المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

أهداف التقويم والامتحانات
2-9-2016
المتعامـلون فـي سـوق العـقـود المـستقـبليـة
2023-02-10
القول في دفع ما طعن به المخالفون في القرآن
1-07-2015
الشيخ محمد علي المعصومي
20-8-2020
تعليم وتربية العائلة
25-11-2014
معادلة " أرّينيوس " Arrhenius equation
23-11-2017


رفضه لمصاهرة الامويين  
  
3377   12:51 صباحاً   التاريخ: 5-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2، ص290-293
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

رام معاوية أن يصاهر بني هاشم ليحوز بذلك الشرف والمجد فكتب الى عامله على المدينة مروان بن الحكم أن يخطب ليزيد زينب بنت عبد الله بن جعفر على حكم أبيها في الصداق وقضاء دينه بالغا ما بلغ وعلى صلح الحيين بني هاشم وبني أميّة فبعث مروان خلف عبد الله فلما حضر عنده فاوضه في أمر كريمته فأجابه عبد الله : إن أمر نسائنا بيد الحسن بن علي فاخطب منه ؛ فأقبل مروان الى الإمام فخطب منه ابنة عبد الله فقال (عليه السلام) : اجمع من أردت فانطلق مروان فجمع الهاشميين والأمويين في صعيد واحد وقام فيهم خطيبا قائلا : أما بعد : فان أمير المؤمنين معاوية أمرني أن أخطب زينب بنت عبد الله بن جعفر ليزيد بن معاوية على حكم أبيها في الصداق وقضاء دينه بالغا ما بلغ وعلى صلح الحيين بني هاشم وبني أميّة ويزيد بن معاوية كفؤ من لا كفؤ له ولعمري لمن يغبطكم بيزيد أكثر ممن يغبط يزيد بكم فيزيد ممن يستسقى بوجهه الغمام ؛ ومروان يرى أن قيم الرجال إنما هي بالإمرة والسلطان وقد أعرب بذلك عن حماقته وجهله فردّ الإمام عليه أباطيله وعلّق على كل جملة من كلامه فقال بعد حمد الله والثناء عليه : أما ما ذكرت من حكم أبيها في الصداق فانا لم نكن لنرغب عن سنّة رسول الله (صلى الله عليه واله) فى أهله وبناته ؛ وأما قضاء دين أبيها فمتى قضت نساؤنا بمهورهن ديون آبائهن ؛ وأما صلح الحيين فنحن عاديناكم لله وفي الله فلا نصالحكم للدنيا ؛ وأما قولك يزيد كفؤ من لا كفؤ له فأكفاؤه اليوم أكفاؤه بالأمس لم يزده سلطانه ؛ وأما قولك : من يغبطنا بيزيد أكثر ممن يغبطه بنا فان كانت الخلافة قادت النبوة فنحن المغبطون وإن كانت النبوة قادت الخلافة فهو المغبوط بنا ؛ وأما قولك : إن الغمام يستسقى بوجه يزيد فان ذلك لم يكن إلا لآل رسول الله (صلى الله عليه واله) ؛ وقد فنّد (عليه السلام) بكلامه مزاعم مروان ورد عليه بهتاته ثم أخذ (عليه السلام) في إحباط مساعيه وتحطيم آماله قائلا : وقد رأينا أن نزوجها -يعني زينب- من ابن عمها القاسم بن محمد بن جعفر وقد زوجتها منه وجعلت مهرها ضيعتي التي لي بالمدينة وقد أعطاني بها معاوية عشرة آلاف دينار ؛ ولما سمع ذلك مروان فقد شعوره وصاح بلا اختيار : أغدرا يا بني هاشم .

إن مروان أولى بالغدر والخبث وقد صنع الإمام خيرا حيث لم يزوج العلوية من يزيد الفاسق الفاجر ؛ ورفع مروان في الوقت رسالة الى معاوية أخبره بالحادث فلما وصلت إليه قال متأثرا :

خطبنا إليهم فلم يفعلوا ولو خطبوا إلينا لما رددناهم ؛ لقد كان (عليه السلام) يعلم بدوافع معاوية وبما يبغيه من تشييد أسرته فكان يسعى لإحباط الوسائل التي يتخذها ويفسد عليه أمره وقد بلغه أنه قال : لا ينبغي أن يكون الهاشمي غير جواد ولا الأموي غير حليم ولا الزبيري غير شجاع ولا المخزومى غير تياه ؛ وعرف (عليه السلام) أن غرض معاوية بذلك إنما هو تحطيم هذه الأسر وتشييد أسرته فردّ عليه مقالته وقال : قاتله الله أراد أن يجود بنو هاشم فينفذ ما بأيديهم ويحلم بنو أميّة فيتحببوا إلى الناس ويتشجع آل الزبير فيفنوا ويتيه بنو مخزوم فيبغضهم الناس .

وهكذا كان (عليه السلام) يندد بأعمال معاوية ويكشف الستار عن خبثه وسوء سريرته غير مكترث بسلطته ولا هياب لسلطانه .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.