أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-12-2015
![]()
التاريخ: 31-8-2022
![]()
التاريخ: 3-10-2014
![]()
التاريخ: 23-5-2022
![]() |
معنى قوله تعالى : وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا
قال تعالى : {وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30) وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ } [هود: 29 - 31].
قال الشيخ الطبرسيّ : ثم أنكر نوح استثقالهم بالتكليف ، والعاقل ، إنما يستثقل الأمر إذا ألزمته مؤنة ثقله ، فقطع هذا العذر بقوله : وَيا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مالًا أي لا أطلب منكم على دعائكم لي اللّه أجرا ، فتمتنعون من إجابتي خوفا من أخذ المال إِنْ أَجرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ أي : ما ثوابي ، وما أجري في ذلك ، إلّا على اللّه وَما أَنَا بِطارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا أي :
لست أطرد المؤمنين من عندي ، ولا أبعدهم على وجه الإهانة . وقيل : إنهم كانوا سألوه طردهم ليؤمنوا له ، أنفة من أن يكونوا معهم على سواء ، إِنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وهذا يدل على أنهم سألوه طردهم ، فأعلمهم أنه يطردهم لأنهم ملاقوا ربهم . فيجازي من ظلمهم ، وطردهم بجزائه من العذاب ، وقيل : معناه إنهم ملاقوا ثواب ربهم ، فكيف يكونون أراذل ؟ وكيف يجوز طردهم ، وهم لا يستحقون ذلك ؟ . . . وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ الحق وأهله . وقيل :
معناه تجهلون أن الناس إنما يتفاضلون بالدين ، لا بالدنيا . وقيل : تجهلون فيما تسألون من طرد المؤمنين { وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ } معناه :
من يمنعني من عذاب اللّه إن أنا طردت المؤمنين ، فكانوا خصمائي عند اللّه في الآخرة أَفَلا تَذَكَّرُونَ أي : أفلا تتفكرون فتعلمون أن الأمر على ما قلته ؟
وفرق علي بن عيسى بين التفكر والتذكر ، بأن التذكر طلب معنى قد كان حاضرا للنفس . والتفكر طلب معرفة الشيء بالقلب ، وإن لم يكن حاضرا للنفس . وليست النصرة المذكورة في الآية من الشفاعة في شيء ، لأن النصرة : هي المنع على وجه المغالبة ، والقهر . والشفاعة هي المسألة على وجه الخضوع ، فلا دلالة في الآية على نفي الشفاعة للمذنبين ، على ما قال بعضهم {وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللَّهِ }هذا تمام الحكاية عما قاله نوح لقومه ، ومعناه : إني لا أرفع نفسي فوق قدرها ، فأدعي أن عندي مقدورات اللّه تعالى ، فأفعل ما أشاء ، وأعطي ما أشاء ، وأمنع من أشاء . . . وقيل : خزائن اللّه : مفاتيح اللّه في الرزق . وهذا جواب لقولهم : ما نَراكَ إِلَّا بَشَراً مِثْلَنا أو قولهم : وَما نَرى لَكُمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلٍ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ أي : ولا أدعي علم الغيب حتى أدلكم على منافعكم ومضاركم . وقيل : لا أعلم الغيب فأعلم ما تسرونه في نفوسكم ، فيكون جوابا لقولهم إن هؤلاء الذين آمنوا بك ، اتبعوك في ظاهر ما ترى منهم أي : فسبيلي قبول إيمانهم الذي ظهر لي ، ولا يعلم ما يضمرونه إلا اللّه تعالى وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ فأخبركم بخبر السماء من قبل نفسي ، وإنما أنا بشر لا أعلم الأشياء من غير تعليم اللّه تعالى . وقيل :
معناه لا أقول إني روحاني غير مخلوق من ذكر وأنثى ، بل أنا بشر مثلكم خصني اللّه بالرسالة وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ أي : لا أقول لهؤلاء المؤمنين الذين تستقلونهم ، وتستخفونهم ، وتحتقرهم أعينكم ، لما ترون عليهم من زي الفقراء لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْراً أي : لا يعطيهم اللّه في المستقبل خيرا على أعمالهم ، ولا يثيبهم عليها ، بل أعطاهم اللّه كل خير في الدنيا من التوفيق ، ويعطيهم كل خير في الآخرة من الثواب اللَّهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ أي : بما في قلوبهم من الإخلاص وغيره إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ إن طردتهم ، تكذيبا لظاهر إيمانهم ، أو قلت فيهم غير ما أعلم « 1 ».
______________
( 1 ) مجمع البيان : ج 5 ، ص 266 .
|
|
علماء يطورون أداة ذكاء اصطناعي.. تتنبأ بتكرار سرطان خطير
|
|
|
|
|
ناسا تكشف نتائج "غير متوقعة" بشأن مستوى سطح البحر في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تتشح بالسواد في ذكرى شهادة الإمام علي (عليه السلام)
|
|
|