المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
Streptococcus pneumoniae
2024-12-26
طبيعة نمو القمح
2024-12-26
التمييز
2024-12-26
الجمع المذكر السالم
2024-12-26
الوصف النباتي للقمح
2024-12-26
الحال
2024-12-26

علي بن قربان علي بن قاسم الكني.
28-7-2016
يحيى بن يحيى بن سعيد
14-08-2015
سمية أم عمار بن ياسر.
22-11-2017
المقاطعة
10-10-2021
فاكهة الكرانادا Carissa caramadas
12-11-2017
الخمائر غير التقليدية Non – conventional Yeasts
9-5-2019


نماذج من علم الإمام الجواد "ع"  
  
603   04:15 مساءً   التاريخ: 2024-12-03
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : الإمام محمد الجواد "ع" شبيه عيسى ويحيى وسليمان "ع"
الجزء والصفحة : ص307-334
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام محمد بن علي الجواد / مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام) /

( 1 ) الثروة العلمية عن الإمام الجواد ( عليه السلام )

وصلتنا ثروة علمية عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) رغم قصر عمره الشريف وظروفه الصعبة . وطبيعي أن يكون ما ضاع منها أو صادرته الحكومات أضعاف ذلك .

وقد بينا ما فقدناه من أحاديث أهل البيت ( عليه السلام ) في مقدمة كتابنا في السيرة النبوية .

وتشمل أحاديث الإمام الجواد ( عليه السلام ) عقائد الإسلام ، من التوحيد ، والنبوة ، والإمامة ، والمعاد ، والقرآن .

وتشمل مجموعة فقهية واسعة من أبواب الشريعة الإسلامية ، ويمكنك معرفة حجمها إذا بحثت في مصادر الفقه والحديث عن اسم أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) .

وتشمل توجيهات قيمة للأشخاص والفئات ، وحكماً بليغة للحياة ، وقواعد في التعامل الاجتماعي ، وأحاديث في الطب والصحة .

ويصل مجموع هذه الثروة إلى مجلد ، ونكتفي بإيراد نماذج منها .

( 2 ) علم الأئمة المعصومين رباني وليس بشرياً

قالت زبيدة للإمام الجواد ( عليه السلام ) : ( يا سيدي أنت تعلم الغيب ؟ قال : لا . قالت من أين لك أن تعلم ما حدث من أم الخير مما لا يعلمه إلا الله وهي ، في الوقت ؟ فقال لها : نحن من علم الله علمنا ، وعن الله نخبر .

قالت له : ينزل عليك الوحي ؟ قال : لا . قالت : من أين لك علم ذلك ؟

قال : من حيث لا تعلمين ، وسترجعين إلى من تخبرينه بما كان ، فيقول لك : لا تعجبي فإن فضله وعلمه فوق ما تظنين ) ! ( الهداية الكبرى / 303 ) .

يقول لها ( عليه السلام ) : نحن علمنا من تعليم الله تعالى ، وليس بالأسباب العادية التي يتعلم بها غيرنا . وعلمنا يقينٌ لا ظن فيه . وعندما ترجعين إلى المأمون وتخبرينه بما كان ، سيقول لك إن علم الجواد أكثر مما تظنين !

وقد قال المأمون لجمع وزرائه والعباسيين : ( وَيْحَكُم إن أهل هذا البيت خِلْوٌ من هذا الخلق ( لا يشبهونهم ) ! أوَمَا علمتم أن رسول الله بايع الحسن والحسين وهما صبيان غير بالغين ولم يبايع طفلاً غيرهما ! أَوَمَا علمتم أن علياً آمن بالنبي وهو ابن عشر سنين ، فقبل الله ورسوله منه إيمانه ولم يقبل من طفل غيره ، ولا دعا النبي طفلاً غيره إلى الإيمان ! أوَمَا علمتم أنها ذرية بعضها من بعض ، يجري لآخرهم ما يجري لأولهم ) ! ( الإختصاص / 98 ) .

ومذهب المأمون هذا نفس مذهب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي قال : ( ألا إن الأبرار من عترتي وأطائب أرومتي ، أعلم الناس صغاراً وأعلمهم كباراً . من علم الله علمنا ، ومن قول صادق سمعنا ، فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا ، وإن تدبروا عنا يهلككم الله بأيدينا ، أو بما شاء ) . ( المسترشد / 406 ) .

وقد مر الإمام الجواد ( عليه السلام ) براعٍ فتقدمت اليه شاة وشكت اليه ، فأخبر الراعي بأمرها فتعجب وقال له : ( أسألك لما أخبرتني من أين علمت هذا الشأن ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : نحن خزان الله على علمه ، وغيبه ، وحكمته ، وأوصياء أنبيائه ، وعباد مكرمون ) . ( الثاقب في المناقب / 522 ) .

( 3 ) في توحيد الله تعالى وتنزيهه

في الكافي ( 1 / 82 ) : ( سئل أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) : يجوز أن يقال لله : إنه شئ ؟ قال : نعم ، يخرجه من الحدين حد التعطيل وحد التشبيه . . . إن الله خِلْوٌ من خلقه وخلقه خلوٌ منه ، وكلما وقع عليه اسم شئ فهو مخلوق ما خلا الله .

عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن التوحيد فقلت : أتوهم شيئاً ؟ فقال : نعم غير معقول ولا محدود ، فما وقع وهمك عليه من شئ فهو خلافه ، لا يشبهه شئ ولا تدركه الأوهام ، كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصور في الأوهام ! إنما يتوهم شئ غير معقول ولا محدود ) .

وفي الكافي ( 1 / 99 ) : ( عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ؟ فقال : يا أبا هاشم أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها ولا تدركها ببصرك . وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون ! ) .

وفي الإحتجاج ( 2 / 238 ) : ( قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) : قل هو الله أحد ، ما معنى الأحد ؟ قال : المجمع عليه بالوحدانية ، أما سمعته يقول : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ . . ثم يقولون بعد ذلك له شريك وصاحبة !

فقلت قوله : لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ؟ قال : يا أبا هاشم ! أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها ، ولم تدرك ببصرك ذلك . فأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف تدركه الأبصار ) .

وفي أمالي الطوسي / 352 : ( عن علي بن مهزيار قال : كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك أصلي خلف من يقول بالجسم ؟ فكتب : لا تصلوا خلفهم ، ولا تعطوهم من الزكاة ، وابرؤوا منهم ، برئ الله منهم ) .

وفي الكافي ( 1 / 116 ) : ( عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) فسأله رجل فقال : أخبرني عن الرب تبارك وتعالى ، له أسماء وصفات في كتابه ، وأسماؤه وصفاته هي هو ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إن لهذا الكلام وجهين : إن كنت تقول : هي هو ، أي أنه ذو عدد وكثرة فتعالى الله عن ذلك ، وإن كنت تقول : هذه الصفات والأسماء لم تزل فإن لم تزل محتمل معنيين ، فإن قلت : لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها ، فنعم . وإن كنت تقول : لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها ، فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره ، بل كان الله ولا خَلْق ، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه ، يتضرعون بها إليه ويعبدونه .

وهي ذِكْرُهُ ، وكان الله ولا ذكر ، والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل ، والأسماء والصفات مخلوقات ، والمعاني والمعني بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف ، وإنما يختلف ويأتلف المتجزئ ، فلا يقال : الله مؤتلف ولا الله قليل ولا كثير ولكنه القديم في ذاته ، لأن ما سوى الواحد متجزئ ، والله واحد لا متجزئ ولا متوهم بالقلة والكثرة . وكل متجزئ أو متوهم بالقلة والكثرة فهو مخلوق دال على خالق له .

فقولك : إن الله قدير أخبرت أنه لا يعجزه شئ ، فنفيت بالكلمة العجز وجعلت العجز سواه . وكذلك قولك : عالمٌ إنما نفيت بالكلمة الجهل وجعلت الجهل سواه وإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصورة والهجاء والتقطيع ، ولا يزال من لم يزل عالماً .

فقال الرجل : فكيف سمينا ربنا سميعاً ؟ فقال : لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالأسماع ، ولم نصفه بالسمع المعقول في الرأس . وكذلك سميناه بصيراً لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالأبصار من لون ، أو شخص ، أو غير ذلك ، ولم نصفه ببصر لحظة المعين . وكذلك سميناه لطيفاً لعلمه بالشئ اللطيف مثل البعوضة وأخفى من ذلك ، وموضع النشوء منها ، والعقل ، والشهوة للسفاد ، والحدب على نسلها ، وإقامة بعضها على بعض ، ونقلها الطعام والشراب إلى أولادها ، في الجبال والمفاوز والأودية والقفار ، فعلمنا أن خالقها لطيف بلا كيف ، وإنما الكيفية للمخلوق المكيف .

وكذلك سمينا ربنا قوياً لا بقوة البطش المعروف من المخلوق ، ولو كانت قوته قوة البطش المعروف من المخلوق لوقع التشبيه ولاحتمل الزيادة ، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان ، وما كان ناقصاً كان غير قديم ، وما كان غير قديم كان عاجزاً . فربنا تبارك وتعالى ، لا شبه له ولا ضد ولا ند ولا كيف ولا نهاية ولا تبصار بصر ، ومحرم على القلوب أن تمثله ، وعلى الأوهام أن تحده ، وعلى الضمائر أن تكونه ، جل وعز عن أدات خلقه وسمات بريته ، وتعالى عن ذلك علوا كبيراً ) .

وفي الكافي ( 1 / 105 ) : ( عن محمد بن الفرج الرخجي قال : كتبت إلى أبي الحسن أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم ، وهشام بن سالم في الصورة فكتب : دع عنك حيرة الحيران ، واستعذ بالله من الشيطان ، ليس القول ما قال الهشامان ) .

أقول : كان هشام بن الحكم رضي الله عنه أقوى المناظرين في بغداد ، وكان هارون الرشيد يعقد له مجالس المناظرة مع كبار علماء المذاهب والأديان .

ويظهر أنه قال ذات مرة عن الله تعالى إنه جسم لا كالأجسام ، بدل أن يقول شئ لا كالأشياء ، فطار بها خصومه وقالوا هو مجسم !

أما هشام بن سالم الجواليقي رضي الله عنه ، فروى حديث أن الله على صورة الإنسان ، وقد يكون قَبِلَه ، فطار بها خصومه أيضاً !

