المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6767 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

مـفهوم الهيكـل التنظيمـي وتـطـوره
1/11/2022
عموم جريان الإستصحاب
23-8-2016
الموزون
2023-03-12
Space Wars
10-10-2016
أنواع الملاحظة بالمشاركة
28-3-2022
نبات المنتور (Stock)
4-3-2018


10- علاقة مملكة اشور وماري  
  
1941   02:01 مساءاً   التاريخ: 1-12-2016
المؤلف : جاسم شهد وهد.
الكتاب أو المصدر : الصلات السياسية بين ممالك العراق في العصر البابلي القديم (2004-1595 ق.م)
الجزء والصفحة : ص136-144.
القسم : التاريخ / العصر البابلي القديم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2016 1415
التاريخ: 23-9-2016 2265
التاريخ: 1-12-2016 1818
التاريخ: 17-9-2016 1973

عاصر الملك الآشوري (سرجون الأول Šarru-gīn I) (1889-1875 ق.م) خلال مدة حكمه قيام أول سلالة آموريه حاكمة في ماري بزعامة الملك(أشطب-آيلIštub-El) (1880-1841 ق.م)(1)، ولكن لا يوجد ما يشير إلى حدوث صلات سياسية بين المملكتين خلال تلك الفترة، ويبدو أن السبب وراء ذلك يرجع إلى حالة الضعف التي شهدتها مملكة آشور(2)، ثم تولى الحكم بعد ذلك الملك(بوزور-آشور الثاني(Puzur-Aššur II  (1874-1848 ق.م) والذي نجح في تقوية مملكته، كما انه سعى لمد نفوذه باتجاه مملكة ماري من خلال قيامه بتقديم الدعم والمساعدة لاحد الزعماء الاموريون وهو (أيلا كبكبو Ilakabkabu)(1854-1838 ق.م)، والذي تمكن من بسط سيطرته على بعض الاراضي والمدن التابعة لمملكة ماري، ولقب نفسه "بالملك" واتخذ من مدينة تيرقا مقراً رئيسياً لحكمه(3) وعندما تولى عرش مملكة آشور الملك (نرام-سين Naram-Sin)( 1847-1838 ق.م)، فان العلاقات بين "أيلا كبكبو" وملك ماري الجديد(يجد-لم Yagd-lim) (1840-1826 ق.م)، تفاوتت بين السلم تارةً وبين الحرب تارةً اخرى فسعى الطرفان لإزالة التوتر بينهما فاقدما على عقد معاهدة عدم اعتداء وأقسما بحياة الآلهة(4)، ويبدو ان حسابات الطرفين بدأت تتعارض من جديد بعدما قدم الملك الآشوري "نرام-سين" دعمه الكامل لـ "أيلا كبكبو" مما أدى إلى نشوب النزاع بينهما مرةً اخرى حيث تشير النصوص المسمارية إلى ان الملك "يجد-لم" قد خرق نصوص المعاهدة وشن الحرب ضد "أيلا كبكبو" وأزاحهُ عن مدينة تيرقا(5) ونرى ذلك "أيلا كبكبو لم يذنب اتجاه يجد-لم، أنه يجد-لم الذي اذنب اتجاه أيلا كبكبو"(6) ويبدو من مجريات الاحداث ان "أيلا كبكبو" قد استعاد مدينة "تيرقا"، بمساعدة الجيش الآشوري الذي بعث به الملك "نرام-سين"، وتشير المصادر إلى ان "تيرقا" اصبحت من جديد مستقلة(7) ، كما لجأ الملكان "أيلا كبكبو" و"يجد-لم" مرةً اخرى إلى تجديد معاهدة السلام بينهما فأقسما بحياة الآلهة(8). ثم توفي "أيلا كبكبو" وأعقبه في الحكم أبنه (شمشي-أدد الأول Šamši-Adad I) (1836-1818 ق.م)(9)، وقد عاصره خلال مدة حكمه الاولى اثنان من ملوك ماري وهم "يجد-لم" الذي اتسمت علاقاته مع "شمشي-أدد الأول" بالسلم والهدوء السياسي، أما الأخر فقد كان الملك (يخدن-لم Yahdun-lim) (1825-1810 ق.م)، والذي بلغت في عهده مملكة ماري أوج قوتها ومثلما توارث الملكان (شمشي-أدد الأول - و يخدن-لم) النزاع بين أسلافهما فقد توارثا التوقيع على معاهدة السلام فيما بينهما فأقسما بحياة الآلهة(10) ولكن هذه المعاهدة أخفقت من جديد في الحفاظ على استمرار السلام بين الطرفين اذ سرعان ما نشب النزاع بينهما وتشير النصوص المسمارية إلى ان الملك "يخدن-لم" هو الذي خرق المعاهدة وقام بعدة اعتداءات مسلحة ضد الملك "شمشي-أدد الأول" كما جاء في النص: "شمشي-أدد لم يفعل الذنب ضد يخدن-لم، انه يخدن-لم الذي عمل الذنب ضد شمشي-أدد "(11).

