المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



ظاهرة الاعراب في العربية  
  
37597   05:20 مساءاً   التاريخ: 26-7-2016
المؤلف : د. عبد الحسين المبارك
الكتاب أو المصدر : فقه اللغة
الجزء والصفحة : ص161- 175
القسم : علوم اللغة العربية / فقه اللغة / خصائص اللغة العربية / الإعراب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016 9586
التاريخ: 2-8-2016 3999
التاريخ: 26-7-2016 37598
التاريخ: 21-7-2016 3601

اختلف العلماء في نشأة اللغة اختلافا بينا ذكرنا بعضه من قبل، واشرنا الى الدراسات التي تناولت نشأة اللغات واسبابها، وميزنا بين فريقين منهم. ذهب احدهما الى القول بان اللغة توفيقية من الله، وذهب اخر الى المواضعة والاصطلاح، وكما اختلفوا في اصل النشأة اختلفوا في بعض الظواهر اللغوية، وما رافقها من مشكلات، ولعل قضية الاعراب كانت احدى تلك المشكلات التي قيل عنها الشيء الكثير.

فالنحو " نشأ فنا قبل ان يكون علما، اي ان هذه الطرق الخاصة للاداء في اللغة العربية قد التزمت باطراد في تراكيبها واساليبها، ومرنت عليها السنة العرب، وتمكنت من طبائعهم قبل ان توضع لها القواعد النحوية المجردة وضعا علميا، وتدرس دراسة مستقلة لتعرف وتحتذى "(1).

اي ان اللغة ايه لغة لا بد من ان ترافق نشأتها او بعد ذلك بعض من الضوابط التي يعتمل فيها الفكر لتمييزها عن غيرها، ولتكون سهلة الاداء، واضحة المعالم، والنحو " في نشأته في اللغة يكاد يكون فطريا، وان كان الاساس في وجوده هو المجهود العقلي. فان اللغة بعد ان تتجاوز مرحلة الطفولة، ويبدأ الفعل يتصرف فيها من حيث الاشتقاق، والنحت والتصريف، ثم من حيث التراكيب ووضع الضوابط المميزة بين هذه التراكيب بالنسبة لادائها للمعاني تجد نفسها مضطرة بحكم مسايرتها لظروف المجتمع الى التزام بعض الضوابط لتمييز بعض التراكيب عن بعض، ولمعرفة وظيفة كل لفظ بالنسبة لموقعه من الجملة، هذه الضوابط في صورتها الاولى هي عبارة عن النحو الفني "(2).

لقد اختلف مفهوم كل من النحو والاعراب في كثير من المباحث اللغوية القديمة حتى سمي النحو اعرابا، والاعراب نحوا، جاء في لسان العرب: ( نحا الشيء ينحاه وينحوه اذا حرفه، وقال ابن السكيت: ومنه سمي النحو، لانه يحرف الكلام الى وجوه الاعراب "(3). وجاء في اللسان كذلك : " والاعراب الذي هو النحو انما هو الابانة عن المعاني بالالفاظ "(4).

ص161

ويبدو من اطلاق العلماء تسمية هذه الظاهرة على النحو انما جاء لكونها تجمع الضوابط المميزة لكلام العرب، والا لما كان هناك مبرر لتسمية النحو بعلم الاعراب، ولما سمي ابن جني كتابه " سر صناعة الاعراب " وان لم يكن خالصا للنحو، ولما سمي ابن هاشم كتابه " مغنى اللبيب عن كتب الاعاريب " ولما اطلق على بعض الكتب اسم " الاعراب " ووسموها به من امثال " اعراب القران " للزجاج، و " اعراب القران " لابن النحاس و " البيان في غريب اعراب القران " لابن الانباري، وغيرها.

ان المسألة  التي تعنينا هنا ليست هذه التسميات المتعددة النحو بل هي قضية " الاعراب " التي رافقت وضع قواعد النحو وتأصيلها، منذ نشأة النحو على يد ابي الاسود الدؤلي، والروايات التي ذكرتها، حتى " طغت ناحية الاعراب على كل الظواهر اللغوية الاخرى, من نفي واثبات , وانشاء واخبار , وتعجب , واستفهام , ومن صيغ متباينة  ذات دلالات خاصة لكل منها , ومن نظام خاص في ترتيب الجمل وربط اجزائها بعضها ببعض الى غير ذلك من ظواهر هامة تستأثر ببحث اللغويين المحدثين في نحو كل لغة "(5).

ونحن مع اقرارنا بأن الاعراب قديم قدم العربية الا اننا لا نملك من بدايات المسألة شيئا ذا بال , ودراساتنا لهذه الظاهرة تبدأ مع ابي الاسود الدؤلي حين بدأ بأعراب القران الكريم , وقصة طلبه رجلا لقنا من عبد القيس معروفة مشهورة(6).

