أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-10-2014
3005
التاريخ: 21-10-2014
2075
التاريخ: 21-10-2014
2304
التاريخ: 21-10-2014
2879
|
واسم الفعل : ضرب من الكلمات تنوب عن الفعل في العمل، ولا تتاثر بالعوامل، وليست من الفضلات.
فشتان : اسم فعل ينوب عن افترق ، الماضي. واوه: اسم فعل ينوب عن اتوجع، المضارع. وصه : اسم فعل ينوب عن اسكت، الامر.
ولسنا نعرض للخلاف بين النحويين في النظر الى تلك الكلمات ودعوى انها اسماء، او افعال، او خالفة للافعال، او اسماء الافعال ولا للقول في بنائها وملحها الاعرابي، والقول في تعريفها وتنكيرها، والقول في اعمالها وتقدم معمولها ؛ فان الذي يعنينا من ذلك هو زاوية الاسلوب الانشائي، وهذه تبدو لنا في الضرب الذي يسميه البصريون من النحاة : اسم فعل الامر.
واسم فعل الامر اكثر اسماء الافعال عددا واستعمالا ؛ لأنه يمتاز بورود نوع قياسي منه سياتي الكلام عليه، ولان اكثر المنقول عن غيره –كما سياتي- انما يدل على الامر.
وهم يقسمون اسماء الافعال الى ثلاثة ضروب :
1- مرتجل، وهو ما وضع من اول الامر اسما للفعل، نحو : هيهات بمعنى بعد، واف بمعنى اتضجر، وآمين بمعنى استجب.
وذهب بعضهم الى ان ادوات النداء اسمال افعال (1).
ص154
2- ومنقول عن غيره، وهو ثلاثة اضرب :
أ- المنقول عن ظرف او جار ومجرور، نحو : عليك، بمعنى الزم. وعليه رجلا، بمعنى ليلزم رجلا. ومنه قول تعالى : (عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ) (2) أي الزموا شان انفسكم : ودونك الكتاب، أي خذه؛ ومكانك، بمعنى اثبت ؛ واماك، بمعنى تقدم ؛ ووراءك، بمعنى تأخر؛ واليك، بمعنى تنح.
ب- المنقول عن المصدر، وهو على قسمين :
قسم استعمل فعله، نحو وريد، وهو مصغر مصدر مرخم، اصله اراواد، فرخم فصار ورد، ثم صغر. وقد استعملوه قبل النقل تارة مضافا الى فاعله نحو : وريد زيد عمرا، او مفعوله نحو : وريد عمرو. وتارة منونا ناصبا للمفعول، نحو : وريدا عمرا. وبعد نقله الى اسماء الافعال قالوا : وريدا عمروا بفتحة البناء عليه. ومنه قول القائل :
وريدا عليا جد ما ثدى امهم الينا ولكن بعضهم متماين (3)
والقسم الثاني : ما اميت فعله، نحو : بله. يقال : بله زيد على انه مصدر مضاف الى مفعوله، كما يقال ترك زيد. ويقال ايضا : بلها عمرا بمعنى تركا عمرا. ثم نقل الى جماعة اسم الفعل فقيل : بله زيدا، بنصب المفعول وبناء بله على انه اسم فعل. قال كعب ابن مالك :
تذر الجماجم ضاحياً هاماتها بله الاكف كانها لم تخلق
ص155
جـ- المنقول عن كلمتين ركبا تركيبا مزجيا كحيل، بمعنى اقبل مسرعا، من (حي) بمعنى اقبل واجعل، و(هلا) بمعنى اسرع، فلما ركبت حذفت الفها. ويكثر استعمال هذه الكلمة لاستحثاث العاقل تغلبا لحي، وقد يستحث بها غيره تغليبا لـ(هلا) التي هي في اصلها زجر للخيل (4).
وكذلك (هَلُمَّ) الحجازية، أي التي تستعمل مجردة من الضمائر الملحقة بها ، ذكروا انها مركبة من (ها) التنبيه، و(لم) التي هي فعل امر من لم الله شعثه، أي جمعة. ويدل على صحة هذا التقدير انهم نطقوا به فقالوا : (هالم). وتستعمل هلم بمعنى احضر فتتعدى الى المفعول بنفسها، ومنه : (قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ) (5)، أي احضروهم. وتستعمل ايضا بمعنى اقبل فتتعدى الى المفعول بالى، نحو : (وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا) (6)، هذه لغة اهل الحجاز.
