أقرأ أيضاً
التاريخ: 27-6-2021
2632
التاريخ: 12-11-2019
1338
التاريخ: 2-11-2018
2151
التاريخ: 1-12-2016
1535
|
أنَّ عليّاً[عليه السلام] ولد مسلماً على الفطرة إذ كان مربّاه منذ طفولته في بيت الرَّسول الذي عصمه الله وعصم من كان في بيته من شرك الجاهليّة وضلالها([1]).
قال العقّاد : وكاد عليُّ أن يولد مسلماً ، بل لقد ولد مسلماً على التحقيق إذا نحن نظرنا إلى ميلاد العقيدة والرُّوح ، لأنَّه فتح عينيه على الإسلام ، ولم يعرف قطُّ عبادة الأصنام ، فهو قد تربَّى في البيت الّذي خرجت منه الدَّعوة الإسلامية ، وعرف العبادة في صلاة النَّبيِّ ...([2]).
قال المقرِيزيُّ ما هذا ملخَّصه : وأمّا عليُّ بن أبي طالب فلم يشرك بالله قط ، وذلك أنَّ الله تعالى أراد به الخير فجعله في كفالة ابن عمِّه سيِّد المرسلين محمّد (صلى الله عليه وآله) ، فعندما أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الوحي وأخبر خديجة وصدَّقت كانت هي وعليُّ بن أبي طالب وزيد بن حارثة يصلّون معه ... فلم يحتج عليُّ أن يدعى ، ولا كان مشركاً حتّى يوحِّد فيقال : أسلم ; بل كان عندما أوحى الله إلى رسوله (صلى الله عليه وآله) عمره ثماني سنين ، وقيل : سبع ، وقيل : إحدى عشرة سنة ، وكان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في منزله بين أهله كأحد أولاده ، يتَّبعه في جميع أحواله([3]).
حديث المأمون:
وقال المأمون في حديث احتجاجه على أربعين فقيهاً في مناظرته إيَّاهم إنَّ أمير المؤمنين أولى بالنَّاس بالخلافة : ياإسحاق ! أيُّ الآمال كان أفضل يوم بعث الله رسوله ؟
قلت : الإخلاص بالشَّهادة . قال: أليس السَّبق إلى الإسلام ؟ قلت: نعم، قال: اقرأ ذلك في كتاب الله تعالى يقول: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)([4]), إنَّما عنى من سبق إلى الإسلام، فهل علمت أحداً سبق عليّاً إلى الإسلام ؟ قلت: يا أمير المؤمنين ! إنَّ عليّاً أسلم وهو حديث السِّنِّ لا يجوز عليه الحكم ، وأبو بكر أسلم وهو مستكمل يجوز عليه الحكم([5]).
قال: أخبرني أيّهما أسلم قبل ؟ ثمَّ أُناظرك من بعده في الحداثة والكمال ، قلت :عليُّ أسلم قبل أبي بكر على هذه الشَّريطة .
فقال: نعم، فأخبرني عن إسلام عليٍّ حين أسلم لا يخلو من أن يكون رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعاه إلى الإسلام أو يكون إلهاماً من الله, قال: فأطرقت.
فقال لي : ياإسحاق لا تقل : إلهاماً فتقدِّمه على رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنَّ رسول الله لم يعرف الإسلام حتّى أتاه جبرئيل عن الله تعالى ، قلت أجل ، بل دعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لأنّ رسول الله لم يعرف الإسلام حتّى أتاه جبرئيل عن الله تعالى ، قلت : أجل ، بل دعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى الإسلام .
قال : ياإسحاق ! فهل يخلو رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين دعاه إلى الإسلام من أن يكون دعاه بأمر الله أو تكلّف ذلك من نفسه ؟ قال : فأطرقت .
فقال : ياإسحاق ! لا تنسب رسول الله إلى التكلّف، فإنَّ الله يقول: (وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)([6]).
قلت : أجل ، يا أمير المؤمنين ! بل دعاه بأمر الله .
قال : فهل من صفة الجبّار ـ جلَّ ذكره ـ أن يكلّف رسله دعاء من لا يجوز عليه حكم ؟
قلت : أعوذ بالله .
