المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



رؤية النبي (صلى الله عليه واله) الى صلح الحسن  
  
3306   04:09 مساءاً   التاريخ: 7-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص135-138
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / صلح الامام الحسن (عليه السّلام) /

من جملة الأسباب التي دعت الامام الى الصلح هي الحوادث القاسية التي لاقاها في المدائن وجملتها :

أ ـ خيانة الزعماء والوجوه واتصالهم بمعاوية.

ب ـ الحكم عليه بالتكفير من قبل الخوارج.

ج ـ اغتياله.

د ـ نهب أمتعته.

هذه بعض العوامل التي أدت الامام الى السلم وفيما نعلم انها تلزم بالصلح وعدم فتح أبواب الحرب.

نظر النبي (صلى الله عليه واله) الى الحوادث الآتية من بعده فرآها بعينها وحقيقتها لا بصورها وأشكالها رأى أمّته ستخيم عليها الكوارث وتنصب عليها الفتن والخطوب حتى تشرف على الهلاك والدمار وإن إنقاذها مما هي فيه من الواقع المرير سيكون على يد سبطه الأكبر وريحانته من الدنيا الامام الحسن (عليه السلام) فأرسل كلمته الخالدة قائلا : إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين عظيمتين ؛ وانطبع هذا الحديث في أعماق الامام الحسن وفي دخائل ذاته منذ نعومة أظفاره وتمثل أمامه في ذلك الموقف الرهيب وإنه ليطمئن الى قول جده كما يطمئن الى محكم التنزيل وها هو ذا جده العظيم يقول له : وكأن صوته الشريف يرن بعذوبته المحببة في أذنه ويقول لأمّه الطاهرة البتول ويقول على منبره ويقول بين أصحابه ويقول ما لا يحصى كثرة : إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين من المسلمين.

وزادت هذه الذكرى تفاعلا شديدا في نفسه فقد رأى ما عناه جده (صلى الله عليه واله) في المدائن رأى طائفتين : إحداهما شيعته وهم من خيار المسلمين وصلحاءهم من الذين وقفوا على أهداف الاسلام وعرفوا حقيقته وواقعه.

الثانية : اتباع معاوية من السذج والبسطاء والمنحرفين عن الاسلام وهؤلاء وإن كانوا بغاة قد خرجوا على إمام زمانهم ولكنهم يدعون الاسلام وهاتان الطائفتان إن دارت رحى الحرب فانها ستطحن الكثير منهم وبذلك يتضعضع كيان الاسلام وتنهار قواه ومن يصد عن المسلمين العدو الرابض الذي يراقب الأحداث ليثب عليهم ومن هو يا ترى حريص على رعاية الاسلام والحفاظ على المسلمين غير سبط النبي ووارثه فاثر الصلح على ما فيه من قذى في العين وشجى في الحلق ويذهب شمس الدين الصقلي المتوفى سنة 565ه‍ الى أن الباعث لخلع الحسن نفسه عن الخلافة حديث النبي (صلى الله عليه واله) في ذلك , وزعم الرواة ان النبي (صلى الله عليه واله) كان يحدث أصحابه عن عمر الخلافة الاسلامية فقال لهم : إن الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم تكون ملكا ولاحظوا أن في مصالحة الحسن لمعاوية قد كملت الثلاثون سنة حسب ما يقولون.

نظر الحسن (عليه السلام) الى قول جده (صلى الله عليه واله) فعلم أن الأمر لا بد أن ينتقل الى معاوية ومضافا لذلك فقد أخبره أبوه بذلك كما حدث عنه فقال : قال لي أبي ذات يوم : كيف بك يا حسن إذا ولي هذا الأمر بنو أميّة؟ وأميرها الرحب البلعوم الواسع الاعفجاج يأكل ولا يشبع فيستولي على غربها وشرقها تدين له العباد ويطول ملكه ويسن البدع والضلال ويميت الحق وسنة رسول الله (صلى الله عليه واله) يقسم المال في أهل ولايته ويمنعه عمن هو أحق به ويذل في ملكه المؤمن ويقوى في سلطانه الفاسق ويجعل المال بين أنصاره دولا ويتخذ عباد الله خولا ويدرس في سلطانه الحق ويظهر الباطل ويقتل من ناوأه على الحق .

إن النبي والوصي قد استشفا من حجاب الغيب ما تمنى به الأمّة الاسلامية من المحن والبلاء بسبب تخاذلها عن مناصرة الحق ومناجزة الباطل وانها من جراء ذلك سيتولى أمرها الأدعياء من الطلقاء وأبنائهم فيسومونها سوء العذاب ويستأثرون بمال الله ويتخذون المسلمين عبيدا لهم وخولا ؛ وكان معاوية يعلم بمصير الأمر إليه في زمان أمير المؤمنين (عليه السلام) فقد صنع فذلكة استعلم بها منه عما يؤول إليه أمره فبعث جماعة من أصحابه الى الكوفة ليشيعون أن معاوية قد مات فبلغ ذلك أمير المؤمنين وتكرر حديث الناس حول هذه الاشاعة فقال (عليه السلام) : قد أكثرتم من نعي معاوية والله ما مات ولا يموتن حتى يملك ما تحت قدمي.

ولما بلغه ذلك اعتقد به لعلمه أن الامام هو باب مدينة علم النبي (صلى الله عليه واله) ومستودع سره وان قوله لا يتخلف عن الواقع ولا يخطئ الحق ؛ ومهما يكن الأمر فان الامام الحسن (عليه السلام) بصلحه مع معاوية قد لقبه المسلمون بالمصلح العظيم وقد أفاض عليه هذا اللقب جده الرسول من قبل .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.