أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-03-28
676
التاريخ: 14-2-2019
2407
التاريخ: 28-6-2022
3031
التاريخ: 25-7-2016
2429
|
خدمة محصول القمح بعد زراعته
يحتاج القمح بعد زرعة إلى خدمات عديده تختلف حسب الأماكن والدواعي ، نذكرها كما يلي :
1- صرف المياه الزائدة: القمح أكثر الحبوب تحملاً لرطوبة التربة لكنه لا يطيق أن تغوص جذوره في الوحل.
فإذا زرع في أرض غدقة (بجاجة - مغراق) وخشي عليه من رطوبتها الزائدة الموجبة لاصفراره وهزاله يفتح له عقيب انتهاء المبذر بمحراث التخطيط أخاديد منحدرة حسب الميل الطبيعي للأرض توصل الماء السائل إلى خندق تصريف في أوطأ مكان خارج الحقل على ان ينثر التراب الخارج من الاخدود ويفرش لكي لا يحدث جداراً على ضفتي الاخدود يعيق الماء عن السيلان.
2- التمشيط: اذا مضى فصل الشتاء ماطرا واعقبه ربيع جاف ذو رياح سوافح يحصل في بعض البلاد على سطح الأرض قشرة قاسية كتوم تحول دون نفوذ الجذور النابتة حول عنق الجذر وتسبب اصفرار القمح وقلة إنتاجه فلأجل اتقاء ذلك تمشط الأرض بالمشط الحديدي ذي الأسنان الصلبة ، وهذا التمشيط يقوم مقام العزق.
لأنه يكسر القشرة الكثوم ويمنع التبخر الى حد ما، ويتلف الأعشاب الضارة ويزيد فعل الأشطاء، وعند فلاحي الإفرنج مثل يضربونه في هذا الصدد هو (على الذي يمشط زرعه ألا يلتفت إلى وراءه) كناية عن وجوب عدم المبالاة بما قد يحدثه هذا التمشيط من تخريب بعض الزرع ، لأنه سيعود حتماً ويشطئ وينمو.
3- العزق (النكش): في أوائل الربيع عندما تزداد الحرارة ويزداد معها انطلاق الماء بحالة بخار تجف قشرة الأرض وتقسو وتكثر شقوقها أنابيبها ، فحينئذ يحسن إجراء عملية العزق للقمح لتكون ذرات ترابه مفككة خاصة إذا كان مزروعا على خطوط (متون) بارزة يبعد بعضها عن بعض (30 - 40سم) كالخطوط التي يعملها فلاحو محافظاتنا الشمالية والشرقية.
فهذه العملية التي تؤتي إلى عمق (10- 12سم) تشحب قشرة التربة ، وتكسر الأنابيب الشعرية ، وتمنع انطلاق الماء بعالة بخار من الأعماق ، وتقلع الأعشاب الضارة.
وتستعمل في ذلك إما المناكيش اليدوية اذا كانت المساحة صغيرة ، واما المعازق المجرورة بالخيل أو الجرارات إذا كانت المساحة كبيرة.
وقد أثبتت التجارب فوائد هذه العملية في الأراضي البعلية أنها تزيد غلة الدونم نحو ٥0-20 كغ.
4- التسميد: إذا خرج الزرع من فصل الشتاء هزيلا مصفراً يجب إعطاؤه دواء مقوياً هو سماد نيترات السود بمعدل ١5 كغ في الدونم.
وذلك قبل المطرة أو الرية الأخيرة فلا يلبث أن يهتز ويخضر ويربو.
5- التلمس (التزحيف): الأقطار الباردة وحتى عندنا في السنين الشديدة القر وقد يحدث في شهر شباط وحينما يكون علو سوق القمح (10- 12سم) وانتفاش الجذور القمح بفعل الصقيع والجليد.
وأكثر ما يقع هذا في الأتربة الطينية المندمجة العميقة الحمراء أو السوداء وخاصة في المعتنى بحراثتها.
