المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



الصفات العشر للمربي الناجح  
  
17219   01:40 صباحاً   التاريخ: 9-1-2016
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الأبناء
الجزء والصفحة : ص32-40
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الآباء والأمهات /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-12-2016 2198
التاريخ: 21-4-2016 7495
التاريخ: 11-9-2016 1933
التاريخ: 7-12-2016 2256

نحن نعرف ان هناك طالب ناجحا وطالبا غير ناجح، وكذلك هناك موظف ناجح وموظف غير ناجح، وهناك مدير ناجح ومدير غير ناجح ...الخ، ولكن هل هناك مربي ناجح ومربي غير ناجح ؟ هل هناك اب ناجح يجيد الأبوة وأب غير ناجح لا يجيد الابوة ؟وهل هناك أم ناجحة تجيد الامومة وام غير ناجحة لا تجيد الامومة؟

بالطبع هناك الكثير والكثير من الاباء والامهات الذين يجهلون دورهم كمربين، ومن ثم تثمر تربيتهم(حنظلا)تبدو آثاره المرة في العصيان والتمرد والعنف والعدوان والمعاكسات وتعاطي المخدرات والمشكلات النفسية والسلوكية... الخ، فهناك بعض الاباء والامهات يربون ابناءهم بعشوائية... والبعض يترك ابناءه للزمن كي يربيهم... وبعض المربين يطلق عليه الحاضر الغائب... حاضرا كممول اقتصادي غائبا كأب ومرب.. والبعض حاضر بجسده بين ابنائه، غائب بروحه وعقله...والحقيقة انه ليس كل اب يعد مربيا...وليس كل مرب يعد مربياً ناجحا...

ـ الصفات العشر للمربي الناجح هي :

1ـ اخلاص النية : يجب أن يصحح المربي نواياه في الغاية من خلقه والغاية من الزواج والغاية من الانجاب فيسال المربي نفسه بداية لماذا خلقت؟ ويجد الجواب من اجل عبادة الله حيث يقول الله تعالى:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات: 56].

ثم يسأل المربي نفسه لماذا أتزوج؟ ويجد الجواب :طاعة لله ورسوله ، ثم يسأل المربي نفسه سؤالا ثالثا: لماذا انجب؟ ونجد البعض يجيب هذه الاجابات : هناك من يجب لان الناس يفعلون ذلك، وهناك من يقول هذه سنة الحياة، وهناك من يقول حتى يكون الولد سنداً لي في الدنيا، وهناك من يقول حتى يحمل اسمي، وهناك من يقول حتى يرث المستشفى او المصنع او الأرض او المال من بعدي ...الخ وكلها اجابات لا بئس بها ولكن لا ينبغي ان تكون هذه هي النوايا الجيدة للإنجاب ، ويجب عليك ايها المربي ان تصحح نيتك وتجددها بان تكون نيتك من الانجاب : كي يصبح الولد عبداً ربانياً...ولتسعدا معاً في الدنيا ويكون طريقك الى الجنة.

2ـ التقوى : المربي الناجح هو من يتقي الله في كل شئون حياته .. ويعلم علم اليقين ان كل مقاليد الامور بيد الله يقدرها كيف يشاء.. وما امر ابنه إلا بيد الله.. لذلك هو يتقي الله في مصدر ماله وفي عمله وفي مطعمه ومشربه الخ... ومن ثم يربي الله له ولده، وصدق الله إذ يقول:{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[النساء: 9].

ويقول في اية أخرى:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ }[الطلاق: 2، 3].

ويقول الله تعالى في اية أخرى :{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[الطلاق: 4].

وقد فهم ذلك الفاهمون فيقول محمد بن المنكدر لابنه (يا بني انني لأزيد في صلاتي ابتغاء صلاحك)وقد ربط الصلاة(الدعاء)بصلاح الولد وهو ربط لا يفهمه إلا كل عاقل.

ونجد أبو المعالي الجويني يوصي زوجته ألا ترضع ابنهما من غيرها لأنه يعلم مصدر طعامه فهو حلال خالص وحينما دخل ذات مرة وجد جارة لهم ترضع ابنه فوضع اصبعه في فم الطفل حتى قاء تلك الرضعة التي لا يعلم مصدرها... وقال أهون على ان يموت ابني ولا يدخل جوفه شيء حرام، الى هذا الحد كان يتقي الصالحون ربهم في ابنائهم ويعلمون ان لقمة واحدة قد تفسد صاحبها.

كذلك نجد عمر بن عبد العزيز مات وما خلف لأهل بيته من حطام الدنيا شيئا.....في حين ترك عبد الملك بن مروان لأبنائه مالا كثيرا....ويقول العارفون من اهل عصره قد راينا ابناء عمر بن عبد العزيز اغنى الناس وراينا ابناء عبد الملك بن مروان عالة يتكففون الناس.