وجذور المسألة عميقة في اللغة , وهي موجودة في اللغات السامية , وباصة اللغات التي كانت تستعمل المقاطع في كلامها , ومنها الاكادية عام 2500 قبل الميلاد حيث كانت معربة. كما كانت البابلية والاشورية تعرفان الاعراب , وكذللك العبرية والارامية , والحبشية. ووجوده في تلك اللغات ينبيء عن وجوده في العربية , ويقوي مانذهب اليه من تأكيد الصورة المعربة لعربيتنا.وان كنا لانملك جميع الاطر التي وضعت فيها , ولا حلقات التطور التي رافقتها. " واذا وصلنا الى حالة الاعراب في الشعر الجاهلي , وجب علينا ان نقف عنده ولا نتعداه فهو يمثل الصورة الكاملة التي بقيت حتى يومنا هذا ثابتة راسخة لا تتغير "(7).

ص161

كما ان علامات الاعراب في المثنى والجمع هي نفسها في عربيتنا الحديثة غير انها اخذت في الانقراض شيئا فشيئا حتى سنة 100 قبل الميلاد وسنة 600 قبل الميلاد حيث تنوسيت حركات الاعراب وتلاشت من اذهانهم.

اما حركات الاعراب: الضمة، والفتحة، والكسرة فهي موجودة " في اللغتين الاكدية والبابلية القديمتين، والكسرة الممالة في حالة الجر في اللغة الاشورية، والاسم اذا كان منونا الحقت به ميم هي تقابل نون التنوين في اللغة العربية(8).

ومن دراسة اراء النحاة اتضح انهم جميعا عدا قطربا ( محمد بن المستنير 206 هـ " يرون ماللاعراب من علاقة بالمعنى ودلالته عليه، فهم يرون ان حركات الاعراب تدل على المعاني المختلفة من فاعلية ومفعولية واضافة وغيرها، وقد اشار الى ذلك ابو القاسم الزجاجي(9). بقوله: " ان الاسماء لما كانت تعتورها المعاني، فتكون فاعلة، ومفعولة، ومضافة، ومضافا اليها، ولم تكن في صورها وابنيتها ادلة على هذه المعاني، بل كانت مشتركة، جعلت حركات الاعراب فيها تنبيء عن هذه المعاني، فقالوا: ضرب زيد عمرا، فدلوا برفع زيد على ان الفعل له، وبنصب عمرو على ان الفعل واقع به، وقالوا: ضرب زيد فدلوا بتغيير اول الفعل ورفع زيد على ان الفعل مالم يسم فاعله، وان المفعول قد ناب منابه. وقالوا: هذا غلام زيد، فدلو بخفض زيد على اضافة الغلام، وكذلك سائر المعاني. جعلوا هذه الحركات دلائل عليها ليتسعوا في كلامهم ويقدموا الفاعل ان ارادوا ذلك او المفعول عند الحاجة الى تقديمه، وتكون الحركات دالة على المعاني ".

اما قطرب فلم يذهب هذا المذهب، ولم يتفق مع النحاة في هذا القول بل كان يقول: " لم يعرب الكلام للدلالة على المعاني، والفرق بين بعضها وبعض، لانا نجد في كلامهم اسماء متفقة في الاعراب مختلفة في المعاني... " (10) ثم قال: " وانما اعربت العرب كلامهم لان الاسم في حال الوقف يلزمه السكون للوقف، فلو جعلوا وصله بالسكون ايضا لكان يلزمه الاسكان في الوقف والوصل، وكانوا يبطئون عند الادراج، فلما وصلوا وامكنهم التحريك جعلوا التحريك معاقبا للاسكان ليعتدل

ص163

الكلام. " معنى ذلك: ان هذه الحركات جيء بها للسرعة في الكلام والتخلص من التقاء الساكنين عند اتصال الكلام(11).

اما رد النحاة على قطرب فيرون في زعمه يجوز خفض الفاعل ورفعه ونصبه حسبما يرى المتكلم، ويقال مثل هذا عن المضاف اليه وفي هذا اجحاف لقواعد الععرب في كلامهم ورفض لاحكام ذلك الكلام الذي تتجلى فيه حكمة العرب.

ان الرأي الذي تفرد به قطرب ذهب اليه من المحدثين الدكتور ابراهيم انيس وتتلخص نظريته فيما يلي(12):

1. ليس للحركة الاعرابية مدلول، فلا تدل الحركات الاعرابية على فاعلية، او مفعولية او اضافة او غير ذلك.

