أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-12-2016
2307
التاريخ: 7-2-2017
2287
التاريخ: 21-5-2021
6452
التاريخ: 27-2-2021
2111
|
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار:
ثم آخى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين والأنصار من أصحابه، وكانوا تسعين رجلاً، وقيل: ثلاثمائة رجل، نصفهم من المهاجرين، ونصفهم من الأنصار، آخى بينهم على الحق والمواساة، ويتوارثون بعد الموت، إلى وقعة بدر. فلما أنزل اللّه تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [الأنفال: 75] (1) ردّ التوارث إلى الرحم دون عقد الاُخوّة.
وقد تمت عملية المؤاخاة مرتين، وفي كل مرة اتّخذ النبي (صلى الله عليه وآله) عليّاً (عليه والسلام) أخاً لنفسه من دون الناس.
كما انه (صلى الله عليه وآله) آخى بين النساء المهاجرات والأنصار أيضاً.
وروى السبط ابن الجوزي قائلاً: آخى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بين المهاجرين والأنصار، فبكى علي (عليه والسلام) فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): ما يبكيك يا علي؟
قال: لم تواخ بيني وبين أحد.
قال: أنا ادّخرتك لنفسي، ثم قال لعلي (عليه والسلام): أنت منّي بمنزلة هارون من موسى(2).
ثم قال (صلى الله عليه وآله): يا علي أما علمت ان أول من يدعى به يوم القيامة أنا، فأقوم عن يمين العرش، إلى أن قال: ثم أنت أول من يدعى به لقرابتك منّي ومنزلتك عندي، ويدفع إليك لوائي وهو لواء الحمد.
النبي (صلى الله عليه وآله) ونقباء الأنصار:
وكان من النقباء الاثني عشر الذين جعلهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) شهداء على الأنصار: البراء بن معرور، وكان هو أول من تكلّم ليلة العقبة حين التقى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بالسبعين من الأنصار فبايعوه، وقد توفّي قبل قدوم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة بشهر، فلما قدم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) انطلق بأصحابه فصلّى على قبره وقال: (اللّهمّ اغفر له وارحمه وارض عنه وقد فعلت).
وكان البراء هذا هو أول من مات من النقباء، ومات بعده من النقباء الاثني عشر: أسعد بن زرارة، وذلك قبل أن يفرغ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) من بناء مسجده، ودفن بالبقيع، والأنصار يقولون: هو أول من دفن فيها، والمهاجرون يقولون: أول من دفن فيها هو عثمان بن مضعون.
ولما مات أبو امامة أسعد بن زرارة جاءت بنو النجار إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ـ وكان أبو امامة نقيبهم ـ فقالوا: يا رسول اللّه إنّ هذا الرجل قد كان منّا حيث قد علمت، فاجعل لنا رجلاً مكانه يقيم من أمرنا ما كان يقيم.
فقال لهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): أنا نقيبكم، وكره رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أن يخص بها بعضهم دون بعض، فكان من فضل بني النجار أن كان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) نقيبهم.
تشريع الأذان:
ولما كثر المسلمون ذكروا أن يعلموا وقت الصلاة بشيء، فذكروا: أن يوروا ناراً، أو يضربوا ناقوساً، أو ينفخوا في بوق، أو يبعثوا من ينادي بالصلاة.
فهبط جبرائيل (عليه والسلام) على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بالأذان والإقامة، وعندها أمر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه والسلام) أن يدعو له بلالاً، فدعاه فعلمه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الأذان وأمره به، وكان من فصولهما: (حيَّ على خير العمل).
ثم في يوم الغدير لمّا نصب النبي (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه والسلام) بأمر من اللّه تعالى خليفة على المسلمين، وأخذ منهم البيعة له بإمرة المؤمنين، زيد في فصولهما بأمره (صلى الله عليه وآله) بعد الشهادة للّه بالوحدانية وللنبي بالرسالة: الشهادة لعلي (عليه والسلام) بالولاية.
أبو سفيان: أول من صادر أموال المسلمين
وتلاحق المهاجرون إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فلم يبق بمكة منهم أحد إلا مفتون أو محبوس.
وبعث رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وهو بعد في منزل أبي أيوب: زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكّة، وأعطاهما بعيرين وخمسمائة درهم ليحملوا إليه بناته اللاتي لم يسلم أزواجهنّ، لنزول القرآن في حرمتهنّ على أزواجهنّ إلاّ أن يسلموا، وليحملوا إليه زوجته سودة بنت زمعة، واُسامة بن زيد، واُمه، واُم أيمن، فقدما عليه بهنّ وبأسامة.
وأما زينب بنت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فقد خرجت فتعرّض لها هبّار في الطريق بما أسقط جنينها فتمرضت على أثره وفارقت الحياة، فأهدر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) دم هبار على جريمته هذه حيث انه قتل الاُم وجنينها معاً.