قال الشهرستاني في الملل والنحل ( 1 / 185 ) : ( وقال هشام بن سالم : إنه تعالى على صورة إنسان ، أعلاه مجوف وأسفله مصمت ، وهو نور ساطع يتلألأ ، وله حواس خمس ويد ورجل وأنف وأذن وفم . وله وفرة سوداء هي نور أسود ، لكنه ليس بلحم ولا دم ) .

وقال الأميني في الغدير ( 2 / 284 ) عن كتاب الملل والنحل : ( هذا الكتاب وإن لم يكن يضاهي الفِصَل في بذاءة المنطق ، غير أن في غضونه نسباً مفتعلة وآراء مختلقة وأكاذيب جمة ، لا يجد القارئ ملتحداً عن تفنيدها ، فإليك نماذج منها :

1 - قال : قال هشام بن الحكم متكلم الشيعة : إن الله جسم ذو أبعاض في سبعة أشبار بشبر نفسه ، في مكان مخصوص وجهة مخصوصة .

2 - قال في حق علي : إنه إله واجب الطاعة .

3 - وقال هشام بن سالم : إن الله على صورة إنسان ، أعلاه مجوف وأسفله مصمت ، وهو نور ساطع يتلألأ ، وله حواس خمس ، ويد ورجل وأنف وأذن وعين وفم ، وله وفرة سوداء ، وهو نور أسود ، لكنه ليس بلحم ولا دم ، وإن هشام هذا أجاز المعصية على الأنبياء ، مع قوله بعصمة الأئمة .

4 - وقال زرارة بن أعين : لم يكن الله قبل خلق الصفات عالماً ، ولا قادراً ولا حياً ولا بصيراً ولا مريداً ولا متكلماً .

5 - قال أبو جعفر محمد بن النعمان : إن الله نور على صورة إنسان ويأبى أن يكون جسماً .

6 - وزعم يونس بن عبد الرحمن القمي أن الملائكة تحمل العرش ، والعرش تحمل الرب ، وهو من مشبهة الشيعة ، وصنف لهم في ذلك كتباً ) . انتهى .

أقول : كل ذلك مكذوبات على الشيعة أو تحريف لكلمة ، وقد نشروا هذه الأكاذيب يومها ، فسأل الشيعة عنها الأئمة ( عليهم السلام ) فنفوا مقولة الجسم والصورة .

ومع أن الإمام الجواد ( عليه السلام ) كان حازماً في نفي الجسم والصورة عن الله تعالى ، فقد مدح هشام بن الحكم وترحم عليه ، لتبرئته مما نسبه خصومه اليه .

ففي رجال الكشي ( 2 / 560 ) : ( عن أبي هاشم داود بن قاسم الجعفري ، قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الثاني ( عليه السلام ) : ما تقول جعلت فداك في هشام بن الحكم ؟ فقال : رحمه الله ما كان أذبه عن هذه الناحية ) .

( 4 ) تعظيمة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبعض ما روى عنه

كان يزور جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كل يوم :

في الكافي ( 1 / 353 ) : ( عن يحيى بن أكثم قال : بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فرأيت محمد بن علي الرضا يطوف به ، فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي . . ) .

وفي كامل الزيارة / 44 : ( عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، قال : قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) : جعلت فداك ما لمن زار قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متعمداً ؟ قال : يُدخله الله الجنة إن شاء الله ) . وفي رواية : قال : له الجنة .

روى في الكافي ( 1 / 493 ) : ( عن عبد الله بن رزين قال : كنت مجاوراً بالمدينة مدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) يجيئ في كل يوم مع الزوال إلى المسجد فينزل في الصحن ويصير إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويسلم عليه ويرجع إلى بيت فاطمة ( عليها السلام ) ، فيخلع نعليه ويقوم فيصلي ، فوسوس إلي الشيطان فقال : إذا نزل فاذهب حتى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه ، فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا ، فلما أن كان وقت الزوال أقبل على حمار له ، فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه وجاء حتى نزل على الصخرة التي على باب المسجد ، ثم دخل فسلم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ثم رجع إلى المكان الذي كان يصلي فيه ففعل هذا أياماً ، فقلت : إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصا الذي يطأ عليه بقدميه ، فلما أن كان من الغد جاء عند الزوال فنزل على الصخرة ، ثم دخل فسلم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه فصلى في نعليه ولم يخلعهما ، حتى فعل ذلك أياماً ! فقلت في نفسي : لم يتهيأ لي ههنا ولكن أذهب إلى باب الحمام فإذا دخل إلى الحمام أخذت من التراب الذي يطأ عليه ، فسألت عن الحمام الذي يدخله ، فقيل لي : إنه يدخل حماماً بالبقيع لرجل من ولد طلحة ، فتعرفت اليوم الذي يدخل فيه الحمام وصرت إلى باب الحمام وجلست إلى الطلحي أحدثه ، وأنا أنتظر مجيئه فقال الطلحي : إن أردت دخول الحمام فقم فادخل ، فإنه لا يتهيأ لك ذلك بعد ساعة ، قلت ولم ؟ قال : لان ابن الرضا يريد دخول الحمام ، قال قلت : ومن ابن الرضا ؟ قال : رجل من آل محمد له صلاح وورع . قلت له : ولا يجوز أن يدخل معه الحمام غيره ؟ قال ، نخلي له الحمام إذا جاء ، قال : فبينا أنا كذلك إذ أقبل ( عليه السلام ) ومعه غلمان له وبين يديه غلام معه حصير حتى أدخله المسلخ فبسطه ، ووافى فسلم ودخل الحجرة على حماره ، ودخل المسلخ ونزل على الحصير ، فقلت للطلحي : هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح والورع ؟ ! فقال : يا هذا لا والله ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم ! فقلت في نفسي : هذا من عملي أنا جنيته ، ثم قلت : أنتظره حتى يخرج فلعلي أنال ما أردت إذا خرج ، فلما خرج وتلبس دعا بالحمار فأدخل المسلخ وركب من فوق الحصير وخرج ! فقلت في نفسي : قد والله آذيته ولا أعود ، ولا أورم ما رمت منه أبداً وصح عزمي على ذلك ، فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم أقبل على حماره حتى نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن فدخل وسلم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وجاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه في بيت فاطمة ( عليها السلام ) وخلع نعليه ، وقام يصلي ) !

