أقرأ أيضاً
التاريخ: 31-3-2016
5291
التاريخ: 24/10/2022
1231
التاريخ: 15-04-2015
3759
التاريخ: 31-3-2016
3110
|
دعاء الإمام لأبنائه فهو في منتهى الروعة و الجلال فقد حكى سلوكه النير معهم و ما يتمناه لهم من سمو الآداب و مكارم الأخلاق و لنستمع و نصغي إليه فإنه من أسمى الثروات في التربية الإسلامية : اللهم و منّ علي ببقاء ولدي و بإصلاحهم لي و بإمتاعي بهم إلهي امدد لي في أعمارهم و زد في آجالهم و رب لي صغيرهم و قوّ لي ضعيفهم و أصح لي ابدانهم و أديانهم و أخلاقهم و عافهم في أنفسهم و في جوارحهم و في كل ما عنيت به من أمرهم و أدرر لي و على يدي ارزاقهم و اجعلهم ابرارا اتقياء بصراء سامعين مطيعين لك و لأوليائك محبين مناصحين و لجميع اعدائك معاندين و مبغضين آمين .
و مثلت هذه الفقرات مدى روحانية الإمام (عليه السلام) في سلوكه لتربية ابنائه فقد قامت تربيته لهم على الإصلاح الشامل و التهذيب المطلق فقد دعا لهم بما يلي:
أ- أن يمن اللّه عليهم بالبقاء و الإصلاح ليكونوا قرة عين له.
ب- أن ينعم اللّه عليهم بالصحة الشاملة لأبدانهم و أديانهم و أخلاقهم.
ج- أن يعافي اللّه نفوسهم و أرواحهم و ذلك بتطهيرها من الرذائل و الآثام.
د- أن يمنحهم تعالى العافية في جوارحهم لئلا يصابوا بعاهة في أجسامهم مما تشل فعالياتهم.
ه- أن يوسع اللّه عليه و عليهم من أرزاقه و لا يذيقهم مرارة الفقر فإنه من أفجع الكوارث و افتكها.
و- أن يهديهم تعالى إلى مرضاته فيجعلهم ممن يسارعون إلى الخيرات و بأمره يعملون.
ز- أن يحبب لهم تعالى اولياءه و يبغض لهم اعداءه.
و هذا العطف مما يوجب تماسك الأسرة و انسجامها و إذا تربى الولد على هذا الأنموذج من الخلق الرفيع كان قرة عين لأبيه , و لنستمع إلى قطعة اخرى من هذا الدعاء الشريف : اللهم اشدد بهم عضدي و أقم بهم أودي و كثر بهم عددي و زين لهم محضري و أحي بهم ذكري و اكفني بهم في غيبتي و اعن بهم على حاجتي و اجعلهم لي محبين و علي حدبين مقبلين مستقيمين لي مطيعين غير عاصين و لا مخالفين و لا خاطئين و اعني على تربيتهم و تأديبهم و هب لي من لدنك معهم أولادا ذكورا و اجعل ذلك خيرا لي و اجعلهم لي عونا على ما سألتك و أعذني و ذريتي من الشيطان الرجيم فإنك خلقتنا و أمرتنا و نهيتنا و رغبتنا في ثواب ما أمرتنا و رهبتنا عقابه و جعلت لنا عدوا يكيدنا سلطته على ما لم تسلطنا عليه منه اسكنته صدورنا و أجريته مجاري دمائنا لا يغفل إن غفلنا و لا ينسى إن نسينا يؤمننا عقابك و يخوفنا بغيرك إن هممنا بفاحشة شجعنا عليها و إن هممنا بعمل صالح ثبطنا عنه يتعرض لنا بالشهوات و ينصب لنا بالشبهات إن وعدنا كذبنا و إن منانا اخلفنا و الا تصرف عنا كيده يضلنا و الا تقنا خباله يستزلنا اللهم فاقهر سلطانه عنا بسلطانك حتى تحبسه عنا بكثرة الدعاء لك فنصبح من كيده في المعصومين بك .
و احتوت هذه الفقرات الرائعة على أمرين و هما:
أولا: إن الإمام سأل اللّه تعالى أن يحقق له ما يرجوه و يأمله في اولاده الأزكياء و كان مما يرجوه منهم ما يلي:
1- أن يشد بهم عضده و يقويه بهم فإن الولد الصالح قوة للأب.
2- أن يقيم بهم ما اعوج و اشكل عليه من أموره.
3- أن يكثر بهم عدده فيكونوا أسرة ذات عدد كبير ملحوظين أمام المجتمع.
4- أن يزين بهم محضرة و مجلسه و ذلك بسمو آدابهم و معالي أخلاقهم.
5- أن يكفيه بهم في حال غيابه و ذلك بقيامهم في مهماته.
