أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-12-2020
2081
التاريخ: 1-12-2016
1760
التاريخ: 1-12-2016
9889
التاريخ: 15-9-2016
2236
|
ماري ودورها التجاري:
بسبب موقعها الجغرافي على الفرات الاوسط لعبت مدينة ماري (حاليا تل حريري) دوراً بارزاً في التجارة والمواصلات التجارية ما بين جنوب بلاد الرافدين وسورية وايران وآسية الصغرى. ويذكر احد نصوص إبلا في حملة عسكرية له ضد ماري. وهذا يشير إلى غنى هذه المدينة في العهد الأكادي.
عاشت ماري أقصى درجات ازدهارها في نهاية القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن الثامن عشر قبل الميلاد، وهي الفترة المعروفة لدينا بشكل افضل من الفترات السابقة بسبب اكتشاف الارشيف الملكي.
يضيء أرشيف ماري لنا جوانب عديدة من حياة تلك المدينة ومنها الجانب التجاري. ونعرف من خلال نصوص ذلك الارشيف مدى امتداد العلاقات التجارية التي كانت تربط ماري بمدن ذلك العصر وبلدانه مثل : دلمون في الخليج العربي، حاصور في شمال فلسطين، جُبيل وأوجاريت على الساحل السوري، كركميش وإيمار وحلب في شمال سورية حاتوشا في الأناضول، الاشيا Alasia (قبرص) وكابتارو Kaptaru (كريت) في البحر المتوسط من مواد التجارة التي كانت ماري تستوردها او تعبرها إلى بلاد بابل الخمر الذي كان يُستورد من سورية وبشكل خاص من مدينتي إيمار وكركميش ويُنقل عبر الفرات بالسفن، والاخشاب بأنواعها المختلفة كاحتساب الأرز والسرو والصنوبر، وزيوت الاشجار ومنتجاتها وأحجار الجواريش.
كل ذلك كانت تصدره سورية إلى ماري وبلاد بابل. كذلك كانت ماري تحصل على الخيول من كركميش وقطنة، وعلى زيت الزيتون من حلب. واحيانا كانت الحبوب تجد طريقها من سهول سورية الشمالية إلى ماري.
كان النحاس يمر في طريقه من قبرص إلى ماري وبلاد بابل عبر المدن السورية، وكذلك بعض منتجات جزيرة كريت.
من المواد التجارية المهمة في ذلك العصر القصدير الذي كان يصل إلى ماري عبر أشور من شمال غرب ايران. وكانت ماري تسد حاجتها من ذلك المعدن ومن ثم تصدر كميات كبيرة منه إلى البلدان والمدن السورية المختلفة مثل كركميش، حلب، قطنة، اوحاريت وحاصور. من المحتمل ان القصدير المصدّر من ماري كان يصل أيضاً إلى جزيرة كريت عن طريق أوجاريت التي تعيد تصديره.
وكان القصدير يستخدم في ذلك الوقت في صناعة البرونز وذلك بمزجه مع النحاس.
كانت الطرق التجارية التي تربط سورية مع بلاد الرافدين تمر عبر ماري. احد هذه الطرق كان يتجه إلى الشمال الغربي بمحاذاة الفرات حتى إيمار، وبعدها ينعطف نحو الغرب إلى حلب ومن ثم إلى ساحل المتوسط. وكان الطريق الثاني يخترق الصحراء العربية السورية ماراً عبر تدمر ليصل سهول حمص ومن ثم سواحل المتوسط، او يخرج من تدمر باتجاه الجنوب الغربي مارا بالقريتين (ناشالا Nasala) نحو منطقة دمشق ومنها إلى فلسطين. وكان الحمار وسيلة النقل الوحيدة في هذا العصر ويرد ذكره بكثرة في نصوص عديدة من ماري.
كانت ماري تجني أرباحا جمة من الجمارك التي تفرضها على السفن والقوافل التجارية التي تعبر أراضيها.
وتبين لنا مجمعة من النصوص أرشيف ماري ان محطة لمراقبة المواصلات التجارية كانت قائمة على الفرات على الحدود الشمالية من مملكة ماري. مهمتها كانت جباية الجمارك من السفن العابرة حسب حمولتها من البضائع وحسب نوعية تلك البضائع.
محطات المراقبة والجمارك لم تكن قائمة فقط في مملكة ماري وإنما أيضاً في بلاد بابل، حيث تذكر احدى الرسائل البابلية القديمة اسم محطة على الفرات تدعى باصو Basu، ليست بعيدة عن سيبار وبابل. وكان على السفن التي تعبر الفرات في تلك المنطقة ان تدفع جمارك عن البضائع التي تنقلها. هذه المحطة كانت تمارس نشاطها منذ عهد حمورابي على الاقل. كان يدير تجارة القصر في ماري، كما في بلاد بابل، موظف ملكي يدعى بوكيل التجار (وكيل تامكاري). وكان مسؤولا أيضاً عن جباية المكوس (الجمارك).
تذكر لنا نصوص من أرشيف ماري عددا من التجار وتلقي أضواء على نشاطاتهم التجارية المختلفة، وتبين بشكل واضح أنهم كانوا يقومون برحلات تجارية إلى المدن المختلفة مثل كركميش وحاصور، كذلك تبين لنا تلك النصوص ان ماري كانت تجتذب تجارا من مناطق متعددة، من كركميش ومن إيمار، كانوا يأتون إليها حاملين معهم منتجات بلادهم.
من كل ذلك نستنتج ان ماري مركزا تجاريا مزدهرا في النصف الأول من القرن الثامن عشر قبل الميلاد. وازدهارها التجاري مكن ملوكها من تمويل المشاريع العمرانية الضخمة مثل اقصر الملكي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|