2. هذه الحركات لا تعدو ان تكون حركات يحتاج اليها في الكثير الغالب لوصل الكلمات بعضها ببعض، بمعنى انها حركات للتخلص من التقاء الساكنين عند وصل الكلام. وان معنى الفاعلية والمفعولية لا يستفاد من هذه الحركات، وانما من موقع كل من الفاعل والمفعول في الجملة  العربية.

3. هناك عاملان تدخلا في تحديد حركة التخلص من التقاء الساكنين، اولهما: ايثار بعض الحروف لحركة معينة، كايثار حروف الحلق للفتحة مثلا، وثانيهما: الميل الى تجانس الحركات المتجاورة.

4. سمع النحاة القدماء هذه الحركات فأخطأوا تفسيرها، حين عدوها علامات على الفاعلية والمفعولية وغيرها، في حين انها لا تعدو ان تكون حركات وصل بين الكلمات.

5. وحين اعتقد النحاة انها حركات اعرابية حركوا اواخر الكلمات التي لا داعي لتحريكها  لتطرد قواعدهم. فقالوا مثلا: " الرجل قائم " بضم اللام من الرجل، وكان يكفي ان يقال: " الرجل قائم " بتسكين اللام اذ لا توجد ضرورة تدعو الى تحريكها.

6. الحالات التي ليس فيها ما يدعوا الى تحريك الاخر جاءت في النثر والشعر على سواء، ولا يؤثر ذلك على  وزن الشعر من الناحية الذوقية ....

ص164

7 _ اما المعرب بالحروف , فكانت احدى صوره تخص قبيلة معينة  , والصور الاخرى تخص قبائل اخرى , ولكن النحاة جمعوا كل هذه الصور ، وخصوا كل صورة منها بحالة اعرابية معينة، فهو يفترض مثلا ان هناك قبائل عربية  كانت تنطق المثنى بالياء في جميع الحالات , ثم تطورت هذه الياء فصارت الفا عند بعض القبائل في جميع الحالات. ولم يفهم النحاة سر الموضوع فجمعوا بين الصورتين , وخصوا الاولى بحالتي النصب والجر , كما خصوا الثانية بحالة الرفع.

وقد ناقش الدكتور مهدي المخزومي نظرية الدكتور انيس وفند مزاعمه التي وافق فيها قطربا وذهب الى أن الحركات الاعرابية " لا تعدو أن تكون حركات يحتاج اليها في الكثير من الاحيان , لوصل الكلمات بعضها ببعض "(13).

وكما شغلت قضية الاعراب علماء العربية من العرب كذلك نالت جانبا كبيرا من  اهتمام المشرفين، ومن اشهرهم " كارل فو للرز "   karal vollers " الذي كان يرى ان النص الاصلي للقران قد كتب باحدى اللهجات الشعبية التي كانت سائدة في الحجاز، والتي لا يوجد فيها كما لا يوجد في غيرها تلك النهايات المسماة بالاعراب، وانه انتقل الى هذا النص فيما بعد الشكل الادبي للغة العربية الذي هو عليه الان، وهو يرى ان العربية الفصحى التي رواها لنا النحويون العرب، والتي توجد في القران كما احتفظ بها الشعر في موازينه هذه العربية يراها فوللرز مصنوعة، وهو ينكر على الاطلاق ان تكون هذه اللغة، كانت حية في مكة على عهد النبي (ص) كما يشك ان يكون البدو الذين خرج من بينهم الشعراء كانوا يتكلمون هذه اللغة"(14).

ويتفق هذا الرأي ورأي مستشرق اخر هو paul. E. Kahle  باول كالة الذي شكك في ان تكون لغة القران ممثلة للغات العرب، وان لغة محمد التي " يتكلم بها هي لغة المواطن المثقف في مكة، والنص القراني الخالي من الضبط بالشكل يعكس بوضوح اللغة العربية التي كانت تتكلم في مكة "(15). وكانت

ص165

لغة الاعراب هي اللغة المثلى في نظر العرب وان لغة الشعر الجاهلي هي الاساس للغة العربية النموذجية التي ابتدعها النحاة، ونهجت  نهجها لغة القران.  ثم اضيفت اليها العلامات الاعرابية خفاظا على صحة النص القراني من التحريف اثناء  القراءة.

اما المستشرقون المنصفون الذين وجدوا في لغة القران عين ماوجدوه في لغة العرب من اعراب. فمنهم " نولدكة " وقد جاء في قوله: " من الخطأ الشنيع الاعتقاد بان اللغة الحية في عهد النبي محمد (ص) لم يكن فيها اعراب فان العلماء في عهد هرون الرشيد قد وجدوا الاعراب بكل دقائقه لدى البدو. ولكن ظاهرة الوقف االشائعة كثيرا في الحديث اليومي قد عودت الاذن على سماع الصيغ الخالية من الاعراب فاستطاع احد الشعراء استخدامها عند اتصال الكلام كذلك، وعلى الاخص في صيغة المضارع التي لا تتلائم كثيرا مع وزن الشعر " (16).

