المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
نظرية البقع الشمسية Sun Spots
2024-11-24
المراقبة
2024-11-24
المشارطة
2024-11-24
الحديث المرسل والمنقطع والمعضل.
2024-11-24
اتّصال السند.
2024-11-24
ما يجب توفّره في الراوي للحكم بصحّة السند (خلاصة).
2024-11-24

سلبيات الفضائيات
17-8-2022
تفاضلات Differentials
3-11-2015
Reported Speech
17-6-2021
Abraham bar Hiyya Ha-Nasi
22-10-2015
القنطريون الصغير Centaurium erythraea Rafn
25-1-2021
الطبيعة القانونية لحق الاقتراح
23-10-2015


دعاؤه لأبنائه  
  
2873   10:46 صباحاً   التاريخ: 13-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام زين العابدين (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص60-64.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن الحسين السجّاد / التراث السجّاديّ الشريف /

دعاء الإمام لأبنائه فهو في منتهى الروعة و الجلال فقد حكى سلوكه النير معهم و ما يتمناه لهم من سمو الآداب و مكارم الأخلاق و لنستمع و نصغي إليه فإنه من أسمى الثروات في التربية الإسلامية : اللهم و منّ علي ببقاء ولدي و بإصلاحهم لي و بإمتاعي بهم إلهي امدد لي في أعمارهم و زد في آجالهم و رب لي صغيرهم و قوّ لي ضعيفهم و أصح لي ابدانهم و أديانهم و أخلاقهم و عافهم في أنفسهم و في جوارحهم و في كل ما عنيت به من أمرهم و أدرر لي و على يدي ارزاقهم و اجعلهم ابرارا اتقياء بصراء سامعين مطيعين لك و لأوليائك محبين مناصحين و لجميع اعدائك معاندين و مبغضين آمين .

و مثلت هذه الفقرات مدى روحانية الإمام (عليه السلام) في سلوكه لتربية ابنائه فقد قامت تربيته لهم على الإصلاح الشامل و التهذيب المطلق فقد دعا لهم بما يلي:

أ- أن يمن اللّه عليهم بالبقاء و الإصلاح ليكونوا قرة عين له.

ب- أن ينعم اللّه عليهم بالصحة الشاملة لأبدانهم و أديانهم و أخلاقهم.

ج- أن يعافي اللّه نفوسهم و أرواحهم و ذلك بتطهيرها من الرذائل و الآثام.

د- أن يمنحهم تعالى العافية في جوارحهم لئلا يصابوا بعاهة في أجسامهم مما تشل فعالياتهم.

ه- أن يوسع اللّه عليه و عليهم من أرزاقه و لا يذيقهم مرارة الفقر فإنه من أفجع الكوارث و افتكها.

و- أن يهديهم تعالى إلى مرضاته فيجعلهم ممن يسارعون إلى الخيرات و بأمره يعملون.

ز- أن يحبب لهم تعالى اولياءه و يبغض لهم اعداءه.

و هذا العطف مما يوجب تماسك الأسرة و انسجامها و إذا تربى الولد على هذا الأنموذج من الخلق الرفيع كان قرة عين لأبيه , و لنستمع إلى قطعة اخرى من هذا الدعاء الشريف : اللهم اشدد بهم عضدي و أقم بهم أودي و كثر بهم عددي و زين لهم محضري و أحي بهم ذكري و اكفني بهم في غيبتي و اعن بهم على حاجتي و اجعلهم لي محبين و علي حدبين مقبلين مستقيمين لي مطيعين غير عاصين و لا مخالفين و لا خاطئين و اعني على تربيتهم و تأديبهم و هب لي من لدنك معهم أولادا ذكورا و اجعل ذلك خيرا لي و اجعلهم لي عونا على ما سألتك و أعذني و ذريتي من الشيطان الرجيم فإنك خلقتنا و أمرتنا و نهيتنا و رغبتنا في ثواب ما أمرتنا و رهبتنا عقابه و جعلت لنا عدوا يكيدنا سلطته على ما لم تسلطنا عليه منه اسكنته صدورنا و أجريته مجاري دمائنا لا يغفل إن غفلنا و لا ينسى إن نسينا يؤمننا عقابك و يخوفنا بغيرك إن هممنا بفاحشة شجعنا عليها و إن هممنا بعمل صالح ثبطنا عنه يتعرض لنا بالشهوات و ينصب لنا بالشبهات إن وعدنا كذبنا و إن منانا اخلفنا و الا تصرف عنا كيده يضلنا و الا تقنا خباله‏ يستزلنا اللهم فاقهر سلطانه عنا بسلطانك حتى تحبسه عنا بكثرة الدعاء لك فنصبح من كيده في المعصومين بك .

و احتوت هذه الفقرات الرائعة على أمرين و هما:

أولا: إن الإمام سأل اللّه تعالى أن يحقق له ما يرجوه و يأمله في اولاده الأزكياء و كان مما يرجوه منهم ما يلي:

1- أن يشد بهم عضده و يقويه بهم فإن الولد الصالح قوة للأب.

2- أن يقيم بهم ما اعوج و اشكل عليه من أموره.