واما بنو تميم فهي عندهم فعل، تتصل بها الضمائر البارزة، فيقولون : هلمي، هلما، هلموا، وهَلُممن.
وهذه الضرب الثاني بانواعه الثلاثة، كما رايت، يكاد ينحصر في اسم فعل الامر، أي هو من قبيل الانشاء الطلبي.
3- وضرب ثالث قياسي ينقاس في كل فعل ثلاثي تام متصرف، ياتون به على وزن (فعال) مبنيا على الكسر، نحو : نزال، ولحاق، وبدار، وتراك. قال :
ص156
تراكها من ابل تراكها اما ترى الموت لدى اوراكها (7)
وبنو اسد يقولونه مبنيا على الفتح، يقول : نزال بفتح اللام، وكذا في سائر الباب.
وتوسع بعض النحويين في هذا القياس.
فاجاز ابن طلحة بناءه من افعل، قياسا على دراك من ادرك.
واجاز الاخفش ان يقال دحراج، وقرطاس، قياسا على ما ورد من قرقار الذي هو من قرقر.
واما المبرد فلم يقس شيئا من هذا الباب، وقفه جميعه على السماع وهذا الضرب ينحصر كما رأيت في اسم فعل الامر، أي هو من قبيل الانشاء الطلبي كذلك.
ومما يحلق باسم الفعل ضرب من اسماء الاصوات.
وأسماء الاصوات كلمات مبهمة تنقسم الى ضربين :
1- الضرب الاول – وهو الملحق باسم الفعل – وهو ما خوطب به ما لا يعقل، مما يشبه اسم الفعل، كقولهم في دعاء الابل لتشرب : جي جي، وهو امرا لها بورود الماء. وفي دعوتها لتعلف : هاها، وهو امر لها بتناول العلف. وفي دعاء الضان يقولون : حاحا، وفي دعاء المعز : عاعا، وفي زجر الخيل :هلا، وفي زجر الابل : حوب، وفي زجر البغل : عدس. وقال يزيد بن مفرغ :
عدس مالعباد عليك امارة امنت وهذا تحملين طليقُ
ص157
وهذا ضرب من ضروب الانشاء الطلبي. وانما لم يدمجوه في اسم الفعل لأنه لم يتحمل الضمير كما تحمله اسم الفعل.
2- والضرب الثاني : ما كان حكاية لصوت حيوان كغاق لصوت الغراب، وشيب لصوت مشافر الابل عند الشرب. او حكاية لصوت غير الحيوان، كطاق لصوت الضرب، وطق لصوت وقع الحجارة بعضها على بعض، وقب لصوت وقع السيف على الضريبة.
والحق ان ضبط هذه الاسماء وحصرها انما هو من عمل اللغوي، اما حظ النحوي فان يتكلم على بنائها كما ذكر ابن قاسم(8).
قال السيوطي : وهذه الاسماء – يعني اسماء الاصوات- كلها مبينة، لشبهها بالحروف المهملة في انها لا عاملة ولا معمولة.
المراجع :
سيبويه 1 : 122-129 ابن يعيش 4 : 25-52 الرضى 2 : 61-71 الانصاف 140-143، 307-318 الشذور 484 – 496 ابن عقيل 2 : 237 – 240 التصريح 2 : 195 – 299، 201-202 الاشموني والصبان 3 : 194 – 207 الهمع 2 : 105 – 107 الدسوقي علي المغني 1 : 200- 202.
ص158
________________________
(1) يس على التصريح 2 : 163.
(2) الآية 105 من سورة المائدة.
(3) للمعطل الهذلي في ديوان الهذليين 3 : 46. وانشده سيبويه في 1 : 124 منسوبا الى الهذلي بدون تعيين. وانشده في اللسان (ورد ، مين) بدون نسبة. والمتماين : الكذوب. ويروى (متيامن)، أي ذاهب الى جهة اليمين.
(5) الآية 150 من سورة الانعام.
(6) الآية 18 من سورة الاحزاب. ولم ترد (هلم) في القران الكريم في غير هاتين الآيتين.
(7) لطفيل بن يزيد الحارثي، شاعر فارس جاهلي. الخزانة 2 : 355.
(8) الهمع 2 : 107. وابن قاسم هو الحسن بن قاسم بن عبدالله المرادي المصري، ويعرف ايضا بابن ام قاسم، وهي جدته ام ابيه نسيب اليها. واسمها زهراء. توفي سنة 749.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|