المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

استعداد جيش الامام الحسن (عليه السلام)
8-4-2021
معنى كلمة جحم
9-12-2015
Brevetoxins
11-9-2017
الحسن بن الحسن الأفطس
15-2-2017
أبو محمد روزبهان الشيرازي
6-03-2015
هل في القرآن متشابه ؟
11-10-2014


سمو منزلة الأئمة  
  
3750   04:34 مساءاً   التاريخ: 30-3-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي .
الكتاب أو المصدر : عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة : ج‏1،ص108-110.
القسم :

سمو منزلة الأئمة و عظيم مكانتهم عند الله لا يعرفها أحد سواهم و قد تحدث عنها الإمام زين العابدين (عليه السلام) في مواضع متعددة كان منها:

1- قال (عليه السلام) : أن اللّه خلق محمدا و عليا واحد عشر من ولده من نور عظمته فأقامهم أشباحا في ضياء نوره يعبدونه قبل خلق الخلق يسبحون اللّه و يقدسونه و هم الأئمة من ولد رسول اللّه (صلى الله عليه و آله) .

و قد اعتقد بذلك حكيم المعرة أبو العلاء المعري الذي كان يسي‏ء الظن بالناس سوى ائمة أهل البيت (عليه السلام)  يقول:

و الشخوص التي اضاء سناها            قبل خلق المريخ و الميزان‏

قبل أن تخلق السموات‏                     و تؤمر افلاكهن بالدوران‏

2- قال (عليه السلام) : نحن أئمة المسلمين و حجج اللّه على العالمين و سادة المؤمنين و قادة الغر المحجلين و موالي المؤمنين و نحن أمان أهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء و بنا يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه و بنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها و لم تخل الأرض منذ خلق اللّه الأرض من حجة للّه مشهور أو غائب مستور و لا تخلو الأرض إلى أن تقوم الساعة من حجة للّه فيها و لو لا ذلك لم يعبد اللّه ؛ فانبرى إليه شخص قائلا: كيف ينتفع الناس بالغائب المستور؟ .

ورد الإمام عليه هذه الشبهة ببرهان قاطع قائلا: كما ينتفعون بالشمس إذا سترها السحاب .

أجل إن أئمة أهل البيت هم أئمة المسلمين و حجج اللّه على الخلق اجمعين و لولاهم ما عبد اللّه عابد و لا وحده موحد و لا اقيمت للإسلام سنة و لا دانت له كلمة و لا رفعت له شعائر و هم الآية المخزونة و الباب المبتلي به الناس من عرفهم ودان لهم بالولاء فقد نجا و من جحدهم و خالفهم فقد هوى.

3- قال (عليه السلام) : رب صل على أطايب أهل بيته الذين اخترتهم لأمرك و جعلتهم خزنة علمك و حفظة دينك و خلفاءك في أرضك و حججك على عبادك و طهرتهم من الرجس و الدنس تطهيرا بإرادتك و جعلتهم الوسيلة إليك و المسلك إلى جنتك رب صل على محمد و آله صلاة تجزل لهم بها من نحلك‏ و كرامتك و تكمل لهم الأشياء من عطاياك و نوافلك‏ و توفر عليهم الحظ من عوائدك و فوائدك رب صل عليه و عليهم صلاة لا أمد في أولها و لا غاية لأمدها و لا نهاية لآخرها رب صل عليهم زنة عرشك و ما دونه و ملء سماواتك و ما فوقهن و عدد أراضيك و ما تحتهن و ما بينهن صلاة تقربهم منك زلفى و تكون لك و لهم رضى و متصلة بنظائرهن أبدا .

لقد اختار اللّه أئمة أهل البيت (عليهم السلام) لأداء رسالته و جعلهم خزنة لعلمه و حفظة لدينه و خلفاء في أرضه و حججا على عباده و وهبهم المنزلة الرفيعة عنده فهم الوسيلة إليه و المسلك إلى جنته و الأبواب لرحمته.

4- قال (عليه السلام) : نحن خلفاء الأرض و نحن أولى الناس باللّه و نحن المخصوصون في كتاب اللّه و نحن أولى الناس باللّه و نحن الذين شرع اللّه لنا دينه فقال: شرع لكم في الدين ما وصى به نوحا و الذين أوحينا إليك و ما وصينا به إبراهيم و موسى و عيسى فقد علمنا و بلغنا و استودعنا علمهم و نحن ورثة الأنبياء و نحن ذرية أولى العلم أن أقيموا الدين بآل محمد (صلى الله عليه و آله) و لا تتفرقوا فيه .

أما أنتم- يا أئمة اهل البيت- فخلفاء اللّه في أرضه و أولى الناس باللّه قد شرع اللّه لكم دينه و اصطفاكم لتبليغه و ارتضاكم لأداء أمانته لا يجحد فضلكم إلا كافر أو منحرف عن الدين و لا يحبكم إلا كل مؤمن امتحن اللّه قلبه للإيمان.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.