المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2764 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27



متى تكلم الانسان بلغته؟  
  
858   01:55 مساءاً   التاريخ: 12-7-2016
المؤلف : د. خالد نعيم الشناوي
الكتاب أو المصدر : فقه اللغات العروبية وخصائص العربية
الجزء والصفحة : ص 45 - 48
القسم : علوم اللغة العربية / فقه اللغة / اللغة ونظريات نشأتها / حول اللغة ونظريات نشأتها /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-7-2016 14567
التاريخ: 12-7-2016 859
التاريخ: 12-7-2016 1149
التاريخ: 21-4-2018 780

الانسان يمثل الطور الثاني من الخلائق ، بعد جنس الملائكة .  والملائكة ومن خلال النص القرآني يمتلكون ملكة لغوية تواصلية سواء بينهم وبين الله تعالى او بينهم وبين الخاصة من البشر الا وهم الانبياء والمرسلون او ممن حباهم الله بمنزلة منه كقوله تعالى : ﴿ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ﴾ [آل عمران : 39] ، وقوله تعالى : ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ﴾ [آل عمران: 42] ، وقوله : ﴿وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ﴾ [النساء: 166] ، وقوله : ﴿فَلَمَّا جَاءَ آلَ لُوطٍ الْمُرْسَلُونَ (61) قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ مُنْكَرُونَ (62) قَالُوا بَلْ جِئْنَاكَ بِمَا كَانُوا فِيهِ يَمْتَرُونَ (63) وَأَتَيْنَاكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ﴾ [الحجر: 61 - 64] ، وكثير من هذه النصوص التي تصفحُ عن العملية التواصلية بين الملائكة وجنس البشر ، فضلاً عن ذلك هنالك نصوصٌ تواصلية بين الله تعالى والملائكة لا مجال لذكرها فهي كثيرٌ وتفصح عما نريدُ بيانه ، ثم هنالك شيءٌ وجد ابتداء وهو تسمية الملائكة بأسمائهم ولو أن النص القرآني لم يفصح لنا عن جميع تلك الأسماء ، فإن الأسماء هذه هي من عند الله تعالى وكلٌ يدلّ على مسماهُ وهذه الأسماء

ص45

أطلقت على الملائكة من قبله تعالى ، بعد الاستواء على العرش وخلق السماوات والأرض ، وأخذ الملائكة يسبحون ويهللون تحت العرش ﴿وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم﴾ الزمر : 75 ، فاكتسبوا ما اكتسبوا من لغة عبادية من عند الله تعالى في بادئ الأمر .

ثم خلق الله الإنسان فأحسن خلقه ﴿ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين﴾ البلد : 9 ، وقال تعالى : ﴿خلق السماوات والأرض بالحق وصوركم فأحسن صوركم وإليه المصير﴾ التغابن : 3 .

إذن ما هي الحكمةُ من خلق الإنسان ؟ الجوابُ حاضر من عنده تعالى قال ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ الذاريات : 56 ، وقال ﴿يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون﴾ البقرة : 21 ثم تكرر هذا المطلب على جميع الانبياء والرسل ، وإليك جملة من الآيات في هذا المعنى :

قال تعالى :

﴿ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت﴾ النحل : 36 .

﴿قال يا قوم إني لكم نذير مبين أن اعبدوا الله واتقوا وأطيعون﴾ نوح : 2-3 .

﴿والى عاد أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون﴾ الاعراف: 65 .

﴿والى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله﴾ هود : 61 .

﴿إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفاً ولم يكُ من المشركين﴾ النحل : 120 .

﴿إذ قال لهم أخوهم لوطٌ الا تتقون إني لكم رسول أمينٌ فاتقوا الله وأطيعون﴾ الشعراء : 161- 163 .

﴿إذ حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحداً ونحن له مسلمون﴾ البقرة : 133 .

ص46

﴿والى مدين أخاهم شعيباً فقال يا قوم اعبدوا الله وارجوا اليوم الآخر ولا تعثوا في الأرض مفسدين﴾ العنكبوت : 36 .

﴿وقال موسى يا فرعون إني رسول من رب العالمين﴾ الاعراف : 104 .

