المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



فن تربية طفل الروضة  
  
4321   01:15 مساءاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص58-68
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-12-2016 2008
التاريخ: 13-12-2016 2248
التاريخ: 18-1-2016 2093
التاريخ: 6/9/2022 5284

ـ الطفولة المبكرة (من 3 : 6 ) سنوات :

يطلق على هذه المرحلة في تقسيم مراحل النمو الانساني مرحلة الطفولة المبكرة كما يطلق عليها ايضا مرحلة ما قبل المدرسة وهو طفل الحضانة والروضة.

ـ السنوات الاولى للطفل اهم سنوات العمر.. لماذا ؟

تعتبر هذه المرحلة من اهم مراحل العمر حيث يوضع فيها بذور البناء النفسي للطفل ، ومن ثم تحدد المعالم الرئيسية للشخصية والتي تحدد مساره مستقبلا، وكان فرويد يرى ان السنوات الخمس الاولى تعد من اهم مراحل حياة الانسان فهي حجر الزاوية في البناء الانساني، والتي على اساسها نستطيع تحديد مدى تحمل الشخصية مستقبلا، وذلك مثل اساس المبنى كلما كان جيداً كلما تحمل المبنى عددا من الادوار، اي ان طبيعة المبنى تتوقف على اساسه، وكذلك تتوقف طبيعة البناء النفسي للشخصية على طبيعة الاساس وهو الطفولة المبكرة.

ويقال إننا حينما نصل الى سن السابعة من العمر يكون قد تشكل من قيمنا حوالي 90% وتخزن في عقولنا برمجة سلبية او إيجابية يبنى عليها العمر القادم للإنسان ، بل ويرى البعض اننا قد نعاني حتى سن الاربعين من البرمجة السلبية لعقولنا ووجداننا من جراء هذه المرحلة ونحاول التخلص من انعكاسات تلك البرمجة السلبية على شخصياتنا ـ وقد لا نستطيع ـ ويرى فريق اخر انه يمكننا تعديل تلك البرمجة بعد ذلك.

وفي هذه المرحلة يبدأ الطفل في الاعتماد على نفسه، ويبدأ استقلاله الذاتي ، ويحاول اكتشاف العالم من حوله كما نجد ان الطفل يعبر عن نفسه محاولا اثبات ذاته بشتى الطرق حتى وان كانت هذه الطرق والسلوكيات سلبية وتمثل مشكلات نفسية وسلوكية مثل العناد والعصبية الزائدة والنشاط الحركي والزائد والتبول اللاإرادي والسرقة والكذب والعدوان ورفض الطعام ... الخ .

ـ خصائص مرحلة الطفولة المبكرة (من 3: 6سنوات) :

(اذا عرفت استطعت) وعملاً بهذه المقولة فإننا دوما نحاول التعرف على خصائص الطفل في المراحل المختلفة كي نستطيع تبعا لهذه المعرفة التعامل معه بشكل جيد، ولذا سوف نتعرف على خصائص النمو الجسمي الحركي والعقلي واللغوي والانفعالي والاجتماعي والخلقي لهذه المرحلة (الطفولة المبكرة). وهي كالتالي :

1ـ خصائص النمو الجسمي :

في هذه المرحلة يكون معدل النمو الجسمي ابطأ من المراحل السابقة(الجنين والرضيع)وتصل الراس في نهاية المرحلة(6 سنوات)الى مثل حجم الراشد، كما يكون معدل الطول اكبر من معدل الوزن، حيث يصل طول الطفل في نهاية المرحلة ضعف طوله عند الولادة (حوالي 11سم) ويصبح الذكور أطول واكثر وزنا من الاناث(يصبح الذكور حوالي 18 كيلوجرام في حين تصبح الاناث17,5 كليو جرام) تقريبا مع الاخذ في الاعتبار طبيعة الفروق الفردية.

