أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-8-2016
2945
التاريخ: 22-8-2016
3401
التاريخ: 21-8-2016
2786
التاريخ: 15-10-2015
3795
|
الخوارج من أقدم الفرق الثورية التي ظهرت على مسرح الحياة السياسية في الاسلام فقد نشأت حينما تفللت قوى معاوية وبان عليه الانكسار وهمّ بالهزيمة فالتجأ إلى رفع المصاحف مطالبا تحكيم القرآن وانخدعت هذه الزمرة التي لا تملك أي وعي سياسي أو اجتماعي بذلك فخفوا إلى الامام يلحون عليه أن يجيب إلى ما يحكم به الكتاب العظيم فعرفهم الامام أنها خديعة حربية وإن القوم لا يدينون بالكتاب ولا يرجون لله وقارا فلم ينصاعوا لرأيه وأجمعوا على خلعه أو إيقاف العمليات الحربية وشهروا سيوفهم في وجهه في حين أن طلائع جيشه بقيادة الزعيم الكبير مالك الأشتر قد أشرفت على الفتح ولم يبق لألقاء القبض على الذئب الجاهلي معاوية بن أبي سفيان سوى حلبة شاة أو أقل من ذلك حسبما يقول مالك الأشتر وكادت الفتنة أن تقع ويمنى الامام بانقلاب عسكري مدمر يقضى فيه على الاسلام فاستجاب (عليه السلام) لإيقاف الحرب وكتبت بذلك وثيقة التحكيم التي لم تحو أن عليا أمير المؤمنين واستبان لأولئك الأغبياء أنهم على ضلال مبين وأنهم قد خدعوا برفع المصاحف فنفروا من التحكيم ونقموا عليه وانطلقوا إلى الامام يطالبونه بإعلان التوبة والمضي في الحرب ولم يرتض منهم الامام هذا المنطق الهزيل إذ كيف ينقض ما عاهد عليه القوم من إيقاف القتال وكيف يتوب عن ذنب لم يقترفه وإنما هم الذين اقترفوه وأخذوا يضايقونه ويشاغبون عليه وهم يهتفون : لا حكم إلا لله ؛ وقد أصبحت هذه الكلمة شعارهم الرسمي وكان الامام (عليه السلام) يقول : إنها كلمة حق أريد بها باطل فقد كان الحكم عندهم للسيف لا لله فأشاعوا القتل بين المسلمين بغير حق ونشروا الفساد في الأرض وقد حاججهم الامام وأقام سيلا من الأدلة على فساد ما ذهبوا إليه فلم ينفع ذلك معهم وأصروا على الغي والعدوان فاضطر الامام إلى مناجزتهم فكانت حرب النهروان التي أبيد فيها معظمهم وقد صحبوا معهم العار والخزي فقد سفكت دماؤهم وهم في ضلال مبين وقد نقم عليهم المسلمون وهجاهم الشعراء يقول الكميت :
إني أدين بما دان الوصي به يوم النخيلة من قتل المحلينا
وبالذي دان يوم النهر دنت به وشاركت كفه كفي بصفينا
تلك الدماء معا يا رب في عنقي ومثلها فاسقني آمين آمينا
لقد أريقت دماؤهم في محاربة الحق وإحياء الباطل ومناهضة الاسلام يقول السيد الحميري :
خوارج فارقوه بنهروان على تحكيمه الحسن الجميل
على تحكيمه فعموا وصموا كتاب الله في فم جبرئيل
فمالوا جانبا وبغوا عليه فما مالوا هناك إلى مميل
فتاه القوم في ظلم حيارى عماة يعمهون بلا دليل
فضلوا كالسوائم يوم عيد تنحر بالغداة وبالأصيل
كأن الطير حولهم نصارى عكوفا حول صلبان الأصيل
لقد اجتث الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) في واقعة النهروان أصولهم وقضى على إعلامهم إلا أنه فر منهم جماعة فأخذوا ينشرون مبادئهم التي تدعو إلى العصيان المسلح على الحكم القائم وقد شهدت منهم البلاد الاسلامية عدة ثورات دموية أزهقت فيها الأنفس وسفكت فيها الدماء بغير حق ذكرها المؤرخون بالتفصيل.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|