العوامل التي ساعدة الحشرات على الانتشار الكبير في العالم

لقد عاشت الحشرات على الارض ما يقرب من 300 مليون سنه- يقابها اقل من مليون سنة للإنسان, وقد تطورت ابان هذه الفترة في اتجاهات عدة حتى تلائم المعيشة في مختلف انواع البيئات تقريبا ولقد حلت اثناء نشـأتها بكثير من الاساليب, المشكلات المختلفة التي لا يزال الانسان يكافحها كمشكلات الحصول على الغذاء والحماية من الاعداء والملائمة لظروف بيئية خاصة, والتنظيم الاجتماعي. ومن العوامل التي ساعدت على ذلك:

1- الحجم:

معظم الحشرات صغار نسبيا, اذ يقل ثلاثة اربعها الى تسعة اعشارها عن 0.6سم في الطول. ويمكنها صغر حجمها من المعيشة في الاماكن التي لا تتيسر للحيوانات الاكبر منها, وايضا احتياجها لقدر بسيط من الغذاء كي تعيش.

2- القدرات التناسلية للحشرات:

غالبا ما تكون كبيرة جدا ولا يتصور معظم الناس كم هي عالية. وتتوقف قدرة اي حيوان على بناء كثافته العددية بالتكاثر على ثلاث من خواصه وهي:

- عدد البيض الذي تبيضه كل انثى (وهو يختلف في الحشرات من عدد قليل الى عدة الاف).

- طول مدة الجيل (التي قد تختلف من ايام معدودات الى بضع سنين).

- ونسبه الاناث في كل جيل التي سوف نتنج الجيل التالي (وبعض الحشرات ليس لها ذكور).

ولتوضيح ذلك يمكن ان نسرد مثالا يبين مدى ضخامة القدرة التناسلية للحشرة: ذبابة الدروسوفيلا تتكاثر بسرعة وقد تنتج في انسب الظروف 25 جيلا في السنة وتضع كل انثى ما يقرب من 100 بيضة, يفقس ما يقرب من نصفها اناث والنصف الاخر ذكور. والان: لنفرض انا بدانا بزوج من هذا الذباب وسمحنا له بالتكاثر في نسب الظروف لمدة عام واحد – وبفرض ان الانثى الاصلية وضعت 100 بيضة قبل تموت وبفرض ان كل بيضة تفقس وان كل صغير ينمو حتى يصبح يافعا ويتكاثر ثانية. ان عدد الذباب الذي ينتج في الجيل الخامس والعشرين هو عدد خيالية فلو جمعنا ذباب هذا الجيل وضغطناه جيدا بعضة مع بعض بحيث تشغل كل 1000 ذبابة 2.5 سم لتكونت كرة من الذباب يبلغ قطرها 96 مليون ميل, او كرة تمتد من الارض الى الشمس.

3- وجود الهيكل الخارجي Exoskeletio:

بمقارنة الحشرات بالإنسان يبدو انها مركبة تركيب خاص, فيمكن ان نقول بان باطنها مقلوب للخارج اذ ان هيكلها خارجي والذي يحمي جسم الحشرة من الاخطار الخارجية, او انها مقلوبة من اعلى الى اسفل حيث يمتد حبلها العصبي طول السطح السفلي للجسم, كما يقع القلب اعلى القناة الهضمية وليست لها رئات وانما تتنفس من خلال عدد من ثقوب دقيقة توجد في جدار الجسم – وجميعها خلف الراس ويتوزع الهواء الذي يدخل هذه الثقوب على الجسم مباشرة.

4- وجود الاجنحة الفعالة:

تعد الحشرات اقدم الكائنات على سطح الارض حوت اجنحة, والتي تساعد الحشرة في الحركة السريعة والهجرة الى مناطق جديدة تجد فيها الغذاء والماوي.

