أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-09-2014
5738
التاريخ: 25-09-2014
5359
التاريخ: 30-09-2014
5647
التاريخ: 22-12-2015
4681
|
قوله تعالى : {سَيَحْلِفُونَ بِاللّٰهِ لَواسْتَطَعْنٰا لَخَرَجْنٰا مَعَكُمْ يُهْلِكُونَ أَنْفُسَهُمْ واللّٰهُ يَعْلَمُ إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ} [التوبة : 42] .
سأل غيلان العبدي أبا الهذيل عن الاستطاعة ، فقال : خبرني عن هذه الآية : هل يخلو من أن يكون أكذبهم لأنهم مستطيعون للخروج وهم تاركون له فاستطاعة الخروج فيهم وليس يخرجون لقوله : {إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ} ، أي : هم يستطيعون الخروج وهم يكذبون فيقولون : لسنا نستطيع ولواستطعنا لخرجنا فأكذبهم الله على هذا الوجه .
أو يكون على وجه آخر ، يقول : {إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ} ، أي : إنني أعطيهم الاستطاعة ولم يخرجوا فتكون معهم الاستطاعة على الخروج ولا يكون الخروج .
ولا يعقلُ للآيةِ معنى ثالثٌ .
وقيل للنَّظَّام : إن كانت الاستطاعةُ لك فخذ لنا هذا العصفور . فقال : هذا من استطاعة الباشق (1) واليؤيؤ (2) لا من استطاعتي .
وقال الكتبيُّ : لا أقدر على شيءٍ ولا أملك أحداً .
فقال الشيخ المفيد : أحكمي حكمك على ما لا تملك ؟ قال : نعم .
قال : فرَّقت مالك على المساكين وطلقت زوجتك وأعتقت عبدك ووقفت ملكك .
وأتي بطرَّارٍ أحول إلى والي البصرة فسأل عن الحكم ، فقال جبريُّ : يضرب خمس عشرة درة (3).
وقال أبو عبد الرحمن : بل ثلاثين خمس عشرة لطره وخمس عشرة لحوله .
فقال : يا أبا عبد الرحمن لأضرب على الحول !
قال : نعم إذا كانا جميعا من فعل الله فما جعل الضرب على الطر بأحق منه على الحول (4) .
وقال رجل لأبي الهذيل (5) : من جمع بين الزانيين ؟ يا أبا الهذيل ! فقال : يا ابن أخي ! أما بالبصرة ، فإنهم يقولون : القوَّادونَ ، ولا أحسبُ أهلَ بغداد يخالفونهم في هذا القول ! فما تقول أنت .
فخجلَ الرجلُ .
وقال أبو العتاهيةَ (6) لثمامةَ وحرَّكَ يدهُ من حرك هذهِ ؟ قال : ملعونٌ من الملاعين .
فغضب من قوله . فقالَ : إن لم يكن فعلك ، فما هذا الغضب ؟
وقيلَ لثُمامةَ : أترضى بمن خلق المعاصي ربَّاً ؟
قال : لا ولا عبداً .
ورُفِعَ إلى عَيَّاشٍ برجلٍ ، رمى فشج رأس بعضهم ، فقال له لم رميته ؟
فقال : {ومٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ ولٰكِنَّ اللّٰهَ رَمىٰ} [الانفال : 17] .
فضربه مائة سوطٍ وقال : وما ضربت إذ ضربت ولكن الله ضرب .
ونزل أبو الأسود (7) الدُّؤلي في بني قُشيرٍ ، فرجموه بالليل فاشتكى منهم .
فقالوا : الله رجمك .
فقال : لا تكذبوا على الله ، فلو أن الله رماني لما أخطأني ، ثم قال في ذلك :
رماني جاري ظالما برميةٍ فقلتُ لهُ : مهلا ! فأنكر ما أتى
وقال : الذي يرميك ربُّك جازياً بذنبك والحوباتُ تعقب ما ترى
فقلتُ لهُ : لو أنَّ ربيِّ رميةً رماني ، لما أخطى إلهي ما رمى
جزى الله شرا كل من نال سوءةً وينجل فيها ربه الشر والأذى (8)
وقال يزيد لعلي (9) بن الحسين -عليه السلام- : طلبَ أبوك شيئا لم يكن له بأهل فقتله الله على يدي من كان له أهلا فما ذنبي في ذلك .
فقال -عليه السلام- : قال اللهُ : {أَلٰا لَعْنَةُ اللّٰهِ عَلَى الظّٰالِمِينَ} [هود : 18] . أفتراه أنه لعن قاتله أم نفسه فبهت.
