أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-6-2022
2174
التاريخ: 5-4-2016
3628
التاريخ: 6-4-2016
3165
التاريخ: 7-4-2016
2926
|
رام معاوية أن يصاهر بني هاشم ليحوز بذلك الشرف والمجد فكتب الى عامله على المدينة مروان بن الحكم أن يخطب ليزيد زينب بنت عبد الله بن جعفر على حكم أبيها في الصداق وقضاء دينه بالغا ما بلغ وعلى صلح الحيين بني هاشم وبني أميّة فبعث مروان خلف عبد الله فلما حضر عنده فاوضه في أمر كريمته فأجابه عبد الله : إن أمر نسائنا بيد الحسن بن علي فاخطب منه ؛ فأقبل مروان الى الإمام فخطب منه ابنة عبد الله فقال (عليه السلام) : اجمع من أردت فانطلق مروان فجمع الهاشميين والأمويين في صعيد واحد وقام فيهم خطيبا قائلا : أما بعد : فان أمير المؤمنين معاوية أمرني أن أخطب زينب بنت عبد الله بن جعفر ليزيد بن معاوية على حكم أبيها في الصداق وقضاء دينه بالغا ما بلغ وعلى صلح الحيين بني هاشم وبني أميّة ويزيد بن معاوية كفؤ من لا كفؤ له ولعمري لمن يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبط يزيد بكم فيزيد ممن يستسقى بوجهه الغمام ؛ ومروان يرى أن قيم الرجال إنما هي بالإمرة والسلطان وقد أعرب بذلك عن حماقته وجهله فردّ الإمام عليه أباطيله وعلّق على كل جملة من كلامه فقال بعد حمد الله والثناء عليه : أما ما ذكرت من حكم أبيها في الصداق فانا لم نكن لنرغب عن سنّة رسول الله (صلى الله عليه واله) فى أهله وبناته ؛ وأما قضاء دين أبيها فمتى قضت نساؤنا بمهورهن ديون آبائهن ؛ وأما صلح الحيين فنحن عاديناكم لله وفي الله فلا نصالحكم للدنيا ؛ وأما قولك يزيد كفؤ من لا كفؤ له فأكفاؤه اليوم أكفاؤه بالأمس لم يزده سلطانه ؛ وأما قولك : من يغبطنا بيزيد أكثر ممن يغبطه بنا فان كانت الخلافة قادت النبوة فنحن المغبطون وإن كانت النبوة قادت الخلافة فهو المغبوط بنا ؛ وأما قولك : إن الغمام يستسقى بوجه يزيد فان ذلك لم يكن إلا لآل رسول الله (صلى الله عليه واله) ؛ وقد فنّد (عليه السلام) بكلامه مزاعم مروان ورد عليه بهتاته ثم أخذ (عليه السلام) في إحباط مساعيه وتحطيم آماله قائلا : وقد رأينا أن نزوجها -يعني زينب- من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر وقد زوجتها منه وجعلت مهرها ضيعتي التي لي بالمدينة وقد أعطاني بها معاوية عشرة آلاف دينار ؛ ولما سمع ذلك مروان فقد شعوره وصاح بلا اختيار : أغدرا يا بني هاشم .
إن مروان أولى بالغدر والخبث وقد صنع الإمام خيرا حيث لم يزوج العلوية من يزيد الفاسق الفاجر ؛ ورفع مروان في الوقت رسالة الى معاوية أخبره بالحادث فلما وصلت إليه قال متأثرا :
خطبنا إليهم فلم يفعلوا ولو خطبوا إلينا لما رددناهم ؛ لقد كان (عليه السلام) يعلم بدوافع معاوية وبما يبغيه من تشييد أسرته فكان يسعى لإحباط الوسائل التي يتخذها ويفسد عليه أمره وقد بلغه أنه قال : لا ينبغي أن يكون الهاشمي غير جواد ولا الأموي غير حليم ولا الزبيري غير شجاع ولا المخزومى غير تياه ؛ وعرف (عليه السلام) أن غرض معاوية بذلك إنما هو تحطيم هذه الأسر وتشييد أسرته فردّ عليه مقالته وقال : قاتله الله أراد أن يجود بنو هاشم فينفذ ما بأيديهم ويحلم بنو أميّة فيتحببوا إلى الناس ويتشجع آل الزبير فيفنوا ويتيه بنو مخزوم فيبغضهم الناس .
وهكذا كان (عليه السلام) يندد بأعمال معاوية ويكشف الستار عن خبثه وسوء سريرته غير مكترث بسلطته ولا هياب لسلطانه .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|