واكد " برجستراسر " ان العرب سامي الاصل تشترك فيه اللغة الاكدية، وفي بعضه اللغة الاثيوبية، ونجد آثارا منه في غيرها " (17).

اما يوهان فك (18) فقد فصل بين الاعراب الذي نجده في الشعر الجاهلي، وبين لغة القران الكريم، يتضح هذا من قوله: " لقد احتفظت العربية الفصحى في ظاهرة التصرف الاعرابي بسمة من اقدم السمات اللغوية التي فقدتها جميع اللغات السامية باستثناء البابلية القديمة – قبل عصر نموها وازدهارها الادبي، وقد احتدم النزاع حول غاية بقاء هذا التصرف الاعرابي في لغة التخاطب الحي. فاشعار عرب البادية – قبل الاسلام وفي عصوره الاولى – ترينا علامات الاعراب مطردة كاملة السلطان – كما ان الحقيقة الثابتة من ان النحويين العرب كانوا حتى القرن الرابع الهجري والعاشر الميلادي على الاقل – يختلفون الى عرب البادية ليدرسوا لغتهم، تدل على ان التصرف الاعرابي كان في اوج ازدهاره انذاك، بل لا نزال حتى اليوم نجد في بعض البقايا الجامدة من لهجات العرب البداة ظواهر الاعراب، اما ان اقدم اثر من اثار النثر العربي، وهو القران قد حافظ ايضا على غاية التصرف الاعرابي فهذا امر وان لم يكن من الوضوح والجلاء بدرجة الشعر الذي لا تترك اوزانه مجالا للشك في اعراب كلماته، فان حرية الحركة في بناء جمل القران لا تترك اثرا للشك في اعرابه كذلك، انظر مثلا سورة فاطر 35 / 28 ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾

ص166

وسورة التوب/ 3 ﴿أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ وسورة البقرة 2 / 124 " واذا ابتلى ابراهيم ربه "..... الخ.

غير انه اعطى لحرية الكلمات داخل الجملة مبررة للقول بالاعراب في القران الكريم، وقد رد على هذا الرأي المستشرق الالماني شبيتالر بقوله: - " وانا لا اعتقد في ان حرية الكلمات في داخل الجملة تدل بالتاكيد على وجود الاعراب ولنتذكر انه يوجد عموما في كل لغة نظام مالوف من ترتيب الكلمات في الجملة، غير انه يلتزم في حدود معينة، ففي احوال كثيرة لا يرتبط هذا الا باهمية لكل جزء من اجزاء الجملة على حدة، فيتحرك بناء على تلك الاهمية، ويمكن للنهايات الاعرابية في ظروف معينة ان تساعد على الفهم السريع للمعنى الذي يفيده السياق والنبر الناتج عن هذا السياق، غير انها ليست ضرورية او فيصلا في ذلك "(19).

ان الاطار التاريخي الذي احاط بالقضية وان كان اعطى دليلا قاطعا على ان الاعراب قديم قدم هذه العربية الا ان المشكلة الاساس هي ان الباحثين لم يتوقفوا عن الخوض فيها على ممر العصور. " وقد بقيت مسألة الاعراب قضية العرب الكبرى طول العصور المتعاقبة، وما زالت كذلك حتى يومنا هذا، ومن اجل ذلك كان من المفيد النافع ان تدرس هذه القضية دراسة دقيقة "(20).

غير ان الناظر في المروي من حكايات النحويين واخبارهم، والمنقول عنهم يجد اهتماماتهم بقضية الاعراب جنف بهم كثيرا عن الحقيقة العلمية المتوخاة من دراسة النحو، وما يجب ان يفهم من معنى الاعراب. وكما هو معروف ان الدراسة النحوية تنظر الى النحو باعتباره يعني بمهمتين: الاولى صحة تأليف الكلام لئلابانة عما في النفس من المقاصد، والثانية، معرفة احوال الاواخر من اعراب وبناء، فيطلب اليه ان يقوم بعصمة اللسان والقلم عن الخطأ في تأليف الكلم واحوال اواخرها (21). الا ان الاهتمام توجه الى النظر في اواخر الكلمات، وتركت قضية النحو الاولى وهي الابانة عما في النفس من المقاصد " ويظهر ان السبب في انصاب النحاة الى مباحث الاعراب اكثر من انصيابهم الى مباحث التركيب، ان طلائع اللحن ظهرت في

ص167

اعراب اللغة قبل ظهورها في مجاري التأليف، كما يشها بذلك الاسباب التي استفزتهم لوضع النحو.... "(22).