وبالطبع تعلمون قصة سيدنا موسى وسيدنا الخضر في بناء الجدار لليتيمين... ولماذا اقاماه بعد ان ابى اهل القرية ان يضيفوهما ؟!! لقد قيض الله نبيا من اولي العزم من الرسل وسيدنا الخضر لبناء الجدار حفاظا على أموال اليتيمين لان اباهما كان صالحا فصلاح الاباء ينفع الابناء ولو بعد حين.

3ـ الاستعانة بالله والدعاء للأبناء : المربي الناجح هو من يستعين بالله في تربية ابنائه وفي الحديث يقول النبي(صلى الله عليه وآلة وسلم): (...... اذا سالت فأسال الله واذا استعنت  فاستعن بالله...)والمربي الناجح هو من يدعو الله ان يصلح ابناءه ويهديهم فدعوة الام والاب مستجاب... وكان الأنبياء يدعون لأبنائهم بالخير، وإياك ان تدعو على ابنك بشر لان دعاءك مستجاب، وذات يوم دعت ام على ابنها ان يخرس الله صوته فما تكلم بعد ذلك وظلت تعض أنامل الغيظ من الندم.

ومن المواقف الطريفة، يحكى ان أما كانت تدعو على ابنها وبقولها (روح اشوفك دكتور نساء وولادة) وحينما سالتها لماذا دكتور نساء وولادة بالذات قالت لي ان ابنها كسلان وينام ،كثيرا وانا ادعو عليه ان يكون دكتور نساء وولادة (علشان ما يهمدش ويصحوه في اي وقت) ولا اعرف هل هذه دعوة له ام عليه.

ويحكى ان رجلا جاء يشكو عقوق ولده الى عبد الله بن المبارك ، فسأله هل دعوت عليه فقال الرجل نعم ، فقال له عبد الله بن المبارك انت أفسدته.

4ـ الشعور بالمسئولية: من صفات المربي الناجح ان يتحمل مسئوليته تجاه ابنائه ، والمسئولية ليست مطعما وملبسا ومركبا.. وانما هي مسئولية اجتماعية ونفسية وخلقية ودينية ، مسئولية تربوية قائمة على تعليم اصول التربية السليمة وفنونها ، وتذكر دوما انك مسئول عن ابنك في الدنيا .. ومسئول عنه في الاخرة"

يقول الله تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6].

ومن الفطنة ان نعلم من الآية السابقة ان التربية امر من الله وان وقاية الولد وهو اقرب الأهل من النار لن يكون بإطعامه خير الطعام او كسائه خير الكساء مثلا ولكن الوقاية الحقيقية من النار تكون بالتربية السليمة بكل ابعاده النفسية والاجتماعية والعقلية والخلقية والدينية والعقدية .

وانت عزيزي المربي من تحمل مسئولية وقاية ابنك من النار ويقول النبي( صلى الله عليه واله وسلم): (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته الامام راع ومسئول عن رعيته والرجل راع في اهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها ...)(متفق عليه).

كما يقول النبي (صلى الله عليه واله وسلم):في حديث اخر(ان الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ ام ضيع ؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) (ابن حبان وصحيحه البخاري).

وفي حديث اخر يقول النبي( صلى الله عليه واله وسلم):(ما من عبد استرعاه الله رعية فلم

يحطها بنصيحة إلا لم يجد رائحة الجنة) (رواه البخاري).

ولا شك ان مسئوليتك تجاه ولدك تبدأ قبل ميلاده وذلك باختيار أمه ،الام الصالحة ....الام الجيدة، كما يخبرك النبي( صلى الله عليه واله وسلم): (....فاظفر بذات الدين تربت يداك)(متفق عليه) وقيل( تخيروا لنطفكم فان العرق دساس) (وقد كان أبو الأسود الدؤلي يقول لأبنائه ابنائي انني أحسنت اليكم صغارا وكبارا وقبل ان تولدوا ... قالوا وكيف احسنت الينا قبل ان نولد ... قال : لقد اخترت لكم من الأمهات من لا تسبون بها)... واعلمي ايتها المربية ... ان مسئوليتك تكون كذلك اثناء الحمل بالتغذية الجيدة ... والحالة النفسية المستقرة.. لان كل انفعالات سواء ايجابية او سلبية تنعكس على جنينك .. وكذلك البعد عن التدخين والمسكرات والمخدرات... كذلك مسئوليتك في التهيؤ النفسي الجيد لاستقبال المولود... حيث ينعكس ذلك على صحته النفسية والجسمية.

