أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
1565
التاريخ: 17-10-2014
1799
التاريخ: 17-10-2014
2341
التاريخ: 18-11-2014
2969
|
استدل بعض المفسّرين لإثبات عدم التحريف ببعض الآيات :
منها : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر : 9].
يقول العلاّمة الطباطبائي (رحمه الله) في الآية :
( .. فهو ذِكر ٌحيٌّ خالدٌ مَصُونٌ مِن أن يموت وينسى من أصله ، مَصُونٌ مِن الزيادة عليه بما يُبطَل به كونه ذكراً ، مصونٌ من النقص كذلك ، مصونٌ مِن التغيير في صورته وسياقه ، بحيث تتغير به صفةُ كونه ذكراً لله مبيّناً لحقائق معارفه ، فالآية تدلّ على كون كتاب الله محفوظاً من التحريف ، بجميع أقسامه) .
ويقول أيضاً : (إنّ الآية بقرينة السياق إنّما تدلّ على حفظ الذكر الذي هو القرآن بعد إنزاله إلى الأبد) (1) .
ويقول الزَمخشري حول الآية :
(... وهو حافظه في كل وقت من كلِ زيادةٍ ونقصانٍ وتحريفٍ وتبديل ، بخلاف الكتب المتقدمة... قد جعلَ ذلك دليلاً على أنّه منزّل من عنده آيةً ، لأنّه لو كان من قول البشر أو غير آية لتطرق عليه الزيادة والنقصان كما يتطرق على كل كلام سواه...) (2) .
ويقول السيد الخوئي :
(... فإنّ في هذه الآية دلالة على حفظ القرآن من التحريف ، وأنّ الأيدي الجائرة لن تتمكن من التلاعب فيه) (3) .
ويقول الفخر الرازي حول الآية :
(... وإنّا نحفظ ذلك الذكر من التحريف والزيادة والنقصان) (4) .
ويقول الفيض الكاشاني :
( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) مِن التحريف والتغيير والزيادة والنقصان) (5) .
ويقول الشيخ أبوعلي الطبرسي :
( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) عن الزيادة والنقصان ، والتحريف والتغيير. وعن الحسن : معناه متكفل بحفظه إلى آخر الدهر على ما هو عليه ، فتنقله الأمّة وتحفظه عصراً بعد عصر إلى يوم القيامة؛ لقيام الحجّة به على الجماعة من كل من لّزِمته دعوة النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) (6) .
إشكالات على هذا الاستدلال وأجوبتها :
ألفـ يمكن أن يقال : إننا لا ننكر أنّ الآية في صدد بيان حفظ القرآن من الزيادة والنقصان ، ولكن يصدق هذا المفهوم على حفظ القرآن في الجملة عند بعض الأفراد.
إلاّ أنّنا نقول :
إنّ هذا لا يصح ، لأنّ هدف إنزال القرآن من قِبل الله هو إيصال الإنسان إلى غايته وهدايته الصراط المستقيم ، وهذه الهداية لا تختص بإنسان دون آخر حتى يحفظ القرآن عند بعضهم فقط ، فعلى ذلك ، يقتضي هدف الإنزال حفظ القرآن عند الناس عامّة.
إذ ما الفائدة في حفظه عند شخصٍ؟ وهل الغرض حفظه فقط دون إفادته للناس؟؟ إنّ كان هذا ، فحفظه في اللوح المحفوظ يكفي ، أمّا إذا كان بقصد الهداية فلا معنى لتصور حفظه عند بعض الإفراد.
يقول السيد الخوئي رداً على هذا الإشكال :
(... إنّما المراد بالذكر هو المحكي بهذا القرآن الملفوظ أو المكتوب ، وهو المنزل على رسول الله ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ ، والمراد بحفظه صيانته من التلاعب والضياع ، فيمكن للبشر عامّة أن يصلوا إليه ، وهو نظير قولنا : " القصيدة الفلانية محفوظة " ، فإنّا نريد من حفظها صيانتها وعدم ضياعها بحيث يمكن الحصول عليها) (7) .
باء ـ وإن قيل : إنّ الاستدلال يمكن نقضه بوقوع التحريف في القرآن في أخطاء غير عمديّة ـ فيما انتشر من القرآن في البلاد الإسلامية ـ بحذف كلمة أو آية دون قصد وعمد ، فإذا كان الحفظ يعني حفظه من كل تحريف وتغيير فما هذه التحريفات غير العمديّة؟؟
فهنا نقول :
إنّ هذه التحريفات لا تضرّ بمسألة حفظ القرآن مِن قبل الله لأنّها لا تصل حد تغيير القرآن بحيث لا يتبين أصله ، ذلك ، أنّ انتشار القرآن بالشكل الصحيح المحقّق سوف يوضّح الموقف دونما غبش.
جيم ـ يمكن أن يقال : إنّ التمسك بالقرآن لإثبات عدم تحريفه غير صحيح ، لإمكان وقوع التحريف في نفس الآية التي استدلّ بها على عدم التحريف ، فالآية الشريفة {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر : 9] يمكن أن تكون محرّفة ، وإذا كانت كذلك فالاستدلال بها لا يصح.
فنقول : إنّ هناك إجماعاً على عدم تحريف هذه الآية وغيرها ممّا لم يدّعَ التحريف فيه.
ومنها : {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت : 41 ، 42].
إنّ الآية الشريفة تدلّ على عدم ورود الباطل في الكتاب ، وعدم إمكان تبديل الآيات بما هي غير آيات ، فالتحريف من أتم وأكمل مصاديق الباطل ، فإذا انتفى إمكان ورود الباطل فيه ، انتفى إمكان ورود التحريف في الآية.
يقول العلاّمة الطباطبائي : (معنى إتيان الباطل : وروده فيه وصيرورة بعض أجزائه أو جميعها باطلاً ، بأن يصير ما فيه من المعارف الحقّة أو بعضها غير حقّة ، أو ما فيه من الأحكام والشرائع وما يلحقها من الأخلاق أو بعضها لغىً لا ينبغي العمل به) (8) .
فالآية تـنكر ورود ذلك في الكتاب.
______________________
(1) الميزان : ج12 ، ص103 ـ 104.
(2) الكشّاف : ج3 ص572.
(3) البيان : ص226.
(4) التفسير الكبير : ج 19 ، ص 160 ـ 161.
(5) تفسير الصافي : ج1 ، ص 898 ط/ إسلامية.
(6) مَجمع البيان : ج5 و6 ، ص331 . ويقول قتادة حول الآية : ( فلا يستطيع إبليس أن يزيد فيه باطلا ولا ينقص منه حقاً ) الدر المنثور : ج4 ، ص94.
(7) البيان في تفسير القرآن : ص 227 ـ 1228.
(8) الميزان : ج17 ، ص424.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|