أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-4-2017
3115
التاريخ: 22-11-2015
7579
التاريخ: 22-4-2017
2890
التاريخ: 1-11-2017
3387
|
لم يرد في القرآن الكريم أيُ ذكر مطلقاً لمسألة ( انقطاع الوحي ) بل لم ترد به إشارة أيضاً إنما نلاحظها في كتب السيرة والتفسير فقط ويختلف كُتّاب السيرة والمؤرّخون في علة ( انقطاع الوحي ) هذا ومدته اختلافاً كبيراً يجعلنا لا نعتمد على أي واحد منها وها نحن نشير اليها بشكل مّا :
1 ـ ان اليهود سألوا رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) عن اصحاب الكهف وعن الروح وعن قصة ذي القرنين فقال عليه الصلاة والسّلام : سأخبركم غداً ولم يستثن فاحتبس عنه الوحي .
بناء على هذا لا يمكن ان نربط هذه المسألة ببدء الوحي ومطلع عهد الرسالة لان اتصال علماء اليهود واحبارهم مع النبي (صـلى الله علـيه وآله) عن طريق قريش وسؤالهم اياه حول هذه الاُمور الثلاثة وقع في حدود السنة السابعة من البعثة يوم توجه وفد من قريش إلى المدينة ليسألوا علماء اليهود عن صحة ما جاء به رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) فاقترح اليهود عليهم ان يسألوا النبي عن تلك الاُمور الثلاثة .
2 ـ قالت خولة وهي امرأة كانت تخدم رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) أن جرواً دخل البيت فدخل تحت السرير فمات فمكث نبي اللّه (صـلى الله علـيه وآله) أياماً لا ينزلُ عليه الوحيُ فلمّا خرج رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) من البيت كنست خولة تحت السرير فاذا جروٌ ميّت فأخذته والقته خلفَ الجدار فأنزلَ اللّهُ تعالى هذه السورة ولما نزل جبرئيل سأله النبي (صـلى الله علـيه وآله) عن التأخر فقال : أما علمت أنّا لا ندخلُ بيتاً فيه كلبٌ ولا صورةٌ .
3 ـ إن المسلمين قالوا : يا رسول اللّه مالكَ لا ينزلُ عليكَ الوحيُ؟ فقال : وكيف ينزِلُ عليّ وأنتمْ لا تقصُّون أظفاركُمْ ولا تأخذونَ من شواربكم ؟
فنزلَ جبرئيلُ بهذه السورة.
4 ـ اهدى عثمان إلى النبي (صـلى الله علـيه وآله) عنقود عنب وقيل عِذق تمر فجاء سائلٌ فأعطاه ثم اشتراه عثمان بدرهم فقدّمه إليه (صـلى الله علـيه وآله) ثانياً ثم عاد السائل فأعطاه وهكذا ثلاث مرات فقال (صـلى الله علـيه وآله) : ملاطفاً لا غضبان : أسائلٌ أنت يا فلان أم تاجر؟ فتأخر الوحيُ أياماً فاستوحش فنزلت السورةُ .
5 ـ إن جرواً لأحد نساء النبي (صـلى الله علـيه وآله) أو أحد أقربائه حال دون نزول الوحي عليه .
6 ـ إنّ رسولَ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) سأل جبرئيلَ عن تأخّر الوحي قال جبرئيل لا املِكُ من نفسي شيئاً إنّما أنا عبدٌ مأمورٌ .
ثم ان هناك أقوالا اُخرى يمكنُ الحصول عليها من مراجعة التفاسير .
ولكنَ الطبريّ نقَلَ وجهاً آخر تمسَكَ به المغرضون والمرضى من الكُتّاب واعتبروه دليلا على طروء الشك على قلب رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وهو أنّ الوحي انقطع عن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بعد حادثة ( حراء ) فقالت خديجة للنبي (صـلى الله علـيه وآله) : ما أرى ربَّك إلاّ قد قلاك!!
فنزلَ الوحيُ يقولُ {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3].
وممّا يدلُّ على أَهداف هذا النوع من الكُتّاب المريضة أو عدم تتبّعهم واستقصائهم أنهم تمسكوا من بين جميع الأقوال بهذا الاحتمال واستندوا إليه للحكم على شخصية كرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) الّذي لم يَر في حياته أي أثر للشك والحيرة مطلقاً.
وإننا مع ملاحظة النقاط التالية يمكننا أن نقف على بطلان هذا الاحتمال وتفاهته :
1 ـ لقد كانت السيدة خديجة من النساء اللواتي أحببن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) حباً صادقاً وعميقاً فهي الّتي وفت لزوجها حتّى النفس الأخير ووقفت ثروتها الطائلة لتحقيق أهدافه وكانت في عام البعثة قد قضيت خمسة عشر عاماً من حياتها الزوجية ولم تر خديجة طوال هذه الفترة من زوجها الا التقوى والطهر ولم تلمس منه إلا كَرَم الصفات ونبل الاخلاق فقد كانت من المصدقين له (صـلى الله علـيه وآله) من أول يوم وكانت تراعي نهاية الأدب في تكليمها معه وعشرتها اياه (صـلى الله علـيه وآله) فكيف تتكلم مثل هذه المرأة المؤمنة الوفية مع زوجها بغليظ القول وتوجه له مثل هذه الكلمة غير المهذَّبة بل والجارحة؟؟!
2 ـ إنّ آية : {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى} [الضحى: 3] لا تدل على أن خديجة قالت مثل هذا الكلام لرسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) بل غاية ما تفيده هذه الآية هي أنَّ مثل هذا الكلام قد وُجّه إلى رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وأمّا مَن هو القائل ولماذا قال هذا الكلام؟ فليس ذلك معلوماً.
3 ـ إن ناقل هذه الرواية يصف خديجة تارة بأنها طمأنت النبيّ وسكّنت من روعه إلى درجة أنها منعته عن الانتحار ولكنه يصفها تارة اُخرى بانها قالت له : بأن اللّه عاداه وقلاهُ ألا ينبغي هنا أن نقول : كن ذكوراً ثم أكذب ؟!
4 ـ إذا كان الوحيُ قد انقطع بعد حادثة جبل ( حراء ) ونزول بضع آيات من سورة العلق إلى أن نزلت سورة الضحى يتوجب ـ في هذه الصورة ـ ان تكون سورة الضحى ثاني سورة من حيث الترتيب التاريخي لنزول السُور في حين أنَّ تاريخ نزول الآيات والسور القرآنية يفيد أنها السورةُ الحادية عشَرة من سُور القرآن الكريم؛ لأن فهرس السور القرآنية حسب نزولها هو كالتالي :
1 ـ العلق.
2 ـ القلم.
3 ـ المزمِّل.
4 ـ المدّثر.
5 ـ تبّت ( المَسَد ).
6 ـ التكوير.
7 ـ الاعلى.
8 ـ الانشراح.
9 ـ والعصر.
10 ـ والفجر.
11 ـ والضحى .
نعم انفرد اليعقوبي من بين المؤلفين باعتبار سورة الضحى ـ في تاريخه ـ السورة الثالثة من حيث تاريخ النزول وحتّى هذا الرأي لا ينسجم مع القصة المذكورة ( انقطاع الوحي ).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|