المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 6763 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



الحضارة  
  
2062   09:37 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : عبد السلام السعيدي
الكتاب أو المصدر : جدلية التاريخ والحضارة
الجزء والصفحة : ص30-40
القسم : التاريخ / التاريخ والحضارة / الحضارة /

التطور التاريخي للمفهوم:

 ظهرت كلمة (Civilization) في اللغة الفرنسية عام 1734 (عصر الأنوار) وينحدر أصلها من  صفة Civilis (متحضر) في القرن17 وهذه الصفة منحدرة بدورها من فعل civiliser (ق13) المشتق من الظرف  civilement  (ق14) ومن صفة civil (مدني/حضري في ق 13) المأخوذة بدورها من اللغة اللاتينية civilité (ق 14) وكذلك  cité  (مدينة/حاضرة في ق 11) (المأخوذة من civitas (1. وهكذا منذ البداية ارتبط مفهوم الانتماء إلى المدينة، إلى جماعة منظمة تمثل الدولة أو تقوم مقامها، قلت ارتبط دلاليا بمفهوم التهذيب. فالإنسان المدني، المهذب، الحضري هو أيضا الإنسان البورجوازي. وهكذا أصبح مفهوم الحضارة يعني خلال القرنين 18 و19 حالة التحضر. والمتحضر هو الذي يحمل جملة الصفات المكتسبة خارج الطبيعة، مجموع الصفات والظواهر المميزة للعالم المتقدم الذي يمثله الإنسان الأوربي آنذاك. وبذلك انبنى مفهوم الحضارة على المركزية الأوروبية أي على هيمنة أوروبا على العالم سياسيا وفكريا واقتصاديا وثقافيا.. وأصبح معيار التقدم التكنولوجي هو الذي على ضوئه نصنف الشعوب ونقول هذه شعوب متحضرة ذات حضارة وهذه شعوب غير متحضرة أي فاقدة لأية حضارة. مما أدى إلى ظهور التعارضات الثنائية الضدية التالية:

                مركز ديناميكي: منتج وهو معقل الابتكارات (أوروبا)

*التعارض بين:

                   أطراف جامدة: مستهلكة بدون إنتاج (العالم غير الأوربي)

 مجتمعات حارة: مندمجة في مسار تطوري قائم على تراكم  الخبرات والابتكارات والعطاءات.

*التعارض بين:  

       مجتمعات باردة: متجمدة تحجر وتخلف في العقليات وفي التقنيات والعادات.

مجتمعات تاريخية: سمحت لها كتابتها بالتقدم وتحقيق الطفرات والوعي.

*التعارض بين (2)

    مجتمعات لا تاريخية: لا كتابة لديها وبالتالي لا تاريخ لها فهي مجتمعات ما قبل تاريخية: بدائية جامدة+ المشافهة.

            

     الحضارات التاريخية: عرفت الكتابة (بلاد الرافدين +الفراعنة..)

*التعارض بين:

      الحضارات غير التاريخية: جاهلة للأبجدية (في إفريقيا آسيا..)

 

                   الإنسان المتحضر: إنسان مهذب يعيش في المدينة

*التعارض بين:

                   الإنسان المتوحش: إنسان همجي يعيش في الغابات والأدغال (3)

                   الغرب: رمز التقدم والتحضر

*التعارض بين:

                    الشرق: رمز التخلف والبربرية Barbarisme

 

وفي هذا السياق يورد R  .Kipling قولته الشهيرة:

"الشرق هو الشرق، والغرب هو الغرب، ولن يلتقيا أبدا.." (4)

                   مجتمع الطبيعة: شعب طبيعي بدائي

*التعارض بين:    

                    مجتمع الثقافة: شعب ثقافي = متحضر

 

وبهذه التعارضات الثنائية الضدية التي حاول الغرب الأوروبي في القرنين 18 و19 بثها خارج محيطه القاري معتبرا أن الحضارة مرادف للتقدم المادي والتكنولوجي للشعوب، ومتمركز حول ذاته، وذلك بالقول بأن هناك حضارة واحدة ووحيدة في العالم هي حضارة أوربا الغربية. وعلى أرضية هذا الزعم/الادعاء افتتح الغرب الأوربي عهد الزمن الإمبريالي وسمح لنفسه بقيادة حملة استعمارية واسعة ضد الشعوب التي اعتبرها هو غير متحضرة وأنه هو المسؤول الوحيد عن حمل الرسالة الحضارية إليها ولو بلغة "الحديد والنار". (التوظيف الإيديولوجي لمفهوم الحضارة) (5).