الصاحبُ (10) :
زعم الرجال المجبرون بأنما قتل الحسين قضت به الأقدارُ
فعلام يلعـــن قــــاتلوه وإنـما قتلُ الحـسين قضي بهِ بالجبَّارُ
وناظر أبو علي الجبائي (11) - في حال صباهُ - صقراً ، فقال : ما تقول : إن الله تعالى يخلق العدل ؟
قال : نعم .
قال : أفتسميه بفعلهِ العدل عادلاً ؟
قال : نعم .
قال : أتقولُ : إنه يخلق الجور ؟
قال : نعم .
قال : فما أنكرتَ أن يكون بفعله الجورَ جائراً ؟
قال : لا يَصُحُّ ذلك .
قال : فما أنكرت أن لا يكون بفعله العدل عادلاً ؟
فانقطع صقر فجعل الناس يقولون : من هذا الصبي ؟ فقيل : غُلامٌ من أهل جبا فنسب إليه .
وكان مجبرٌ يسأل أصحاب بشر بن المعتمر ، ويقولُ : أنتم تحمدون الله على إيمانكم ؟ فهم يقولون : نعم . فيقولُ : فكأنه يجب أن يحمد على ما لم يفعل ، وقد قال : {ويُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمٰا لَمْ يَفْعَلُوا} [آل عمران : 188] . فيقولون له : إنما ذم من أحب أن يحمد بما لم يفعل مما لم يعز عليه ولم يدع إليه وهو يشغَبُ (12) إذا أقبلَ ثُمامَةُ بنُ أشرس . فقال بشرُ : دونك الرجُل فسله عن المسألة .
فقال : هل يجب عليك أن تحمد الله على الإيمان ؟
قال : لا بل هو يحمدني عليه لأنه أمرني به ففعلتُهُ وأنا أحمده على الأمر به والتقوية عليه .
فانقطع المُجبرُ فقال بشرٌ : شنعت فسهلت (13).
وقال المأمون لثنويٍّ : خَبِّرني : هل نَدِمَ مُسيءٌ قط على إساءة ؟
قال : نعم .
قال : فالندم على الإساءة إحسانٌ أو إساءةٌ ؟
قال : إحسانٌ .
قال : فالذي نَدِمَ هو الذي أساء أو غيرهُ ؟
قال : هو الذي أساء .
قال : فأرى صاحِبَ الخير هو صاحبُ الشرِّ وقد بطل قولكم إذا الذي ينظر نظر الوعيد هو الذي ينظر نظر الرحمة .
قال : فإني أزعم أن الذي أساء غير الذي ندم .
قال : فهذا الذي ندم على شيء كان منه أم من غيره فأفحمه (14) .
وأنشدَ ذو الرُّمَّة (15) :
وعينان قال الله كونا فكانَتَا فَعُولانِ بالألبابِ ما تفعلُ الخمرُ
فقيل لهُ : فَعُولَينِ . خبرُ (الكون) ، فقال : لوسبحت ربحت . وإنما قلتُ : وعينان فعولان . وصفتها بذلك . وإنما تجوز بذلك من الجبر (16) .
_________________________
1- الباشق : البازي . وهو ضرب من الصقور يستخدم في الصَّيد . (المعجم الوسيط - بشق) .
2- اليؤيُؤ : طائر من جوارح الطّير كالباشق ، وهو طائر صغير قصير الذَّنب . (المعجم الوسيط - يأيا) .
3- الدِّرّة : السَّوط .
4- نثر الدُّرّ : 197 .
5- نثر الدُّرّ : 197 .
6- فرق وطبقات المعتزلة : 71 . العقد الفريد 2 : 195 باختلاف في اللفظ يسير .
7- ديوان أبي الأسود الدؤلي : 148 بتحقيق : عبد الكريم الدجيلي . وفي أمالي المرتضى 1 : 292-293 : القصَّة بتمامها ولكن من دون هذه الأبيات . والخبر منسوب الى عثمان في فرق وطبقات المعتزلة 1 : 25 .
8- في الديوان : وينحل منه الأبّ في عذره الرَّدى . وفي الديوان بطعبة آل ياسين : 24 : وينحل منها الربُّ في عذره الرّدا .
9- الاحتجاج 2 : 38-39 . بلفظ مختلف قليلاً .
10- أخلَّ بهما ديوانه المطبوع بتحقيق آل ياسين .
11- فرق وطبقات المعتزلة : 86 .
12- شغب القوم وعليهم وفيهم وبهم : يشغب شَغباً : هَيَّجَ الشّرَّ بينهم ، وأحدَثً فتنةً ، وجلبة (المعجم الوسيط - شغب) .
13- فرق وطبقات المعتزلة : 62 .
14- العقد الفريد 2 : 197 .
15- ديوان شعر ذي الرّمة : 213 .
16- أمالي المرتضى 1 : 20 مع اختلاف يسير في اللفظ . مجالس العلماء : 85-86 . بقية التنبيهات على أغلاط الرواة : 109 .
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|