فقال : أفتراه في قياس قولك ياإسحاق ، « إنَّ عليّاً أسلم صبيّاً لا يجوز عليه الحكم » قد تكلّف رسول الله (صلى الله عليه وآله) من دعاء الصِّبيان ما لا يطيقون ؟ فهل يدعوهم السَّاعة ويرتدُّون بعد ساعة فلا يجب عليهم في ارتدادهم شيء ولا يجوز عليهم حكم الرَّسول (صلى الله عليه وآله) ؟ أترى هذا جائزاً عندك أن تنسبه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ؟ قلت : أعوذ بالله([7]).
قال ياإسحاق ! فأراك إنَّما قصدت لفضيلة فضَّل بها رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليّاً على هذا الخلق أبانه بها منهم ليعرِّف مكانه وفضله ; ولو كان الله تبارك وتعالى أمره بدعاء الصبيان لدعاهم كما دعا عليّاً !
قلت: بلى، قال: فهل بلغك أنَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا أحداً من الصبيان من أهله وقرابته لئلاّ تقول: إنَّ عليّاً ابن عمِّه ؟
قلت : لا أعلم ولا أدري فعل أو لم يفعل ، قال : ياإسحاق ! أرأيت ما لم تدره ولم تعلمه هل تسال عنه ؟
قلت: لا، قال: فدع ما قد وضعه الله عنّا وعنك »([8]).
نظر العلماء في إسلام علي (عليه السلام):
قال جورج جرداق : فإنَّ عليَّ بن أبي طالب قد ولد مسلماً ، لأنَّه من معدن الرَّسول مولداً ونشأة ومن ذاته خلقاً وفطرة ، ثمَّ إنَّ الظَّرف الّذي أعلن فيه عمّا يكمن في كيانه من روح الإسلام ومن حقيقته لم يكن شيئاً من ظروف الآخرين ولم يرتبط بموجبات العمر ، لأنَّ إسلام عليٍّ كان أعمق من ضرورة الارتباط بالظّروف إذ كان جارياً من روحه كما تجري الأشياء من معادنها والمياه من ينابيعها([9]).
قال العلاّمة الشيخ خليل : ويوم جهر النَّبيُّ بدعوته كان عليُّ أوَّل النّاس إسلاماً ، وأسبقهم إيماناً ، بل الواقع الصَّحيح أنَّه (عليه السلام) لم يكن أوَّل النّاس إسلاماً ، وأسبقهم إيماناً ، بل كان أوَّل النّاس إعلاناً لإسلامه وجهراً بإيمانه لأنَّ ذينك الإسلام والإيمان كانا كامنين في أعماق قلبه في كلِّ كيانه يعيشهما بعمق وتأمّل وهو في كنف الرَّسول (صلى الله عليه وآله) يستمدُّ منه هدياً وإيماناً تماماً كما يستمدُّ القمر من الشَّمس نوراً وضياءً ، وإذا لعليٍّ قدر ما لم يقدّر لسواه من البشر ...([10]).
قال محمّد بن طلحة الشَّافعيُّ : لمّا نزل الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشرَّفه الله سبحانه وتعالى بالنّبوَّة كان عليٌّ يومئذ لم يبلغ الحلم وكان عمره إذ ذاك في السنة الثّالثة عشرة ، وقيل أقلُّ من ذلك ، وقيل أكثر ; وأكثر الأقوال وأشهرها أنَّه لم يكن بالغاً ، فإنَّه أوَّل من أسلم وآمن برسول الله (صلى الله عليه وآله) من الذّكور ، وقد ذكر (عليه السلام) وأشار إليه في أبيات قالها بعد ذلك بمدَّة مديدة ، نقلها عنه الثِّقات ورواها النَّقلة الأثبات :
محمّد النَّبيُّ أخي وصنوي *** وحمزة سيِّد الشّهداء عمِّي
وجعفر الّذي يضحي ويمسي *** يطير مع الملائكة ابن أُمّي
وبنت محمّد سكني وعرسي *** منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها *** فأيّكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طرّاً *** غلاماً ما بلغت أوان حلمي
وأوجب لي ولايته عليكم *** رسول الله يوم غدير خمِّ
فويل، ثمَّ ويل، ثمَّ ويل *** لمن لقي الإله غداً بظلمي([11])
أقول : ذكر هذه الأبيات بتمامها شيخنا العلاّمة الأمينيُّ (رحمه الله) في كتابه([12])، إلاّ أنَّه قال بدل « غلاماً ما بلغت أوان حلمي » : « على ما كان من فهمي وعلمي » ; وأضاف في الهامش بيتين آخرين ، وقال : « وفي رواية الطبرسيُّ بعد هذا البيت :
وصلّيت الصَّلاة وكنت طفلاً *** مقرّاً بالنَّبيِّ في بطن أُمّي
ثمَّ قال (رحمه الله): (هذه الأبيات كتبها الإمام (عليه السلام) إلى معاوية لمّا كتب معاوية إليه: إنَّ لي فضائل: كان أبي سيِّداً في الجاهليَّة، وصرت ملكاً في الإسلام، وأنا صهر رسول الله وخال المؤمنين وكاتب الوحي), فقال أمير المؤمنين ـ صلوات الله عليه ـ: « أبا لفضائل يبغي عَلَيَّ ابن آكلة الأكباد ! اكتب يا غلام : محمّد النَّبيُّ أخي وصنوي ... الى آخره »([13]).