ويجب على الوالدين الاهتمام بهذه المعدلات لدى أطفالهم فقد يعاني الطفل من النحافة او السمنة اي يشذ عن المعدلات الطبيعية وبالتالي نحاول ان نصل الى اسباب هذه النحافة او السمنة المفرطة ، فلقد تكون الاسباب عضوية او نفسية ومن ثم نسرع في علاج الطفل ويكون انتباه الوالدين لذلك واكتشافهم المبكر لمشكلة الطفل حماية له قبل ان تتفاقم المشكلة وتصبح أكثر تعقيداً.

اما بالنسبة لأسنان الطفل في هذه المرحلة فإنما تستمر في الظهور ويكتمل عدد الاسنان المؤقتة ما بين سن 2 : 3 سنوات، وتظل الاسنان اللبنية حتى سن سبع سنوات، ويبدأ الطفل في استبدالها بالأسنان الدائمية.

ويجب على الوالدين الاهتمام بالأسنان اللبنية  قدر الاهتمام بالأسنان الدائمية، ولا يقول البعض لم الاهتمام وهي سوف تستبدل.

اما بالنسبة للنوم في هذه المرحلة فان عدد ساعات النوم تقل حتى تصل الى عشرة ساعات يوميا تقريبا.

ويكون اكثر اجهزة الجسم استمرارا في النمو هو الجهاز العصبي ،ففي نهاية المرحلة يصل وزن المخ الى 90./. من مخ الراشد ،ومع نمو لحاء المخ يبدا الطفل في اكتساب المعلومات، ويزداد النشاط العقلي للمخ.

ويجب لفت نظر الاباء الى ان ارتطام راس الطفل بالأشياء يؤثر على المخ ان لم يكن الان فلاحقاً، ولذا يجب تامين الطريق امام الطفل اثناء المشي والجري والقفز.

2ـ خصائص النمو الحركي :

يبدا الطفل في هذه المرحلة التخلص من كثير من القيود كما يستطيع الجري بسهولة ولذا يجب على الوالدين الحذر من وقوع الطفل، كما يبدأ الطفل تعلم صعود السلم ولذا يجب على الام الانتباه الى ان الطفل يمكن ان ينزل للبحث عنها في حالة غيابها. كما يستطيع الطفل في هذه المرحلة القفز وتقليد الكبار في القفز ولذا يجب على الوالدين الحذر من سقوط الطفل وتعرضه للحوادث حيث وجد ان هذه المرحلة من اكثر مراحل العمر التي يتعرض فيها الطفل للحوادث.

كما تظهر المهارات الحركية الدقيقة مثل بناء المكعبات، ويستطيع استخدام الكمبيوتر والاتاري وغير ذلك، ولذا يجب على الوالدين استثمار نمو هذه المهارات عند الطفل في هذه المرحلة وذلك من خلال اللعب وكثير من الاباء والامهات يشكون من كثرة حركة الطفل وتحطيمه للأشياء من خلال استخدامه الخاطئ ، ولذا دوما ارشد الاباء والامهات وان يكونوا هم البادئين بتعليم الطفل وكيفية استخدام الاشياء واللعب بها بدلا من استخدامه الخاطئ وتحطيم الاشياء لأنه حتما سيلعب ان شئنا ام ابينا لأنه مع النمو القدرات العقلية والمهارات الحركية ويكون لدى الطفل حب استطلاع لاكتشاف العالم من حوله.

كما يفضل الاطفال في هذه المرحلة استخدام احدى اليدين عن الاخرى تبعا لسيطرة احد نصفي المخ، فاليد اليمنى تعمل للنصف الكروي الايسر، واليد اليسرى تعمل تبعا للنصف الكروي الايمن ، ولذا ينبغي على الوالدين في هذه المرحلة تدريب الطفل على تناول الطعام بيمينه تبعا لحديث النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)(اذا اكل احدكم فليأكل بيمينه واذا شرب فليشرب بيمينه فان الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله).(رواه مسلم)، وفي الحديث (يا غلام سم الله بيمينك وكل مما يليك)(متفق عليه).