ويبدو ان الذنب الذي اقترفه الملك "يخدن-لم" هو ما قام به من اعتداءات مسلحة على المناطق العائدة لنفوذ الملك "شمشي-أدد الأول"، ففي مناطق اعالي الخابور قام "يخدن-لم" بتدمير حصاد المدن التابعة للملك "شمشي-أدد الأول"(12)، ولكن الاخير بعث بقواته لمواجهة "يخدن-لم" في منطقة (ناكار Nagar) الواقعة في أعالي الخابور بالقرب من (شوبات-أنليلŠhubat-Enlil)()(13)، الا ان "يخدن-لم" دحر قوات "شمشي-أدد" وألحق بها هزيمةً كبرى(14)، ثم سادت بعد ذلك مدة من الهدوء والجمود في العلاقات السياسية بين المملكتين، ويبدو ان السبب في ذلك يرجع إلى تحرك القوات الآشورية بقيادة الملك "نرام-سين" نحو المناطق والمدن التي سيطر عليها الملك "شمشي-أدد الأول" وكذلك نحو مملكة ماري، الامر الذي أضطر "شمشي-أدد" إلى اللجوء والفرار إلى مملكة بابل في عام  (1818ق.م)(15) وبقي هناك حتى وفاة الملك الآشوري "نرام-سين" وتولى أبنه (إيريشم Erešum II) (1815-1813 ق.م) مقاليد الحكم في مملكة آشور(16) التي شهدت مرحلة من الضعف والتدهور، تمكن خلالها "شمشي-أدد الأول" من السيطرة على مدينة "إيكلاتوم" حيث بقي فيها ثلاث سنوات(17). كما ان ملك ماري "يخدن-لم" قد استغل حالة الضعف التي عانت منها مملكة آشور بعد وفاة ملكها "نرام-سين" من جهة، ووجود "شمشي-أدد الأول" في مملكة بابل من جهةٍ اخرى فسيطر على الاراضي ما بين دجلة والفرات(18)، ويتضح ذلك في احد النصوص الواردة إلى "شمشي-أدد الأول" من شخص غير معروف وهو يستعرض فيها تاريخ الصراع بين المملكتين على هذه المنطقة ويحرض الملك "شمشي-أدد الأول" بعد سيطرته على "إيكلاتوم" على القيام بمهمة عسكرية فيها اذ يقول:

"دائماً ما سمعت عن البلاد بين دجلة والفرات ان أيلا كبكبو، والد سيدي، قد تنازع مع "يجد-لم" على هذه المقاطعة، وللمرة الثانية سيدي و "يخدن-لم" قد تنازعا معاً والعديد من جنود سيدي قد سقطوا هناك وكذلك من جنود يخدن-لم، والان، سيدي، الاله الذي رشحهُ للملوكية ومنحه السيطرة على ضفاف دجلة والفرات فلماذا، يا سيدي، تهمل هذه البلاد؟ "(19).  

ثم تمكن "شمشي-أدد الأول" من بسط سيطرته الكاملة على مملكة آشور، بعد أن نجح في ازاحة الملك الآشوري "أيريشم الثاني" عن عرشه في الحكم وذلك في عام (1813 ق.م)(20)، وقد تزامن ذلك مع قيام ملك ماري "يخدن-لم" بتجهيز حملة عسكرية كبيرة استطاع من خلالها تهديد مدينة "آشور" ومدينة "إيكلاتوم" التي تقع إلى الشرق من مدينة آشور(21).