والإمام علي (عليه السلام) عَبَدَ الله تعالى سبع سنين قبل الناس([14]) ويجب أن تكون هذه العبادة بعد البعثة النبويّة لا قبلها لأنّ عبدالمطّلب وأبو طالب كانوا يعبدون الله تعالى أيضاً على دين الحنيفية . وأبو طالب حي في تلك المدّة الزمنيّة . إذن عَبَدَ الإمام علي (عليه السلام) الله تعالى سبع سنين مع النبي (صلى الله عليه وآله) بعد البعثة النبويّة قبل الناس.
فكان سنّ علي (عليه السلام) عند البعثة عشر سنين (10 سنة) وعَبَدَ الله تعالى سنة قبل الناس، فأصبح عمره 17 سنة والناس لم يعبدوا الله تعالى بعد.
وهو بالغ عاقل ثم دخل الناس في الإسلام تباعاً. وفي رواية أموية كاذبة: وبعد خمسين رجلاً دخل أبو بكر في الإسلام([15]). والرواية تبيّن دخول أبي بكر في الإسلام متأخّراً.
والصحيح دخل أبو بكر في الإسلام متأخّراً قبل الهجرة بسنة ونصف، ففي أيّام الحصار الاقتصادي لبني هاشم في الشعب كان كافراً, وإلى زمن معاوية كان الصحابة يعترفون بأسبقيّة الإمام علي (عليه السلام) في الإسلام.
ولمّا جاء معاوية سعى لطمس فضائل الإمام علي (عليه السلام) في كل المجالات وتفضيل رجال السقيفة عليه.
فلعن معاويةُ الإمامَ على منابر المسلمين([16]) أربعين سنة واخترع قضية عدم بلوغه الحلم في زمن البعثة، وقدَّم إسلام أبي بكر سنوات عديدة لتفضيله على الإمام (عليه السلام) في الخلافة,, في حين لم يقل أبو بكر ذلك في السقيفة ولم يسمع الصحابة بهذا في عصر الخلفاء .
والإمام علي (عليه السلام) عَبَدَ الله تعالى سبع سنين قبل الناس([17]).
ويجب أن تكون هذه العبادة بعد البعثة النبويّة لا قبلها لأن هاشماً وعبدالمطّلب وأبو طالب كانوا يعبدون الله تعالى أيضاً على دين الحنيفية . وأبو طالب حي في تلك المدّة الزمنية . إذن عَبَدَ الإمام علي (عليه السلام) تعالى سبع سنين مع النبي (صلى الله عليه وآله) (قبل الناس) بعد البعثة النبوية, فكان سن علي (عليه السلام) عند البعثة عشر سنين (10 سنة) وعَبَدَ الله تعالى سنة قبل الناس ، فأصبح عمره 17 سنة والناس لم يعبدوا الله تعالى بعد .
وهو بالغ عاقل ثم دخل الناس في الإسلام تباعاً. وفي رواية الطبري: وبعد خمسين رجلاً دخل أبو بكر في الإسلام([18]).
والصحيح دخل أبو بكر في الإسلام متأخّراً قبل الهجرة بسنة ونصف لأنّه كان كافراً أثناء حصار شعب أبي طالب ولم يسلم إلاّ بعد موت أبي طالب.
وإلى زمن معاوية كان الصحابة يعترفون بأسبقيّة الإمام علي (عليه السلام) في الإسلام.