يقصد ابن رزين أن الإمام الجواد ( عليه السلام ) عرف نيته ، ولم يرض أن يأخذ التراب أو الحصى من تحت قدميه ، فغير مكان نزوله ونزل على صخر ، ودخل في الحمام على حماره إلى مكان نزع الثياب ، ولم يكن ذلك من عادته .

ويقصد ببيت فاطمة ( عليها السلام ) الغرفة التي لها في بيت أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي خلف قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) باتجاه الصُّفَّة ، وقد رأيتها في الستينات وفي وسطها صندوق مجلل عليه اسم الزهراء صلوات الله عليها ، فأزاله الوهابية كرهاً بأهل البيت ( عليهم السلام ) .

تجليله يوم مبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

في إقبال الأعمال ( 3 / 266 ) : ( حدثنا محمد بن عفير الضبي ، عن أبي جعفر الثاني قال : إن في رجب ليلة هي خير للناس مما طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة سبع وعشرين منه ، نبئ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في صبيحتها ، وإن للعامل فيها أصلحك الله من شيعتنا مثل أجر عمل ستين سنة . قيل : وما العمل فيها ؟ قال : إذا صليت العشاء الآخرة وأخذت مضجعك ، ثم استيقظت أي ساعة من ساعات الليل كانت قبل زواله أو بعده ، صليت اثني عشر ركعة باثنتي عشر سورة من خفاف المفصل ، من بعد يس إلى الحمد . . . ) .

وفي مصباح المتهجد / 814 : ( وروى الريان بن صلت قال : صام أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) لما كان ببغداد يوم النصف من رجب ، ويوم سبع وعشرين منه ، وصام جميع حشمه ، وأمرنا أن نصلي الصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة ، تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة ، فإذا فرغت قرأت الحمد أربعاً ، وقل هو الله أحد أربعاً والمعوذتين ، أربعاً . وقلت : لا إله إلا الله والله أكبر ، وسبحان الله والحمد لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أربعاً . الله الله ربي لا أشرك به شيئاً ، أربعاً . لا أشرك بربي أحداً ، أربعاً .

وورد في الدعاء بعدها : اللهم وبارك لنا في يومنا هذا الذي فضلته وبكرامتك جللته ، وبالمنزل العظيم منك أنزلته ، وصل على من فيه إلى عبادك أرسلته ، وبالمحل الكريم أحللته . اللهم صل عليه صلاة دائمة ، تكون لك شكراً ولنا ذخراً ، واجعل لنا من أمرنا يسراً ، واختم لنا بالسعادة إلى منتهى آجالنا وقد قبلت اليسير من أعمالنا ، وبلغنا برحمتك أفضل آمالنا ، إنك على كل شئ قدير ) .

بل ورد عنه ( عليه السلام ) مستحبات تدل على تكريم كل شهر رجب .

ففي مصباح المتهجد / 798 : ( وروي عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) أنه قال : يستحب أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء أول ليلة من رجب : اللهم إني أسألك بأنك مليك وأنك على كل شئ مقتدر ، وأنك ما تشاء من أمر يكن .

اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة . يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربك وربي لينجح لي بك طلبتي .

اللهم بنبيك محمد والأئمة من أهل بيته ( صلى الله عليه وآله ) أنجح طلبتي . ثم سل حاجتك ) .

وعنده مواريث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسلاحه :

في الخرائج ( 1 / 387 ) : ( عن محمد بن فضيل الصيرفي : كتبت إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) كتاباً ، وفي آخره : هل عندك سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ونسيت أن أبعث بالكتاب . فكتب إلي بحوائج له ، وفي آخر كتابه : عندي سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، يدور معنا حيث درنا ، وهو مع كل إمام ) .

وفي بصائر الدرجات / 200 : ( عن إبراهيم بن أبي البلاد : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : تنظر في كتب أبيك ؟ فقال : نعم . فقلت : عندك سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ودرعه . فقال قد كان في موضع كذا وكذا ، فأتى ذلك الموضع مسافر ومحمد بن علي . ثم سكت ) . قال في البحار ( 26 / 220 ) في شرحه : ( كان إبراهيم من أصحاب الصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ) . ويظهر من الخبر أنه لقي الجواد ( عليه السلام ) أيضاً . ومسافر مولى الرضا ( عليه السلام ) وروي أنه قال : أمرني أبو الحسن ( عليه السلام ) بخراسان فقال : إلحق بأبي جعفر فإنه صاحبك . والمراد بمحمد بن علي نفسه ( عليه السلام ) ) .