3ـ خصائص النمو العقلي :

يتمركز الطفل في المرحلة السابقة (مرحلة الرضيع)حول ذاته والام حيث يكون هو والام شيئا واحدا، ثم يبدأ الانفصال النفسي عن الام في الشهر السادس حيث يبدأ يدرك ان الام(اخر) وهو(ذات) ثم نجد ان الطفل حينما يحمله اي شخص غريب عنه فانه يبكي حيث بدأ يميز وجه الغرباء في اختلافه عن وجه الام والا فهو يبكي لافتقاد الامن بغياب الام، ولكن يظل ذلك التلاحم بين الطفل والاخرين حيث لم يميز ذاته تمييزا تاما ونجد ذلك حينما يتم ضرب طفل امام طفل اخر فأننا نجد الطفل الاخر يبكي وكانه هو الذي ضرب ونجد ذلك التلاحم ايضا حينما يقع طفل على الارض ثم نجد الاخر هو الذي يتألم وربما يبكي، ولا تنفصل افكار الاخرين ونجد ذلك حينما يغمض الطفل عينيه ويقول (مش هتشوفوني).

والغريب اننا نرى ان اي احد يضرب من احد فأنه يهرب بعيداً عنه لكن الطفل حينما تضربه أمه فأنه يجري ..... اليها.

وتبدأ حياة الطفل وكأنه داخل دائرة واحدة مع الام ثم يبدأ في بداية هذه المرحلة ينفصل جزئيا وكأن كل منهما داخل دائرة لكن الدائرتين متداخلتان في جزء كبير منهما.

وفي هذه المرحلة لا يعرف الطفل المفاهيم(حتى سن اربع سنوات)مثل مفهوم الحلال والحرام والكذب والملكية والعدل، ومن هنا يجب على الوالدين الا يحاسبوا طفل ما قبل الاربع سنوات على السرقة فهي لا تعد سرقة بمعنى الكلمة حيث انه لا يفرق بين ملكيته وملكية الاخرين فكل ما يحيط بالطفل هو ملكه ،وطالما ان الطفل لا يعرف المفاهيم فلا يعد الكذب كذبا بالمعنى الحقيقي لأنه ببساطة لا يعرف معنى الكذب وبالتالي لا يمكن ان يحاسب الطفل(او يضرب) على شيء لا يعرفه.

وفي الفترة الزمنية من اربع الى سبع سنوات يتميز تفكير الطفل باللامقلوبية بمعنى انك لو سالت طفلا هل لك أخ يقول نعم(اسلام مثلا)لكن حينما تسأله هل اسلام له اخ يقول لك ... لا وبالتالي لا ينبغي على الوالدين ان يتهموا ابنهم بالغباء فهي مرحلة طبيعية في النمو العقلي.

كذلك يتميز التفكير في هذه المرحلة بعدم ادراك بقاء الكم او المقدار ، بمعنى انك لو اتيت بكوبين بهما نفس كمية العصير ثم صببت احد الكوبين في كوب يتسم بالطول والضيق وخيرت اي طفل في هذه المرحلة بين الكوبين لأخذ الكوب الطويل والضيق اعتقادا منه بان الكمية اكبر.

كما تكثر أسئلة الطفل في هذه المرحلة وهي تتعلق بوجود الله والملائكة والشيطان وكيفية الولادة ويتسم تفكير الطفل بأنه عياني اي محسوس ملموس بمعنى ان الجنة مثل الحلوى ،والنار مثل اللسعة، كما ان الطفل لا يدرك الزمن قبل ثلاث سنوات ، فهو لا يعرف اليوم والغد والامس  كما انه لا يعرف التوقيت.

4- خصائص النمو اللغوي :

 ان كنت اطلقت على مرحلة الرضيع (العصر الذهبي للنمو الجسمي) فيمكن ان نطلق على هذه المرحلة (العصر الذهبي للنمو اللغوي) حيث يتطور النمو اللغوي تطورا سريعا في هذه المرحلة.