3- أن يكثر بهم عدده فيكونوا أسرة ذات عدد كبير ملحوظين أمام المجتمع.

4- أن يزين بهم محضرة و مجلسه و ذلك بسمو آدابهم و معالي أخلاقهم.

5- أن يكفيه بهم في حال غيابه و ذلك بقيامهم في مهماته.

6- أن يعينوه على حوائجه و لا يتركوه وحده.

7- أن يمنحهم تعالى حب أبيهم و العطف عليه ليطيعوا أوامره و يجتنبوا معاصيه و ما لا يرضيه.

إن الأبناء إذا كانوا بهذه الصفة من الصلاح و الاخلاص لآبائهم فإن جل متاعب الدنيا تزول و ينعمون بهم في حال شيخوختهم التي هي مركز الضعف.

ثانيا: إن الإمام اعاذ نفسه و ذريته باللّه تعالى من شر الشيطان الرجيم الذي هو العدو الأول للإنسان الذي يلقيه في متاهات سحيقة من المعاصي و الآثام و قد عرض الإمام (عليه السلام) إلى سلطة الشيطان على الإنسان و هيمنته عليه فقد سكن في أعماق النفوس و نفذ إلى جميع خلايانا و ذكر أمورا أخرى و التي منها ما يلي:

1- إن الشيطان يغري الإنسان باقتراف المعاصي و يسهل عليه عقاب اللّه الذي اعده للعصاة من عباده كما يخوف الإنسان بغير اللّه تعالى فيجعله يخاف و يخشى منه أكثر مما يخشى و يخاف من اللّه.

2- إن الإنسان إذا همّ بمعصية شجعه الشيطان عليها و دفعه لها حتى يوقعه بها.

3- إن الإنسان إذا همّ بعمل الخير و بما يقربه إلى اللّه زلفى ثبطه عنه الشيطان و جعله يتكاسل عنه حتى يصرفه عنه.

4- إن الشيطان يغري الإنسان بالشهوات و يزينها له حتى ينقاد لها.

5- ن الشيطان يلقي في قلب الإنسان الأوهام و الشبهات التي توجب بعد الإنسان عن ربه.

و عرض الإمام بعد ذلك إلى أن جميع أماني الشيطان للإنسان كذب و خداع و لا حقيقة و لا واقع لها ثم سأل الإمام (عليه السلام) أن يصرف عن المؤمنين كيد الشيطان و مكره حتى لا يقعوا في حباله و لنستمع بعد هذا إلى القطعة الأخيرة من هذا الدعاء الشريف :

اللهم اعطني كل سؤلي و اقض لي حوائجي و لا تمنعني الاجابة و قد ضمنتها لي و لا تحجب دعائي عنك و قد امرتني به و امنن علي بكل ما يصلحني في دنياي و آخرتي ما ذكرت منه و ما نسيت أو أظهرت أو اخفيت أو اعلنت أو أسررت و اجعلني في جميع ذلك من المصلحين بسؤالي إياك المنجحين بالطلب إليك غير الممنوعين بالتوكل عليك المعوذين بالتعوذ بك و الراغبين في التجارة عليك المجارين‏ بعزك الموسع عليهم الرزق الحلال من فضلك الواسع بجودك و كرمك المعزين من الذل بك و المجارين من الظلم بعدلك و المعافين من البلاء برحمتك و المغنين من الفقر بغناك و المعصومين من الذنوب و الزلل و الخطأ بتقواك و الموفقين للخير و الرشد و الصواب بطاعتك و المحال بينهم و بين الذنوب بقدرتك التاريكين لكل معصيتك الساكنين في جوارك اللهم اعطنا جميع ذلك بتوفيقك و رحمتك و اعذنا من عذاب السعير و أعط جميع المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات مثل الذي سألتك لنفسي و لولدي في عاجل الدنيا و آجل الآخرة إنك قريب مجيب سميع عليم عفو غفور رءوف رحيم و آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار .

سلام اللّه عليك يا زين العابدين لقد أوتيت من الحكمة و فصل الخطاب‏ ما لم يؤته أحد سوى آبائك الذين سنوا أصول الفصاحة و البلاغة و الحكمة في دنيا العرب و الإسلام.

لقد أعرب الإمام (عليه السلام) في هذه الفقرات عن عظيم اخلاصه و إنابته و طاعته للّه و تعلقه به و انقطاعه إليه فقد سأل منه تعالى أن يعطيه جميع ما سأله و أن يقضي له جميع حوائجه و أن يمن عليه بما يصلحه في أمر آخرته و دنياه و أن يجعله ممن يريد الإصلاح فيما يستجيب له من دعائه و أكثر من التذلل و التملك إلى اللّه الذي بيده ملكوت كل شي‏ء ثم سأل اللّه تعالى أن يعطي جميع المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات مثل الذي سأل لنفسه و لولده في عاجل الدنيا و آجل الآخرة.

لقد ربى ابناءه على مثل هذا الهديي الذي يمثل جوهر الإسلام و واقع الإيمان فكانوا من اتقى ابناء المسلمين و من أكثرهم تحرجا في الدين .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.