والمعنى أن الإمام الرضا ( عليه السلام ) كان وضع سلاح النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مكان فدله عليه ، وأوصى خادمه الموثوق مسافر أن يلتحق بأبي جعفر ( عليه السلام ) ، لأنه الإمام بعده ، فجاء إلى المدينة .

ما رواه ( عليه السلام ) من قصار أحاديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) :

في أمالي الطوسي / 481 ، روى الإمام الجواد عن آبائه ( عليهم السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنا أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس بقدر عقولهم . وقال ( صلى الله عليه وآله ) : أمرني ربي بمداراة الناس ، كما أمرني بإقامة الفرائض ) .

وفي أمالي الطوسي / 589 ، قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : السنة سنتان : سنة في فريضة ، الأخذ بها هدى وتركها ضلالة . وسنة في غير فريضة ، الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غيرها خطيئة ) .

وفي بصائر الدرجات / 152 : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن أرواحنا وأرواح النبيين توافي العرش كل ليلة جمعة ، فتصبح الأوصياء وقد زيد في علمهم مثل جم الغفير من العلم ) .

وفي الكافي ( 1 / 533 ) : ( عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال لابن عباس : إن ليلة القدر في كل سنة ، وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال ابن عباس : من هم ؟ قال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون ) .

وفي أمالي الصدوق / 389 ، روى ( عليه السلام ) عن جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال في وصف الزهاد المزيفين : ( لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم ، وكثرة الحج ، والمعروف وطنطنتهم بالليل . أنظروا إلى صدق الحديث ، وأداء الأمانة ) .

وفي عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ( 1 / 254 ) : ( حدثني سيدي أبو جعفر محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، قال : حدثني الأجلح الكندي ، عن ابن بريده عن أبيه ، أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : علي إمام كل مؤمن بعدي ) .

وفي تحف العقول / 457 : ( وقال ( عليه السلام ) : كانت مبايعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) النساء أن يغمس يده في إناء فيه ماء ، ثم يخرجها وتغمس النساء بأيديهن في ذلك الإناء بالإقرار والإيمان بالله والتصديق برسوله على ما أخذ عليهن ) .

وفي الإحتجاج ( 2 / 246 ) قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع : قد كثرت علي الكذابة وستكثر بعدي ، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار . فإذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه على كتاب الله وسنتي ، فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به ، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به ) .

( 5 ) بعض ما روي عنه في إمامة علي وأهل البيت ( عليهم السلام )

في بصائر الدرجات / 473 : ( عن أبي جعفر الثاني قال : قال أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) : إن الأوصياء محدثون ، يحدثهم روح القدس ولا يرونه ، وكان علي ( عليه السلام ) يعرض على روح القدس ما يُسأل عنه ، فيوجس في نفسه أن قد أصبت بالجواب ، فيُخبر فيكون كما قال ( عليه السلام ) ) .

وفي الكافي ( 2 / 46 ) : ( عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) عن أبيه ، عن جده . . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله خلق الاسلام فجعل له عرصة ، وجعل له نوراً ، وجعل له حصناً ، وجعل له ناصراً .

فأما عرصته فالقرآن ، وأما نوره فالحكمة ، وأما حصنه فالمعروف ، وأما أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا ، فأحبوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم ، فإنه لما أسري بي إلى السماء الدنيا فنسبني جبرئيل لأهل السماء ، فاستودع الله حبي وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب الملائكة ، فهو عندهم وديعة إلى يوم القيامة .

ثم هبط بي إلى أهل الأرض فنسبني إلى أهل الأرض ، فاستودع الله عز وجل حبي وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب مؤمني أمتي ، فمؤمنوا أمتي يحفظون وديعتي في أهل بيتي إلى يوم القيامة ، فلو أن الرجل من أمتي عبد الله عز وجل عمره أيام الدنيا ثم لقي الله عز وجل مبغضاً لأهل بيتي وشيعتي ما فرج الله صدره إلا عن النفاق ) .

وفي تفسير القمي ( 1 / 160 ) : ( عن ابن أبي عمير ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ . قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عقد عليهم لعلي ( عليه السلام ) بالخلافة في عشرة مواطن ، ثم أنزل الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) .

وفي الكافي ( 1 / 441 ) : ( عن محمد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : يا محمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفرداً بوحدانيته ، ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة ، فمكثوا ألف دهر ، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم ، فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى ، ثم قال : يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها محق ، ومن لزمها لحق ، خذها إليك يا محمد ) .

أقول : استدل بعضهم بقوله ( عليه السلام ) : ( فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى ) على أن للنبي ( صلى الله عليه وآله ) الولاية التشريعية ، وكذلك للأئمة ( عليهم السلام ) . وبقوله ( صلى الله عليه وآله ) : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك .

ولا حرج في ذلك فهم لا يحللون ولا يحرمون إلا ماشاءه وأوحى به عز وجل .