أما في القرن 20 وبسبب عدة عوامل منها:

* مرور قرنين من الزمن على استعمال/توظيف كلمتي حضارة وثقافة.

* تقدم وتطور وكثافة الأبحاث الأنثروبولوجي والإثنوغرافية والأركيولوجية  والتاريخية ..الخ.

* انتقال مراكز الثقل الحضاري/التقني والاقتصادي إلى جهات أخرى غير أوروبية (اليابان + U.S.A + U.R.S.S + الصين...).

قلت بفضل هذه العوامل وغيرها اتسع مفهوم الحضارة مع القرن 20 وأصبحت الكلمة لا تقاس بمدى التقدم التكنولوجي والمعرفي/العلمي للمجتمعات فقط، إذ أضحت الحضارة كمفهوم تعني كل شيء في حياة الإنسان كما أن كل شيء يعني حضارة، فهي تشمل الروح والجسد، المادة والفكر معا. وبهذا الطرح الجديد أصبح لكل مجتمع حضارة معينة خاصة به، مهما كانت درجة نموه التاريخي.

تعاريف مختلفة لكلمة واحدة هي الحضارة:

رغم تقدم وكثرة الدراسات والبحوث التي اهتمت بموضوعة الحضارة في القرن 20، فإن هذا المفهوم لا زال (يتضمن معنيين، فقد يعني فكرة التقدم البشري بصفة عامة، وقد يعني طريقة من طرق العيش في مجال جغرافي محدد...) (6). كما أن (..فكرة الحضارة لا تنحصر في مضمون تمثيلي، فهي تتضمن كذلك مضمونا قيميا contenu axiologique بتوجه أخلاقي يسمح للناس بخلق مبررات لتفضيل جانب ما في الحياة البشرية عن جوانبها الأخرى....)(7).

وانطلاقا من هذا الطرح فمفهوم الحضارة تختلف دلالته حاليا باختلاف الدول والمدارس والحقول المعرفية التي توظفه. لذا نجد Norbert Elias يقول بأن كلمة (..حضارة لا تحمل نفس الدلالة عند مجموع الدول الغربية. وهنا نسجل بالخصوص الفرق الشاسع في استعمال/توظيف هذه الكلمة ما بين الإنجليز والفرنسيين من جهة والألمان من جهة أخرى.. فهي عند المجموعة الأولى (أي الفرنسيين والإنجليز) تعني شهامة وأنفة الوطن وتقدم الغرب والإنسانية بوجه عام بينما تعني عند المجموعة الثانية (الألمان) الأشياء والمظاهر ذات المنفعة القوية مثل درجة وجود الحس الإنساني في السلوك البشري...) (8).

وكدليل على مدى اختلاف التعاريف التي أعطيت لمفهوم الحضارة نسوق ما يلي:

* تعريف Franz Boas الذي يرى أن: (.. الحضارة هي الكم المتكامل للأفعال والنشاطات العقلية والطبيعية التي تميز السلوك الجماعي والفردي للأفراد الذين يكونون مجموعة اجتماعية، بالارتباط ببيئتهم الطبيعية.. وهي تحتوي أيضا على منتجات هذه النشاطات ودورها في حياة المجموعة....) (9).

* تعريف Clyde Kluckhon: (.. إنها (أي الحضارة) عملية تاريخية (التقليد الاجتماعي) نمطية أو اعتيادية (القواعد والقوانين والمثل) ونفسية (التعليم + العادة..) وأصولية (الأدوات والآلات والأفكار والرموز...) (10).