ولمّا جاء معاوية سعى لطمس فضائل الإمام علي (عليه السلام) في كل المجالات وتفضيل الخلفاء عليه فلعن معاويةُ الإمامَ على منابر المسلمين([19]) أربعين سنة ، وقدَّم إسلام أبي بكر سنوات عديدة لتفضيله على الإمام (عليه السلام) في حين لم يقل أبو بكر ذلك في السقيفة ولم يسمع الصحابة بهذا في عصر الخلفاء .
فنزل قوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ)([20]). في الإمام علي (عليه السلام)([21]).
ومن السابقين عبدالله بن مسعود وجعفر بن أبي طالب وأبوه وأبو ذرّ وعمّار .
عبادة علي (عليه السلام) في حِراء:
وكان عبدالمطّلب قد رفض عبادة الأصنام ووحّد الله تعالى([22]).
وركن إلى عبادة الله تعالى في غار حراء ، وإطعام الطير والوحش هناك([23]). فكان يصعد حراء في شهر رمضان ويطعم المساكين جميع الشهر([24]), لذلك سمّته قريش بإبراهيم الثاني([25]).
فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : « إنّ الله يبعث جدّي عبدالمطّلب أُمّةً واحدة في هيئة الأنبياء وزي الملوك »([26]) فغار حراء يستحق الزيارة للعبادة فيه والسير على خطى محمد (صلى الله عليه وآله)وأجداده .
وظاهر الأمر أنّ عبد مناف ، وهاشماً ، وعبدالمطّلب ، وعبدالله ، وأبا طالب وسائر أجداد رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد عبدوا الله عزَّ وجلَّ في غار حراء ، وأصبح ذلك الغار مقدّساً مطهّراً يستحق نزول القرآن الكريم فيه([27]).
وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يجاور بحراء في كل سنة شهراً ، (وهو غار صغير في جبل النور الواقع في شمال غربي مكّة) فيذكر الله تعالى ويزكّي نفسه من الكبر والرياء والحسد والعجب وحبّ الدّنيا ، ويتفكّر في خلق الله عزّوجلّ ، ويصوم .
وكان الإمام علي (عليه السلام) معه كالتابع والتلميذ([28]) يطعم في ذلك الشهر من جاءه من المساكين ، فإذا قضى جواره من حراء كان أوّل ما يبدأ به إذا انصرف أن يأتي باب الكعبة قبل أن يدخل بيته فيطوف به سبعاً أو ما شاء الله من ذلك ، ثم يرجع إلى بيته حتى جاءت السنة التي أكرمه الله تعالى فيها بالرسالة ، فجاور في حراء في شهر رمضان ومعه أهله خديجة والإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وخادم لهم فجاءه جبرئيل بالرسالة : اقرأ([29]).
وكان الإمام علي (عليه السلام) يعبد الله تعالى في حِراء مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)([30]). في ذلك الشهر يصلّي ويصوم معه .
أوّل صلاة جماعة في الكعبة:
قال تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ)([31]).
أنّها نزلت في رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهما أوّلْ مَن صلّى وركع([31]).
ورواه بهذا اللفظ جماعة من كبار مفسّري ومحدّثي الفريقين منهم([32]):
ابن شهر اشوب([33]).
والعلاّمة المفسّر السيد هاشم البحراني([34]).
والمحدّث ابن البطريق([35]).
والعلاّمة المجلسي في (بحار الانوار 36 / 166) عن كتاب (المستدرك) لابن البطريق .
وممّن رواه من علماء العامّة:
الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) 1 / 85 ح124 ط الأعلمي ـ بيروت .
الحافظ أبو نعيم الأصبهاني (فيما نزل من القرآن في علي (عليه السلام)) جمع المحمودي في (النور المشتعل) 40 ط وزارة الإرشاد الإسلامي طهران .
والعلاّمة المحدّث الخوارزمي في (المناقب) 189 ط تبريز .
والعلاّمة الكازروني في (صفوة الزلال المعين) على ما في (مناقب الكاشي) 35 مخطوط .
والعلاّمة مير محمّد صالح الترمذي في (مناقب مرتضوي) 53 ط بمبي ، أخرجه عن المحدّث الحنبلي وابن مردويه .
والعلاّمة الأمرتسري في (أرجح المطالب) 37 ط لاهور ، أخرجه عن الطبراني وأبي نعيم وابن المغازلي وسبط بن الجوزي .
