المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9142 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

تطبيقات نظم المعلومات الجغرافية- اتحاذ القرارات المناسبة
30-8-2021
Éamon de Valera
22-5-2017
مجتمعات متقدمة
1-12-2019
الترتيل  
2023-12-16
عناصر انشاء الوحدة المرئية في الصفحة- الحجم Size
11-8-2021
تحاليل الكبد
17-8-2020


مطالبة السيدة الزهراء (عليها السلام) بفدك  
  
4402   11:51 صباحاً   التاريخ: 2-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج2, ص143-146.
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / شهادتها والأيام الأخيرة /

روى المؤرّخون أنّ الجيوش الإسلامية لمّا فتحت حصون خيبر قذف الله الرعب والفزع في قلوب أهالي فدك فهرعوا إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) نازلين على حكمه فصالحهم على نصف أراضيهم فكانت ملكا خاصّا له ؛ لأنّ المسلمين لم يوجفوا عليها بخيل ولا ركاب ولمّا أنزل الله تعالى على نبيّه الآية : { وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ } [الإسراء: 26] بادر فأنحل فاطمة فدكا فاستولت عليها وتصرّفت فيها تصرّف الملاّك في أملاكهم ؛ ولمّا استولى أبو بكر على الحكم اقتضت سياسته بمصادرة فدك وانتزاعها من سيّدة النساء وذلك لئلا تقوى شوكة الإمام على منازعته وهو إجراء اقتصادي باعثه إضعاف الجبهة المعارضة وشلّ فعاليّتها وهذا ما عليه الدول قديما وحديثا وقد مال إلى هذا الرأي عليّ بن مهنّا العلوي قال : ما قصد أبو بكر وعمر بمنع فاطمة عنها ـ أي عن فدك ـ ألاّ أن يقوى عليّ بحاصلها وغلّتها عن المنازعة في الخلافة .

وبعد ما استولى أبو بكر بالقوّة على فدك وأخرج منها عامل الزهراء (عليها السلام) طالبته بردّها فامتنع من إجابتها وطلب منها إقامة البيّنة على صدقها ويقول المعنيّون بالبحوث الفقهية من علماء الشيعة إنّ كلام أبي بكر لا يتّفق مع القواعد الفقهية وذلك لما يلي :

1 ـ إنّ صاحب اليد لا يطالب بالبيّنة والزهراء قد وضعت يدها على فدك فليس عليها إلاّ اليمين وعليه البيّنة وبذلك فقد شذّت دعوى أبي بكر عن المقرّرات الفقهية.

2 ـ إنّ السيّدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها سيّدة نساء هذه الامّة وخيرة نساء العالمين على حدّ تعبير رسول الله (صلى الله عليه واله) وقد نزلت في حقها وحقّ زوجها وولديها آية التطهير وهي صريحة في عصمتها من الزيغ والكذب وهي أصدق الناس لهجة حسب قول عائشة أفلا يكفي ذلك في تصديقها.

3 ـ إنّ ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) أقامت البيّنة على ما ادّعت مضافا إلى اليد أمّا بيّنتها فقد تألّفت من الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) والسيّدة الفاضلة أمّ أيمن فشهدا عنده أنّ رسول الله (صلى الله عليه واله) أنحلها فدكا فردّ شهادتهما معتذرا أنّ البيّنة لم تتمّ وهذا لا يخلو من المؤاخذات وهي :

1 ـ إنّ القواعد الفقهية قضت أنّ الدعوى إذا كانت على مال أو كان المقصود منها المال فإنّها تثبت بشاهد ويمين فالمدّعي إذا أقام شاهدا واحدا فعلى الحاكم أن يحلفه بدلا من الشّاهد الثاني فإن حلف أعطاه المال ولم يعن أبو بكر بذلك فردّ الشهادة وألغى الدعوى .

2 ـ إنّه ردّ شهادة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وقد صرّح النبيّ (صلى الله عليه واله) أنّه مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان .

3 ـ إنّه قدح في شهادة السيّدة أمّ أيمن وقد خرجت زهراء الرسول بعد ردّ أبي بكر لدعواها وهي تتعثّر بأذيالها من الخيبة وقد ألمّ بها الحزن والأسى يقول الإمام شرف الدين (نضّر الله مثواه) : فليته أي أبا بكر اتّقى فشل الزهراء في موقفها بكلّ ما لديه من سبل الحكمة ولو فعل ذلك لكان أحمد في العقبى وأبعد عن مظانّ الندم وأنأى عن مواقف اللوم وأجمع لشمل الامّة وأصلح له بالخصوص , وقد كان في وسعه أن يربأ بوديعة رسول الله ووحيدته عن الخيبة ويحفظها عن أن تنقلب عنه وهي تتعثّر بأذيالها وما ذا عليه إذا احتلّ محلّ أبيها لو سلّمها فدكا من غير محاكمة فإنّ للإمام أن يفعل ذلك بولايته العامّة وما قيمة فدك في سبيل هذه المصلحة ودفع هذه المفسدة ؛ لقد كان أبو بكر باستطاعته وصلاحيّته أن يقرّ يد بضعة رسول الله (صلى الله عليه واله) ووديعته على فدك ويصنع معها الجميل والمعروف ولا يقابلها بمثل تلك القسوة ولكنّ الأمر كما حكاه علي بن الفاروق أحد أعلام الفكر العلمي في بغداد وأحد أساتذة المدرسة الغربية وأستاذ العلاّمة ابن أبي الحديد فقد سأله ابن أبي الحديد : أكانت فاطمة صادقة في دعواها النحلة؟ قال : نعم ؛ فلم لم يدفع لها أبو بكر فدكا وهي عنده صادقة يقول ابن أبي الحديد : فتبسّم ثمّ قال كلاما لطيفا مستحسنا مع ناموسه وقلّة دعابته قال : لو أعطاها اليوم فدكا بمجرّد دعواها لجاءت إليه غدا وادّعت لزوجها الخلافة وزحزحته عن مقامه ولم يكن يمكن حينئذ الاعتذار بشيء ؛ لأنّه يكون قد سجّل على نفسه بأنّها صادقة فيما تدّعي كائنا ما كان من غير حاجة إلى بيّنة وشهود .

نعم لهذه الجهة ولغيرها من الأحقاد والضغائن أجمع القوم على هضمها وسلب تراثها وقد تركوا بذلك عترة النبيّ ووديعته يتقطّعون حسرات قد نخب الحزن قلوبهم وهاموا في تيارات من الأسى والشجون .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.