* تعريف Tylor E.B.: وهو أشهر تعريفات الحضارة وأكثر اختصارا وشمولا حيث يعرفها قائلا: (... إنها ذلك الكل المركب الذي يحتوي على المعرفة والمعتقد والفن والخلقيات والقانون والعادات وكل قدرات واعتيادات أخرى يكتسبها الإنسان كعضو في مجتمع.) (11).

يمكن أن نخلص من التعاريف المختلفة للحضارة على أن هذه الأخيرة أصبحت في القرن 20 هي كل شيء بما فيها من المنتجات الإنسانية المادية والفكرية والمعنوية لمجتمع معين كيفما كانت درجة ارتقائه في الزمن التاريخي (تاريخي، ما قبل تاريخي، قديم، حديث أو معاصر..) مما أدى إلى الانتقال من الحديث عن الحضارة بصيغة المفرد إلى الحديث عن الحضارة بصيغة الجمع، أي من الحضارة الواحدة (ق 18 و19) إلى الحضارات المتعددة (ق20).

الفرق بين مفاهيم الحضارة والثقافة والمدنية:

ما دام هناك من يخلط ما بين المفاهيم الثلاثة حضارة، ثقافة، مدنية، قد يكون من الضروري الوقوف لتحديد مفهومي الثقافة والمدنية بعد أن حددنا سابقا مفهوم الحضارة.

أ- مفهوم الثقافة: ظهرت كلمة ثقافة (culture ).. في الفرنسية بمعناها الدقيق في ق 13، وتلتها في القرن 14 كلمات مثقف/زارع Cultivateur ومزارع agriculteur لكنها لم تكتسب معناها المجازي كمعرفة، كتربية، وعلم إلا في القرن 15 انطلاقا من مشتقاتها أيضا: cultiver، cultive، Inculte، وبشكل متواز يحتفظ المعنيان (زرع، ثقف) بكامل قوتهما، ولن يتمايزا إلا بصفتي cultural (القرن 19) وculturel (القرن 20) (12).

وحاليا هناك شبه اتفاق على أن الثقافة هي نتاج تراكمي لعدة قرون وأنها تعد عملا إنسانيا جماعيا يتضمن عمليات التدخل والتفاعل والتعديل (للطبيعة وللسلوك..). ومن أبرز التعريفات التي أوردها علماء الأنثروبولوجيا للثقافة نذكر:

* تعريف Kilpatric: الذي يقول بأن الثقافة )هي ما صنعته يد الإنسان وعقله من أشياء ومظاهر في البيئة الاجتماعية، أي كل ما اخترعه الإنسان أو ما اكتشفه وكان له دور في العملية الاجتماعية...) (13).

* تعريف Kluckhon: جاء فيه أن الثقافة هي (..وسائل الحياة المختلفة التي توصل إليها الإنسان عبر التاريخ، الظاهر منها والضمني، العقلي واللاعقلي، التي توجد في وقت معين والتي تكون وسائل إرشاد توجه سلوك الأفراد في المجتمع...) (14).

* تعريف نيلز Nilles: يقول بأن الثقافة "هي جميع طرائق الحياة التي طورها الإنسان في المجتمع"(15).

* تعريف رجال التاريخ للثقافة: فقد فسروها قائلين بأنها هي (راسب التاريخ)، إذ ينظرون لها على أنها مجموعة عمليات تاريخية الأصل، تتراكم خلال السياق التاريخي/الحضاري أو تترسب في الزمان التاريخ. فهي تنمو وتنتعش وتترقى كما أنها قد تهاجر من منطقة إلى أخرى.