وفي أمالي الصدوق / 531 : ( عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله حدثني بحديث عن آبائك ( عليهم السلام ) فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا ، فإذا استووا هلكوا .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لو تكاشفتم ما تدافنتم .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ،

فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء ، فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من عتب على الزمان طالت معتبته .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قيمة كل امرئ ما يحسنه .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : المرء مخبوء تحت لسانه .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما هلك أمرؤ عرف قدره .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال يا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من وثق بالزمان صرع .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن

آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : خاطر بنفسه من استغنى برأيه .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قلة العيال أحد اليسارين .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من دخله العجب هلك .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من أيقن بالخلف جاد بالعطية .

قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من رضي بالعافية ممن دونه ، رزق السلامة ممن فوقه ، قال : فقلت له : حسبي ) .

في فضل فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) :

في الثاقب في المناقب / 290 : ( عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سلمان رضي الله عنه إلى فاطمة ( عليها السلام ) لحاجة . قال سلمان : وقفت بالباب وقفة حتى سلمت ، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن خفاءً ، والرحى تدور من برا ما عندها أنيس ! قال : فعدت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقلت : يا رسول الله ، رأيت أمراً عظيماً ! فقال : وما هو يا سلمان ، تكلم بما رأيت . قلت : وقفت بباب ابنتك يا رسول الله فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من خفاء ، والرحى تدور من بر ، وما عندها أنيس ! فتبسم ( صلى الله عليه وآله ) وقال : يا سلمان إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيماناً ويقيناً إلى ما شاء ، ففزعت لطاعة ربها ، فبعث الله ملكاً اسمه روفائيل ، فأدار لها الرحى ، فكفاها الله مؤونة الدنيا والآخرة ) .

في فضل الإمام الحسين ( عليه السلام ) :

في معاني الأخبار / 289 والبحار ( 44 / 297 ) ، عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) قال : ( قال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : لما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم ، لأنهم كلما اشتد الأمر تغيرت ألوانهم ، وارتعدت فرائصهم ، ووجبت قلوبهم ، وكان الحسين ( عليه السلام ) وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم ، وتهدأ جوارحهم ، وتسكن نفوسهم ، فقال بعضهم لبعض : أنظروا لا يبالي بالموت ! فقال لهم الحسين ( عليه السلام ) : صبراً بني الكرام ، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة ، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر . وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب . إن أبي حدثني عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، والموت جسر هؤلاء إلى جناتهم ، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ، ما كذبت ولا كذبت ) .

وفي إقبال الأعمال ( 1 / 383 ) : ( عن عبد العظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) في حديث قال : من زار الحسين ( عليه السلام ) ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، وهي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر ، وفيها يفرق كل أمر حكيم ، صافحه روح أربعة وعشرين ألف ملك ونبي ، كلهم يستأذن الله في زيارة الحسين ( عليه السلام ) في تلك الليلة ) .

( 6 ) بعض ما روي عنه في ولده المهدي ( ( صلى الله عليه وآله ) )

1 . في غيبة الطوسي / 435 : ( عن علي بن مهزيار قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : كأني بالقائم يوم عاشوراء ، يوم السبت ، قائماً بين الركن والمقام ، بين يديه جبرئيل ينادي : البيعة لله . فيملؤها عدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً ) .

2 . في الإحتجاج ( 2 / 249 ) : ( عن عبد العظيم الحسني قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى : يا مولاي أني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً . فقال ( عليه السلام ) : ما منا إلا قائم بأمر الله ، وهادٍ إلى دين الله ، ولكن القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأ الأرض قسطا وعدلاً ، هو الذي تخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكَنِيُّهُ وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب . يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر ، ثلاث مائة وثلاثة عشر ، رجلاً من أقاصي الأرض . وذلك قول الله : أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَاتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئٍْ قَدِيرٌ ، فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره ، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى عز وجل .

قال عبد العظيم : فقلت له : يا سيدي فكيف يعلم أن الله قد رضي ؟ قال : يلقي في قلبه الرحمة ) .

3 . وفي معجم أحاديث الإمام المهدي ( عليه السلام ) ( 4 / 184 ) : ( حدثنا عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني قال : دخلت على سيدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وأنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره ، فابتدأني فقال لي : يا أبا قاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ، ويطاع في ظهوره ، هو الثالث من ولدي .

والذي بعث محمداً ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوة ، وخصنا بالإمامة ، إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، وإن الله تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة ، كما أصلح أمر كليمه موسى ( عليه السلام ) إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبي . ثم قال ( عليه السلام ) : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج .

4 . عن أمية بن علي القيسي قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا ( عليهما السلام ) : مَن الخلف بعدك ؟ فقال : ابني علي وابنا علي ، ثم أطرق ملياً ، ثم رفع رأسه ثم قال : إنها ستكون حيرة . قلت : فإذا كان ذلك فإلى أين ؟ فسكت ثم قال : لا أين ! حتى قالها ثلاثاً ، فأعدت عليه فقال : إلى المدينة ، فقلت : أي المدن ؟ فقال : مدينتنا هذه وهل مدينة غيرها ؟ !

5 . عن الصقر بن أبي دلف قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا ( عليهما السلام ) يقول : إن الإمام بعدي ابني علي ، أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه ، ثم سكت .

