أقرأ أيضاً
التاريخ: 18/10/2022
1435
التاريخ: 13-11-2014
3149
التاريخ: 15-11-2015
2730
التاريخ: 11-2-2016
17338
|
مقا- عدو : أصل واحد صحيح يرجع اليه الفروع كلّها ، وهو يدلّ على تج أو ز في الشيء وتقدّم لما ينبغي أن يقتصر عليه ، من ذلك العدو وهو الحضر ، تقول عدا يعدو عدوا وهو عاد ، قال الخليل : والعدو مضموم ، مثقّل ، لغتان ، والتعدّي : تجاوز ما ينبغي أن يقتصر عليه. والعادي : الذي يعدو على الناس ظلما وعدوانا ، وفلان يعدو أمرك.
ويقال من عدو الفرس عدوان أي جيّد العدو و كثيره. وذئب عدوان : يعدو على الناس. وتقول ما رأيت أحدا ما عدا زيدا ، قال الخليل : أي ما ج أو ز زيدا ، ويقال عدا فلان طوره ، ومنه العدوان ، وكذا العداء والاعتداء والتعدّي. والعدوان : الظلم الصراح ، والاعتداء مشتقّ من العدوان ، فأمّا العدوى : طلبك الى وال أو قاض أن يعديك على من ظلمك ، أي ينقم منه باعتدائه عليك مصبا- عدا عليه يعدو عدوا عدوا وعدوانا وعداء : ظلم وتجاوز الحدّ ، وهو عاد ، والجمع عادون ، وسبع عاد. وعدا في مشيه عدوا من باب قال أيضا : قارب الهرولة وهو دون الجري. ويتعدّى بالهمزة فيقال أعديته فعدا. وعدوته أعدوه : تجاوزته الى غيره. واستعديت الأمير على الظالم : طلبت منه النصرة ، فأعداني عليه : أعانني ونصرني والاسم العدوى. والفقهاء يقولو ن : مسافة العدوى ، وكأنّهم استعاروها من هذه العدوى ، لأنّ صاحبها يصل فيها الذهاب والعود بعدو واحد لما فيه من القوة والجلادة. وعدوة الوادي : جانبه. والعدو : خلاف الصديق الموالي ، والجمع أعداء وعدى ، قالوا ولا نظير له في النعوت ، لأنّ فعل مختصّ بالأسماء ولم يأت في الصفات الّا قوم عدى ، وضمّ العين لغة. ويجمع الأعداء على الأعادي. وقيل : يقع العدو بلفظ واحد على الواحد المذكّر والمؤنّث والمجموع.
مفر- العدو : التجاوز ومنافاة الالتئام ، فتارة يعتبر بالقلب : فيقال له العداوة والمعاداة ، وتارة بالمشي فيقال له العدو ، وتارة بالإخلال بالعدالة في المعاملة فيقال له العدوان والعدو- فيسبّوا اللّه عدوا بغير علم ، وتارة بأجزاء المقرّ فيقال له العدواء ، يقال مكان ذو عدواء أي غير متلائم الأجزاء. والعدو ضربان : أحدهما بقصد من المعادي. والثاني- لا بقصد بل تعرض له حالة يتأذّى بها كما يتأذّى ممّا يكون من العدى. والاعتداء : مجاوزة الحقّ.
صحا- العدو : ضدّ الوليّ ، وهو وصف لكنّه ضارع الاسم. وتعادى ما بينهم أي فسد ، وتعادى : تباعد. والعداء : تجاوز الحدّ والظلم ، يقال عدا عليه عدوا وعداء.
وعداه يعدوه : أي جاوزه. وعدوته عن الأمر : صرفته عنه. والتعدّي : مجاوزة الشيء الى غيره. والعدو الحضر ، وأعديت فرسي : استحضرته.
التحقيق
أنّ الأصل الواحد في المادّة : هو تجاوز الى حقوق آخرين. وبهذين القيدين تمتاز عن موادّ- الجوز ، الحوز ، الظلم ، البغي ، العتو ، الطغيان.
فانّ التجاوز : عبور خاصّ ومرور عن نقطة خاصّة معيّنة.
والعتو : مجاوزة عن الحدّ في طريق الشرّ والفساد.
والطغيان : مجاوزة الحدّ في المكروه مع قهر وغلبة.
والجور : الميل الى شيء وتوجّه اليه.
والظلم : إضاعة الحقّ وعدم تأدية ما هو الحقّ مطلقا.
والبغي : الطلب الشديد وإرادة أكيدة.
وتقابل المادّة : موادّ الولاية والصداقة ، باعتبار أنّ كلّا من الوليّ والصديق يحافظ حقوق صاحبه.
وتستعمل المادّة في موارد الظلم الصراح إذا تحقّق التعدّي. وفي التجاوز والجور والعتو و الطغيان إذا تحقّق التجاوز الى حقوق آخرين. والهرولة إذا كان موجبا للتزاحم والتعدّي.
فتستعمل في قبال الوليّ :
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ} [الممتحنة: 1].
{أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ} [الكهف: 50] .
{فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34] .
أي تستندون اليهم في حفظ الحقوق مع أنّهم أعداء يعتدون عليكم.