نستنتج من التعاريف السابقة للثقافة بأنها، بمفهومها العام، تعني التكيف وما تكشفه الثقافة من تدخل الإنسان في تعديل الطبيعة أو تحويلها بإضافة عناصر بشرية على الوجود الطبيعي. وعليه فكل إضافة بشرية على الوجود الفيزيقي أو العالم الطبيعي هي ثقافة. الثقافة بمعنى من المعاني هي الجانب الفكري والروحي لمجتمع ما ولحضارة ما. لذا فهي مرتبطة بلغة وبشعب معينين مما يسمح لنا بالقول إن هناك ثقافة فرنسية ضمن الحضارة الأوروبية وهناك ثقافة عربية ضمن الحضارة الإسلامية، فتكون الثقافة بهذا المنظور/المثال هي الجزء والحضارة هي الكل.

ب- مفهوم المدنية:

 عادة يقصد بالمدنية مرحلة زمنية/تاريخية زاهرة وزاهية من مراحل تطور الحضارة، وتتكون أساسا من تراكمات كمية زائدة في كم ومحتوى الحضارة (فائض في الماديات وتعقد في المعنويات (العقيدة والفكر والحرية..)). لهذا نقول مع Odoum H.W: "إن كل مدنية حضارة وليست كل حضارة مدنية...)  (16).

وهكذا يمكن القول بالمدنية الفرعونية، المدنية البابلية، المدنية الغربية المعاصرة بينما لا يحق لنا، حسب هذا التصور، القول بالمدنية الإفريقية المعاصرة.

أصناف/ أنواع الحضارات:

يمكن إيجاد تصنيف للحضارات، ولو بشكل مبسط، بناء على عدة أسس، لكننا نرى أن الأساس الاقتصادي هو أوضح هذه الأسس لتميزه ووضوحه مقارنة مع غيره، وكذا لتميز ووضوح الأقسام الرئيسية للنشاط الاقتصادي في صورة مراحل تاريخية مختلفة (مصطلح المرحلة هنا يوظف بمعنى مرن). وعليه فاعتمادا على الأساس الاقتصادي تقسم الحضارات الرئيسية إلى 3 أنواع كبرى وهي (17) :

أ – مجموعة الحضارات البدائية: نعتها هنا بالبدائية يعني البداية وليس بمعنى التخلف كما يشاع. وتتميز هذه الحضارات باقتصاديات الجمع والصيد (إنتاج زراعي ورعوي بسيط: الزراعة المتنقلة) وبتنظيم سياسي مبني على أساس القرابة ويبقى فيه كبار السن هم منفذو القانون ضمن نظام قبلي بالأساس.

ب – مجموعة الحضارات العليا: وتتميز هذه بمعرفتها للأبجدية وتسجيل تاريخها بها، وباقتصاديات الإنتاج البسيط: الزراعة الكثيفة + المحراث الخشبي الذي يجره الحيوان بعد استئناسه + صناعة الفخار والحديد؛ وبنظام سوسيو سياسي من بين مميزاته: تمييز اجتماعي: الطبقة الحاكمة ضد طبقات الشعب + تكوين الدولة + حياة القصور + نشوء المدن + وظائف حكومية.

ج – مجموعة الحضارات المادية: وهذا الصنف من الحضارات يتميز بتوفره على اقتصاديات الإنتاج المركب+ الفلاحة والصناعة التجاريتين + تضخم قطاع الخدمات. إلخ.

هذا التقسيم يعتمده بشكل كبير علماء الأنثروبولوجيا الذين يدرسون حاليا الحضارة بمعناها الواسع في أية صورة كانت، وعلى المستويات الزمنية الممكنة. وكان بعضهم يميل إلى دراسة الحضارات البدائية أكثر من غيرها.

