعل بالخبر الّذي رواه كثيرٌ من المحدثين والمؤرخين.

فانهم يقولون : رفع رجل إلى عمر صكاً مكتوباً على آخر بدَين يحلّ عليه في شعبان فقال عمر : اي شعبان؟ أمِن هذه السنة أم الّتي قبلها أم الّتي بعدها؟

ثم جمع الناس ( أي أصحاب رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) ) فقال : ضعوا للناس شيئاً يعرفون به حلول ديونهم ... فيقال : أن بعضهم أراد أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم كلما هلك ملك أرّخوا من تاريخ ولاية الّذي بعده فكرهوا ذلك.

ومنهم من قال : ارخوا بتاريخ الروم من زمان اسكندر فكرهوا ذلك لطوله أيضاً.

وقال آخرون : أرّخوا من مولد رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله).

وقال آخرون : أرخوا من مبعثه. واشار علي بن أبي طالب (عليه‌ السلام) أن يؤرخ من هجرته إلى المدينة لظهوره على كل أحد فانه أظهر من المولد والمبعث فاستحسن عمر ذلك والصحابة فأمر عمر أن يؤرَخ من هجرة رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) .

الجواب :

إنّ هذا القسم من التاريخ لا يمكن الاستناد إليه في مقابل النصوص الكثيرة الّتي وصفت الرسول العظيم (صـلى الله علـيه وآله) بكونه واضعَ التاريخ الهجري ومؤسسه الأول.

هذا مضافاً إلى أنه من الممكن أن يكون التاريخ الهجري الّذي وضعه النبيّ الكريم (صـلى الله علـيه وآله) قد تعرّض للترك وفقد رسميته بمرور الزمن وقلة الحاجة إلى التاريخ ولكن جُدِّد في زمن الخليفة الثاني بسبب اتساع نطاق العلاقات واُعيد الاهتمام به لاشتداد الحاجة إليه في هذا العهد.

التذكير بنقطتين :

1 ـ لا نجد في الاقتراحات الّتي عرضت على الخليفة في مجال التاريخ أي ذكر للتاريخ المسيحي الّذي يجعل ميلاد السيد المسيح (عليه‌ السلام) مبدءً للتاريخ.

والعلة هي : أن التاريخ الميلادي ظهر في القرن الرابع الاسلامي بين المسيحيين بعد سلسلة من المحاسبات التخمينية فهو لم يكن رائجاً قبل ذلك.

2 ـ ان البلاد والاقطار الإسلامية بحاجة اليومَ إلى الوحدة والاتفاق اكثر من اي زمن مضى.

ومن مظاهر تلك الوحدة هو السعي للحفاظ على التاريخ الاسلامي الهجري.

ومن هنا يتوجب على الاقطار الإسلامية ان تقيم كل روابطها وعلاقاتها على أساس التاريخ الهجري شمسياً كان أو قمرياً.

وان هذا الأمر بحاجة إلى مؤتمر إسلامي كبير يشترك فيه كبارُ الشخصيات الفكرية الإسلامية من أجل توحيد التاريخ ودراسة السبل الكفيلة بالوصول إلى هذا الأمر والتخلّص من التبعية الغربية في التاريخ.

ان من المؤسف جداً أن تتجاهل بعض الدول الإسلامية والعربية التاريخَ الهجري وتعتمد التاريخ الميلادي المسيحيّ حتّى أن شيخ الجامع الازهر الّذي يشكل قمة القيادة الدينية في المجتمع السني يؤرخ رسائله بالتاريخ الميلادي ولا يذكر إلى جانبه التاريخ الهجري على الأقل!!




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.