ويبدو من امعانهم في البحث عن هذا الباب ان الحديث فيه قد اخذ منهم مأخذا فأطالوا في تعليلاتهم، وتفريعاتهم للعلل، والغوص عن الاسباب، وبيان الخطأ والصواب حتى اضحوا امام ركام من المسائل التي اختلفوا فيها، وهم يرجون التخلص من طرقها الملتوية وشعابها المردية، فما قالوه في مسألة واحدة من المسائل التي اختلفوا فيها بين الجهد الذي انفقوه، والوقت الذي امضوه في تلك المتاهات، فمثلا(23):

قالوا: الاسماء الستة تكون في حالة الرفع بالواو، وفي حالة النصب بالالف، وفي حالة الجر الياء، ثم اختلفوا في علامات اعرابها على مذاهب شتى، منها: ـــ

1. هذه الاحرف نفسها.

2. حركات مقدرة في الحروف وقد اتبع ما قبل الاخر للاخر.

3. الحركات التي قبل الحروف، والحروف اشباع.

4. الحركات التي قبل الحروف، وهي منقولة منها.

5. الحركات التي قبل الحروف، وليست منقولة بل هي الحركات التي كانت عليها قبل ان تضاف فتثبت الواو في الرفع لاجل الضمة، وانقلبت ياء لاجل الكسرة، والفا لاجل الفتحة.

6. الحركات والحروف معا، فهي معربة من مكانين.

7. التغيير والانقلاب في حالتي النصب والجر وعدم ذلك في حالة الرفع.

8. (فوك) و (ذو) معربان بحركة مقدرة في الحرف و الاربعة الباقية معربة بالحروف.

9. بالعكس، اي ان الاسمين الاولين معربان بالحروف والاربعة الباقية معربة بحركات مقدرة.

10. حركات مقدرة في الحروف التي قبل حروف العلة منع من ظهورها كون حروف العلة تطلب حركات من جنسها.

ص168

11. الحروف دلائل واعراب والاعراب فيها لا ظاهر ولا مقدر.

12. النقل في حالة الرفع، والبدل في حالة النصب، والنقل والبدل معا في حالة الجر.

ولكل مذهب من هذه المذاهب انصار يؤيدونه، ومخالفون يفندونه، ولكن هذه الضجة كلها لم تزحزح الاسماء عن كونها بالواو في حالة الرفع والالف في حالة النصب، والياء في حالة الجر.

هذا مثال من امثلة كثيرة اختلف فيها النحاة، وعمق الاختلاف طوال الزمن، غير انه لم يبتعد بهم عن جوهر المسائل، كما لم يجردوها من احوالها التي شاعت فيها، فقد اختلفوا في نصب المستثنى، والمفعول معه، والفعل المضارع بعد حتى او الواو وغيرها مما لا طائلة من ذكره الان.

كما " بلغ من نفوذ النحاة وسلطانهم ان وصفوا كل خروج على قواعدهم الاعرابية باللحن، واصبح هذا اللحن وصمة و عارا، واصبح كافيا للحط من منزله الخطيب او الشاعر، وللحط من مكانة الرجل في الهيئة الاجتماعية "(24).

ومن شاء فليرجع الى الكتب التي تناولت تلك المسألة – اعني اللحن – وما تتبعه العلماء في سقطات الناس من شعراء، وادباء بل عيب على النحاة انفسهم واللغويين كذلك خروجهم على الاسلوب العربي القويم، فيما ندت منهم من هنات، زد على ذلك شيوع اللحن بين بقية المثقفين الذين توارثوا مجد العربية سواء اكانوا عربا ام موالي.

اما عن قضية الاعراب وعلاقته بالمعنى ودلالته عليه – فكما ذكرنا من قبل – يبدو واضحا من اهتماماتهم بتوجيه ايات القران الكريم بحسب تلك المعاني، ولو لم يكن ذلك لما دارت خلافاتهم في التشريع، وغيره استنادا الى القراءات المختلفة.

يقول استاذنا المرحوم علي النجدي ناصف(25): " نعم، ففي مباحث النحو كما في مجالس العلماء ومناظراتهم في حلقات الدرس او في حضرة الخلفاء والعلية شواهد قاطعة الدلالة على انهم كانوا يعلمون ان الاعراب قد يوجه المعنى ويؤثر فيه،

ص169

اذ كانوا يديرون عليه، ويربطون به بعض مسائل الفقه، واحكام التشريع ".

ومن تلك الامثلة والشواهد ما امتلات به كتبهم، منها: ـــ

1. يقول النحاة: اذا قال قائل: " له على عشرة الا درهما " فقد اقر له بتسعة لانه استثنى واحدا من جملة ما اقر به. وان قال: " له علي عشرة الا درهم "" على ان " الا درهم " وصف للعشرة، فقد اقر له بعشرة لان المعنى عشرة مغايرة لدرهم، وكل عشرة مغايرة للدرهم.