عزيزي المربي.. عزيزتي المربية تستمر مسئوليتكم بعد الولادة مباشرة بإقامة سنن المولود من اذان في الاذن اليمنى واقامة في الاذن اليسرى ، وتحنيك المولود ، وحسن الاسم ، والعقيقة... وغير ذلك من السنن.

فالتربية ليست قضية اختيارية يمكنك القيام بها او غض الطرف عنها واغفالها وكأن لسان حالك يقول(انا حر ... هو ابني... اربيه او لا أربيه انا حر) وانتبه ايها المربي.. قد تكون من ذلك البعض الذي لا يقولها بلسانه ولكنه يفعلها واقعا حياتيا في دنيا ابنائه حيث يغيب عنهم ليل نهار مواصلا عمله ومحققا طموحاته وناسيا واجبه ومسئولياته تجاه ابنائه.

ولا تقتصر المسؤولية أيها المربي على دورك كممول اقتصادي فقط لمؤسستك التربوية فوظيفتك اسمى من ذلك بكثير فانت من يقع عليك ضبط ايقاع الاسرة باسرها كي تنتج لنا سيمفونية اسرية لا نشاز فيها فحينما يتحدث ابناؤك يطرب لحديثهم الفياض بالأخلاق الكريمة والادب الجم ، وبهذه الاخلاق يعزف ابناؤك لحن الخلود لاسمك في دنيا الناس.

واعلم عزيزي المربي.... مسئوليتك تتخطى تلكم التربية التقليدية الى اكتشاف عبقرية ابنك... بل اكتشاف ذلك العملاق القابع داخل ابنك وتفجير طاقاته الكامنة بداخله... وتنمية مواهبه.. فإصلاحك ابنائك فيه اصلاح المجتمع وربما العالم باسره فتربيتك ابناءك تربية سليمة تسهم بشكل فعال في اصلاح المجتمع, فما المجتمع الا ابني  وابنك... ولو اصلح كل منا ولده.. لتغير وجه المجتمع.. حيث يختفى الغش والرشوة والعنف والظلم والمخدرات والزواج العرفي... وغير ذلك من الانحرافات السلوكية والجرائم التي يقوم بها افراد لم يتحمل اباؤهم مسئولية تربيتهم... ولذا فمسئوليتك عزيزي المربي تجاه ابنائك تعني مسئوليتك تجاه المجتمع.

5ـ القدوة الحسنة : من صفات المربي الناجح ان يكون قدوة حسنة لأبنائه في اقواله وافعاله واسلفنا القول في اهمية الاتصال غير اللفظي بين الاباء والابناء ، ومدى تأثير الايحاء في اكتساب الابناء للسلوكيات الجيدة من الوالدين.. وقالوا قديما (ان فعل رجل في الف رجل اقوى من قول الف رجل لرجل)وحديثا قالوا (صورة تغني عن مائة مقال) .

ولقد اتى عمرو بن عتبة بمعلم لابنه وقبل ان يعلم ابنه قال له:(ليكن اول اصلاحك لولدي اصلاحك لنفسك ، فان عينه معقودة بعينك، فالحسن عنده ما صنعت والقبيح عنده ما تركت) وهو يعلم ان ابنائه سوف يتخذون معلمهم قدوة.

وفي يوم من الايام سرق شاب شيء ما ولما أراد القاضي ان يقيم عليه الحد بقطع يده قال ذلك

الشاب اقطعو يد امي اولا لأني حينما سرقت بيضة وانا صغير ضحكت وتهلل وجهها فرحا.

ولذا وجب على المربي ان يكون قدوة صالحة لابنه في الصدق والأمانة والعدل وفعل الخير والعطاء والرحمة والصبر... الخ.

6ـ الرحمة : المربي الناجح يرحم ابنائه ولا يقسو عليهم قسوة مادية او معنوية ، وفي الحديث يقول النبي:( صلى الله عليه واله وسلم):(...ليس منا من لم يرحم صغيرنا ... ورواه ابو داود والترمذي، وحينما رأى الأَقْرَعَ بْنَ حَابِسٍ ان النَّبِي يُقَبِّلُ الْحَسَنَ قال لرسول الله (صلى الله عليه واله)  : إِنَّ لِي عَشَرَةً مِنَ الْوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ  احدا ،، ! فَقال له الحبيب المربي (صلى  الله عليه واله) : (مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ.) (متفق عليه).

فالمربي الناجح هو من يبتسم في وجه الابناء ولا يكون فظا غليظاً فينفضوا من حوله ومن الرحمة الا تحمل الابن ما لا طاقة له به.