ان ابتعاد قوات "يخدن-لم" مسافات بعيدة عن مراكزها في ماري ربما أدى إلى ارهاقها وتشتيتها في حين ظل الملك "شمشي-أدد الأول" في موقف الدفاع محافظاً على قواته بالقرب من العاصمة آشور وهذه هي احدى خصائص السوق العسكري الذي يتمتع به الملك "شمشي-أدد الأول"(22)، والذي استطاع في حربه ضد "يخدن-لم" ان يقوض سيطرته على كافة المناطق التي دارت فيها المعارك وبدأ يتقدم باتجاه المناطق الغربية إلى الحد الذي اصبحت فيه الحرب صعبة على "يخدن-لم" ونلمس ذلك من خلال رسالة بعث بها احد الحكام التابعين المدعو (أبي-سامار Abi-Samar) في مناطق اعالي الخابور(23)، يعلم فيها سيده بصعوبة الموقف العسكري امام الملك "شمشي-أدد" ويشير على سيده "يخدن-لم" بضرورة التحالف مع "شمشي-أدد" والا فان الاخير سوف يستولي على مدنه الواحدة تلو الاخرى، قائلاً:

"قل إلى يخدن-لم، هكذا يقول أبي سامار،

أرجوك، أفصل السلام، لا مخلص لي غير السلام،

مدني لم تؤخذ في الحرب، ضد حكام خيشوم، واورسوم وكركميش ويمخد،

لم افقد هذه المدن في الحرب ضد شمشي-أدد قد افقدها"(24)

 

ان تغيير ميزان القوى في الحرب لصالح الملك الآشوري جعل ملك ماري "يخدن-لم" في وضع حرج، وربما رافقته مشكلات في بلاطه الملكي أدت إلى خلعه من قبل ابنه (سومو-يامام Sumu-Yamam) (1809-1800 ق.م) عن عرش ماري حيث تشير احدى الرسائل إلى ذلك:

"بعد ان اقترف يخدن-لم الذنب ضد شمشي-أدد واقترف الاعمال الشريرة ضد الذي حفظها امام الإله، سومو يامام ابنه خلع يخدن-لم من ماري"(25).

ويبدو ان الملك "يخدن-لم" قد تعرض بعد ذلك لمؤامرة ادت إلى اغتياله نفذها خدام قصره، وتشير المصادر إلى ان الملك الآشوري "شمشي-أدد الأول" ربما كان وراء هذه المؤامرة طالما انه كان المستفيد الاول من تلك الحادثة(26)، اما بالنسبة لملك ماري الجديد "سومو-يامام" فانه لم يكن ملكاً قوياً، كما إن مدة حكمه لم تتجاوز تسع سنوات، وقد استغل الملك "شمشي-أدد الأول" ضعفه فاطبق بقواته على مملكة ماري(27) وتذكر احدى رسائل ماري ان "سومو-يامام" قد قتل داخل القصر من قبل خدامه الذين قاموا بتسليم ماري ومدن الفرات إلى الملك "شمشي-أدد الأول" إذ تشير بما يلي:

"سومو-يامام كان مثل ابيه يخدن-لم بدأ يفعل الاعمال الشريرة،

 هدم معبد الإله نركال، وبنى مكانه بيتاً لزوجته،

فقرر الإله نركال،(الذي) صار بجانب شمشي-أدد

وعاقب سومو-يامام، فقام خدام قصره بقتله

وتسليم مدن الفرات إلى شمشي-أدد"(28).

أما الملك (زمري-لم Zimri-lim) والذي جاء إلى الحكم في ماري، بعد عملية اغتيال والده واخيه، فانه لم ينعم به اذ سرعان ما باغته الملك الآشوري "شمشي-أدد الأول" وخلعه، عن العرش وعين أبنه (يسمح-أدد Yasmah-Adad)(1799-1777 ق.م) حاكماً على ماري(29)، معلناً بداية السيطرة الآشورية الفعلية على ماري(30)، وقد توجه الملك "زمري-لم" هارباً إلى مملكة يمخد السورية وقضى فيها مدة من حياته لاجئاً سياسياً، وحضّي باهتمام الملك (يارم-لم Yarim-lim) (1800-1770ق.م) ملك يمخد الذي تولى رعايته ومساندته حتى انه زوجه ابنته (شيبتوŠibtu)()(31).