2. رووا ان الكسائي وابا يوسف القاضي اجتمعا عند الرشيد، فجعل ابو يوسف يذم النحو ويسخر منه فقال له الكسائي، وقد اراد ان يعلم فضل النحو: ما تقول في رجل قال لرجل: انا قاتل غُلامَك، وقال له الاخر: انا قاتل غلامَك. ايهما كنت تأخذ به ؟

قال ابو يوسف: آخذها جميعا.

فقال له الرشيد: أخطأت، وكان له علم بالعربية، فاستحيا، وقال: كيف ذلك ؟

قال: الذي يؤخذ بقتل الغلام هو الذي قال: انا قاتل غلامك بالاضافة لانه فعل ماض. واما الذي قال: انا قاتل غلامك بالنصب فلا يؤخذ لانه مستقبل لم يكن بعد، كما قال الله عز وجل: " ولا تقولن لشيء اني فاعل ذلك غدا الا ان شاء الله ". فلولا ان التنوين مستقبل ماجاز فيه غدا(26).

3. ورد ايضا ان الرشيد كتب ليلة الى ابي يوسف: افتنا حاطك الله في قول القائل:

فان ترفقي ياهند فالرفق ايمن                 وان تخرقي ياهند فالخرق اشأم

فأنت طلاق والطلاق عزيمة                  ثلاثا ومن يخرق اعق واظلم

فان ثلاثا في البيت تنشد بالرفع والنصب فكم تطلق على الحالتين، فانطلق ابو يوسف الى الكسائي يستفتيه فقال: اما من انشد البيت بالرفع فقد طلقها واحدة، وانبأها ان الطلاق لا يكون الا بثلاث، واما من انشده بالنصب فقد طلقها وأبانها، لانه قال لها: انت طالق ثلاثا(27).

ص170

يقر الاستاذ علي النجدي ناصف(28) صلة الاعراب بالمعنى من وجهين هما: القراءات القرانية المتعددة، وتوجيه اعراب الايات بمقتضاها. كما عرض لصور من الاساليب التي وردت في القران الكريم وكلام العرب والتي لا يتضح معناها الا عن طريق الاعراب. ونسوق ها هنا امثلة للوجهين: ـــ

1. قال الله تعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾ . فقريء برفع يعلم الصابرين على معنى: ولما تجاهدوا وانتم صابرون. وقريء بالنصب على معنى: ولما تجاهدوا مع الصبر، وقريء بالجزم على معنى: ولما تجاهدوا تصبروا على الجهاد(29).

2. وقريء قوله تعالى ﴿وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ﴾ لفظ " يدهنون " بالنون على معنى فهم يدهنون رجاء ان تدهن مثلهم، وقريء فيدهنوا بحذف النون على معنى ودوا لو تدهن ليدهنوا مثلك(30).

3. وقريء قوله تعالى: ﴿وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ﴾ يجزم تستكثر على النهي عن المن والاستكثار منهنا جميعا باعتبار الاستكثار نوعا من المن. وقريء " تستكثر " بالرفع على معنى ولا تمنن بما تعطي مستكثرا له وطالبا عليه الكثير من العوض. وقريء بالنصب واضمار ان على معنى: ولا تمنن بما يعطي لانك تستكثره(31).

4. وقال تعالى: ﴿يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا﴾ قريء " لا نكذب " بالرفع على معنى ياليتنا نرد، ويا ليتنا لا نكذب، وقريء بالنصب على معنى ليتنا يكون لنا عود الى الحياة يصاحبه التصديق والايمان(32).

5. وقال تعالى: ﴿وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى﴾ قريء جزاءا بالنصب والتنوين على معنى فله جزاء خصاله الحسنى التي تكون من الايمان والعمل الصالح، وقريء بالرفع والتنوين على معنى فله جزاء ثم اتبعه الحسنى على طريقة الابهام والتفسير. قصدا الى الاعضام والتفخيم(33).

ص171

 6. وفي قوله تعالى: " لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل اليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة.... " فجاءت المقيمين منصوبة من بين ما قبلها وما بعدها، ومقتضى النمط ان ترفع مثلهما عطفا على " الراسخون ". ويحكى سيبويه عن الخليل سر ذلك فيقول، " زعم الخليل ان نصب هذا على انك لم ترد ان تحدث الناس ولا من تخاطب بأمر جهلوه، ولكنهم قد علموا من ذلك ما قد علمت فجعله ثناء وتعظيما ونصبه على الفعل كأنه قال !... واذكر المقيمين(34).