﴿وأوحينا الى موسى وأخيه أن تبوّا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبله واقيموا الصلاة وبشر المؤمنين﴾ يونس : 87

أذن هي العبادة لله سبحانه وتعالى التي خلق الإنسان من أجلها ، فكيف للإنسان أن يؤدي طقوس هذه العبادة ؟ قال الله تعالى : ﴿فتلقى آدمُ من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم﴾ البقرة : 37 ، في هذا المقام دعا آدمُ ربه ليغفر له سيئته وطلب التوبة والمغفرة ، وهذا الأمر كان عن طريق التوجه بالدعاء والتوسل لله سبحانه وتعالى ، أي ثمة عملية لغوية تواصلية بين العبد وخالقه ﴿ثم اجتباه ربُّهُ فتاب عليه وهدى﴾ طه : 122 .

إذن العبادة ممارسة عملية عقلية وروحية وجسدية تتجلى من خلالها عظمةُ الخالق ووحدانيتهُ ، وأساسُ ذلك وعمادُه الإقرار قولاً بـ لا إله إلا الله وحده لا شريك لهُ ، ومن ثم تأتي الأفعال العباديةُ .

فاللغة مخلوقة قبل خلق الإنسان ، لأنها مستعملة عند الله تعالى جده وملائكته قبل خلقه للإنسان ﴿الرحمن (1) علم القرآن(2) خلق الإنسان﴾ الرحمن :1- 3 والله سبحانه حينما خلق للإنسان خلق له اللغة وهي (اللسان) ، كما خلق الجسد آلة الروح ، فاللغة وجدت قبل وجوده لأن النص القرآني أعرب عن ذلك من خلال وصف الله لخلق السماوات والأرض وبين لنا طبيعة ذلك من خلال استعماله سبحانه وتعالى لمفردات هذه للغة ، قال تعالى : ﴿أولم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما﴾ الانبياء: 30 ، ثم نجده سبحانه استعمل العدد في بيان مدة الخلق ﴿الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش﴾ السجدة : 4 ، وقوله تعالى : ﴿الذي خلق سبع سماوات طباقاً﴾ الملك : 3 ، وهذه الأمور قد حدثت

ص47

ابتداءً وقبل كل شيءٍ ثم استعملت اللغة بين الله سبحانه وتعالى وملائكته قال تعالى : ﴿واذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبحُ بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون﴾ البقرة: 30 ، وقال تعالى : ﴿وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم﴾ الكهف : 18 ، وقول إبليس عليه اللعنة : ﴿أأسجدُ لمن خلقت طيناً﴾ الإسراء: 61 ، ثم قال : ﴿قال أرأيتك هذا الذي كرمت عليّ لئن أخرتن الى يوم القيامة لأحتنكن ذريتهُ  إلا قليلاً﴾ الإسراء : 62 . تلحظ أن اللغة مخلوقةٌ ومستعملة قبل خلق الإنسان ، فخلق الإنسان وبثت في داخله تلك اللغة كأنها الروحُ التي بين جنبيه ، قال تعالى : ﴿فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين﴾ ص : 27 . لأنه بعد ذلك عقل أسماء الأشياء وحدث الملائكة وأخبرهم بأسماء من جهلوه ، ثم كانت له محاوراته مع إبليس في الجنة وعن الملك الذي لا يفنى ، فهذه الأشياء نراها دلائل على مخلوقية اللغة فريثما خرجت الروح خرجت اللغة من الإنسان ، إلا أنها ظلت مصاقبة للروح ووجه الاستدلال في ذلك ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بـ ﴿أن حال كون الجسد محمولاً على النعش بقي هناك شيءٌ ينادي ويقولُ : يا أهلي ويا ولدي جمعتُ المال من حله وغير حله﴾ وهذا تصريحٌ بأن في الوقت الذي كان الجسدُ ميتاً محمولاً على النعش كان ذلك الإنسان حياً باقياً فاهماً ناطقاً(1) .

ص48

__________________

(1) ينظر : بحار الأنوار : 58-8 (باب 42 – حقيقة النفس والروحح وأحوالهما) .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.