نظم التغذية في العجول

هناك نظامين مختلفين في تربية ورعاية العجول في الأعمار ٣-٦ أشهر الأولى من الحياة، النظام الأول يعتمد على التغذية بالسوائل المغذية لإنتاج عجول مغذاه على الحليب أو لإعداد بعض العجول للإنتاج المكثف فيما بعد، والنظام الثاني يعتمد أساساً على التطور المبكر للكرش باستخدام نظم التغذية الجافة وتقلل كميات الغذاء السائل إلى أدنى مقدار، و إذا تم المقارنة بين النظامين فنجد أن هناك مشاكل صحية كثيرة قد تلازم نظام التغذية السائلة حيث يسهل تعرضها لأمراض العسر الهضمي بجانب تكاليفها المرتفعة ولكن في المقابل نجد أنها تمتاز بارتفاع إنتاجيتها من صافي اللحوم. نظام التطور المبكر للكرش قليل التكاليف وأسهل في اتباعه ولكن صافي إنتاج اللحوم منه يعتبر أقل بالمقارنة مع النظام السائل. وقد أوضحت بعض التجارب أن معدل النمو اليومي في نظام التغذية على السوائل قد يصل إلى ١,٢ كجم/يوم وحتى عمر ١٢ أسبوع بينما هو في نطاق التغذية الجافة لا يزيد عن ١ كجم/يوم في نفس الفترة. والجدول التالي يوضح بعضاً من نتائج هذه التجارب.

جدول يبين تأثير تغذيه جافة و السائلة على بعض الاوزان في العجول

ومن الجدول نلاحظ أن المادة الغذائية السائلة لكي تكون قادرةً على منافسة المواد الجافة يجب أن لا تكون ذات سعر أكثر من ضعف قيمة الغذاء الجاف. لذلك بصورةٍ عامة ليكون من الأكثر اقتصاديا الفطام عند عمر أصغر في السن إذا كان هناك طلب من المستهلك على نوعيةٍ معينة من الذبيحة كما في إنتاج لحم العجول المغذاة على الحليب أو إذا كانت الحاجة ماسة لتطورٍ سريع جداً فقد يكون من الضروري عندئذٍ إعطاء أغذية سائلةٍ عند مستويات حرة.

الطرق الروتينية في التغذية السائلة:-

١) كمية الغذاء:

يمكن ترك العجول لتأخذ احتياجاتها من الغذاء السائل بحرية ابتداء من الأسبوع الأول ولكن مع مراعاة أن تكون هذه العجول غير معرضة أية عوامل انفعال وأن يكون نوعية بديل اللبن جيدة، وقد لوحظ أن أي اختلال في هذه العوامل أو زيادة كمية اللبن أو بديله التي يتحصل عليها العجل وخاصةً خلال الأسابيع ال ٣ الأول يؤدي إلى أعراض إصابة العجول بالإسهال. وتختلف احتياجات العجول من بديل اللبن باختلاف أوزانها وباختلاف معدل الزيادة اليومي المتوقع فمثلاً :

- العجول التي تزن ٢٥ كجم تحتاج إلى ٤ كجم بديل لبن لتعطي معدل نمو يومي نصف كجم/يوم

- العجول التي تزن ٤٠ كجم تحتاج إلى ٥ كجم بديل لبن لتعطي معدل نمو يومي نصف كجم/يوم

وبصورةٍ عامة يقترح بأنه في حالة رغبة المربي في فطام عجوله مبكراً يجب عليه إعطاء العجول مقرراتٍ غذائيةٍ من بدائل اللبن بمستوياتٍ أقل لتشجيع استهلاك العلف الجاف وقد وجد أن ٣,٥ كجم من بديل اللبن في اليوم قبل الفطام المبكر جداً عند عمر ٣-٥ أسابيع كافيةٍ لتغذية العجول الكبيرة مثل سلالات الفريزيان، بينما ٢,٨ كجم/يوم بديل لبن كافيةٍ للسلالات الأصغر حجماً مثل الإيرشير والجرسي.

٢- عدد مرات التغذية:

يمكن للمربي أن يغذي عجوله على الأغذية السائلة مرتين في اليوم بنجاح تام وإن كان بعض المربين يوصي بتغذية العجول وحتى عمر ١٠ أيام ثلاث مرات في اليوم ثم بعد ذلك مرتين في اليوم خاصةً إذا كانت التغذية بكميات كبيرة من السوائل. و في حالة الفطام المبكر جداً يوصي بتغذية العجول مرةً واحدةً يومياً فقط ابتداء من عمر الأسبوع الواحد و في هذه الحالة تعطى العجول كمياتٍ أقل من البدائل وذلك بالمعدلات التالية:

الفريزيان                ٢,٨ كجم بديل لبن/يوم

الإيرشير و الجرنسي   ٢,٣ كجم بديل لبن/يوم

الجرسي                  ١,٧ كجم بديل لبن/يوم

ويجرى التعويض عن حجم البديل المنخفض بزيادة معدل التخفيف بحيث تصل المادة الجافة إلى ١٥% واستخدام بديل به نسبة دهن عالية. وهناك طريقة أخرى لتخفيض كمية العمل وهي تغذية العجول لمدة ٥-٦ أيام فقط في الأسبوع، ومرةً أخرى تعد هذه الطريقة ملائمةً للعجول التي تفطم مبكراً ويجب عدم ممارستها حتى يصبح عمر العجل أكثر من ١٠أيام. وعند تغذية العجول في مجاميع يجب ربطها لمدة ١٥-٣٠ دقيقة بعد التغذية لتقليل حدوث لعق العجول لبعضها. وتشير الخبرة على أن التركيز العالي للدهن في لبن الأبقار قد يسبب اضطرابات هضمية ولذلك ينصح بتخفيف اللبن بواسطة ١:٢ لبن فرز : لبن أو بديل لبن، أما تخفيف الحليب مع الماء فإنه أقل نجاحاً حيث يقلل من تركيز المواد الصلبة غير الدهنية بالإضافة إلى الدهن.

