أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-2-2017
3864
التاريخ: 24-2-2017
13829
التاريخ: 24-2-2017
4517
التاريخ: 10-2-2017
4135
|
قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا (167) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا } [النساء : 167-170].
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} بأنفسهم ، {وَصَدُّوا} غيرهم ، {عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} : عن الدين الذي بعثك الله به إلى خلقه ، {قَدْ ضَلُّوا ضَلَالًا بَعِيدًا} يعني : جاوزوا عن قصد الطريق جوازا شديدا ، وزالوا عن الحجة التي هي دين الله الذي ارتضاه لعباده ، وبعثك به إلى خلقه ، زوالا بعيدا عن الرشاد {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا} : جحدوا رسالة محمد ، {وَظَلَمُوا} محمدا بتكذيبهم إياه ، ومقامهم على الكفر على علم منهم بظلمهم أولياء الله حسدا لهم ، وبغيا عليهم ، {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} أي : لم يكن الله ليعفو لهم عن ذنوبهم ، بترك عقابهم عليها ، {وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا} أي : لا يهديهم إلى طريق الجنة ، لان الهداية إلى طريق الإيمان قد سبقت ، وعم الله بها جميع المكلفين ، {إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ} معناه لكن يهديهم طريق جهنم جزاء لهم على ما فعلوه من الكفر والظلم . {خَالِدِينَ فِيهَا} أي : مقيمين فيها {أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ} أي : تخليد هؤلاء الذين وصفهم في جهنم {عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} ، لأنه إذا أراد ذلك لم يقدر على الامتناع منه أحد .
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [النساء : 170] .
ثم عاد سبحانه إلى العظة ، وعم الخلق بذلك فقال : {يَاأَيُّهَا النَّاسُ} خطاب لجميع المكلفين . وقيل خطاب للكفار {قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ} يعني : محمد صلى الله عليه وآله وسلم {بِالْحَقِّ} أي : بالدين الذي ارتضاه الله لعباده . وقيل : بولاية من أمر الله تعالى بولايته ، عن أبي جعفر عليه السلام . {مِنْ رَبِّكُمْ} أي : من عند ربكم {فَآمِنُوا} أي : صدقوه ، وصدقوا ما جاءكم به من عند ربكم {خَيْرًا لَكُمْ} أي : ائتوا خيرا مما أنتم عليه من الجحود والتكذيب {وَإِنْ تَكْفُرُوا} أي : تكذبوه فيما جاءكم به من عند الله {فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} أي : فإن ضرر ذلك يعود عليكم دون الله ، فإنه يملك ما في السماوات والأرض ، لا ينقص كفركم فيما كذبتم به نبيه شيئا من ملكه ، وسلطانه {وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا} بما أنتم صائرون إليه من طاعته أو معصيته ، {حَكِيمًا} في أمره ونهيه إياكم ، وتدبيره فيكم ، وفي غيركم .
_____________________________
1. تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 244-246 .
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالًا بَعِيداً } . قال الرازي وغيره من المفسرين : هذه الأوصاف تنطبق على اليهود ، لأنهم كفروا بالإسلام ، وصدوا غيرهم عنه بإلقاء الشبهات في قلوب البسطاء .
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ولا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أَبَداً } . يرى بعض المفسرين ان الآية الأولى مختصة باليهود ، وهذه بالمشركين ، وان اليهود قد صدوا عن الإسلام بإلقاء الشبهات ، وان المشركين صدوا عنه بالظلم ، حيث أعلنوا الحرب على محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، ودارت بينه وبينهم المعارك أكثر من مرة ، ولا يغفر اللَّه لهم ولا لغيرهم ما داموا على الضلال ، ولا يرشدهم في الآخرة إلا إلى طريق جهنم ، لأنهم في الدنيا سلكوا طريق الضلالة ، وانحرفوا عن طريق الهداية رغم الإنذار والإخطار . وقوله أبدا دليل على خلودهم في النار ، وعدم انقطاع العذاب عنهم ، ولولا لفظ التأبيد لكان لفظ الخلود محتملا للدوام والاستمرار ، ولطول أمد المكث في جهنم .
{ يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ } .
المراد بالرسول محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، والنداء عام لكل إنسان في كل زمان ومكان ، لأن الإيمان برسالة محمد ودعوته إيمان بالحق ، ووجوب الإيمان بالحق لا يختص بفرد ، دون فرد ، ولا بوقت دون وقت ، وقوله تعالى : { بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ } يشعر بأن الإسلام لا يقر أي سلطان إلا سلطان الحق ، فمن أعطاه الطاعة فهو عند اللَّه من المقربين ، ومن عصى { فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ والأَرْضِ وكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً } . لا تخفى عليه طاعة من أطاع ، ولا معصية من عصى ، وقضت حكمته ان يجازي كلا بما يستحقه من الثواب والعقاب .
__________________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص497-498 .
قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً } لما ذكر تعالى الحجة البالغة في رسالة نبيه ونزول كتابه من عند الله ، وأنه من سنخ الوحي الذي أوحي إلى النبيين من قبله وأنه مقرون بشهادته وشهادة ملائكته وكفى به شهيدا حقق ضلال من كفر به وأعرض عنه كائنا من كان من أهل الكتاب.