فقلت له : يا ابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن ؟ فبكى ( عليه السلام ) بكاء شديداً ، ثم قال : إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر . فقلت له : يا ابن رسول الله لم سمي القائم ؟ قال : لأنه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته . فقلت له : ولمَ سمي المنتظر ؟ قال : لأن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها ، فينتظر خروجه المخلصون ، وينكره المرتابون ، ويستهزئ بذكره الجاحدون ، ويَكذب فيها الوقاتون ، ويَهلك فيها المستعجلون ، وينجو فيها المُسَلِّمُون ) .

6 . وفي الغيبة للنعماني / 314 : ( حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، قال : كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا ( عليه السلام ) فجرى ذكر السفياني ، وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم ، فقلت لأبي جعفر : هل يبدو لله في المحتوم ؟ قال :

نعم . قلنا له : فنخاف أن يبدو لله في القائم . فقال : إن القائم من الميعاد ، والله لا يخلف الميعاد ) .

أقول : معنى المحتوم من الله تعالى الذي لا بد من وقوعه ، لذلك يشكل معنى هذه الرواية ، ولو صح سندها فلا بد من تأويلها بأنها تقصد البداء أو التغيير في تفاصيل المحتوم ، لا في أصله ، ولذلك ردَّ ظاهرها علماؤنا . قال المجلسي : ( 52 / 251 ) : ( يحتمل أن يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته ، لا في أصل وقوعه ) .

وقال السيد جعفر مرتضى في توضيح الواضحات / 37 : ( هذه الرواية ضعيفة السند فلا يعول عليها ، ولا يوجد نص معتبر يؤيد مضمونها ، ونحن نعتقد أن المحتوم لا يقع فيه لله بداء . . وذهب جمع من الفقهاء إلى أن المحتوم ليس لله تعالى فيه بداء ) .

( 7 ) من قصار كلماته ( عليه السلام )

في تحف العقول / 456 : ( قال ( عليه السلام ) : من شهد أمراً فكرهه ، كان كمن غاب عنه . ومن غاب عن أمر فرضيه ، كان كمن شهده .

وقال ( عليه السلام ) : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس .

وقال له رجل : أوصني . قال : وتقبل ؟ قال : نعم . قال : توسد الصبر واعتنق الفقر ، وارفض الشهوات وخالف الهوى . واعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون .

وقال ( عليه السلام ) : إظهار الشئ قبل أن يستحكم ، مفسدة له ) .

وقال ( عليه السلام ) : إياك ومصاحبة الشرير ، فإنه كالسيف ، يحسن منظره ، ويقبح أثره .

وقال ( عليه السلام ) : قد عاداك من ستر عنك الرشد ، اتباعاً لما تهواه .

وقال ( عليه السلام ) : كفى بالمرء خيانةً أن يكون أميناً للخونة .

وقال ( عليه السلام ) : لا يضرك سخط من رضاه الجور .

وقال ( عليه السلام ) : لو سكت الجاهل ، ما اختلف الناس ) .

وفي تفسير العسكري / 342 : ( قال محمد بن علي ( عليهما السلام ) : العالم كمن معه شمعة تضئ للناس ، فكل من أبصر بشمعته دعا له بخير . كذلك العالم معه شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة . فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة ، أونجا بها من جهل ، فهو من عتقائه من النار ) .

وقال ( عليه السلام ) : ( كشف الغمة : 3 / 138 ) : ( ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت عليه مؤونة الناس ، فمن لم يحتمل تلك المؤونة ، فقد عرض النعمة للزوال .

وقال ( عليه السلام ) : أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه .

وقال ( عليه السلام ) : من كثر همه سقم جسده . والمؤمن لا يشتفي غيظه .

وقال ( عليه السلام ) : عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه .

وقال ( عليه السلام ) : عليكم بطلب العلم ، فإن طلبه فريضة والبحث عنه نافلة ، وهو صلة بين الإخوان ، ودليل على المروة ، وتحفة في المجالس وصاحبٌ في السفر وآنسٌ في الغربة .

وقال ( عليه السلام ) : من عرف الحكمة ، لم يصبر على الازدياد منها .

وقال ( عليه السلام ) : الجمال في اللسان ، والكمال في العقل .

وقال ( عليه السلام ) : أَقْصَدُ العلماء للمحجة الممسكُ عند الشبهة .

وقال ( عليه السلام ) : من أحب البقاء فليُعِدَّ للبلاء قلباً صبوراً .

وقال ( عليه السلام ) : الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت بها .

وقال ( عليه السلام ) : من استحسن قبيحاً كان شريكاً فيه .

وقال ( عليه السلام ) : لا يفسدك الظن على صديق وقد أصلحك اليقين له .

وقال ( عليه السلام ) : لا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى ثمانية عشر سنة ، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه .

وقال ( عليه السلام ) : ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمه فعلم أنها من الله إلا كتب الله جل اسمه له شكرها قبل ان يحمده عليها .

وقال ( عليه السلام ) : موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل . وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر ) . ( موسوعة الإمام الجواد ( عليه السلام ) : 2 / 355 2 ) .