ويبدأ النمو اللغوي بالبكاء ثم المناغاة والتي تعتبر في غالب الاحيان عن الراحة والاسترخاء وتصل حصيلة الطفل اللغوية في نهاية السنة الاولى ما بين 6: 10 كلمات، وخلال سنة ونصف يصبح محصوله اللغوي حوالي 200 كلمة، وخلال سنتين ينطق الطفل كلمتين تعبران عن المعنى الذي يقصده مثل (أحمد كورة) بدون ادوات ربط، وفي السنة الثالثة ينطق الطفل جملة من ثلاث كلمات بغير ادوات الربط، وفي السنة الرابعة ينطق الطفل جملة مكونة من اربع كلمات، وبها ادوات ربط، وحروف الجر والضمائر والازمنة، كما يستطيع تقليد صوت الحيوانات وفي سن خمس سنوات يصل المحصول اللغوي للطفل ثلاث الاف كلمة.

وهنا اود ان الفت نظر الاباء والامهات الى جزئية يقع فيها البعض وهي انه حينما يبدأ الطفل

في النطق فجميعنا يسعد بنطق الطفل، ولان البعض يفرح لأي كلمات ينطق بها الطفل لذلك يقولون للطفل (اشتم فلانا) والمصيبة الكبرى اننا نضحك فندعم ذلك الشتم عند الطفل لأنه بالطبع لا يفهم معناه انما يشعر بسعادتنا فيكرر ذلك بسعادة، ونصبح نحن اول من يغرس اول درس للعدوان اللفظي عند الطفل، والغريب ان من يقول للطفل قل ذلك هو نفسه يقول للطفل (عيب) وهنا يجد الطفل نفسه في حيرة، فيجدهم ازاء نفس الكلمة مرة يتهللون فرحا ومرة اخرى يغضبون، فيفقد الطفل الثقة في نفسه ويخاف ان ينطق لأنه لا يعرف رد فعل الاخرين.

وهناك علاقة بين النمو اللغوي والذكاء، فكلما تكلم الطفل مبكرا كان ذلك دلالة على ذكائه وتنمو اللغة من خلال البيئة المحيطة بالطفل، ومما يساعد على النمو اللغوي حديث الوالدين مع الطفل، ووجود أطفال اخرين في المحيط الاسري للطفل، وكذلك تعدد المثيرات حول الطفل مثل المذياع والتلفزيون والكمبيوتر.

ومن السمات اللغوية لهذه المرحلة كثرة اسئلة الطفل حيث تكون من 10: 15% من حديث الطفل.

ولذا يجب على الوالدين الاستبصار بذلك ومن ثم عدم الملل من كثرة اسئلة الطفل لأنه يكتشف العالم من حوله ويكون لديه حب استطلاع.

كما يجب على الوالدين احترام عقل ومشاعر الطفل ، والاجابة الصحيحة على اسئلة الطفل وان لم تكن تعرف الاجابة فحاول تشتيت انتباه الطفل لشيء اخر حتى تعرف الاجابة الصحيحة لسؤاله وتخبره بها.

وعلى الوالدين تنمية اللغة عند الطفل بتدريبه على التعرف على اجزاء جسم الانسان وكذلك انواع الاطعمة والفواكه والحيوانات وادوات المنزل والملابس وذلك من خلال الرسوم والصور والاشكال المجسمة والواقع. وكذلك تدريب الطفل على التعرف على اسماء الاشخاص المحيطة به واسماء العائلة الكبيرة.

وكذلك تدريب الطفل على الكلام من خلال الحوار واللعب.. (كلمات جميلة بنغم بسيط)والقصص(حدوته قبل النوم)ولها تأثير جيد على الطفل لأنها تنمي اللغة من جانب ويشعر الطفل بالحب والامن من جانب اخر، كما انها تشكل وعي الطفل لا سيما لو كانت القصة او الحدوة تحمل معان وقيم جميلة.

ويجب الا يتحدث الوالدين امام الطفل بألفاظ سيئة لان الطفل يتسم في هذه المرحلة بالتقليد ومن ثم سوف يقلد كل ما يقال حوله، حتى انه يقلد اللغة حسب المكان الذي يعيش فيه. كما يقلد اللهجة حسب البيئة التي يعيش فيها ايضا، (حتى ان احد الاشخاص ذهب يوما الى انجلترا فوجد طفلا في الخامسة يتحدث الانجليزية فقال: (ما شاء الله : يتكلم انجليزي ممتاز).