5- التحول في الحشرات:

تشمل الحشرات في طبيعة تكوينها ودورات حياتها على جميع الدرجات من البسيط جدا الى المعقد او الى الغريب. والتحول في الحشرات مألوف لمعظم الناس الذين يعتبرونه شيئا عاديا وهي في الواقع عادية, غير انها تبدو غريبة جدا اذا ما قورنت بإحدى الفقاريات. ففي الحشرة التي لها تحول كامل بيضة – يرقة – عذراء نجد هذا التنوع في الاشكال يساعد الحشرة في العيش في بيئات مختلفة, فتمضي يرقة الذبابة المنزلية مثلا حياتها في الروث او القذرات الاخرى, في حين تبقى العذراء ساكنه لا تتحرك او تتغذى بعد ذلك تمضي الحشرة الكاملة حياتها في تناول بقايا الطعام او المواد السكرية. وهذا يساعد الحشرات لمواجهة الظروف غير المناسبة.

6- التكيف التركيبي للحشرات:

- من الظواهر الظريفة لتركيب الحشرات تلك الطريقة التي تشابه بها الحشرات اشياء اخرى او تحاكيها: الكثير يتلون بطريقة ما بحيث يختلف تماما بالوسط الذي يعيش فيه. مثل كثير من الحشرات التي تتلون بالوان قلف احدى الاشجار, كذلك يتلون كثيرا من الخنافس والبق والذباب بالون الازهار التي تزورها.

- يحاكي كثيرا من الحشرات الاجسام التي توجد في بيئتها لدرجة كبير في كل من اللون والشكل, مثل الحشرة العصوية والديدان القياسة تشبه فروع الاشجار لدرجة كبيرة, كما تشبه بعض الحشرات القشرية الاورام النباتية.

- تستخفى بعض الحشرات بان تغطي نفسها بالمواد التالفة او فضلات جسمها.

- من ابرز انواع المحاكاة في الحشرات تلك التي تحاكي بها حشرة ليست لها وسائل خاصة للدفاع حشرة اخرى لخا الة لسع او جهاز دفاعي فعال اخر. وقد يكون هذا التشبه في الحجم والشكل وفي السلوك واللون ايضا. مثل ذباب السرفس يحاكي النحل الطنان. ولاشك ان فن المحاكة متقدم جدا في الحشرات.

- التراكيب التنفسية المحورة تساعد كثيرا الحشرات للمعيشة في بيئات مختلفة مثل المياه وعلى سطح الارض.

- لبعض الحشرات تراكيب غريبة عند مقارنتها بتراكيب الحيوانات الفقارية, فالنحل والزنابير قد تحورت الة وضع البيض فيها الى خنجر سام (الزباني) التي تستعمل كوسيلة ممتازة للهجوم والدفاع. ايضا رجل القنص في فرس النبي للقبض على الفريسة.

7- وللحشرات احيانا مميزات فسيولوجية غير عادية:

فقد يتجمد من البرودة في درجة 20 تحت الصفر ومع ذلك تظل حية. ويمكن لبعضها ان يتعرض لتفريغ الهواء لأقصى درجة يمكن ان يصل اليها الانسان ثم تعرض فجأة لضغط جوي عادي دون اي تأثيرات خطيرة.

8- وقد نجد حشرات كثيرة تفوق في تصرفها ذكاء الانسان في تصرفه:

فتظهر بعض الحشرات بعد نظر عجيب ولا سيما بالنسبة لوضع البيض فيما يختص بالاحتياجات المستقبلية للصغار. ولكثير من الحشرات نظم اجتماعية يغلب ان تفوق نظم الانسان احكاما, فقط استطاع الكثير من الحشرات الاجتماعية التحكم في غريزة الجنس, كما ان معظمها قد حلت مشكلة تخزين الغذاء التي لم يحلها الانسان بعد بصفة كاملة. وفي الواقع ان الانسان يمكنه ان يتعلم كثيرا عن النظم الاجتماعية بدراسة النحل والنمل الابيض.

9- تتغذى الحشرات من انواع متعددة جدا من الاغذية لا نهاية لها:

فالآلاف منها تتغذى على النباتات, وفي الواقع ان لكل نبات نوع معين من الحشرات التي تتغذى به. والالاف من الحشرات اكلة اللحوم تتغذى بالحيوانات الفقارية والحشرات الاخرى. والبعض منها مفترسات, كما ان بعضها طفيليات او ماصة للدماء, والبعض يتغذى بالخشب المتحلل والاطعمة المخزونة والمصنوعات المختلفة.

هذا هو القليل من الوسائل العديدة التي اصبحت الحشرات ملائمة للمعيشة والنجاح في العالم الذي يحيط بنا.