نعم لم يستوعب من مكة أهل هجرة بأهليهم وأموالهم إلى اللّه وإلى رسوله إلا أهل دور يسمون بني مظعون من بني جُمح وبنو جحش بن رئاب وبنو البكير من بني سعد بن ليث، فإن دورهم اُغلقت بمكة هجرة.
ولما خرج بنو جحش من دارهم عدا عليها أبو سفيان بن حرب فباعها من عمرو بن علقمة أخي بني عامر بن لؤي.
فلما بلغ بني جحش ما صنع أبو سفيان بدارهم ذكر ذلك عبداللّه بن جحش لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فقال له: أما ترضى يا عبداللّه أن يعطيك اللّه بها داراً في الجنّة؟
قال: بلى.
قال: فذلك لك.
فلما افتتح رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) مكة كلمه ابن جحش في دارهم فأبطأ عليه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله).
فقال له الناس: إنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يكره أن ترجعوا في شيء من أموالكم اُصيب منكم في اللّه.
فأمسك عن كلام رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، وقال:
أبلغ أبا سفيان عن أمر عواقبه ندامه
دار ابن عمك بعتها تقضي بها عنك الغرامه
وحليفكم باللّه رب الناس مجتهد القسامه
اذهب بها، اذهب بها طُوِّقتها طوق الحمامه
المدينة ودعاء الرسول (صلى الله عليه وآله):
كان هواء المدينة وخماً وعفناً، وكانت المدينة من أوبا أرض اللّه من الحمّى، وكانت مشهورة بالوباء في الجاهلية، ومن أجلها كانت تدعى باسم يثرب، فإذا دخلها غريب تمرض، فاستوخم المهاجرون هواء المدينة ولم يوافق مزاجهم، فمرض كثير منهم وضعفوا حتى لم يقدروا على الصلاة قياماً، وكرهوا المدينة، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وهو يدعو ربّه: (اللّهمّ حبّب إلينا المدينة كما حبّبت إلينا مكّة أو أشدّ، وبارك لنا في مدّها وصاعها، وانقل وباءها وحماها عنا) ثم سماها طيبة، فسمّيت بها واشتهرت بمدينة الرسول (صلى الله عليه وآله).
علي (عليه والسلام) يخطب فاطمة (عليه والسلام):
ولما انتقل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) من بيت أبي أيوب إلى منازله كانت ابنته فاطمة(عليه والسلام) عنده، فخطبها أكابر قريش من أهل الفضل والسابقة في الإسلام والشرف والمال، كما خطبها بعض الصحابة، وكان كلما ذكرها له أحدهم أعرض عنه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بوجهه، حتى كان الرجل منهم يظن ان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ساخط عليه.
فقيل لعلي (عليه والسلام): لم لا تخطب فاطمة؟ فواللّه ما نرى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) يحبسها إلاّ عليك.
فأقبل علي (عليه والسلام) إلى النبي (صلى الله عليه وآله) خاطباً وهو في دار اُم سلمة، وقبل أن يصل علي (عليه والسلام) إلى الدار هبط جبرئيل على النبي (صلى الله عليه وآله) وأخبره بمجيء علي (عليه والسلام).
فلما طرق الباب قال النبي (صلى الله عليه وآله) لاُم سلمة: افتحي له الباب ومريه بالدخول، فهذا رجل يحبّه اللّه ورسوله ويحبّهما، فدخل فإذا هو علي (عليه والسلام)، فسلّم على النبي (صلى الله عليه وآله) وجلس مطرقاً برأسه حياءاً.
فقال له النبي (صلى الله عليه وآله): أني أرى انك أتيت لحاجة؟
فقال علي (عليه والسلام): فداك أبي واُمي يا رسول اللّه، انك لتعلم انك أخذتني من عمك أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد، وأنا صبيّ، فغذّيتني بغذائك، وأدّبتني بأدبك، فكنتَ إليّ أفضل من أبي طالب ومن فاطمة بنت أسد في البرّ والشفقة، وان اللّه تعالى هداني بك وعلى يديك، وأنت واللّه يا رسول اللّه ذخري وذخيرتي في الدنيا والآخرة، يا رسول اللّه، فقد أحببت مع ما شدّ اللّه من عضدي بك أن يكون لي بيت، وأن يكون لي زوجة أسكن إليها، وقد أتيتك خاطباً راغباً، أخطب إليك ابنتك فاطمة، فهل أنت مزوّجي يا رسول اللّه؟ ثم سكت وأطرق برأسه ينتظر جواب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله).
صداق الزواج:
ولما خطب علي (عليه والسلام) فاطمة(عليها والسلام) من أبيها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) تهلّل وجه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فرحاً وسروراً وقال له: فهل معك شيء اُزوّجك به؟
فقال علي (عليه والسلام): فداك أبي واُمي، واللّه ما يخفى عليك من أمري شيء، أملك سيفي ودرعي وناضحي، ومالي شيء غير هذا.