العلم الذي يختص بدراسة الحضارة: أنثروبولوجيا أم إثنولوجيا؟

إن العلم الذي يقوم بدراسة الحضارة للمجتمعات الإنسانية يختلف اسمه كثيرا بين المدارس المتخصصة وحتى بين الدول. ولعل هذا الاختلاف راجع إلى عاملين رئيسيين وهما(18):

أ – اختلاف إسناد العلم إلى المسند إليه: هل يسند هذا العلم المهتم بدراسة الحضارة إلى الإنسان أم يسند إلى الشعب؟ فكلمة أنثروبولوجي مستمدة من الأصل الإغريقي Anthoropos بمعنى إنسان. أما كلمة إثنولوجي فهي من الأصل اللاتيني والإغريقي Ethnos بمعنى شعب أو سلالة أو أمة. هل ننسب هذا العلم إلى الإنسان هنا بصيغة المفرد فنكون في هذه الحالة أمام الأنثروبولوجيا Anthropologie أم ننسبه إلى الإنسان بصيغة الجمع ونكون في هذه الحالة أمام الإثنولوجيا Ethnologie؟ في الواقع إن:

ـ أنثروبولوجيا: كلمة انتشرت في اللغات الأنجلو ساكسونية.

ـ إثنولوجيا: كلمة انتشرت في مجموعة اللغات الأوروبية اللاتينية والجرمانية.

ب – اختلاف مناهج المدارس المتخصصة: وهذا ما يظهر في البلدان التالية:

* في إنجلترا: إن الأنثروبولوجيين الإنجليز يستعملون مصطلح الأنثروبولوجيا الاجتماعية لتركيزهم على جوانب التنظيم الاجتماعي مثل القرابة والزواج.. الخ.

* في الولايات المتحدة الأمريكية: يستعمل الأنثروبولوجيون الأمريكان مصطلح الأنثروبولوجيا الحضارية لتركيزهم على موضوع الحضارة عامة.

* في فرنسا: يستخدم مصطلح إثنولوجيا مع تشديد قوي على الموضوعات النظرية والفلسفية في موضوع الحضارة.

* في ألمانيا: يستخدم مصطلح إثنولوجيا (علم الشعوب Voelkerkunde) ويتم الاهتمام بالخصوص بالنواحي النظرية والفلسفية والمادية في الحضارة.

* في مصر: تتنوع التسميات التي تطلق على هذا العلم، لكنها كلها مرتبطة بالمدرسة الأنجلوساكسونية: فتارة يستخدم مصطلح أنثروبولوجيا اجتماعية وتارة أخرى أنتروبولوجيا ثقافية وتارة ثالثة أنثروبولوجيا حضارية.

رغم الاختلاف في اسم العلم الذي يدرس الحضارة كما رأينا، فالمهم هو أن يتم الاتفاق بين الدارسين على أن مضمون ذلك العلم هو دراسة الحضارة بجوانبها المادية والمعنوية في ارتباط واضح بالتفاعلات الداخلية بين عناصر الحضارة وتفاعلاتها الخارجية مع الحضارات الأخرى المعاصرة لها.

حقول البحث الحضاري:

يمكن تصنيف الأقسام الكبرى في الدراسة الحضارية للمجتمعات إلى حقول البحث التالية(19):

* حقل التكنولوجيا أو الحضارة المادية: يهتم هذا الحقل بدراسة الأشكال المادية للحضارة في صورة وصف وتحليل كل المنتجات المادية للمجتمعات مثل: أنواع السكن +مواد بنائه +المخازن مظاهرها وأشكلها+ الغذاء وأشكاله ومصادره وطرق طهيه وتناوله+ دراسة أدوات الإنتاج+ دراسة أدوات الزينة واللباس+ مصانع الفخار والحديد ..الخ.

* حقل النظام الاقتصادي: وفيه يتم التركيز على أشكال وخصائص النشاط الاقتصادي الذي تمارسه المجتمعات من صيد بري وأنواع الزراعات ودراسة نوعية الإنتاج: هل هو للاكتفاء الذاتي أم للتسويق؟ + دراسة أنواع التبادل الإنتاجي: مقايضة أم تجارة نقدية؟..الخ.

* حقل النظام الاجتماعي: يدرس نوعية وشكل التركيب الاجتماعي: تنظيم عشائري أم تنظيم قبلي.. ودور ذلك في تحديد أنماط السلوك الاجتماعي العام: الزواج والبنوة والطلاق… + أشكال الأسرة + نظم التربية والتنشئة الاجتماعية + النحت والتلوين + الهندسة المعمارية + الموسيقى + الغناء + المسرح والفولكلور عامة ..الخ.