لقد وصف الباحثون "يسمح-أدد" بأوصاف عدة منها انه كان ضعيفاً(32) وعاجزاً(33)، وكسولاً مهملاً وجبان(34)، وانه كان مولعاً بالخمر ومكثراً من النساء(35). وان هذه الاوصاف التي نعت بها "يسمح-أدد" قد اعتمدت على ما ورد في المكاتبات الرسمية التي كان يبعثها له والده واخيه والتي امتزج فيها الانتقاد اللاذع والتوبيخ الشديد والاهتمام الابوي الذي يوليه له والده(36)، ومن هذه المكاتبات والرسائل التي يوبخه فيها على تبديد الاموال وولعه بالخمر قائلاً:

"كتبت لي، انك تقول: اقوم بأداء الدفعات المنتظمة من الفضة لشراء العبيد،

وفتح جرار الخمر، لمن تريد فتح جرار الخمر؟، ان حكمك في ماري لن

يتوطد بعد، لا يوجد حراس يقومون بحماية ماري، وبدلاً من استمرارك بفتح

جرار الخمر ودفع الفضة ثمناً لها، يجب عليك ان تعمل على الاحتفاظ بالجنود

واصحاب الارض الذين سوف يخدمونك بصفة حراس على

ماري ... فضلاً عن ذلك اوصيك بتوطيد حكمك في ماري، اعرف ما اريد

منك وتوصل إلى قرار"(37).

 

وفي رسالة اخرى يستنكر عليه ولعه بالنساء ويحثه على الاقدام قائلاً:

"بينما يقوم اخوك بقتل (الداويدوم Dawidum) تقيم انت هناك وسط النساء،

انت الان ذاهب بجيشك إلى (قطانوم Qatanum) فكن رجلاً، فكما يقوم اخوك

بتثبيت اسمه، اجعل لنفسك ايضاً، في بلدك اسما عظيماً"(38).

ويقدم له النصيحة ويعلمه في رسالة اخرى اذ يقول:

"ابحث دائماً عن فرصة لقتل عدوك، وترقب دائما لان العدو يفعل الشيء

نفسه، فهو ينتظر مثلك فرصة، ويتحين من حولك الفرص، فانت وعدوك مثل

مصارعين يتحين احدهما الفرصة للإيقاع بالآخر"(39).

وكان اخوه الاكبر "أشمي-داگان" يهتم به ومستعداً لتقديم النصح والمشورة له وقد كتب له عن ذلك قائلاً: "الامور التي تريد الكتابة عنها إلى الملك ابعث بها إلىّ كيّ اقدم لك النصيحة والمشورة"(40).

ويمكن ان نسجل بعض الاسباب من خلال قراءتنا للأحداث التاريخية والتي جعلت "يسمح-أدد" ان يوصف بتلك الاوصاف، ومنها انه كان شاباً صغيراً قليل الخبرة ولم يتصف بالقابلية الادارية وفق المعايير الكبيرة التي يتمتع بها ابوهُ واخوهُ "أشمي-داگان"(41)، وبالتالي كان دائماً تحت الملاحظة الشديدة من قبل والده(42) كما ان "يسمح-أدد" حكم في منطقة صعبة الادارة بالنسبة لتجربته المتواضعة وخبرته البسيطة ومن اصعب التحديات التي واجهته تلك التمردات التي كانت تشنها القبائل البدوية الشديدة البأس المتواجدة في ماري وما حولها والتي طالما اقلقت مراكز الادارة في آشور وماري(43).