وراجع (إحقاق الحق) 3 / 299 و14 / 276 و20 / 23 .
والنسائي في الخصائص 3 ، والطبري في تاريخه 2 / 212 وابن عبد البرّ في الاستيعاب 3 / 33 ، وابن سيد الناس في عيون الأثر 1 / 93 ، وابن الأثير في تاريخه 2 / 22 ، والحلبي في السيرة الحلبية 1 / 288 ، وابن حجر في مجمع الزوائد 9 / 102 ، والحمويني في فرائد السمطين 47 .
وقوله تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ)([36]).
جاء في تفسير هذه الآية: الخاشع: الذليل في صلاته، المُقبِلُ عليها، يعني: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام).
رواه الحاكم الحسكاني في (شواهد التنزيل) 1 / 89 ح126 ط الأعلمي ـ بيروت بإسناد له عن الحبري , ورواه المفسّر الثقة فرات الكوفي في تفسيره 4 ط المطبعة الحيدرية ـ النجف . والحافظ ابن شهر آشوب في (المناقب) 2 / 20 ط المطبعة العلمية ـ قم ، وراجع (إحقاق الحقّ) 3 / 536 و14 / 381 , والحبري فيما نزل من القرآن في علي 238 .
والسيوطي في الدرّ المنثور 4 / 68 ، 313 ، والبحراني في حلية الإبرار 2 / 186 ، والعسكري (عليه السلام) في تفسيره 220 .
قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)([37]).
أجمع العلماء على نزولها في علي (عليه السلام)([38]).
ونزلت في علي (عليه السلام): (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)([39]).
فقال علي (عليه السلام) : « أنا أذان الله تعالى في الدنيا »([40]).
وكانت أوّل صلاة جماعة في الكعبة تدلّ على أهميّة الجماعة والإتّحاد . ومكانة المرأة البارزة في الإسلام ودورها فيه . وعدم إعارة النبي (صلى الله عليه وآله) الأهتمام لطغاة مكّة وجبابرتها وتصميمه على المضي قدماً في رسالته .
قال عفيف : جئت في الجاهلية إلى مكّة فنزلت على العبّاس بن عبدالمطّلب ، فلمّا طلعت الشمس وحَلَّقت في السماء وأنا أنظر إلى الكعبة ، أقبل شابٌّ فرمى ببصره إلى السماء ثم استقبل الكعبة([41]) فأقام مستقبلها ، فلم يلبث حتى جاء غلام فقام عن يمينه ، قال : فلم يلبث حتى جاءت امرأة فقامت خلفهما ، فركع الشابُّ ، فركع الغلام والمرأة ، فرفع الشاب فرفع الغلام والمرأة ، فخرّ الشاب ساجداً فسجدا معه .
فقلت : ياعبّاس أمر عظيم .
فقال: أمر عظيم أتدري مَن هذا ؟
فقلت : لا .
قال : هذا محمّد بن عبدالله بن عبدالمطّلب ابن أخي ، أتدري مَن هذا معه ؟
قلت : لا .
قال : هذا علي بن أبي طالب بن عبدالمطّلب (عليه السلام) ابن أخي .
أتدري مَن هذه المرأة التي خلفهما ؟
قلت : لا .
قال : هذه خديجة بنت خويلد زوجة ابن أخي .
وهذا (النبي (صلى الله عليه وآله)) حدّثني أنّ ربّك ربّ السماء أمرهم بهذا الذي تراهم عليه وأيْمُ الله ما أعلم على ظهر الأرض كلّها أحداً على هذا الدين غير هؤلاء الثلاثة([42]).
وهذه الرواية تثبت أنّ هؤلاء الثلاثة فقط كانوا على دين الإسلام ثم أنذر (صلى الله عليه وآله) عشيرته فأسلم بعضهم وعلى رأسهم جعفر بن أبي طالب قبل إسلام الصحابة([43]).
ولم يصلِّ الإمام علي (عليه السلام) خلف شخص قطّ غير رسول الله..... .
المسلمون الأوائل:
ذهب كثير من الناس إلى أنّ علياً (عليه السلام) لم يشرك بالله شيئاً فيستأنف الإسلام بل كان تابعاً للنبي (صلى الله عليه وآله) في جميع أفعاله مقتدياً به، وبلغ على ذلك فعصمه الله تعالى وسدّده ووفّقه لتبعيّته لنبيّه (عليه السلام)([44]).