( 8 ) بعض ما روي عنه ( عليه السلام ) في الطب

1 . في مناقب آل أبي طالب ( 3 / 495 ) : ( روى الحسين بن أحمد التميمي ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) أنه استدعى فاصداً في أيام المأمون فقال له : إفصدني في العرق الزاهر ، فقال له : ما أعرف هذا العرق يا سيدي ولا سمعته ، فأراه إياه ، فلما فصده خرج منه دم أصفر فجرى حتى امتلأ الطست . ثم قال له : أمسكه ، فأمر بتفريغ الطست ، ثم قال : خل عنه ، فخرج دون ذلك . فقال : شده الآن .

فلما شد يده أمر له بمائة دينار فأخذها ، وجاء إلى بَخْنَاس ( هو يوحنا بن يوشع الطبيب ) فحكى له ذلك ، فقال : والله ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطب ، ولكن هاهنا فلان الأسقف قد مضت عليه السنون ، فامض بنا إليه فإن كان عنده علمه وإلا لم نقدر على من يعلمه . فمضيا ودخلا عليه وقص القصص ، فأطرق ملياً ثم قال : يوشك أن يكون هذا الرجل نبياً ، أو من ذرية نبي ) .

2 . وفي طب الأئمة ( عليهم السلام ) / 90 : ( حدثنا عبد الله بن عثمان ، قال : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى برد المعدة في معدتي وخفقاناً في فؤادي .

فقال ( عليه السلام ) : أين أنت عن دواء أبي وهو الدواء الجامع ؟ قلت : يا ابن رسول الله ، وما هو ؟ قال : معروف عند الشيعة . قلت : سيدي ومولاي ، فأنا كأحدهم فأعطني صفته حتى أعالجه وأعطي الناس ؟ قال : خذ زعفران ، وعاقر قرحا ، وسنبل ، وقاقلة ، وبنج وخربق أبيض ، وفلفل أبيض ، أجزاء سواء ، وأبرفيون جزءين ، يدق ذلك كله دقاً ناعماً ، وينخل بحريرة ، ويعجن بضعفي وزنه عسلاً منزوع الرغوة ، فيسقى منه صاحب خفقان الفؤاد ، ومن به برد المعدة حبة بماء كمون يطبخ ، فإنه يعافي بإذن الله تعالى ) .

3 . وفي طب الأئمة ( عليهم السلام ) / 90 : ( محمد بن النضر مؤدب ولد أبي جعفر محمد بن علي بن موسى ( عليهم السلام ) قال : شكوت إليه ما أجد من الحصاة ، فقال : ويحك أين أنت عن الجامع دواء أبي ؟ فقلت : سيدي ومولاي أعطني صفته ، فقال : هو عندنا ، يا جارية أخرجي البستوقة الخضراء . قال فأخرجت البستوقة وأخرج منها مقدار حبة ، وقال : إشرب هذه الحبة بماء السداب أو بماء الفجل المطبوخ ، فإنك تعافى منه . قال فشربته بماء السداب ، فوالله ما أحسست بوجعه إلى يومنا هذا ) .

والسداب والسذاب : ويسمى الفيجن والفيجل ، نبات كالزعتر كريه الرائحة .

4 . وفي الكافي ( 8 / 191 ) : ( عن محمد بن عمرو بن إبراهيم ، قال : إبراهيم قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) وشكوت إليه ضعف معدتي ، فقال : إشرب الحِزَّاء بالماء البارد ، ففعلت فوجدت منه ما أحب ) . والحِزَّاء : نبات صحراوي يشبه الكرفس .

5 . في طب الأئمة ( عليهم السلام ) / 70 : ( حدثنا الصباح بن محارب قال : كنت عند أبي جعفر ابن الرضا ( عليهما السلام ) فذكر : أن شبيب بن جابر ضربته الريح الخبيثة ، فمالت بوجهه وعينيه . فقال : يؤخذ له القرنفل خمسة مثاقيل ، فيصيَّر في قنينة يابسة ، ويضم رأسها ضماً شديداً ، ثم تطين وتوضع في الشمس قدر يوم في الصيف ، وفي الشتاء قدر يومين . ثم تخرجه فتسحقه سحقاً ناعماً ، ثم تديفه بماء المطر حتى يصير بمنزلة الخلوق . ثم يستلقي على قفاه ويُطلى ذلك القرنفل المسحوق على الشق المائل ، ولا يزال مستلقياً حتى يجف القرنفل ، فإنه إذا جف رفع الله عنه ، وعاد إلى أحسن عادته ، بإذن الله تعالى . قال : فابتدر إليه أصحابنا فبشروه بذلك فعالجه بما أمره به ( عليه السلام ) ، فعاد إلى أحسن ما كان بعون الله تعالى ) .

6 . وفي الكافي ( 6 / 312 ) : ( عن علي بن مهزيار ، قال : تغديت مع أبي جعفر ( عليه السلام ) فأتي بقطاة ، فقال : إنه مبارك ، وكان أبي ( عليه السلام ) يعجبه ، وكان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان ، يشوى له ، فإنه ينفعه ) .

7 . وفي الكافي ( 6 / 307 ) : ( عن علي بن مهزيار ، قال : إن جارية لنا أصابها الحيض وكان لا ينقطع عنها ، حتى أشرفت على الموت . فأمر أبو جعفر ( عليه السلام ) أن تُسقى سَويق العدس ، فسقيت فانقطع عنها وعوفيت ) .

والسَّوِيقُ : هو مطحون العدس أو غيره ، بعد أن يُقْلى .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.