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): يا علي أما سيفك فلا غنى بك عنه تجاهد به في سبيل اللّه وتقاتل به أعداء اللّه، وناضحك تنضح به على نخلك وأهلك وتحمل عليه رحلك في سفرك، ولكني قد زوجتك بالدرع ورضيت بها منك، يا علي أبشر فإن اللّه تعالى قد زوّجكما في السماء قبل أن اُزوّجك في الأرض.
ابداء الرضا:
ثم قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه والسلام): يا علي انه قد ذكر فاطمة رجال قبلك، فذكرتُ ذلك لها، فرأيتُ الكراهة في وجهها، ولكن على رسلك حتى أخرج إليك.
فدخل (صلى الله عليه وآله) عليها فقامت(عليه والسلام) فأخذت رداء أبيها (صلى الله عليه وآله) ونزعت نعليه، وأتته بالوضوء فوضّئته بيدها، وغسلت رجليه، ثم جلست تنتظر أمره (صلى الله عليه وآله).
فقال (صلى الله عليه وآله) لها: يا فاطمة!
فقالت: لبيك يا أبة يا رسول اللّه ما حاجتك؟
قال: ان علي بن أبي طالب من قد عرفت قرابته وفضله وإسلامه، واني قد سألتُ ربّي أن يزوّجك خير خلقه وأحبّهم إليه وقد ذكر عن أمرك شيئاً، فما ترين؟
فسكتت فاطمة(عليه والسلام) ولم تولّ وجهها، ولم يرَ فيها رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) كراهة، فقام وهو يقول: (اللّه أكبر، سكوتها اقرارها).
إعلان خبر الزواج:
ثم قام علي (عليه والسلام) ومضى إلى المسجد، وجاء رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في أثره، وفي المسجد المهاجرون والأنصار، فصعد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: معاشر المسلمين ان جبرئيل أتاني آنفاً فأخبرني عن ربّي عزّ وجل انه جمع الملائكة عند البيت المعمور، وانه أشهدهم جميعاً انه زوّج أمته فاطمة بنت رسول اللّه من عبده علي بن أبي طالب، وأمرني أن اُزوّجه في الأرض واُشهدكم على ذلك.
ثم جلس وقال لعلي (عليه والسلام): قم يا أبا الحسن فاخطب أنت لنفسك.
فقام فحمد اللّه وأثنى عليه وصلّى على النبي وآله ثم قال:
(الحمد للّه شكراً لأنعمه وأياديه، ولا إله إلاّ اللّه شهادة تبلغه وترضيه، وصلّى اللّه على محمد صلاة تزلفه وتحظيه، والنكاح مما أمر اللّه عزوّجل به ورضيه، ومجلسنا هذا مما قضاه اللّه وأذن فيه، وقد زوّجني رسول اللّه ابنته فاطمة وجعل صداقها درعي هذا وقد رضيت بذلك، فاسألوه واشهدوا).
فقال المسلمون لرسول اللّه (صلى الله عليه وآله): زوّجته يا رسول اللّه ؟
فقال (صلى الله عليه وآله): نعم.
فقالوا: بارك اللّه لهما شملهما.
الصداق لمصلحة الزوجين:
ثم أقبل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) على علي (عليه والسلام) وقال له: يا علي انطلق الآن فبع درعك وأتني بثمنه حتى أهيئ لك ولإبنتي فاطمة ما يصلحكما.
قال علي (عليه والسلام): فانطلقتُ فبعتُ درعي بأربعمائة درهم، وقيل: بأربعمائة وثمانين، وقيل: بخمسمائة درهم(3) وأقبلتُ بها إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وطرحتها بين يديه، فدعا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بعض أصحابه ودفع له بعض المال وقال له: اشتر بهذه الدراهم لابنتي ما يصلح لها في بيتها، فانطلق واشترى:
1 ـ فراشاً من خيش مصر محشواً بالصوف.
2 ـ نطعاً من ادم.
3 ـ وسادة من ادم حشوها من ليف النخل.
4 ـ عباءة خيبرية.
5 ـ قربة للماء.
6 ـ كيزاناً.
7 ـ جراراً.
8 ـ مطهرة للماء.
9 ـ ستراً من صوف.
10 ـ رحى لليد.
فلما وضع ما اشتراه بين يدي رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) نظر إليه فبكى وجرت دموعه، ثم رفع يده إلى السماء وقال: (اللّهمّ بارك لقوم جُلّ آنيتهم الخزف).