ويكون مصداقا للظلم كما في :
{وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ } [البقرة: 229].
{وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ} [الطلاق: 1] .
فانّ حدود اللّه تعالى لإيجاد النظم واجراء العدل وحفظ الحقوق وإدامة الحياة وحسن المعيشة وتحقّق الأمن ، ومن يتعدّ تلك الحدود والضوابط المقرّرة : فقد أضاع حقوقه وحقوق الناس.
وفي هذا اشارة الى أنّ التعدّي الى حدود اللّه وإن لم يبلغ الى حدّ إضاعة الحقوق : يعدّ ظلما : فانّ أو هن التجاوز اليها في حدّ الظلم والإضاعة.
وتستعمل بعد البغي كما في :
{فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 7].
{فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} [البقرة: 173].
{ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا} [يونس: 90] .
فانّ الطلب الشديد والحرص الأكيد إنّما هو يتحقّق أو لا ، ثمّ يتحقّق بعده العدو والتعدّي ، كما أنّ التعدّي إذا اشتدّ مرتبته يكون ظلما بالفعل وإضاعة.
وكذلك العصيان إنّما يتحقّق بعد تحقّق التعدّي ، بخلاف الإثم فهو إنّما يتحقّق بالعزم على التعدّي الى أن ينتهى الى العصيان.
{ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ} [المجادلة: 8].
{وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 62] .
فانّ الإثم هو البطؤ والتأخير والتهاون.
وقد تستعمل على خلاف هذا الترتيب : لملاحظات اخر : كما في قوله تعالى :
{ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [البقرة: 61].
{ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا } [النساء: 14] .
فانّ النظر في الأولى الى ذكر ما هو الأهمّ والأشدّ تأثيرا في انحرافهم وكفرهم وضلالهم ، ثمّ فالأهمّ. وفي الثانية يلاحظ ما هو خلاف مخصوص صريح ، ثمّ ما هو عامّ.
ثمّ إنّ التعدّي إمّا بالتجاوز الى حقوق فرد معيّن :
{قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ} [طه: 123].
أو الى حقوق جماعة :
{إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ } [يوسف: 5].
أوالى حقوق اللّه وحدوده :
{ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ} [البقرة: 229] .
وكلّما كان التعدّي شديدا من جهة كمّ أو كيف أو أثر : يكون قبحه ومكروه أعظم ، كما في التعدّي الى حدود اللّه عزّ وجلّ.
{ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14].
أو يكون بالإطلاق :
{وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190] .
ثمّ إنّ الاعتداء قد يكون جائزا : وهذا في موارد ينتج نتيجة حسنة فائقة على قبح التعدّي وتكون أهمّ منه ، ويكون النظر الى هذه النتيجة المطلوبة.
منها في صورة المقابلة بالمثل ، كما في :
{فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} [البقرة: 194] .
فانّ قبول التجاوز والظلم تثبيت للتجاوز وعون للمتجاوز ، فيكون شريكا للمعتدي.
ومنها في صورة السير الى اللّه تعالى وفي سبيله ، كما في :
{وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} [العاديات: 1 - 5] .
فانّ العدو وهو السرعة في السير المتعدي عن حدود الجريان العاديّ الى حدّ يوجب تجاوزا الى حدود مشاعة عموميّة في استفادتهم عنها : من مصاديق التعدّي ، إلّا أنّ المشروع منه إذا كان في سبيل اللّه وللّه : خارج عن حكمه الممنوع المذموم.
وهذه الآيات الكريمة كما قلنا في- غير- اشارة إلى المراحل الخمسة من السلوك ، وقد أوضحناها في رسالة اللقاء.
يراد النفوس المشتاقة الى الوصول باللقاء ، بسير سريع من عالم المادّة وبالتوبة عن التعلّقات الجسمانيّة البدنيّة ، ثمّ الاشتغال في العبادات وتحصيل النورانيّة ، ثمّ التحولات والتغيّرات الباطنيّة بتهذيب النفوس وتزكيتها ، ثمّ تطهير آثار الأنانيّة ، ثمّ مقام الجمع.
راجع ما يتعلّق باللغات ومفاهيمها في كل عنوان.
{إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ } [الأنفال: 42] .
العدوة فعلة كاللقمة ، بمعنى ما يفعل به ، والمراد النقطة الّتي يعتدى منها على العدو عدوا عليهم ، وهي مقرّ الجيش قبل الصولة.
والدنيا : المكان المتسفّل القريب ، في قبال القصوى وهي ما يكون مرتفعا عاليا بعيدا ، ويراد منها الارتفاعات في المنطقة.
والركب أسفل منكم : الظاهر أنّ المراد ركب المسلمين ، وكانوا في مكان متسفّل من الراجلين.
فهذه خصوصيّات من موقعيّة جيش المسلمين في قبال الكفّار.
____________________________
- مقا - معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر . ١٣٩ هـ.
- مفر = المفردات في غريب القرآن للراغب ، طبع ، ١٣٣٤ هـ.
- صحا - صحاح اللغة للجوهري ، طبع ايران ، ١٢٧٠ هـ .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|