وفي الحقيقة فأن سجل "يسمح-أدد" كان فيه نوعاً من التوازن فمثلما حفظ له نقاط الضعف فقد حفظ له جوانب القوة اذ اعتمد عليه والده في قيادة الجيش، واحسن دليل على ذلك قيادته للقوات التي قامت بالحملة على اقليم (زالماقومZalmaqum)(44)، وتعد هذه الحملة من اهم الحملات العسكرية التي امر بها الملك "شمشي-أدد الأول" وانجزها ابنه "يسمح-أدد" وذلك لسعة ذلك الاقليم وموقعه المتميز الذي يربط اقليم مملكة يمخد في بلاد الشام من جهة الغرب وبلاد آشور من جهة الشرق ويحده نهر الفرات ومدينة ماري من جهة الجنوب في حين تحده مدن اسفل البليخ من الجهة الشمالية(45)، ولأهمية هذه المنطقة الجغرافية لكونها تسيطر على طرق التجارة الآشورية المؤدية إلى اسيا الصغرى فقد احتلت اهمية خاصة في الحسابات السياسية والعسكرية للملك الآشوري "شمشي-أدد الأول" الذي كان يهدف ايضاً إلى تكريس الضغط على مملكة يمخد المناوئة للآشوريين(46)، وقد تمكن "يسمح-أدد" من قيادة تلك الحملة بنجاح مما يدل على انه كان يمتلك جانب من الخبرة في التكتيكات العسكرية في المعارك دون الرجوع إلى ابيه او اخيه ففي تحركاته بإقليم "زالماقوم" كان يغير مسير قواته وفقاً لما يفرضه الموقف الميداني وليس وفقاً لأوامر ابيه وقد تمكن في نهاية الحملة من انجاز اهدافها وتحقيق النصر(47).

ولكن الامور لم تستمر على هذه الحال، فبعد وفاة الملك الآشوري "شمشي-أدد الأول" وتولي ابنه (أشمي-داگان Išme-Dagan) (1780-1741 ق.م) الحكم فقد تغيرت الظروف السياسية المحيطة بمملكة آشور، اذ تمكن (زمري-لم Zimri-lim) وهو ابن "يخدن-لم" والوريث الشرعي لعرش ماري من استعادة عرشه الذي كان "شمشي-أدد" قد استولى عليه(48)، من خلال طرده للقوات الآشورية والتي كانت بقيادة (موت-يشكر Mut-Yškur) ابن "أشمي-داگان" من منطقة اعالي ما بين النهرين(49)، ثم توجه "زمري-لم" نحو ماري بقواته وتفيد النصوص المسمارية إلى ان "يسمح-أدد" قد هرب من ماري تاركاً العرش بيد قائد قواته وصهره (أيشار-لم Išar-lim) (1776 ق.م)(50) والذي تمكن من الصمود لمدة سنة في وجه قوات "زمري-لم" الا ان الاخير تمكن في النهاية من استعادة ماري بحدود عام (1775 ق.م)(51)، وبذلك انتهت السيطرة الآشورية على ماري والتي استمرت ثلاثة وعشرين عاماً(52).

وقد عمل ملك ماري "زمري-لم" بعد ذلك على توسيع حدود مملكته باتجاه المناطق التي تقع إلى الغرب من مملكة آشور، بهدف تضيق النفوذ والسيطرة الآشورية على تلك المناطق(53)، كما نجح في بسط سيطرته على مملكة (أنداريق Andarig) في الشرق من بلاد آشور وطلب من ملكها بعد ذلك وقف ارسال الحبوب إلى مملكة آشور وبذلك فرض نوعاً من الحصار الاقتصادي على تلك المملكة(54)، الامر الذي دفع الملك الآشوري "أشمي-داگان" إلى الدخول في حلف أشنونا، والذي فرض الحصار الثاني على مدينة (رزاما Razama) التابعة لمملكة ماري وذلك في السنة الثانية عشر من حكم "زمري-لم"(55).

كان النصر في البداية للآشوريين ومن حالفهم، الا ان "زمري-لم" واتباعه استطاعوا في النهاية من طرد القوات المهاجمة واحتواء الموقف لصالحهم(56)، ثم تحسنت بعد ذلك العلاقات السياسية بين المملكتين "آشور، وماري "ويبدو ان السبب في ذلك يرجع إلى ازدياد قوة مملكة بابل وما تشكله من تهديد وخطر لكلتا المملكتين لاسيما بعد نجاح الملك "حمورابي" من تحقيق وحدة جنوب بلاد الرافدين(57)، ولكن تلك العلاقات انتهت بعد قيام الملك البابلي "حمورابي" من شن حملة عسكرية كبيرة على مملكة آشور تمكن فيها من بسط سيطرته على معظم اراضي تلك المملكة، وأرخ بذلك سنة حكمه الثانية والثلاثين(58).