وهذا الدعاء يشمل من حينه كل زواج يتم ببساطة وسهولة وبلا تشريفات وتعقيدات إلى يوم القيامة، وعلينا إذا أحببنا أن يشملنا هذا الدعاء ويشمل أبناءنا وبناتنا أن نلتزم بذلك ولا نطلب سوى الكفاءة والأهلية من حسن الخلق والتديّن، كما في الحديث الشريف: (إذا جاءكم من ترضون خُلقه ودينه فزوِّجوه)(4).
البساطة في اُمور الزواج:
ثم دعى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه والسلام) وقال له: هيئ منزلاً حتى تحوّل فاطمة إليه.
فقال علي (عليه والسلام): يا رسول اللّه ما هاهنا منزل إلا منزل حارثة بن النعمان.
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): واللّه لقد استحيينا من حارثة بن النعمان، فقد أخذنا عامة منازله، فبلغ ذلك حارثة فجاء إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) فقال: يا رسول اللّه أنا ومالي للّه ولرسوله، واللّه ما من شيء أحبّ إليَّ مما تأخذه، والذي تأخذه أحبّ إليّ ممّا تتركه.
فجزّاه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) خيراً.
ثم فرشوا البيت بالرمل، ونصبوا فيه عوداً يوضع عليه القربة، وستروه بكساء، ونصبوا خشبة من الحائط إلى الحائط للثياب، ثم حُوّلت فاطمة(عليه والسلام) إلى علي (عليه والسلام)، ولها من العمر تسع سنين.
وليمة الزفاف:
ثم قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه والسلام): يا علي اصنع لأهلك طعاماً فاضلاً، فجاء الأصحاب بالهدايا، فأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بطحن الحنطة، فطحن وخبز، وذبح الكبش، وجيء بتمر وسمن، فلمّا تهيّأ الطعام قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه والسلام): يا علي ادع من أحببت.
قال علي (عليه والسلام): فأتيتُ المسجد وهو غاص بأهله، فناديت: أجيبوا إلى وليمة فاطمة بنت محمد (صلى الله عليه وآله)، فأجابوا وأقبلوا أفواجاً، فأكلوا ورفعوا منها ما أرادوا ولم ينقص من الطعام شيء.
ثم دعا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) الأواني فملئت ووجه بها إلى منازل أزواجه، ثم أخذ آنية منها وقال: هذه لفاطمة وبعلها (عليهما السلام).
ليلة الزفاف وآدابه:
ثم أمر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) في ليلة الزفاف نساءه وبنات عبدالمطلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يصحبن فاطمة(عليه والسلام) إلى بيت زوجها، وأن يفرحن، ويرتجزن، ويكبّرن، ويحمدن، ولا يقولنّ ما لا يرضي اللّه تعالى.
ولما دخلن الدار أنفذ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إلى علي (عليه والسلام) ثم دعا فاطمة(عليه والسلام) فأخذ يدها ووضعها في يد علي (عليه والسلام) وقال: بارك اللّه في ابنة رسول اللّه، يا علي نعم الزوجة فاطمة، ويا فاطمة نعم الزوج علي، ثم قال: يا علي هذه فاطمة وديعتي عندك، ثم رفع يديه بالدعاء وقال:
(اللّهمّ اجمع شملهما، وألّف بين قلوبهما، واجعلهما وذرّيتهما من ورثة جنّة النعيم، وارزقهما ذرّية طاهرة طيّبة مباركة، واجعل في ذرّيتهما البركة، واجعلهم أئمّة يهدون بأمرك إلى طاعتك، ويأمرون بما يرضيك، اللّهمّ انهما أحبّ خلقك إليّ فأحبّهما واجعل عليهما منك حافظاً، واني اُعيذهما بك وذرّيتهما من الشيطان الرجيم).
ثم خرج (صلى الله عليه وآله) إلى الباب وهو يقول: طهّركما وطهّر نسلكما، أنا سلم لمن سالمكما، وحرب لمن حاربكما، استودعكما اللّه، وأستخلفه عليكما.
___________
(1) الأنفال : 75.
(2) حديث المنزلة وقد أجمع عليه سائر فرق الإسلام، قال ابن أبي الحديد المعتزلي في شرحه على نهج البلاغة : ج 13 ص 211 ط دار إحياء التراث العربي : (وقال النبي في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام (أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبيّ بعدي) فأثبت له جميع مراتب هارون عن موسى، فإذن هو وزير رسول الله وشادّ أزره، ولولا أنه خاتم النبيّين لكان شريكاً في أمره) انتهى. وفي البخاري ج 5 ص 24 باب مناقب علي بن أبي طالب: (قال النبي لعلي أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى).
(3) وفي بعض الأخبار : ان صداقها (عليه والسلام) كان ثلاثين درهماً فقط [راجع الكافي : ج 5 ص 377 ح 2] وذلك لتتضع المناكح.
(4) وسائل الشيعة: ج 14 ص 50 ب 28 ح 1 و 2 و 6 عن الرسول (صلى الله عليه وآله).
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|