5ـ خصائص النمو الانفعالي :

تكون الانفعالات في هذه المرحلة اكثر حدة حتى اننا يمكن ان نطلق على هذه المرحلة (العصر الذهبي للنمو الانفعالي) مع النمو اللغوي، حيث تتسم هذه انفعالات الطفل في هذه المرحلة بانها كثيرة وحادة وعنيفة ومتقلبة وقصيرة المدى، كما تحل الاستجابات الانفعالية اللفظية محل  الاستجابات الانفعالية الجسمية، وتسمى هذه المرحلة (مرحلة عدم الاتزان) حيث تتسم بشدة الانفعالات، وحدة المزاج والخوف الشديد والغيرة الشديدة والعناد والعصبية الزائدة والعدوانية.

ومن أقوى انفعالات هذه المرحلة: ـ

أ ـ انفعال الحب :

يتمركز الطفل حول ذاته فهو موضوع الحب من نفسه ومن الاخرين،.

ولذا يجب على الوالدين اتقان فن التربية بالحب كي نعلم ابناءنا الحب، واذا غرسنا في نفس الطفل بذور الحب جنى وجنينا ثمار الحب.

ب ـ انفعال الخوف :

تزداد انفعالات الخوف لدى الطفل في هذه المرحلة من الظلام، من الحيوانات، من الصوت العالي، ومن غياب الام لأنه بدأ يدرك مثيرات الخوف.

ولذا احذر الوالدين من إرهاب الاطفال وتخويفهم ـ ولو بالهزل ـ لانهم لا يدركون معنى الهزل ولكنهم يستدخلون صور الاشياء التي تخيفهم بها وينسجون حولها الخيالات وتفزعهم بالليل وتخيفهم بالنهار، لان خيال الطفل في هذه المرحلة واسع جدا ونحن من نغذي هذا الخيال ونصنع مادته بحكايا الرعب وربما لا يعبر الطفل عن الخوف باللغة او يعبر بشكل مباشر ولكن ربما يأخذ التعبير عن الخوف صوراً واشكالا مختلفة، فنجده يبكي بدون سبب او لا يحب الجلوس بمفرده ويرفض الذهاب الى الحمام الا بصحبة احد.. الخ، ولذا ينبغي ان نبتعد عن بعض الالفاظ والجمل والقصص مثل(ابو رجل مسلوخة)، (القطة السوداء) ،(امنا الغولة)...الخ.

كما انه يجب على الوالدين ملاحظة وتقييم ما يشاهده الطفل من افلام الرعب، والالعاب العنيفة والكارتون المرعب لاسيما المجسم، لان الطفل يتقمص احد ادوار شخصيات هذا العمل ـ وكل طفل يختار الشخصية التي تقمصها وفقا لشخصيته ـ فان تقمص دور الشخصية الشريرة اصبح عدوانيا، وان تقمص دور الشخصية المهزومة اصبح جبانا، وخائفا دوما، وسليبا، ولو ادمن الطفل هذه الافلام والالعاب والكارتون لضاعت لديه الحدود الفاصلة بين الخيال والواقع، وربما يقلد ما يراه، فقد يكون عنيفا مع اخوته واصدقائه وقد يطير في الهواء من الشرفة فيسقط صريعا.

ج ـ انفعال الغضب :

تظهر في هذه المرحلة بشدة نوبات الغضب والعناد، الزائدة، والاخذ بالثأر لاسيما عند عدم اشباع حاجات الطفل، ولذا يجب على الوالدين اشباع حاجات الطفل من الغذاء والحب واللعب والحركة والبعد عن القسوة الزائدة او التدليل الزائد او التسلط في المعاملة.