_____________________________

(1) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص84، كذلك ينظر الجدول التعاصري، ص146.

(2)  Yuhong, wu., Op. Cit., P.37.

(3) الهاشمي، تغريد جعفر، وعكلا، حسن حسين، المصدر السابق، ص212.

(4)  Munn-Rankin, J.M., Iraq, vol. 18/1(1956), P.88.

(5)  Laesson, J., People of Ancient Assyria, P.41.

(6)   ARM, 1:3

(7) بوتيرو، جين وآخرون، الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص198.

(8)  Munn-Rankin, J.M., Iraq, vol. 18/1(1956), P.88.

(9) Charpin, D., "The History of Ancient Mesopotamia", Civilizations of Ancient  

Near East", by Jack Sasson, Vol.2, Part.5 (New-York, 1995), PP. 814-815

(10) Munn-Rankin, J.M., Op. Cit., P.89.

(11) ARM, 1:3.

(12) Yuhong, Wu., Op. Cit., P.100.

(13) الهاشمي، تغريد جعفر، وعكلا، حسن حسين، مصدر سابق ، ص221.

(14)  Yuhong, Wu., Op. Cit., P.101.

(15)   Villard, B., Op. Cit., P.873.

(16) Gelb, J., JNES, Vol.13, Part.4 (1954), P.224.

(17) Villard, B., Op. Cit., P.873.

(18) Laesson, J., People of Ancient Assyria, P.41. كذلك ينظر خارطة رقم (6).

(19) Yuhong, Wu., Op. Cit., P.70

(20) Villard, B., Op. Cit., P.874.

(21) Yuhong, Wu., Op. Cit., P.105.

(22) الراوي، فاروق ناصر، "دراسات في التصنيع والفكر العسكري الاشوري"، مجلة المؤرخ العربي، العددان:41 ،42 (بغداد، 1999)، ص197.

(23) فرحان، وليد محمد صالح، المصدر السابق، ص25.

(24) ARM, 1:1.

(25) ARM, 1:3.

(26) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص87.

(27) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم... ،  ج2، ص185.

(28)  ARM, 1:13.

(29)  ساكز، هاري، عظمة بابل، ص87.

(30) فرحان، وليد محمد صالح، المصدر السابق، ص25، كذلك ينظر خارطة رقم (4).

(31) غزالة، هديب حياوي، المصدر السابق، ص137.

(32) باقر، طه، مقدمة ....، ج1، ص421.

(33) بوتيرو، جين وآخرون، الشرق الادنى الحضارات المبكرة...، ص195.

(34) رو، جورج، المصدر السابق، ص259.

(35) Villard, B., Op. Cit., P.881.

(36) بوتيرو، جين وآخرون، الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص194.

(37) ARM, 1: 52.

(38) ARM, 1:69.

(39) ARM, 1:11.

(40) ARM, 1:70.

(41) ساكز، هاري، عظمة بابل، ص87.

(42) Villard, B., Op. Cit., P.882.

(43) رو، جورج، المصدر السابق، ص260.

(44) يقع هذا الاقليم في مناطق أعالي البليخ، ينظر:

 Yuhong, Wu. Op. Cit., P. 259

(45)  Ibid, P.242.

(46) فرحان، وليد محمد صالح، المصدر السابق، ص26.

(47)  Beitzel, B.L., Iraq, 46(1984), P.41.

(48)   Baqir, T., Sumer, Vol.5 (1949), P.43-44.

(49)  Munn-Rankin, J.M., Iraq, vol. 18/1(1956), P.69.

(50) Yuhong, Wu., Op. Cit., P. 105

(51)  Dalley, S., Mari and karana., P.35.

(52)  Sigrist, M. & Peter. D., Mesopotamian year names, P. 44.

(53) فرحان، وليد محمد صالح، المصدر السابق، ص35. كذلك ينظر خارطة رقم (6).

(54) Munn-Rankin, J.M., Op. Cit., P.69.

(55) Kupper, J.R., RA, Vol.42 (1984), P.44.

(56)  Beitzel, B.L., Iraq, 46(1984), P.36.

(57) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم... ،  ج2، ص188.

(58) Sigrist, M. & Peter. D., Mesopotamian year names…, P. 46.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).