المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

من أعلام الواقعية -غوستاف فلوبيرG.Flaubert(1821-1880)
29-09-2015
Vojtech Jarnik
3-9-2017
ترجيح بينة الزواج على بينة الطلاق
8-5-2017
Antigenic Variation
7-12-2015
متلازمة الوهن Ataxia Syndrome
14-6-2017
عمر الامام الرضا (عليه السلام)
2-8-2016


حق الحضانة في المنهج الإسلامي  
  
2093   10:17 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : محمد بن محمود آل عبد الله
الكتاب أو المصدر : دليل الآباء في تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص134-136
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

ـ مفهوم الحضانة :

الحضانة مشقة لفظا من مدلول الحضن والضم والملازمة بالحنو والرعاية وهي عند الفقهاء عبارة عن القيام برعاية الصغيرة أو الصغير , أو المعتوه الذي لا يميز , ولا حضانة على البالغ الرشيد .

والحضانة حق الطفل واليافع حتى يبلغ ، لحاجته لمن يقوم برعايته وتربيته ، وللأم الأولوية الأولى في القيام بواجب الرعاية ، فلا يجوز لها أن تتشاغل عنه لكسب أو غيره ، وتبرز أهمية الحضانة باعتبارها المهمة التي تتم أثناءها بلورة الملامح الأولى لشخصية الطفل ، وتتيح له النمو الطبيعي المطلوب جسمانيا ، وعقليا ونفسيا ، وخلقيا ، وروحيا ، واجتماعيا .

ـ مدة الحضانة :

ومدة الحضانة للولد حتى يبلغ , ويستقل بشأن نفسه , وهي بالنسبة للفتاة حتى تبلغ كذلك سن الرشد وتتزوج ، أما قبل ذلك فالأم أولى بها ما دامت بكرا وخيف عليها حتى تتوافر لها الحضانة الحرز والاطمئنان على عدم تركها (1) وحيدة .

فإذا بلغ الصبي خيِّر – والحال أن والدته منفصلة عن أبيه – بين أن يبقى مع أمه ، أو يذهب مع أبيه , والمرأة في كل ذلك أحق , بالحضانة عند التنازع بين الأبوين بشأنها ، لقوله (صلى الله عليه وآله):(أنت أحق به ما لم تنكحي)(2) .

ويرى بعض العلماء أن الطفل إذا بلغ مرحلة الاستقلال عن رعاية أمه فإنه يجب أن ينظر في الأمر ويلاحظ فيه مصلحة الصبي ، فإذا كان أحد الأبوين أصلح ، قدم عليه من غير قرعة ولا تخيير , وإلا فالأصل أن الصبي يخير بين أبويه بعد سن الاستقلال من حاجته لرعاية النساء (3) .

ـ شروط الحضانة :

يشترط في الحضانة التي تتولى تربية الصغير عند فقد الأم ما يلي :

- البلوغ والعقل والقدرة على التربية والقيام على أمر الوليد بما يصلحه في شؤونه كافة .

- الإسلام ، فلا تصح حضانة غير المسلمة ,ذلك واضح من حيث الحاجة إلى زرع المفاهيم الإسلامية في نفسية الطفل (عقيدة , وخلقا ، وسلوكا) . ولا يأتي ذلك من غير المسلمة على أسس سليمة ، كما يشترط الأمانة والاستقامة والخلق والالتزام كذلك لا بد من التفرغ التام للقيام بهذه المهمة , فإذا شغلت بغيره ، أن تزوجت زالت أهليتها للقيام بهذه المهمة , هذا ومن نافلة القول أن نشير إلى أن الحضانة واجب في عنق الأم ما لم تتزوج ، فإذا ماتت أو تزوجت انتقلت أهلية وجوب الحضانة إلى من يلي حسب الترتيب الشرعي لذلك :

القريبات من الأصول والفروع ، وذلك على الترتيب التالي : أم الأم وأمها (وإن علت) ثم أم الأب ، ثم الأخت لشقيقة ، ثم الأخت لأم فالأخت لأب ، ثم بنت الأخت لشقيقة ، فبنت الأخت لأم  ثم الخالة لأم , فالخالة لأب ، ثم بنت الأخت لأب ، ثم بنت الأخ لشقيق ، ثم بنت الأخ لأم ، فبنت الأخ لأب ، ثم العمة لشقيقة ,فالعمة لأب ، ثم خالة الأم فخالة الأب ،ثم عمة الأم ، فعمة الأب .

فإذا لم توجد قريبات من هؤلاء المحارم , أو وجدن ولكن سقط فيهن شرط من شروط كفاءة

الحضانة انتقلت الحضانة إلى العصبات من المحارم الرجال حسب ترتيبهم في الميراث (الأب ، فالجد (وإن علا) ثم الأخ لشقيق ، فالأخ لأب ، ثم ابن الأخ لشقيق ، فابن الأخ لأب ، ثم العم لشقيق ، فالعم لأب ، ثم عم الأب لشقيق ، فعم الأب لأب ، وذلك ترتيبهم في الإرث . أما إذا لم يوجد أحد من هؤلاء انتقل حق الحضانة للطفل إلى المحارم من الرجل غير العصبة) وأولهم الجد لأم ، ثم الأخ لأم ، ثم العم لأم , فالخال لأم ثم الخال لشقيق ، فالخال لأب ثم الخال لأم (4) ثم ينتقل الأمر للقاضي فيعين له حضانة مستوفية الشروط .

وهكذا نلاحظ مدى عناية الإسلام بشؤون الحضانة للصغير ، باعتبارها ضرورة لازمة لحياة الطفل والحدث لإعدادهم لمواجهة الحياة إعدادا سليما كريما , وإلا فالبديل هو الضياع فالجنوح,  فالجريمة في الغالب .

______________

1ـ مدونة الإمام مالك ، باب الحضانة  الجزء الخامس ص 38 .

2- سبل الإسلام ج 3 ص 227 .

3- فيما نقله الشوكاني عن العلامة ابن القيم ، نفس المرجع السابق الصفحة . راجع للاستزادة : المسؤولية المدنية للأبوين عن أبنائهما القاصرين ، د . أحمد الخمليش – مكتبة المعارف – الرابط ص 14 وما بعدها ، أصول بعض التشريعات العربية في الموضوع .

4- سيد سابق (فقه السنة) جـ 2 ص 290 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.