وفي الآية تبديل الكتاب الذي كان الكلام في نزوله من عند الله بسبيل الله حيث قال : { وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ } وفيه إيجاز لطيف كأنه قيل : إن الذين كفروا وصدوا عن هذا الكتاب والوحي الذي يتضمنه فقد كفروا وصدوا عن سبيل الله والذين كفروا وصدوا عن سبيل الله (إلخ) .
قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ } (إلخ) تحقيق وتثبيت آخر مقامه التأكيد من الآية السابقة ، وعلى هذا يكون المراد بالظلم هو الصد عن سبيل الله كما هو ظاهر.
ويمكن أن يكون الآية في مقام التعليل بالنسبة إلى الآية السابقة ، يبين فيها وجه ضلالهم البعيد والمعنى ظاهر .
بعد ما أجاب عما اقترحه أهل الكتاب من سؤالهم رسول الله صلى الله عليه وآله تنزيل كتاب من السماء ببيان أن رسوله إنما جاء بالحق من عند ربه ، وأن الكتاب الذي جاء به من عند ربه حجة قاطعة لا ريب فيها استنتج منه صحة دعوة الناس كافة إلى نبيه وكتابه .
وقد كان بين فيما بين أن جميع رسله وأنبيائه ـ وقد ذكر فيهم عيسى ـ على سنة واحدة متشابهة الأجزاء والأطراف ، وهي سنة الوحي من الله فاستنتج منه صحة دعوة النصارى وهم أهل كتاب ووحي إلى أن لا يغلوا في دينهم ، وأن يلحقوا بسائر الموحدين من المؤمنين ، ويقروا في عيسى بما أقروا به هم وغيرهم في سائر الأنبياء أنهم عباد الله ورسله إلى خلقه .
فأخذ تعالى يدعو الناس كافة إلى الإيمان برسوله صلى الله عليه وآله لأن المبين أولا هو صدق نبوته في قوله { إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ } ( الآيات ) .
ثم دعا إلى عدم الغلو في حق عيسى عليه السلام لأنه المتبين ثانيا في ضمن الآيات المذكورة ثم دعا إلى اتباع كتابه وهو القرآن الكريم لأنه المبين أخيرا في قوله تعالى : { لكِنِ اللهُ يَشْهَدُ بِما أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ } (الآية) .
قوله تعالى : { يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ } ، خطاب عام لأهل الكتاب وغيرهم من الناس كافة ، متفرع على ما مر من البيان لأهل الكتاب ، وإنما عمم الخطاب لصلاحية المدعو إليه وهو الإيمان بالرسول كذلك لعموم الرسالة .
وقوله { خَيْراً لَكُمْ } حال من الإيمان وهي حال لازمة أي حال كون الإيمان من صفته اللازمة أنه خير لكم .
وقوله { وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ } ، أي إن تكفروا لم يزد كفركم عليكم شيئا ، ولا ينقص من الله سبحانه شيئا ، فإن كل شيء مما في السماوات والأرض لله فمن المحال أن يسلب منه تعالى شيء من ملكه فإن في طباع كل شيء مما في السماوات والأرض أنه لله لا شريك له فكونه موجودا وكونه مملوكا شيء واحد بعينه ، فكيف يمكن أن ينزع من ملكه تعالى شيء وهو شيء ؟
والآية من الكلمات الجامعة التي كلما أمعنت في تدبرها أفادت زيادة لطف في معناها وسعة عجيبة في تبيانها ، فإحاطة ملكه تعالى على الأشياء وآثارها تعطي في الكفر والإيمان والطاعة والمعصية معاني لطيفة ، فعليك بزيادة التدبر فيها .
___________________________
1. تفسير الميزان ، ج5 ، ص 122-127 .
جرى البحث في الآيات السابقة حول المؤمنين وغير المؤمنين ، أمّا الآيات الثلاثة الأخيرة فهي تشير إلى مجموعة اختارت أقبح أنواع الكفر ، فهؤلاء ـ بالإضافة ـ إلى انحرافهم وضلالهم سعوا إلى تحريف وإضلال الآخرين ، وقد ظلموا أنفسهم بفعلهم هذا وظلموا الآخرين معهم لأنهم لم يسيروا في طريق الحق ولم يسمحوا للآخرين ـ أيضا ـ باتّباع هذا السبيل ، والآية الكريمة تصف هؤلاء بأنّهم في ضلال بعيد وذلك بقولها : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ قَدْ ضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً}.
فلما ذا ـ يا ترى ـ استحق هؤلاء الإبعاد عن طريق الحق؟ إنّهم استحقوا ذلك لدعوتهم الآخرين إلى طريق الضلال ، حيث من المستبعد جدّا أن يتخلوا عن طريق هم يدعون الآخرين لاتّباعه ـ فقط خلط هؤلاء كفرهم بالعناد ، ووضعوا أقدامهم في طريق الضلال والانحراف ، وابتعدوا بذلك كثيرا عن طريق الحق والصواب.