* الحقل التطبيقي: ويعد هذا الحقل أحدث فروع الدراسة الحضارية، وقد ظهر استجابة لمحاولة تطبيق المعرفة العلمية على المجتمعات التي تمر بفترات انتقال حضارية من أنماطها التقليدية إلى أنماط الحضارة الصناعية المعاصرة، وذلك بهدف ضمان قدر معين من صحة الانتقال الحضاري دون حدوث مآسي الضياع بين القيم والمكونات الحضارية القديمة والجديدة. أي باختصار، من أجل تخفيف صدمة الحداثة: تصادم القديم مع الحديث.

هذا التشتت في الحقول والمواضيع خلق تخصصات عديدة كلها تهتم بموضوعة الحضارة، وأحدث هذه التخصصات هو تخصص الأنثروبولوجيا الاقتصادية، كما فرض كذلك تعدد المناهج والمقاربات لموضوع الحضارة كما هو الحال بالولايات المتحدة الأمريكية وغيرها. ومن الملاحظ أن المغالاة في التخصص جعل البعض يخاف، وبشكل كبير، من تشتت وحدة علم الحضارة (20).

___________

1- جفري مارا كلو: الاتجاهات العامة في الأبحاث التاريخية، ترجمة صالح أحمد العلي، بيروت، 1984.

2- محمد حسين نصر: مفهوم الحضارة عند ابن خلدون وهيغل: دراسة مقارنة، بنغازي/ليبيا، 1993.

3- هيغل: محاضرات في فلسفة التاريخ، الجزء الأول، العقل في التاريخ، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، بيروت، 1981.

4- هيغل: محاضرات في فلسفة التاريخ، الجزء الثاني، العالم الشرقي، ترجمة إمام عبد الفتاح إمام، بيروت، 1984.

5- وليد نويهض: المفكرون العرب ومنهج كتابة التاريخ، بيروت، 1996.

6- جميل قاسم: مقدمة في نقد الفكر العربي: من الماهية إلى الوجود، بيروت، 1996.

7- روجي غارودي: حوار الحضارات، ترجمة عادل العوا، بيروت، باريس، 1986.

ب – المقالات:

8- جيمس كورت: (تصادم المجتمعات الغربية نحو نظام عالمي جديد)، مجلة الثقافة العالمية، الكويت، العدد 77/1996.

9- فرناند بروديل: (تاريخ المتوسط)، ترجمة بولعيش (م)، مجلة بيت الحكمة، العدد الخامس، 1987.

10- وجيه كوثراني: (صدام الحضارات أم إدارة الأزمات)، مجلة شؤون الأوسط، العدد 30، 1994.

11- مسعود ظاهر: (حول نهاية التاريخ)، مجلة الوحدة، عدد 98/1992.

*المراجع الفرنسية:

  Henri Berr : La synthèse en histoire, Paris, 1911. (12)

(13)- Raymond Aron : Leçons sur l’histoire, Ed. de fallois, Paris, 1989.

 (Rencontre avec Fernand Braudel), Magazine littéraire, n°212, 1984.(14)

 Henri Moniot : (L’histoire des peuples sans histoire), in Faire de l’histoire, tome 2, Jacques le Goff et Pierre Nora. Ed. Folio Paris, 1974.(15)

 R.Kipling : La Ballade de l’est et l’ouest, Paris, 1892.(16)

Boudouy M.A. et Moussay R. : Civilisation contemporaine, Hatier, Paris, 1976.(17)

 Nobert Elias : Civilisation des mœurs, Paris 1977.(18)

                  Levi-Strauss (claude) : Race et Histoire, Paris, 1977.(19)

(20)Braudel (F) : Méditerranée et le monde méditerranéen à l’époque de Philippe II, A.Colin, 1949.




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).