ففي هذه الأتربة يجمد الماء الذي يكون في المسامات التي بين ذرات التراب المنفوش فيؤدي إلى انفكاك بعضها عن بعض ، وهذا يدعو لتمزق الجذور التي لا تزال في عنفوان نموها . أو يؤدي إلى انكشافها بعد أن كانت مطورة من جراء تعرضها للصقيع القارس .
أما في الأتربة الرملية الكلسية الصفراء أو الرقيقة أو التي حراثتها غير جيدة فلا يحدث هذا الضرر إلا قليلاً وزروعها تنجو منه في الغالب.
6- الحش: إذا زاد النمو الخضري عن حده فاستطال القمح, واشتدت خضرة أوراقه وازرقت وغطى الارض كلها . وخشي عليه من الضجعان الموجب لنقص النمو الثمري (الحب) تؤتي فيه عملية الحش التي تدعى في مصر (شرنفة).
وذلك بأن يقص الثلث الأعلى من سيقانه وأوراقه بإحدى أدوات الحصاد التي سيأتي وصفها في بحث الحصاد.
ويمكن لأجل هذه الغاية إمرار قطيع الغنم حتى إذا رعي الأقسام العليا من السيقان وهو ماش يخرج إلى خارج الحقل.
وتؤتى هذه العملية في جو لطيف خلال شهر نيسان.
7- التعشيب: هي عملية ضرورية جداً تمنع نمو الأعشاب الغريبة ومزاحمتها للزرع وتلويثها إياه ببذورها بعد حصاده.
شأن الأعشاب الغريبة التي تبرز في الربيع تشارك الزروع شأن الحشرات الطفيلية التي تعيش على أجسام الحيوانات وتتغذى ببعض دمائها فتضعفها وقد تهلكها.
وهكذا الأعشاب الغريبة التي تبرز في الربيع تشارك الزروع بما خزنته التربة من ماء وغذاء فتجوعها وتحرمها أيضاً النور والهواء وتضعفها. وهي بفعل الشح تضيع من مياه الارض مقدار ما تضيعه الزروع نفسها.
وهذه الأعشاب كثيرة تختلف حسب الأقاليم والأتربة في مختلف بلاد الشام وهي أمثال الشبرق والخردل البري (الصغيرة) وهو المدادة الشيح ، والبحلق وعوق النجيل، والشوكران والشوفان البري، والدحريجة والحوذان، والآذريون والنفل المر والحندقوق ورجل الأوز الأبيض والأصفر، وشقيق النعمان والزوآن، والخشخاش البري والفعل البري (الفجيلة) والمرار والأقحوان ، والعيصلان وشوك الجمال (الخرفيش) وعرف الديك ، وناب الديك والعاقرل ، والخرينيبة (الينبوت) وغيرها ...
تقتلع هذه الأعشاب بالأيدي أو بالمناكيش قبل أن تنضج وتكون بذورها الوفيرة لأن نبتة واحدة من الفجل البري تنتج 6000 بزرة كل بذرة إذا نبتت مستقله، ونبتة واحدة من شقيق النعمان تعطي 50000 وهكذا . فمن واجب الأعمال على من يريد أخذ محصول طيب من حقوله ان ينظفها من هذه الاعشاب الغريبة الضارة فلا يدع فيها سوى الزروع المطلوبة لتنمو فيها نمواً طبيعياً طيباً . وهذا التنظيف إما أن يؤتي بأيدي النساء المستأجرات أو المتطوعات لهذه الغاية، فيقتلعن ما يجدنه بدقة ويذهبن به إلى بيوتهن يعلفن به الماشية وإما أن يؤتى باستعمال المواد الكيماوية.
إن علماء الزراعة في أوروبا وأمريكا ما برحوا يوالون أبحاثهم للتوصل الى مواد كيماوية تقتل الأعشاب الضارة دون أن تلحق أذى الزروع .
وقد غشت الأسواق أخيراً في بلادنا مواد كيماوية متنوعة لمختلف الأغراض الزراعية ومنها ما هو خاص بإبادة الأعشاب ، ككلورات السوديوم والآتلاسيد والفرينوكسون كما أعلنت عنه إحدى شركات الأسمدة والأدوية الزراعية وقالت عن الفرينوكسون أنه استعمل بمعدل ١5 كغ للدونم في كانون الثاني أو شباط حينما يكون علو نباتات القمح نحو 30 سم والأعشاب البرية في ذلك الحين صغيرة.
