المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

الأمـــــــــــارة
5-9-2016
أصناف الفستق
9-4-2020
أنواع المصائد الفيرومونية
4-2-2016
الحذف : E2 مقابل E1 : Elimination E2 us E1
16-3-2017
الصدق في مقامات الدين
30-1-2022
آلاء الله هي الآيات التوحيدية للحق
2023-07-10


الطفل ومحيط الحياة  
  
2170   01:06 صباحاً   التاريخ: 15-1-2016
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الأيتام
الجزء والصفحة : ص238
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-1-2018 1992
التاريخ: 6-9-2017 2348
التاريخ: 20/12/2022 1156
التاريخ: 10-1-2021 2235

ـ معنى ومفهوم المحيط :

ما نقصده بكلمة محيط هو مجموعة العوامل والظروف التي تحيط بالطفل، والتي يتأثر بها بشكل او بآخر؛ فالإنسان يولد في محيط الاسرة وينشأ فيها، وهناك العديد من العوامل والشروط المختلفة التي تنفذ الى حياته وتؤثر عليها سلباً او إيجاباً، ولا يمكن للطفل ان يتجنب هذا الوسط والمحيط في بداية حياته، لا بد له من تطبيق ما يسمع ويرى والعمل بتقليد تصرفات الاب والام.

وذلك يسبب تقبله لكل ما يلقى اليه، وبسبب التقليد وعدم تمييز الحسن والقبيح، فلا يدري كيف يتصرف ويعمل ويثبت وجوده.

ـ أهمية المحيط وآثاره :

يلقي المحيط بظلاله على شخصية الطفل وأخلاقه وسلوكه، ويؤثر في ذلك تأثيراً كبيراً، وله في ذلك نفوذ عظيم الى درجة انه قادر على خلق المناخ المناسب لوأد الفطرة ودفنها تحت الرماد.

وأنت تعلمين بأن ابنك يأتي الى هذه الدنيا صادقاً أميناً، ولكنه يصبح خائناً كذاباً بسبب سوء التعليم وقبح التلقين، إنه طاهر وسالم وطبيعي ولكنه يتجه نحو الفساد والانحراف في المحيط غير المناسب وغير العادي، ويمكن للمحيط ان يؤثر في جسد الطفل وروحه وفي فكره وتفكيره، وفي نفسه وعواطفه، إنه قادر على هداية فعاليات الاطفال ونشاطاته الى جهة معينة فيمهد له اسباب الخجل او الوقاحة، ويصيره متفائلاً بالحياة او متشائماً مضطرباً فيها.

ويمكن للمحيط ان يفجر طاقات الطفل الفطرية، أو ان يميتها في داخله، او ان يحطم الطفل في ظرف معين، او ان يهيء له اسباب النمو والتفوق، وحتى يمكن له ان يسرع نموه الجسدي والنفسي او ان يؤخره، يظهر تأثير المحيط بالطفل بشكل واضح من الشهر الثاني والثالث من عمره، ولكنه لا يبرز حساسية بالغة تجاهه حتى الشهر السادس، وبعد ذلك يبدأ بالاستئناس وكسب الالفة تدريجياً مع محيط خاص، الى درجة انه يقبل بحضن غير حضن امه ويمكن ان يختلف موقفه ايضاً.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.