فكان الإمام علي بن أبي طالب أوّل من أسلم وهو القائل: « أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصدِّيق الأكبر لا يقولها بعدي إلاّ كاذب مفتر، صلّيت مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل الناس سبع سنين »([45]).
وقال البعض إنَّ خديجة أوّل من أسلم وأوّل مخلوق آمن به([46]).
والصحيح أنّ خديجة أوّل من آمن به من النساء ولكن بعد الإمام علي (عليه السلام) . والإمام علي (عليه السلام) أوّل من آمن به من الناس إذ جاء ذلك عن سلمان وأبي ذر وخباب وجابر وأبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم والتزمه ابن اسحاق والزهري([47]), وقد أيّد وأكّد ذلك الصحابة الأوائل قبل العهد الأموي([48]).
كيف سبق علي (عليه السلام) الناس في الصلاة سبع سنين ؟
وقال المسعودي : ذهب كثير من الناس إلى أنّه (الإمام علي (عليه السلام)) لم يشرك بالله شيئاً فيستأنف الإسلام ، بل كان تابعاً للنبي (صلى الله عليه وآله) في جميع أفعاله مقتدياً به وبلغ وهو على ذلك ، وإنّ الله تعالى عصمه وسدّده ووفّقه لتبعيته لنبيّه (عليه السلام) ... ومنهم من رأى أنَّه أوّل من آمن وأنّ الرسول دعاه وهو موضع التكليف بظاهر قوله عزَّوجلَّ : (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الاَْقْرَبِينَ)([49]) وكان بدؤه بعلي (عليه السلام) إذ كان أقرب الناس إليه وأتبعهم له([50]).
وقال السيوطي : إنَّه (علي (عليه السلام)) أوّل من أسلم ونقل بعضهم الإجماع عليه([51]).
وقد جاء في الروايات بأنّ علياً (عليه السلام) سبق الناس في الصلاة سبع سنين وهي لا تخالف رواية صلاته قبل الناس بثلاث سنين ، لأنّه (عليه السلام) سبق الناس بعد البعثة بثلاث سنين وسبقهم قبل البعثة بأربع سنين فيكون المجموع سبع سنين .
إذ قال علي بن الحسين بن علي (عليهم السلام) : « لقد آمن بالله تبارك وتعالى وبرسوله (صلى الله عليه وآله) وسبق الناس كلّهم إلى الإيمان بالله وبرسوله وإلى الصلاة ثلاث سنين »([52]).
وقال أبو جعفر الإسكافي : ضمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) إلى نفسه سنة القحط والمجاعة وعمره يوم ذاك ثماني سنين ، فمكث معه سبع سنين إلى أن أتاه جبرئيل بالرسالة وقد أصبح بالغاً كامل العقل والإدراك فأسلم بعد إعمال الفكر والنظر ، وورد في كلامه أنّه صلّى قبل الناس سبع سنين ، وعنى بذلك السنين السبع التي التحق فيها بالرسول (صلى الله عليه وآله) قبل مبعثه ، ولم يكن حينذاك دعوة ولا نبوّة ، وإنّما كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتعبّد على ملّة إبراهيم ودين الحنيفية والإمام علي يتابعه فلمّا بلغ الحلم وبُعث النبي (صلى الله عليه وآله) دعاه إلى الإسلام فأجابه عن نظر ومعرفة لا عن تقليد([53]).
والمسلمون الأوائل هم :
جعفر وزوجته أسماء بنت عميس وعقيل([54]) وعبيدة بن الحارث([55]) ثم أسلم زيد بن حارثة([56])، وأبو ذر جندب بن جنادة([57])، وعمّار بن ياسر العنسي([58])، ومصعب بن عمير([59])، وأبوه وأُمّه ، وخباب بن الأرت([60]) وبلال والزبير بن العوام ، وعبدالله بن مسعود([61])، وخالد بن سعيد بن العاص وامرأته أمينة بنت خلف بن أسعد([62]), وحاطب بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ودّ([63]). وعتبة بن غزوان([64]). وعبيدة بن الحارث بن المطّلب([65]), وأبو حذيفة مهشم بن عتبة بن ربيعة([66]). وعتبة بن مسعود أخا عبدالله بن مسعود([67]), وخالد وعامر وعاقل وإياس بنو البكير بن عبد ياليل([68]), والأرقم بن أبي الأرقم([69])، وعبدالله بن جحش وأخوه أبو أحمد بن جحش([70])، وخنيس بن حذافة بن قيس([71])، وعمرو بن عنبسة السلمي([72])، وعامر بن ربيعة العنزي([73])، وحاطب بن الحرث بن معمر وامرأته فاطمة بنت المجلل([74])، والسائب بن عثمان بن مظعون([75])، والمطّلب بن أزهر بن عبد عوف وامرأته رملة بنت أبي عوف بن صبيرة([76]).