أمّا الآية الأخرى فتشير إلى الذين كفروا وظلموا ، إذ ظلموا الحق أوّلا لعدم التزامهم بالصواب ، كما ظلموا أنفسهم بذلك ـ أيضا ـ إذ حرموها من السعادة وسقطوا في هوة الضلالة ، وظلموا الآخرين حين منعوهم من التوجه إلى طريق الحق والصواب ، فهؤلاء لن يشملهم أبدا عفو الله ، وإن الله لا يهديهم أبدا إلّا إلى طريق جهنم ، تقول الآية : {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ ...}.
فهؤلاء باقون وخالدون في جهنم دائما وأبدا ، كما تقول الآية : {خالِدِينَ فِيها أَبَداً ...}.
وعلى هؤلاء أن يعلموا أنّ وعد الله حق ، وأن تهديده يتحقق لا محالة ، فليس ذلك على الله بالأمر الصعب تقول الآية : {وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً}.
ونشاهد في الآيتين المذكورتين تأكيدا من طراز خاص حول هذا النوع من الكفار والعقوبات التي ينالونها ـ فمن جهة يوصف انحرافهم بالضلال البعيد ، ومن جهة ثانية تؤكد الآية باستخدام عبارة {لَمْ يَكُنِ اللهُ ...} أنّ العفو عن هؤلاء الكفار لا يليق بمنزلة الله سبحانه وتعالى ، ومن جانب آخر فقد جاء التأكيد على خلود هؤلاء في النار والتشديد على أنّه خلود أبدي ، لأنّ هؤلاء وأمثالهم بالإضافة إلى خروجهم عن جادة الحق وانحرافهم ، سعوا إلى إبعاد وحرف الآخرين عن هذا السبيل ، وبذلك تحملوا مسئولية وإثما عظيما .
{يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً } [النساء : 170] .
لقد أوضحت الآيات السابقة نهاية وعاقبة الناس الذين انعدم لديهم عنصر الإيمان ، أمّا الآية الأخيرة فهي تدعو إلى الإيمان وتبيّن نتيجة هذا الإيمان ، وتستخدم في ترغيب الناس إلى هذا الهدف السامي عبارات واصطلاحات تثير عند الأفراد الرغبة والاندفاع نحو الإيمان.
وهذه الآية تشير في البداية إلى أنّ النّبي المرسل هو ذلك الذي كان ينتظر الناس ظهوره ، والذي أشارت إليه الكتب السماوية السابقة ، وهو يحمل إليهم شريعة الحق والعدالة فتقول الآية في هذا المجال : {يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ (2) بِالْحَقِ} (3) .
ثمّ تردف الآية بأن هذا النّبي قد جاء إلى الناس من الله الذي تعهد تربية الخلق أجمعين، وذلك من خلال العبارة القرآنية الواردة في هذه الآية ، وهي عبارة : {مِنْ رَبِّكُمْ}.
وبعد ذلك تؤكّد الآية ـ على أنّ إيمان الأفراد إنّما تعود فائدته ويعود نفعه عليهم أنفسهم ، أي أن الإنسان إذا آمن إنما يخدم نفسه بهذا الإيمان قبل أن يخدم به غيره تقول الآية : {فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ}.
كما تؤكّد الآية في النهاية على أن من يتخذ الكفر سبيلا لنفسه فلن يضرّ الله بعمله هذا أبدا ، لأن الله يملك كل ما في السماوات وما في الأرض ، فهو بهذا لا يحتاج إلى أي شيء من الآخرين ، تقول الآية في هذا الصدد : {وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ}.
وتبيّن الآية في النهاية أنّ أحكام الله وأوامره كلّها لمصلحة البشر ، لأنّها نابعة من حكمة الله وعلمه وهي قائمة على أساس تحقيق مصالح الناس ، ومنافعهم الخيّرة ، فتقول الآية : {وَكانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً}.
ومن المنطلق نفسه فإنّ ما أرسله الله من شرائع لتنظيم الحياة الاجتماعية للبشر بواسطة الأنبياء عليهم السلام ، لم يكن ـ مطلقا ـ لحاجة الله إلى ذلك ، بل إنّه نابع من علمه وحكمته ، فهل يحق للبشر بعد هذا البيان أن يتركوا طريق الإيمان ويتبعوا سبيل الكفر ؟
___________________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 378-381 .
2. يبدو من سياق الآية أنّ حرفي «ال» الداخلة على كلمة «رسول» هما «ال» العهدية ، وفيها إشارة إلى النّبي الذي كانوا ينتظرون قدومه ، ولم يقتصر هذا الانتظار على اليهود والنصارى وحدهم ، بل أنّ المشركين ـ أيضا ـ كانوا يتوقعون ـ لما سمعوه من أهل الكتاب ـ ظهور النّبي صلى الله عليه وآله وسلم .
3. لقد فسّرت بعض الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام كلمة «الحق» الواردة في الآية إشارة إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقد بيّنا سابقا إن مثل هذه التفاسير واضحة في بيان المصاديق ، وهي لا تدل على الحصر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|