6- أن يعينوه على حوائجه و لا يتركوه وحده.
7- أن يمنحهم تعالى حب أبيهم و العطف عليه ليطيعوا أوامره و يجتنبوا معاصيه و ما لا يرضيه.
إن الأبناء إذا كانوا بهذه الصفة من الصلاح و الاخلاص لآبائهم فإن جل متاعب الدنيا تزول و ينعمون بهم في حال شيخوختهم التي هي مركز الضعف.
ثانيا: إن الإمام اعاذ نفسه و ذريته باللّه تعالى من شر الشيطان الرجيم الذي هو العدو الأول للإنسان الذي يلقيه في متاهات سحيقة من المعاصي و الآثام و قد عرض الإمام (عليه السلام) إلى سلطة الشيطان على الإنسان و هيمنته عليه فقد سكن في أعماق النفوس و نفذ إلى جميع خلايانا و ذكر أمورا أخرى و التي منها ما يلي:
1- إن الشيطان يغري الإنسان باقتراف المعاصي و يسهل عليه عقاب اللّه الذي اعده للعصاة من عباده كما يخوف الإنسان بغير اللّه تعالى فيجعله يخاف و يخشى منه أكثر مما يخشى و يخاف من اللّه.
2- إن الإنسان إذا همّ بمعصية شجعه الشيطان عليها و دفعه لها حتى يوقعه بها.
3- إن الإنسان إذا همّ بعمل الخير و بما يقربه إلى اللّه زلفى ثبطه عنه الشيطان و جعله يتكاسل عنه حتى يصرفه عنه.
4- إن الشيطان يغري الإنسان بالشهوات و يزينها له حتى ينقاد لها.
5- ن الشيطان يلقي في قلب الإنسان الأوهام و الشبهات التي توجب بعد الإنسان عن ربه.
و عرض الإمام بعد ذلك إلى أن جميع أماني الشيطان للإنسان كذب و خداع و لا حقيقة و لا واقع لها ثم سأل الإمام (عليه السلام) أن يصرف عن المؤمنين كيد الشيطان و مكره حتى لا يقعوا في حباله و لنستمع بعد هذا إلى القطعة الأخيرة من هذا الدعاء الشريف :
اللهم اعطني كل سؤلي و اقض لي حوائجي و لا تمنعني الاجابة و قد ضمنتها لي و لا تحجب دعائي عنك و قد امرتني به و امنن علي بكل ما يصلحني في دنياي و آخرتي ما ذكرت منه و ما نسيت أو أظهرت أو اخفيت أو اعلنت أو أسررت و اجعلني في جميع ذلك من المصلحين بسؤالي إياك المنجحين بالطلب إليك غير الممنوعين بالتوكل عليك المعوذين بالتعوذ بك و الراغبين في التجارة عليك المجارين بعزك الموسع عليهم الرزق الحلال من فضلك الواسع بجودك و كرمك المعزين من الذل بك و المجارين من الظلم بعدلك و المعافين من البلاء برحمتك و المغنين من الفقر بغناك و المعصومين من الذنوب و الزلل و الخطأ بتقواك و الموفقين للخير و الرشد و الصواب بطاعتك و المحال بينهم و بين الذنوب بقدرتك التاريكين لكل معصيتك الساكنين في جوارك اللهم اعطنا جميع ذلك بتوفيقك و رحمتك و اعذنا من عذاب السعير و أعط جميع المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات مثل الذي سألتك لنفسي و لولدي في عاجل الدنيا و آجل الآخرة إنك قريب مجيب سميع عليم عفو غفور رءوف رحيم و آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار .
سلام اللّه عليك يا زين العابدين لقد أوتيت من الحكمة و فصل الخطاب ما لم يؤته أحد سوى آبائك الذين سنوا أصول الفصاحة و البلاغة و الحكمة في دنيا العرب و الإسلام.
لقد أعرب الإمام (عليه السلام) في هذه الفقرات عن عظيم اخلاصه و إنابته و طاعته للّه و تعلقه به و انقطاعه إليه فقد سأل منه تعالى أن يعطيه جميع ما سأله و أن يقضي له جميع حوائجه و أن يمن عليه بما يصلحه في أمر آخرته و دنياه و أن يجعله ممن يريد الإصلاح فيما يستجيب له من دعائه و أكثر من التذلل و التملك إلى اللّه الذي بيده ملكوت كل شيء ثم سأل اللّه تعالى أن يعطي جميع المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات مثل الذي سأل لنفسه و لولده في عاجل الدنيا و آجل الآخرة.
لقد ربى ابناءه على مثل هذا الهديي الذي يمثل جوهر الإسلام و واقع الإيمان فكانوا من اتقى ابناء المسلمين و من أكثرهم تحرجا في الدين .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|