وأوّل شهيد في الإسلام سميّة أُمّ عمّار حين ربطت بين بعيرين ووجىء قلبها بحربة وقتل زوجها ياسر([77]).
وكلّ هؤلاء قد أسلموا قبل أبي بكر([78]).
__________________
([1]) عبدالكريم الخطيب : علي بن أبي طالب بقيّة النبوّة وخاتم الخلافة 100 ط بيروت .
([2]) العقّاد، عبقرية الإمام علي (عليه السلام) 43 ط بيروت.
([3]) المقريزي ، الامتاع 16 (كما في الغدير 3 / 238) .
([4]) الواقعة 10 .
([5]) وقد أسلم أبو بكر قبل سنة ونصف من الهجرة إلى المدينة وسنّ علي (عليه السلام) حينها 22سنة .
([6]) سورة ص 86 .
([7]) إلى هنا أورده في الغدير 3 / 236 .
([8]) ابن عبد ربّه، العقد الفريد 1 / 352 ط بيروت.
([9]) جورج جرداق ، الإمام علي صوت العدالة الانسانية 1 / 63 ، طب بيروت ، بمقدّمة ميخائيل نعيمة .
([10]) جورج جرداق ، الإمام علي ، رسالة وعدالة 25 ، ط بيروت .
([11]) ابن طلحة ، مطالب السؤول 11 ، ط ايران .
([12]) الغدير 2 / 25 .
([13]) نظم الدرر ، الحنفي 97 ، النصائح الكافية ، محمد بن عقيل 6 .
([14]) الخصائص ، النسائي 3 ، الاستيعاب 2 / 448 ، أُسد الغابة 4 / 18 ، مجمع الزوائد ، ابن حجر باب 9 / 103 ، فرائد السمطين باب 47 .
([15]) تاريخ الطبري 2 / 210 .
([16]) طبقات ابن سعد 5 / 242 ، شرح النهج 20 / 10 ، قاموس الرجال 7 ، معجم البلدان ، الحموي 5 / 38 ، مروج الذهب ، المسعودي 2 / 72 .
([17]) الخصائص ، النسائي 3 ، الاستيعاب 2 / 448 ، أُسد الغابة 4 / 18 ، مجمع الزوائد ، ابن حجر باب 9 / 103 ، فرائد السمطين باب 47 .
([18]) تاريخ الطبري 2 / 210 .
([19]) طبقات ابن سعد 5 / 242 ، شرح النهج 20 / 10 ، قاموس الرجال 7 ، معجم البلدان ، الحموي 5 / 38 ، مروج الذهب ، المسعودي 2 / 72 .
([20]) الواقعة 10 ـ 11 .
([21]) روضة الواعظين ، النيسابوري 85 .
([22]) تاريخ اليعقوبي 2 / 10 .
([23]) سيرة ابن دحلان 1 / 21 ، 22 .
([24]) تاريخ ابن الأثير 2 / 15.
([25]) تاريخ اليعقوبي 2 / 11 .
([26]) تاريخ اليعقوبي 2 / 14 .
([27]) السيرة النبوية ، دحلان 1 / 20 ، 21 ، 23 ، المعارف 70 .
([28]) شرح النهج 13 / 248 .
([29]) البحار 15 / 363 .
([30]) نهج البلاغة 300 ـ 301.
([31]) البقرة 43 .
([32]) ما نزل من القرآن في علي ، الحبري 237 .
([33]) ابن مزاحم ، صفّين 360 ، شرح النهج 1 / 514 ، فرات الكوفي في تفسيره 2 ط المطبعة الحيدرية ـ النجف .
([34]) المناقب 2 / 13 .
