المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



اختلاف المؤرخين في مسألة انقطاع الوحي  
  
4591   03:36 مساءً   التاريخ: 22-4-2017
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : سيد المرسلين
الجزء والصفحة : ج‏1،ص382-386.
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2017 3115
التاريخ: 22-11-2015 7579
التاريخ: 22-4-2017 2890
التاريخ: 1-11-2017 3387

لم يرد في القرآن الكريم أيُ ذكر مطلقاً لمسألة ( انقطاع الوحي ) بل لم ترد به إشارة أيضاً إنما نلاحظها في كتب السيرة والتفسير فقط ويختلف كُتّاب السيرة والمؤرّخون في علة ( انقطاع الوحي ) هذا ومدته اختلافاً كبيراً يجعلنا لا نعتمد على أي واحد منها وها نحن نشير اليها بشكل مّا :

1 ـ ان اليهود سألوا رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عن اصحاب الكهف وعن الروح وعن قصة ذي القرنين فقال عليه الصلاة والسّلام : سأخبركم غداً ولم يستثن فاحتبس عنه الوحي .

بناء على هذا لا يمكن ان نربط هذه المسألة ببدء الوحي ومطلع عهد الرسالة لان اتصال علماء اليهود واحبارهم مع النبي (صـلى الله علـيه وآله) عن طريق قريش وسؤالهم اياه حول هذه الاُمور الثلاثة وقع في حدود السنة السابعة من البعثة يوم توجه وفد من قريش إلى المدينة ليسألوا علماء اليهود عن صحة ما جاء به رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فاقترح اليهود عليهم ان يسألوا النبي عن تلك الاُمور الثلاثة .

2 ـ قالت خولة وهي امرأة كانت تخدم رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) أن جرواً دخل البيت فدخل تحت السرير فمات فمكث نبي اللّه (صـلى الله علـيه وآله) أياماً لا ينزلُ عليه الوحيُ فلمّا خرج رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من البيت كنست خولة تحت السرير فاذا جروٌ ميّت فأخذته والقته خلفَ الجدار فأنزلَ اللّهُ تعالى هذه السورة ولما نزل جبرئيل سأله النبي (صـلى الله علـيه وآله) عن التأخر فقال : أما علمت أنّا لا ندخلُ بيتاً فيه كلبٌ ولا صورةٌ .

3 ـ إن المسلمين قالوا : يا رسول اللّه مالكَ لا ينزلُ عليكَ الوحيُ؟ فقال : وكيف ينزِلُ عليّ وأنتمْ لا تقصُّون أظفاركُمْ ولا تأخذونَ من شواربكم ؟

فنزلَ جبرئيلُ بهذه السورة.

4 ـ اهدى عثمان إلى النبي (صـلى الله علـيه وآله) عنقود عنب وقيل عِذق تمر فجاء سائلٌ فأعطاه ثم اشتراه عثمان بدرهم فقدّمه إليه (صـلى الله علـيه وآله) ثانياً ثم عاد السائل فأعطاه وهكذا ثلاث مرات فقال (صـلى الله علـيه وآله) : ملاطفاً لا غضبان : أسائلٌ أنت يا فلان أم تاجر؟ فتأخر الوحيُ أياماً فاستوحش فنزلت السورةُ .

5 ـ إن جرواً لأحد نساء النبي (صـلى الله علـيه وآله) أو أحد أقربائه حال دون نزول الوحي عليه .

6 ـ إنّ رسولَ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) سأل جبرئيلَ عن تأخّر الوحي قال جبرئيل لا املِكُ من نفسي شيئاً إنّما أنا عبدٌ مأمورٌ .

ثم ان هناك أقوالا اُخرى يمكنُ الحصول عليها من مراجعة التفاسير .

ولكنَ الطبريّ نقَلَ وجهاً آخر تمسَكَ به المغرضون والمرضى من الكُتّاب واعتبروه دليلا على طروء الشك على قلب رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وهو أنّ الوحي انقطع عن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بعد حادثة ( حراء ) فقالت خديجة للنبي (صـلى الله علـيه وآله) : ما أرى ربَّك إلاّ قد قلاك!!

فنزلَ الوحيُ يقولُ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3].

وممّا يدلُّ على أَهداف هذا النوع من الكُتّاب المريضة أو عدم تتبّعهم واستقصائهم أنهم تمسكوا من بين جميع الأقوال بهذا الاحتمال واستندوا إليه للحكم على شخصية كرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) الّذي لم يَر في حياته أي أثر للشك والحيرة مطلقاً.

وإننا مع ملاحظة النقاط التالية يمكننا أن نقف على بطلان هذا الاحتمال وتفاهته :

1 ـ لقد كانت السيدة خديجة من النساء اللواتي أحببن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) حباً صادقاً وعميقاً فهي الّتي وفت لزوجها حتّى النفس الأخير ووقفت ثروتها الطائلة لتحقيق أهدافه وكانت في عام البعثة قد قضيت خمسة عشر عاماً من حياتها الزوجية ولم تر خديجة طوال هذه الفترة من زوجها الا التقوى والطهر ولم تلمس منه إلا كَرَم الصفات ونبل الاخلاق فقد كانت من المصدقين له (صـلى الله علـيه وآله) من أول يوم وكانت تراعي نهاية الأدب في تكليمها معه وعشرتها اياه (صـلى الله علـيه وآله) فكيف تتكلم مثل هذه المرأة المؤمنة الوفية مع زوجها بغليظ القول وتوجه له مثل هذه الكلمة غير المهذَّبة بل والجارحة؟؟!

2 ـ إنّ آية : {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3] لا تدل على أن خديجة قالت مثل هذا الكلام لرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بل غاية ما تفيده هذه الآية هي أنَّ مثل هذا الكلام قد وُجّه إلى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وأمّا مَن هو القائل ولماذا قال هذا الكلام؟ فليس ذلك معلوماً.

3 ـ إن ناقل هذه الرواية يصف خديجة تارة بأنها طمأنت النبيّ وسكّنت من روعه إلى درجة أنها منعته عن الانتحار ولكنه يصفها تارة اُخرى بانها قالت له : بأن اللّه عاداه وقلاهُ ألا ينبغي هنا أن نقول : كن ذكوراً ثم أكذب ؟!

4 ـ إذا كان الوحيُ قد انقطع بعد حادثة جبل ( حراء ) ونزول بضع آيات من سورة العلق إلى أن نزلت سورة الضحى يتوجب ـ في هذه الصورة ـ ان تكون سورة الضحى ثاني سورة من حيث الترتيب التاريخي لنزول السُور في حين أنَّ تاريخ نزول الآيات والسور القرآنية يفيد أنها السورةُ الحادية عشَرة من سُور القرآن الكريم؛ لأن فهرس السور القرآنية حسب نزولها هو كالتالي :

1 ـ العلق.

2 ـ القلم.

3 ـ المزمِّل.

4 ـ المدّثر.

5 ـ تبّت ( المَسَد ).

6 ـ التكوير.

7 ـ الاعلى.

8 ـ الانشراح.

9 ـ والعصر.

10 ـ والفجر.

11 ـ والضحى .

نعم انفرد اليعقوبي من بين المؤلفين باعتبار سورة الضحى ـ في تاريخه ـ السورة الثالثة من حيث تاريخ النزول وحتّى هذا الرأي لا ينسجم مع القصة المذكورة ( انقطاع الوحي ).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.