ومثل هذا يرد كثيرا في الاساليب المتعارف عليها من عطف، وامر ونهي ونداء، وغيرها من اساليب الكلام التي قد تخفى على السامع او القاريء ويحار في توجيهها الوجهه الصائبة. فاذا ما بان اعرابها زال الشك وراح التردد، وانجلت سحب الضلال.

اما الذين يحارون في امر النحو، وطرائق النحاة، فهم على كثرة ما ينادون به من تعزيز لمنهجهم، ودعوة للتصديق بأرائهم التي تجمع على القضاء على الاعراب والمناداة بالغائه من الكلام العربي لن يحصدوا سوى ثمار الخيبة والخذلان.

وهم بالرغم من عرضهم وجهة نظرهم وحجتهم " ان هناك اساليب يمكن التفاهم بها دون الحاجة الى الاعراب، كمثل الذي يدعو الى الغاء اللغة جملة بحجة ان هناك وسائل اخرى يمكن التفاهم بها دون حاجة الى الكلام"(35).

وما سقناه من توجيه في اعراب اي القران الكريم يكفي وحده للتدليل على ان الاعراب " بيان ما للكلمة في الجملة، وما للجملة في الكلام من وظيفة لغوية او قيمة نحوية ككونها مسندا اليه، او مضافا اليه، او كونها مفعولا، او حالا، او تمييزا، او غير ذلك من الدلالات التي تؤديها الكلمات في ثنايا الجمل، وتؤديها الجمل في ثنايا الكلام"(36).

ص171

وامامنا الشعر العربي الذي لا يمكن لأحد انكار ماللاعراب فيه من ابانه وافصاح، كما لا يمكن لاحد ان يقرأ بيتا من الشعر ويلغي الاعراب منه، ويحسن الاداء، وهذا بيت للبوصيري يقول فيه: ـــ

ان لم يكن في معادي اخذا بيدي               فضلا والا فقل يازلة القدم

وقف عنده الاستاذ على النجدي ناصف(37) طويلا وقال: ـــ

" ولهذا البيت معي قصة طريفة، ولا علي ان اقصها هاهنا فإنها ناصعة الدلالة على ما نحن فيه، صادقة التصوير لمبلغ الحيرة التي تساور القاري حين يغم عليه معنى، ثم لا يجد له تأويلا، ولا يعرف له مآتي على طول الكد وكثرة المعاناة.

فقد كنت ادرس البردة دراسة نقد وموازنة وانا بسبيل تأليف كتاب الدين والاخلاق في شعر شوقي، فلما ان وصلت الى هذا البيت وقع بخاطري ان ( إلا ) المذكورة في عجزه هي ان الشرطية المدغمة في لا، ورحت على انها كذلك احاول تأويل البيت وفهم معناه فلم اوفق، ومحال ان يكون للبيت معها معنى سائغ او تأويل صحيح لما يشوب عبارته بسببها من فساد ظاهر.

فرجعت الى كتاب " الكواكب الدرية " للشيخ خالد الازهري استعين به واستهديه، فاذا الشيخ رحمه الله يقرأ الكلمة كما اقرؤها ويعاني منها اشد مما عانيت، لقد نظر في البيت فاذا هو يحتوي أداتي شرط، وليس معهما فيه سوى فعلين اثنين، وليس للبيت على هذه الحال وجه مستقيم. فراح يحتال لتخريجه، ويتكلف له من التأويل والتقدير عسى ان يجعله جاريا على سنن القواعد المقررة، و أخذا بسبب من الاساليب العربية البينة.

ويظهر ان الشيخ رضوان الله عليه لم يكن الى شيء مما يراه مطمئنا ولا عنه راضيا وان البيت قد صار بعض الوقت شغله الشاغل، ولا يكاد يفتر عن التفكير فيه حتى حين يأخذه النوم. فقد ختم كلامه عن تأويله بقوله: انه سمع من يقول له، وهو بين اليقظة والمنام: " ان الا في البيت زائدة ".

ولكن الشيخ – رحمه الله – لم يسأل القاتل الذي هتف به، ولم يقل لنا هو عن مصير الواو التي قبل إلا: أفنعدها هي زائدة ؟ وهل عهدت زيادة إلا في

ص173

الكلام كما عهدت زيادة الواو ؟ لا علينا من هذا او هذاك ؟ فما لها ولا لاحدهما نقص هذه القصة.. ويستطرد الاستاذ علي النجدي ناصف فيقول: ثم قرأت تشطير البردة للسيد الاستاذ عبد العزيز محمد، فاذا هو يجعل إلا منونة، ويذهب الى انها " الال " بمعنى القرابة والعهد، واذا البيت سليم التأليف، واضح المعنى، واذا مفتاحه الذي لا مفتاح له غيره هو هذا التنوين الذي غاب عني، وعن الشيخ خالد الازهري من قبل رحمة الله عليه.... ".

