أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-07-30
459
التاريخ: 2023-04-20
2689
التاريخ: 2023-03-24
1557
التاريخ: 12-10-2014
2343
|
قال تعالى : {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد : 35].
لقد أثبتت الحوادث ان من وهن أمام عدوه وتهيب سطوته ، وخاف مجابهته فقد زوده بالسلاح الذي يقتله به ويخضعه لأمره ، قال الإمام علي (عليه السلام) : قرنت الهيبة بالخيبة ، والحياء بالحرمان . أنظر ج 6 ص 240 فقرة « الحرب النفسية » . والسياسة الحكيمة في الحرب عند قادتها وأهل الاختصاص ان لا ينهار الإنسان أمام عدوه ، وأيضا أن لا يستهين بقوته ، بل يعد له العدة ويجابهه بثبات مستهينا بكل ما يصيبه من مشاق وآلام ، وقد رسم القرآن الكريم هذه السياسة بقوله : { فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ } أي لا تنهاروا أمام أعدائكم وتستسلموا لقوتهم وطغيانهم ، وبقوله : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال : 60] أي لا تستهينوا بقوتهم واحشدوا لحربهم كل ما تملكون من طاقات بشرية واقتصادية .
( وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ ) إذا كنتم صفا واحدا ، ويدا واحدة على عدو اللَّه وعدوكم وإلا فشلتم وذهبت ريحكم كما نصت الآية 46 من سورة الأنفال ( واللَّهُ مَعَكُمْ ) إذا لبيتم دعوته إلى الجهاد بالنفس والنفيس لتكون كلمة الحق هي العليا ، وكلمة الباطل هي السفلى ، أما من يؤثر الدعة والراحة ، ويستسلم للهوان وقوى الضلال والفساد فإن اللَّه يتخلى عنه ، ويكله لمن استسلم له ( ولَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ ) . من أصيب بنفسه أو أهله أو ماله من أجل الدين أو الوطن أو أي حق كان - فإن تضحيته هذه لن تذهب سدى ، بل هي عز للدين وللوطن في الحياة الدنيا ، وذخر له في الآخرة عند اللَّه .
وتسأل : ان قوله تعالى : « فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ » يدل بصراحة على ان للقوي أن يبطش بعدوه الضعيف ، ولا يكترث بسلم ولا رحمة .
وليس من شك ان هذا يناقض الإنسانية والعدالة ، ولا يتفق مع قوله تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً } [البقرة : 208].
الجواب : ان قوله تعالى : « فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ » معناه إذا بليتم بعدو متوحش شرس لا يقيم وزنا للحق والعدالة ، ولا يلتزم بقانون ولا بميثاق ، ولا يفهم إلا بلغة العنف والقوة ، إذا بليتم بهذا العدو فاصمدوا له ولا تهابوه وابطشوا به ، ولا تأخذكم في الحق رأفة ولا هوادة ، فان القضاء عليه قضاء على الشر ، وخير للإنسانية جمعاء .
ومن غريب الصدف أن أكتب هذه الكلمات في اليوم الذي أغارت فيه إسرائيل بطائرات الفانتوم الأمريكية وقذائفها - على مدرسة بحر البقر الابتدائية بالجمهورية العربية المتحدة ، وقتلت 47 طفلا تتراوح سنهم بين السادسة والثانية عشرة ، ما عدا الجرحى .
والولايات المتحدة الأمريكية هي المسؤولة عن قتل وجرح أولئك الصغار ، وعن الغارة المماثلة على معمل أبي زعبل الأهلي التي راح ضحيتها 33 عاملا بين قتيل وجريح ، هي المسؤولة عن جرائم إسرائيل حيث أمدتها بالسلاح والمال ، وأمرتها أن تفعل في البلاد العربية ما تفعله هي في فيتنام . . فقد نقلت الصحف والإذاعات ان جنود الولايات المتحدة قتلوا أهل قرية بأكملهم في فيتنام ، ولم ينج منهم طفل ولا امرأة ، وما كان لهذه القرية ولا لمدرسة الأطفال أي شأن في الحرب . . فهل يجدي السلم شيئا مع هؤلاء السفاكين ؟ اللهم إلا إذا كان معنى السلم الاستسلام للجور والطغيان .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|