أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016
2213
التاريخ: 18-1-2016
2308
التاريخ: 19-6-2016
2559
التاريخ: 2023-11-27
1445
|
اليتيم بعد فقد والده أو والدته أو كليهما يشعر بالحرمان المطلق , حرمان من إشباع حاجاته العاطفية والروحية , وحرمان من إشباع حاجاته المادية وكيفيتها كالحاجة الى المأكل والمشرب والملبس , فتنتابه الهواجس والمخاوف , ويخيم عليه القلق والاضطراب , فالشعور بالحرمان من العطف والحنان له تأثيراته السلبية على كيان الطفل وعلى بناء شخصيته , ومن خلال متابعة الواقع الاجتماعي نجد أن أغلب الايتام الذين لم يجدوا العناية والاهتمام من قبل الآخرين كانوا مضطربي الشخصية , تنتابهم العقد النفسية , وسوء التوافق مع المجتمع , الذي حرمهم من العناية والاهتمام .
لذا أوصى الإسلام برعاية اليتيم رعاية خاصة لا تقل عن الرعاية الممنوحة للأطفال الآخرين , فأكد على إشباع جميع حاجاتهم المادية والروحية , وكانت الآيات القرآنية المختصة برعاية الأيتام أكثر من الآيات المختصة بعموم الأطفال لأهميتها .ومن الحاجات التي أكد الإسلام على إشباعها هي الحاجات المادية .
قال سبحانه وتعالى:{وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}[الإنسان: 8],{أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ}[البلد: 14، 15].{وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ}[البقرة: 177].
وجعل الله تعالى لليتيم حقا في أموال المسلمين:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}[الأنفال: 41].
وقال تعالى:{قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}[البقرة: 215]
ونهى تعالى عن التصرف بأموال اليتيم إلا بالصورة الأحسن التي تجدي له نفعا وربحا:{وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ}[الأنعام: 152] ، وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(من عال يتيما حتى يستغني , أوجب الله له بذلك الجنة) (1) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(من كفل يتيما من المسلمين فادخله الى طعامه وشرابه أدخله الله الجنة البتة, إلا أن يعمل ذنبا لا يغفر)(2) .
وقال:(صلى الله عليه وآله):(أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين – وهو يشير بإصبعيه )(3) . وراعى المنهج الإسلامي إشباع الحاجات المعنوية لليتيم كالإحسان إليه والعدل معه .
قال سبحانه وتعالى:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ}[البقرة: 83] .
وقال تعالى:{وَأَنْ تَقُومُوا لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ}[النساء: 127].
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(خير بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يحسن إليه , وشر بيت من المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه)(4) .
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(حث الله تعالى على بر اليتامى لانقطاعهم عن آبائهم , فمن صانهم صانه الله تعالى , ومن أكرمهم أكرمه الله تعالى , ومن مسح يده برأس يتيم رفقا به جعل الله تعالى له في الجنة بكل شعرة مرت تحت يده قصرا أوسع من الدنيا وما فيها ....)(5) ،وقال الإمام الصادق (عليه السلام) :
(ما من عبد يمسح يده على رأس يتيم ترحما له إلا أعطاه الله تعالى بكل شعرة نورا يوم القيامة)
(6) .
كما أكد الإسلام على رعاية اليتيم ومعالجة المشاكل التي تواجهه والتي تسبب له الألم والقلق والاضطراب , قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(إذا بكى اليتيم اهتز العرش على بكائه فيقول الله تعالى : يا ملائكتي اشهدوا علي أن من أسكته واسترضاه ارضيته في يوم القيامة) (7).
وعنه (صلى الله عليه وآله):(إذا بكى اليتيم في الارض يقول الله من أبكى عبدي وأنا غيبت اباه في التراب فوعزتي وجلالي إن من أرضاه بشطر كلمة أدخلته الجنة)(8).
وأكد أيضا على توصية بشؤون اليتيم وادخال الفرح على قلبه بإشباع حاجاته المادية أو الروحية من احترام وتقدير ومحبة أو مدح وتشجيع الى غير ذلك .
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):(إن في الجنة دارا يقال له دار الفرح لا يدخلها إلا من فرح يتامى المؤمنين)(9) .
كما وأعطى الإسلام الاهتمام والعناية باليتيم من جهة تربيته تربية صالحة واعداده إعدادا جيدا كي يكون عنصرا صالحا في المجتمع , قال أمير المؤمنين على (عليه السلام):(أدب اليتيم بما تؤدب منه ولدك ...)(10) . فاليتيم الذي يحصل على العناية والرعاية والحب والحنان يشعر بالراحة والطمأنينة ويعيش سويا في عواطفه وفي شخصيته , أما في حالة الحرمان فإنه لا يصبح سويا وقد يلتقطه بعض المنحرفين فيوجهه الوجهة غير الصالحة فيصبح عنصر ضارا في المجتمع)(11) . بل قد تنشأ لديه نتيجة الحرمان حالة الانتقام وحالة العدوانية على الآخرين وقساوة القلب .
__________________
1ـ تحف العقول : 198 .
2ـ مستدرك الوسائل 148:1 .
3ـ المحجة البيضاء 403:3 .
4ـ المحجة البيضاء 403:3 .
5- المحجة البيضاء 403:3 .
6- المحجة البيضاء 403:3 .
7- مستدرك الوسائل 623:2 .
8- مستدرك الوسائل 623:2 .
9- كنز العمال 170:3 ح6008 .
10- الكافي 47:6 ح8 باب تأديب الولد .
11- تربية الطفل في الإسلام: 87-91 , مركز الرسالة , قم .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|