إن الغازات المكونة للغلاف الغازي والموجودة حول الأرض تبقى مرتبطة بسطح الأرض بفعل الجاذبية الأرضية، لان الأرض تدور حول نفسها فإنها تكون لنفسها نطاق جاذبية. لذلك يتزايد التصاق الغازات القريبة من السطح بسطح الأرض ويضعف ذلك كلما ابتعدنا إلى الأعلى. كما إن كثافة الغازات تختلف مما يؤدي إلى أن تكون الغازات الخفيفة في الأعلى والغازات الثقيلة في الأسفل. هذه العوامل تجعل للهواء ضغط يتناقص بالارتفاع عن سطح الأرض. لان الهواء متكون من طبقات، فكل طبقة تضغط على الطبقة الأسفل منها مما يؤدي إلى تقارب أكثر لجزيئات الهواء في تلك الطبقة. فالطبقة العليا من الهواء ليس عليها ضغط بينما الطبقة الأسفل منها يسلط عليها ضغط الطبقة الأعلى منها، والطبقة الثالثة يسلط عليها ضغط الطبقتين الأعلى منها وهكذا وصولاً إلى سطح الأرض، حيث تتحمل طبقة الهواء القريبة من سطح الأرض ضغط جميع طبقات الهواء التي فوقها. ذكرنا أن الضغط الجوي يتناقص بالارتفاع، لان طول عمود الهواء الذي يمثل الضغط يقصر بالارتفاع. تناقص الضغط بالارتفاع لا يتبع قانوناً محدداً، لان الهواء عبارة عن غازات قابلة للانضغاط، فان الضغط سيتناقص بسرعة في الكيلومتر الأول ثم يتباطأ التناقص في الكيلومتر الثاني ويتباطأ أكثر في الثالث وهكذا صعوداً التوزيع العمودي للضغط الجوي والقيم الموجودة في الجدول هي عبارة عن الضغط الاعتيادي الموجود في ذلك الارتفاع. بالنسبة للضغط من مستوى سطح البحر إلى ارتفاع 15 كيلومتر تتزايد قيمة عن قيم الجدول بحوالي 2٪ في فصل الصيف، وحوالي 3٪ في فصل الشتاء. كما إن قيم الضغط للارتفاع الواحد تختلف أفقياً بين مكان وأخر وذلك بسبب المنظومات الضغطية المتحركة مثل المنخفض الجوي والمرتفع الجوي. فعلى سطح الأرض يختلف الضغط بين مكان وأخر بنسبة 5٪ زيادة أو نقصان نتيجة اختلاف وجود ضغط مرتفع أو ضغط منخفض.

من الجدول يتضح أن على ارتفاع كيلومترين فقط من سطح الأرض يسجل الضغط 795 مليبار وهو 78,5٪ من الضغط الجوي عند مستوى سطح البحر. معنى ذلك إن جميع المدن التي تقع على هذا الارتفاع مثل صنعاء مثلاً يكون ضغطها الاعتيادي 795 مليبار. وإذا ارتفعنا أكثر انخفض الضغط أكثر ولكن بشكل أبطئ. فعند ارتفاع 6 كيلومتر يكون الضغط 472 مليبار، وهو اقل من الضغط عند مستوى سطح البحر بحوالي 53,4 ٪متسلقو الجبال يعيشون على ارتفاع 8 كيلومتر على قمة افرست في ضغط يعادل 356 مليبار الذي هو فقط 35٪ من الضغط عند مستوى سطح البحر.

يمكن القول إن 99٪ من ضغط الهواء يوجد على ارتفاع 30 كيلومتر. وهذا يعني أن تناقص الضغط يكون قرب سطح الأرض بحوالي 33 مليبار لكل 290 متر ارتفاع.