٣- درجة حرارة الغذاء السائل:

يوصى بتغذية اللبن عند درجة حرارةٍ ثابتة ٣٥-٣8م للفترة ٢-3 أشهر الأولى من الحياة ويجب اتباع هذه التوصية بصورةٍ صارمةٍ إذا أريد الحصول على أقصى استهلاك كما في حالة إنتاج لحم العجول المغذاة على البدائل أو الحليب، حيث أن الحليب البارد يكون أقل تقبلاً من قبل العجول. أما بالنسبة إلى الأنظمة الأقل كثافةً فقد استخدم اللبن البارد بنجاحٍ للعجول المرباة على المرعى وكذلك العجول المرباة داخل الحظائر على الحشائش حديثة الحصاد.

وقد وجد أن العجول ترضع الحلمات من أمهاتها لتحصل على الحليب بمعدل ٠,٥٥ كجم/ دقيقة عندما يكون عمرها أسبوعين ويرتفع ذلك المعدل إلى ٠,٨٢ كجم/دقيقة عند عمر الثمان أسابيع. ولذلك نجد أن كثيراً من مربي العجول صناعياً يستخدم حلاباتٍ صناعيةٍ ذات حلماتٍ مشابه لحلماتٍ الأبقار، ولكن هذه الطريقة أبطأ من طريقة استخدام الجرادل المفتوحة في الرضاعة. فإن الحيوان ينتج أنزيم اللايبيز بكميات أكبر مما يساعد على تقليل معدلات الاضطرابات الهضمية عن الرضاعة من الجرادل المفتوحة، ولكن بصورةٍ عامة فإن كلا الطريقتين متساوي التأثير على العجول سواءً في الصحة العامة أو النمو أو حتى في تأثيره على علق أخدود المريء.

وبصورةٍ عامة فإن التغذية في الجرادل أكثر نجاحاً وتكون أسهل تنظيفاً بكثير من الرضاعات الصناعية. وعندما يكون من الضروري تغذية كمياتٍ كبيرةٍ من العلائق السائلة، قد تصبح الرضاعات الصناعية ذات أهميةٍ خلال ثلاثة الأسابيع الأولى من حياة العجل وبخاصةٍ مع العجول ذات الوزن الصغير عند الولادة وعندما تصبح العجول أكبر سناً فإنها تشرب الحليب أو بدائله من الجرادل بكميات أكبر وبكفاءة أعلى في تنظيم الأعمال الإدارية بالمزرعة.

٤- تعويد العجول على الشرب و تناول العلف المركز:

بعد حصر العجل في زاوية حظيرته، يقف المربي فوق العجل منفرج الساقين وماسكاً العجل بصورةٍ محكمة بين الركبتين ، ويجب توجيه رأس العجل بهدوء إلى الأسفل نحو الحليب و السماح له بمص الأصابع التي سبق وأن غطست في الحليب. ومن الأفضل استخدام إصبعين متباعدين عن بعضهما قليلاً وبمجرد تذوق العجل لطعم الحليب يجب سحب الأصابع من الفم وترك العجل يشرب وحده. وقد يكون من الواجب إعادة هذه التجربة عدة مرات ( ٣ مرات في المتوسط) قبل أن يبدأ العجل بالشرب وحده دون مساعدة، ومن الواجب عدم ترك الأصابع في الفم لمدةٍ طويلة وإلا فإن العجل سوف يرفض تناول الحليب دون وجود يد دافئة بالقرب من فمه. وبالنسبة للمركزات، فقد يكون من غير الضروري تعويدها على الأكل إذا كان المركز مستساغاً، ولكن في بعض الأحيان قد يشجع العجل على تناوله عن طريق فرك قليل من الخليط على مخطمه أو عن طريق وضع كميةٍ صغيرةٍ في الجردل مباشرةً قبل أن ينتهي العجل من شرب حليبه.

لوحظ أن العجول المشتراه حديثاً أو التي تعرضت لعوامل إجهاد في النقل قد تضعف قدرتها على هضم الحليب ولذلك يقترح بإعطاء هذه العجول محلول الجلوكوز ١٠% بمعدل ١,١ كجم في أول وجبتين لها بدلاً من الحليب و إذا ظهر أعراض إسهال عليها يفضل تغير هذا المحلول بمحلول ٣% جلوكوز أو حتى ماء حتى تنتهي أعراض الإسهال. وتشتمل المعاملات الأخرى على حقن فيتامينات أ، د تحت الجلد وجرعةٍ من المضادات الحيوية مثل التتراسيكلين بمعدل ٥٠٠ ملليجرام.