نخيل البلح (التمر) ومناطق انتشاره

نخيل البلح (التمر) ينتسب في بعض المراجع العلمية الى العائلة Arecaceae, وهناك مراجع اخرى تعد Paclmaceae عائلة تنسب نخيل التمور اليها, ومن اسماء نخيل البلح المرادفة حسب اللغات, الاسماء التالية: Datier, Dalil, Date, Datlopnik.

النخيل من الاشجار وحيدة الفلقة على العكس من غالبية اشجار الفاكهة الاخرى, وهو من اشجار المناطق شبه الاستوائية حيث تنتشر زراعته في المناطق الصحراوية القاحلة في الاراضي الجافة ونصف الجافة وذلك بين خطي عرض 15-30 شمال خط الاستواء.

عرف النخيل في مناطق انتشاره من اقدم العصور حيث زرع مثلا في مناطق دجلة والفرات منذ خمسة الاف سنة قبل الميلاد, كما زرع في مصر زمن الفراعنة حيث وجدت كثير من رسومه على جدران معابدهم.

لقد ورد ذكر النخلة في الكثير من سور القران الكريم:

( وهزي اليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيا)

كما ورد ذكره في الكثير من الاحاديث النبوية:

(في جوف المؤمن زاوية لا يسدها الا التمر)

لقد قدست التوراة النخيل واهتم به اليهود وذلك لجمال شجرته وامتشاق قامتها وفوائد ثمرها, فقد اطلقوا اسمها (تامارا) على بناتهم رمزا للجمال وتيمنا بالخصوبة والعطاء, وقد كان اسم ابنة نبيهم داوود (تامارا). اما في المسيحية فقد قدست هذه الشجرة ايضا واعتني بها, وكانت سعف النخيل رمزا وعلامة من علامات النصر زمن الامبراطورية الرومانية, حيث كانت تحمل اغصان وسعف النخيل امام الفاتحين المنتصرين.

ولا يزال يوجد حتى اليوم اكثر من 400 نخلة على مقربة من العاصمة الايطالية روما, كانت تؤمن السعف اللازمة لإقامة الشعائر والطقوس الدينية في يوم احد النخيل المقدس.

يرى الكثيرون ان الموطن الاصلي لشجرة النخيل هو بلاد الرافدين, ويرى البعض الاخر ان موطنه الاصلي هو جزيرة العرب ومنها اخذ اسمة (نخيل العرب), ومن مناطق انتشار هذه انتقل الى بابل, وهناك راي يقول ان جزيرة حرقان الواقعة في خليج البصرة هي الموطن الاصلي للنخيل ومنها انتشرت اشجاره الى شبه القارة الهندية وحتى بلاد الصين, ويقال ايضا ان النخيل انتشر من وادي الرافدين شمالا وغربا حتى وصل (فينيقيا) في سورية, وقد اهتم الفينيقيون بنخيل البلح ويعتقد بانهم هم اول من نشرة في الجنوب من البحر المتوسط, ويقال ان اسمه العلمي Phenisc قد سمي نسبة اليهم. وفي تدمر وقبل الميلاد بعقود عدة كان النخيل يعد شجرة مقدسة لدى التدميريين. ان ذلك يؤكد اهمية هذه الشجرة وانتشارها في تدمر آنذاك وحتى الان, ويقال في هذا السياق ان كلمة تدمر هي تحريف لكلمة (تادرمور) اي بلد النخيل, ويلاحظ ايضا ان الاسم الانكليزي الحالي بالميرا الذي يعني مدينة تدمر قد اشتق من كلمة Palma التي تعمي النخيل.

تنتشر زراعة النخيل الان في الكثير من اصقاع العالم, وذلك في تلك البيئات التي تنجح فيها زراعته, واهم مناطق النخيل في العالم الان هي العراق والجزائر والسعودية وتونس والمغرب والسودان وليبيا ومصر وايران والمكسيك وجنوب الولايات المتحدة الامريكية, حيث اصبح النخيل في زمننا المعاصر من محاصيلها المهمة, وذلك نتيجة لما بذل هناك من جهود في انتقاء الاصناف الجيدة التي نقلت الى الولايات المتحدة الامريكية من مختلف مناطق زراعته. ويزرع النخيل ايضا في موريتانيا والسنغال والنيجر وتشاد والصومال وتانزانيا وروديسيا وجنوب افريقيا.

ان انتشار النخيل في سورية لا يزال محدودا, وهو يزرع في واحة تدمر كما تنجح زراعته في المناطق الشرقية من سورية وذلك في منطقة دير الزور وحتى البوكمال.

ان عدد اشجار النخيل في العالم يبلع الان نحو 93 مليون شجرة.

عدد الاشجار في بعض البلدان الاكثر انتاجا للتمور في العالم:

العراق 32مليون نخلة, ايران 11,5 مليون, السعودية 9 مليون, تليها باكستان والجزائر في كل منهما نحو 8 مليون, تليها في الانتاج حسب التسلسل كل من المغرب – تونس – السودان – ليبيا – مصر, اما في سورية فان عدد الاشجار لا يزال محدودا.

ينتشر نخيل البلح الان كزراعة مثمرة في ثلاث مناطق رئيسية من العالم, في افريقيا الشمالية (الاوسطية) وفي الشرق الأوسط وفي الولايات المتحدة الامريكية, حيث نقلت زراعة النخيل اليها منذ بداية القرن السادس عشر, كما ان زراعة النخيل تنتشر الان كزراعة تزينيه في اوربا وذلك في الدول التالية: البرتغال, اسبانيا, فرنسا, ايطاليا وفي اليونان. ونورد فيما يلي جدولان بعدد الاشجار, وانتاج هذه الاشجار في اغلب بلدان العالم المنتجة لنخيل التمور:

جدول بعدد اشجار النخيل وانتاجها الكلي في اغلب البلدان المنتجة للتمور

وهناك احصائيات اخرى عن الانتاج العالمي للتمور مأخوذة عن منظمة الفاو, حيث تشير هذه الاحصائيات ان الانتاج العالمي للتمور موزع في العالم حسب المناطق المنتجة وهو كالتالي: اوربا 16, امريكا الشمالية 15, امريكا اللاتينية 8, الشرق الادنى (الاوسط) 1393, الشرق الاقصى 150, افريقيا 277 (وهذا الانتاج محسوبا بألاف الاطنان).

وفي احصائيات احدث تشير منظمة الفاو الى انتاج بعض البلدان كالتالي:

مصر 355, العراق 330, ايران 290, المملكة العربية السعودية 220, الباكستان 150 (بألاف الاطنان). ان هذه الاحصائيات مأخوذة في نفس عام الاحصائيات السابقة (1969), وكما يلاحظ هذه الارقام تختلف قليلا عما ورد في الجدول السابق, ان ذلك يرتبط بالإنتاج الذي يختلف في كل بلد من سنة الى اخرى.

المصدر: م. طه الشيخ حسن, 2005, النخيل-التين-الكاكي-الرمان.