7ـ القدرة على العطاء : من صفات المربي الناجح ان يتسم بالقدرة على العطاء ، العطاء المادي(مطعم ومشرب وملبس ومركب ....الخ)والعطاء المعنوي(ثواب معنوي وحب وحوار وقضاء بعض الأوقات مع الأبناء.... الخ)وتصل درجة العطاء لدى المربي الجيد ان يؤثر ابناءه على نفسه ، وهناك من الاباء  من يحبون ابناءهم ولكن ليس لديهم قدرة على العطاء حيث يكون متمركزا حول ذاته، او يمنعه كسله من العطاء ، وهناك بعض المربين يبخلون على ابنائهم بالكلام معهم واللعب معهم وحكي بعض القصص لهم.

واعلم ايها المربي .. ان افضل استثمار ..هو الاستثمار في الأبناء... استثمار يعود ربحه وفائدته في الدنيا والاخرة فاجعل تربية ابنائك رصيدك في بنك الحياة، ورصيدك في القبر.. ورصيدك في الاخرة.....وذلكم هو الرصيد الحقيقي.

واعلم عزيزي المربي ان افضل الأوقات وقت تنفقه على ابنك ذلك الوقت الذي ان أجدت استثماره بشكل كيفي وليس كميا فقط، في تربية ابنائك في الطفولة سوف يوفر عليك أوقاتا عديدة في المراهقة وما بعدها. واعلم ان ساعة من التخطيط لتربية ابنائك بتعلمك فنون التربية توفر عليك ساعات في التنفيذ وكم من اباء شاهدتهم في العيادة النفسية حرموا ابنائهم من ساعة للتربية ـ ظناً منهم ان التربية في توفير الطعام والملبس وغير ذلك من الامور المادية ـ فدفعوا الثمن غالياً .... حيث دفعوه اياما وسنين في تعديل سلوك ابنائهم ... بل وانفقوا الاموال الطائلة واكثر من ذلك... ذلكم الصراع المستمر مع الابناء.

8ـ التواصل الجيد : من صفات المربي الناجح انه يجيد مهارة التواصل الايجابي مع ابنائه على المستوى الفكري بالحوار وعلى المستوى العاطفي بالحب وعلى المستوى السلوكي باللعب والقصة ، فالمربي يجيد مهارة الانصات الجيد لأبنائه وكيفية إدارة الحوار معهم لحل مشكلاتهم واشباع حاجاتهم، ومن صفات المربي الناجح ان يألف ويؤلف ، يألف الصغار ولا يأنف الجلوس معهم، ويعاملهم بقدر عقولهم ، والمربي الناجح هو من يعرف حاجات ابنائه ويشبعها بشكل متزن ، والمربي الناجح يعرف كيف يوصل أفكاره ومشاعره لأبنائه ، ويجيد استقبال أفكارهم وفهمها والتفاعل معها تفاعلا جيدا.

9ـ الاتزان النفسي : من صفات المربي الناجح الاتزان النفسي اي انه يستطيع التحكم في انفعالاته ، ويكون قادرا على ضبط نفسه، واثقا من نفسه، مؤكدا لذاته داخل الأسرة مبتعدا عن العصبية الزائدة والعنف والعدوانية والغضب والسلوكيات السيئة كالتدخين والمخدرات ....الخ وان يكون شخصية هادئة وليس شخصية عصبية او قلقة وان يكون شخصية اجتماعية لا انطوائية ... وان يكون شخصية ايجابية لا سلبية وان يتسم بالحب لا العدوان.

10ـ فنان في التربية : من صفات المربي الناجح ان يجيد فنون التربية بالثواب والعقاب وفنون التربية بالحوار والحب وفنون التربية باللعب وفنون التربية بالقصة وبالحوار، وان يجيد أساليب التنشئة الاجتماعية والنفسية السليمة للأبناء حتى لا يقع في أخطاء تربوية ينتج عنها مشكلات نفسية وسلوكية لهم، ويعرف كيف يكون وسيطا في معاملة الأبناء ما بين الشدة واللين، لا قسوة زائدة ولا تدليل زائد ولا إفراط ولا تفريط، ولا تحكم زائد ولا اهمال ...

كما يعرف متى يعاقب وكيف يعاقب.. ويعرف متى يثيب(يكافئ)وكيف يثيب .. ويعرف الخصائص الجسمية والعقلية والوجدانية والاجتماعية والخلقية والدينية لكل مرحلة من مراحل النمو المختلفة، ويكون دائم الاطلاع على احدث فنون التربية ومبدعا لفنون تربوية جديدة، كما يعرف كيف يكتشف ذلك العملاق القابع داخل ابنه ، ويعرف كيف يكتشف عبقرية ابنه، وكذلك يعرف كيف يجعل ابنه سعيدا ومتميزا.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.