وليت رجال المراكز الزراعية الحكومية عندنا يقومون بتجربة هذه المواد في الحاصلات والحالات المختلفة ويتحققوا من صحة ما اذيغ عن تأثيرها لعلنا نفيد من تجاربهم شيئا جديرا بالدرج.
8- الإسقاء (الري): في البلاد القليلة الأمطار وفي الأراضي الجافة الرغيبة - إذا وجد الماء- يسقى القمح منذ أواسط آذار وأواخره سقيتان أو ثلاث أو أربع حسب طبيعة التربة بين أن تكون حامية أو باردة وحسب الإقليم والجو وكمية الأمطار التي هطلت إلى ذلك الحين، والصنف المزروع بين أن يكون راغبا بالماء أو غير راغب وحسب كمية الماء الممكن إعطاؤها في كل رية. والسقية الأخيرة بعد الازهرار وقبل ابتداء تكون الحب.
ومن شروط الإسقاء: الاعتدال حتى لا تكثر المياه حول جذور القمح.
ولضمان ذلك يجب أن تكون الأرض مستوية تماما حتى لا تركد فيها لأن الركود يوجب ضعف النباتات واصفرار لونها.
ويجب أن تكون المساكب صغيرة مهما أمكن حسب درجة استواء الأرض.
ويجب ألا تطول المدة بين السقية والأخرى عن 25- 30 يوما خصوصا إذا لم تسقط الأمطار في هذه المدة، لأن السقي بعد جفاف الأرض كثيرا أو تشققها يضعف النبات.
وسقي القمح في أدوار نموه الاخيرة ضار، من حيث أن الأرض تبقى أثناء الحصاد ندية (ثرية) فعند حصاد المحصول تعلق بالنباتات طبقة من التربة تكون سبباً في كثرة وجود التراب الطين والحصاد في حبوب القمح رغماً من تكرار التذرية وإتقان الغربلة، هذا الى أن الحصاد يكون متعباً وأكثر نفقة. ولذلك يجب الامتناع عن سقي القمح قبل الحصاد بمدة أربعين يوماً على الأقل ، ثم إن القمح لا يسقى أكثر من اللزوم ، لئلا يبيض لونه وهو مما لا يرغب به ، كما هو الحال في القمح الحوراني والإيطالي ، إما إذا سقي سقياً معتدلاً فيحمر لونه ويثقل وزنه ، وهما المرغوبان.
وللسقي علاقة بأصناف القمح ، فبعض أصناف القمح تتطلب وفرة السقي أكثر من غيرها ، كما هو حال الإيطالي واليبرودي فإنهما يتطلبان 3-4 سقيات كل 10-15 يوماً ابتداء من شهر نيسان.
وبقية الأصناف كعين غرة والبياضي ثلاث سقيات، أما الحوراني فسقيتين ، وعلى كل حال لا بد من التجربة ، لأن التجارب هي التي تهدي إلى أنسب عدد ووقت للسقي ، فحبذا إجراؤها في كل مكان والاعتماد بعد ذلك على الأصلح منها.
9- إفراز السنابل الغريبة: وانتخاب السنابل الجيدة للبذار قبل الحصاد ببضعة أيام يقبل المزارعون اليقظون على حقولهم التي زرعوا فيها بذاراً جيداً فيفحصون نباتاتها حتى إذا رأوا بينها صنفاً غريباً عن الذي انتخبوه وزرعوه يقلعونه ويبعدونه. وهو بهذا التدبير الاحتياط يبقون، لديهم نباتات نقية جداً ومن الصنف المقصود تكثيره تكون حبوبها مرغوبة في الاسواق ومفضلة، ويقوم أيضاً في ذلك الحين المزارعون المعتنون بتوليد البذار بعملية (الاصطفاء اليدوي) فيحصلون على اجود بذار (مولد) يستعملونه لانفسهم او يبيعونه ممن يقدرون قدر البذرات الجيدة بأسعار حسنة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|