الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
لحظات مصيرية ذات اثر تربوي بالغ
المؤلف:
صالح عبد الرزاق الخرسان
المصدر:
تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة:
ص354-356
19-6-2016
2253
كثيرا ما يتحرك الطفل في البيت تارة يدور حول نفسه بسرعة كبيرة، وتارة يصعد الدرج وينزل بسرعة وتارة ثالثة يركض في داخل البيت ويلعب بالكرة وكل هذه الحركة بمحضر والديه في اغلب الاحيان، وقد يحصل في احدى حركاته السريعة ان يرتطم بالجدار وهذا الارتطام بالنسبة له مصادفة جديدة، فنراه يقف متحيرا ولا يعلم بالموقف الذي يجب ان يتخذه هل هو البكاء ام الضحك ام السكوت ام ماذا ؟
فهو متحير ويطيل النظر إلى والديه ليعرف : ما هو تأثير هذا الارتطام فيهما، وعندئذ يقوم بردة الفعل تجاهه فان ضحكا يضحك، وان تألما يبكي، وان سكتا يسكت ويعاود الحركة مرة اخرى.
ان مثل هذه اللحظات واشباهها لها تأثير شديد من الوجهة التربوية لاي سلوك سيء من قبل الوالدين تجاه موقف هكذا يترك اثارا سيئة في نفسية الطفل. وعليه يجب على الابوين ان يفهما طفلهما عمليا بان الارتطام بالجدار والسقوط على الارض هو نتيجة حركته السريعة وهي حالة اعتيادية في الحياة، وعليهما ايضا ان يستفيدا من هذه الفرصة ويقدما له النصائح والارشادات النافعة التي يجب ان يلتزم بها اثناء لعبه وحركته لكي لا تكرر مثل هذه الحادثة او غيرها.
ولكن مما يؤسف له حقيقة ان بعض الاباء والامهات في مثل الحوادث التافهة نراهم يقومون بسرعة مذهلة إلى الطفل ويضمونه إلى صدورهم ويقبلونه وهم بحالة شديدة من التأثر والتألم، وربما يضربون الارض التي وقع على كثرة ما يشعر به من الحب والحنان من قبل والديه، ان يرفع صوته بالبكاء تتولد في نفسه تلك الصفة السيئة ألا وهي الاعجاب بالنفس وتكبر في ضميره بصورة تدريجية فينشأ على الضعة والذل، ويظل متوقعا للحنان والمحبة لكل حدث حقير تافه.
نعم، ان حياة الطفل مع هذا التوقع الخاطئ له اثار سلبية خطيرة تكون ملازمة له حتى عندما يكبر وقد يشتد الامر ويتألم اكثر عندما يقابل في المجتمع آلاماً كبيرة ولا يجد من يتعاطف معه ويشفق عليه خلافا لما كان يتوقعه، وعندها يحس بالدناءة ويصاب بعقدة الحقارة، مما يجعل حياته تعيسة دائما.
وهذه نتيجة سيئة من نتائج الحب والحنان المفرطين للطفل من قبل الوالدين وقد صدق الامام محمد الباقر (عليه السلام) حينما قال : (شر الآباء من دعاه البر إلى الافراط). وليتدبر كل والد ووالدة ومربّ ومربّية.
الاكثر قراءة في الطفولة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