د ـ انفعال الغيرة :

يعتبر انفعال الغيرة في هذه المرحلة من اعنف الانفعالات لا سيما عند ميلاد الطفل جديد يسحب البساط من تحت اخيه، وينزع منه عرشه وملكيته ويتركه ملكا غير متوج على عرشه، فيشعر الطفل بالغيرة الشديدة من ذلك الطفل المولود الذي احتل مسرح الوجود، ونال التصفيق كله من الاب والام والجد وكل اطراف (المؤامرة)اقصد العائلة ولذا يدافع ذلك الملك المخلوع من عرشه او ذلك البطل الذي اصبح (كومبارس) بكل ما اوتي من وسائل الغيرة والعناد والعدوان والتبول اللاإرادي جذبا للانتباه ولفتا للأنظار، وتعبيرا عن احتجاجه الرسمي والشعبي عن الظلم الذي تعرض له من اخيه المولود ولكن الجاني الحقيقي هم الوالدان اللذان لم يحسنا فهم طبيعة هذا الطفل ولم يوزعا الاهتمام العادل بين الملك القديم والملك الحديث.

6ـ خصائص النمو الاجتماعي :

الانسان كائن اجتماعي، لا يشعر بذاته الا من خلال الاخرين، ولذا تبدأ عملية التنشئة الاجتماعية للطفل منذ الصغر، وفي هذه المرحلة يتسع عالم الطفل ويزداد وعيه بالأشخاص والاشياء ويبدأ الطفل في بداية هذه المرحلة يلعب مع الاقران (لعب متوازي) اي يلعب بجوار الاطفال فكل طفل يلعب بمفرده وهم في مكان واحد، اي لا يعلب الاطفال (لعب ارتباطي) أي معاً ثم رويداً رويداً يبدأ في الاندماج مع بقية الاطفال في اللعب والانشطة .

وتتأثر طبيعة العلاقات الاجتماعية للأبناء خارج المنزل بطبيعة العلاقات الاجتماعية داخل المنزل، ولذا يجب على الوالدين التفاعل الجيد مع الطفل وتدريبه على الاستقلال وعمل بعض الاشياء بنفسه، كما يجب اللعب مع الطفل في هذه المرحلة (فهي مرحلة اللعب) لتنمية السلوك الاجتماعي، كما ان على الوالدين تنمية سلوك القيادة لدى الطفل بدءاً من هذه المرحلة.

7ـ خصائص النمو الخلقي :

لا يستطيع الطفل في هذه المرحلة استيعاب المبادئ المجردة (مثل الخير والشر والعدل والديمقراطية... الخ) لعدم النمو العقلي الكافي لفهم ذلك، ولذا فهو يحكم على السلوك من خلال نتائجه دون فهم لمعناه، وبمعنى انه يكرر سلوكا خلقيا لأنه يثاب عليه، ويمتنع عن سلوك لا اخلاقي لأنه يعاقب عليه، وقد يخالف الطفل السلوكيات الجيدة ويفعل السلوكيات الخاطئة لجذب الانتباه، ومن المعروف ان الاطفال الذكور يميلون للتخريب في حين تميل الاناث الى العناد.

وعلى الاباء تنمية السلوك الخلقي والديني بإثابة الطفل على السلوك الجيد وعقابه على السلوك الخاطئ، كما يمكن تنمية الحس الخلقي والديني من خلال الحب، والخروج للطبيعة ورؤية البنات، والافضل رؤية الوالدين ملتزمين بتعاليم دينهم.

وفي نهاية هذه المرحلة تظهر لدى الطفل معالم الشخصية( قيادي ام تابع، مستقل ام اعتمادي، اجتماعي ام انطوائي... الخ) ويكون قد كون مفهومه عن ذاته من خلال الاخرين وطبيعة معاملتهم معه.

وخلاصة القول (اذا عرفت استطعت) ولذا يمكننا من خلال ما سبق ان نفهم طفل مرحلة الحضانة او بالأحرى طفل الروضة (الطفولة المبكرة) ولذا يمكننا التعامل الجيد معه.. وفقا لمرحلته ولنتذكر دوما ان طبيعة النمو الانساني تراكمية ، فهذه المرحلة لا تلغي ما قبلها بل تبني عليها بل ويبني عليها ما بعدها من مراحل، فما غرسناه بالأمس نحصده اليوم وما نزرعه اليوم نحصده غداً، فأحسن الغرس والزرع تجنى ما يسعدك غداً ، وربما يسعد الامة والبشرية كلها.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.