ان البحث في هذه القضية شمل جميع جوانبها، ولم يكتف الباحثون بدلالة الاعراب على المعنى فحسب بل تعداه الى ما ذكرنا ونذكره الان عن: ــــــ

1 ـ معنى الاعراب لغة واصطلاحا.

2 ـ نشأة الاعراب ووجوده في العربية بالمقارنة الى اخواتها الساميات.

3 ـ الخلاف في العلاقات الاعرابية.

4 ـ دلالة الاعراب على المعاني.

5 ـ الدعوة الى الغاء الاعراب.

6 ـ قضية الاعراب وتبسير النحو.

7 ـ الاعراب بين الشعر والنثر.

8 ـ نظرية العامل وأثرها في توجيه الاعراب.

9 ـ اللهجات العربية والاعراب.

10 ـ الاعراب والتفسير.

11 ـ الاعراب والقارءات القرآنية.

ولعل البحث عنها يمتد بامتداد الزمن، الا انه مامن شك في ان الاعراب حصن منيع لعربيتنا وسيبقى كذلك مهما بلغ عنفوان الضجة التي تفتعل من حين لآخر للدعوة الى الغائه او تغيير الطرائق التي يوجه فيها لا سيما ما يختفي بالشعر فانه لا يمكن الاستغناء عن الاعراب، فهو مثلما قاد المفسرين الى تأويل الايات كذلك يقود الى فهم الشعر، والحفاظ على موسيقاه.

واذا كانت نظرية العامل قد أوجدت العلل والعوامل الاعرابية فاننا يمكننا ان نبعد بعضها من عالم النحو، ونخفف من وطأتها على شداة العربية.

ص174

اما الدعوة الى تسكين آواخر الكلمات مثلما تتحدث عاميات الوطن العربي فهي دعوة ظالمة تزيل الحدود بين المرفوعات والمنصوبات والمجرورات وتهدم القواعد النحوية، وتشيع روح الاضطراب بين اجزاء الكلام.

ص175

____________________

(1) النحو واللغة د. حسن عون 78.

(2) المصدر نفسه 78 – 79.

(3) لسان العرب – مادة (نحا ).

(4) المصدر نفسه.

(5) من اسرار اللغة 183 _ 184.

(6) تنظر القصة في نزهة الالباء 20.

(7) ظاهرة الاعراب في النحو العربي وتطبيقها في القرآن الكريم 11.

(8) دراسات في اللغة العربية د. خليل محيي نامي 18.

(9) الايضاح في علل النحو 96 – 70.

(10) الايضاح 70.

(11) فصول في فقه العربية 372.

(12) ندرج الملخص اعلاه اعتمادا على ماذكره استاذ الدكتور رمضان عبد التواب في كتابه " فصول في فقه العربية " 347 وما بعدها، وكتاب " اسرار العربية " للدكتور ابراهيم انيس.

(13) من اسرار اللغة وانظر رد الدكتور المخزومي في كتابه " مدرسة الكوفة ومنهجها في دراسة اللغة والنحو " 249 وما بعدها.

(14) فصول في فقه العربية 377 – 378 ودراسات في فقه اللغة 122.

(15) فصول في فقه العربية 378.

(16) المصدر نفسه 381.

(17) التطور النحوي للغة العربية 75.

(18) العربية – ترجمة د. رمضان عبد التواب 15.

(19) المصدر نفسه ص 11 من مقدمة انطون شبيتالر التي الحقها المترجم بالكتاب.

(20) فقه اللغة المقارن 118 د. ابراهيم السامرائي.

(21) نظرات في اللغة والنحو – طه الراوي 30.

(22) المصدر نفسه 31.

(23) انظر: نظرات في النحو 32 – 33.

(24) من اسرار اللغة 178.

(25) من قضايا اللغة والنحو 9.

(26) انظر: الاشباه والنظائر 3 / 223 ومعجم الادباء 13 / 177.

(27) الاشباه والنظائر 3 / 54.

(28) من قضايا اللغة والنحو 11 وما بعدها.

(29) ينظر: الكشاف 1 / 167.

(30) الكشاف 2 / 489، والمغني 1 / 194.

(31) الكشاف 2 / 504.

(32) المصدر  نفسه 1 / 288.

(33) البحر المحيط 6 / 160 – 161.

(34) كتاب سيبويه 1 / 248.

(35) من قضايا اللغة والنحو 21 ـ 22.

(36) في النحو العربي ـ قواعد وتطبيق 66.

(37) من قضايا اللغة والنحو 23 – 25.




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.