([35]) البرهان 1 / 92 ، وفي كتابه غاية المرام 364 و395 .
([36]) خصائص الوحي المبين 239.
([37]) البقرة 45 .
([38]) البقرة 82 .
([39]) المناقب ، ابن شهر آشوب 1 / 296 ، 3 / 33 .
([40]) سورة الأعراف 44 ، المناقب ، ابن شهر آشوب 33 .
([41]) نهج البلاغة، خطبة الافتخار.
([42]) كانت الصلاة أوّلاً إلى بيت المقدس وقد يكون النبي (صلى الله عليه وآله) صلّى باتّجاه بيت المقدس والكعبة أمامه.
([43]) تاريخ الطبري 2 / 56 .
([44]) عيون الأثر 1 / 124 ، 128 .
([45]) مروج الذهب 2 / 276.
([46]) تاريخ ابن الأثير 2 / 57.
([47]) السيرة النبوية ، دحلان ، الأوائل ، الطبراني 80 ، السيرة الحلبية 1 / 267 .
([48]) عيون الأثر 1 / 124 ، مناقب الخوارزمي 18 ـ 20 ، السيرة الحلبية 1 / 268 ، 275 حلية الأولياء 1 / 66 ، السيرة النبوية ، دحلان 1 / 91 ، تاريخ بغداد 4 / 233 ، تهذيب تاريخ دمشق 3 / 407 ، الكامل ، ابن الأثير 2 / 57 .
([49]) المستدرك، الحاكم 3 / 136، الأوائل 1 / 195، حياة الصحابة 2 / 514، 515.
([50]) الشعراء 214 .
([51]) مروج الذهب ، المسعودي 2 / 276 .
([52]) تاريخ الخلفاء ، السيوطي 185 ، المستدرك ، الحاكم 3 / 136 ، حلية الأولياء 1 / 66 ، تاريخ الخطيب البغدادي 2 / 81 ، السيرة الحلبية 1 / 268 .
([53]) الكافي الكليني 8 / 339 ، المستدرك ، الحاكم 3 / 111 ، ذخائر العقبى 60 ، صفّين ، نصر بن مزاحم 100 ، الرياض النضرة 2 / 158 ، كتاب الغدير 3 / 221 ـ 240 .
([54]) شرح النهج ، المعتزلي 13 / 248 .
([55]) عيون الأثر 1 / 124 ، 128 ، سير أعلام النبلاء 1 / 144 .
([56]) تاريخ اليعقوبي 2 / 27 .
([57]) عيون الأثر 126 ، قال ابن اسحاق : انّه أسلم بعد علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، سير أعلام النبلاء 1 / 144 .
([58]) عيون الأثر 1 / 129 ، سير أعلام النبلاء 1 / 145 .
([59]) عيون الأثر 1 / 130 ، سير أعلام النبلاء 1 / 145 .
([60]) تاريخ اليعقوبي 2 / 232 .
([61]) عيون الأثر 1 / 127 ، سير أعلام النبلاء 1 / 144 .
([62]) عيون الأثر 1 / 120 ، سير أعلام النبلاء 1 / 144 .
([63]) عيون الأثر 1 / 129 ، الكامل ، ابن الاثير 2 / 60 ، تاريخ اليعقوبي 2 / 23 .
([64]) عيون الأثر 1 / 129 .
([65]) تاريخ اليعقوبي 2 / 22 .
([66]) سير أعلام النبلاء 1 / 144 .
([67]) عيون الأثر 1 / 129 .
([68]) عيون الأثر 1 / 130 ، البداية والنهاية 7 / 160 .
([69]) عيون الأثر 1 / 130 .
([70]) عيون الأثر 1 / 127 ، البدء والتاريخ 4 / 146 ، سير أعلام النبلاء 1 / 144 .
([71]) البدء والتاريخ ، المقدسي 4 / 146 ، سير أعلام النبلاء 1 / 144 .
([72]) عيون الأثر 1 / 127 .
([73]) نفحات الأزهار 1 / 313 ، عيون الأثر 1 / 129 .
([74]) عيون الأثر 1 / 127 .
([75]) عيون الأثر 1 / 127 .
([76]) عيون الأثر 1 / 128 ، سير أعلام النبلاء 1 / 144 .
([77]) عيون الأثر 1 / 128 .
([78]) أسباب نزول الآيات ، الواحدي 190 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|