أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-05-2015
6592
التاريخ: 2024-11-25
172
التاريخ: 21-05-2015
4157
التاريخ: 2023-03-27
2362
|
( 1 ) الثروة العلمية عن الإمام الجواد ( عليه السلام )
وصلتنا ثروة علمية عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) رغم قصر عمره الشريف وظروفه الصعبة . وطبيعي أن يكون ما ضاع منها أو صادرته الحكومات أضعاف ذلك .
وقد بينا ما فقدناه من أحاديث أهل البيت ( عليه السلام ) في مقدمة كتابنا في السيرة النبوية .
وتشمل أحاديث الإمام الجواد ( عليه السلام ) عقائد الإسلام ، من التوحيد ، والنبوة ، والإمامة ، والمعاد ، والقرآن .
وتشمل مجموعة فقهية واسعة من أبواب الشريعة الإسلامية ، ويمكنك معرفة حجمها إذا بحثت في مصادر الفقه والحديث عن اسم أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) .
وتشمل توجيهات قيمة للأشخاص والفئات ، وحكماً بليغة للحياة ، وقواعد في التعامل الاجتماعي ، وأحاديث في الطب والصحة .
ويصل مجموع هذه الثروة إلى مجلد ، ونكتفي بإيراد نماذج منها .
( 2 ) علم الأئمة المعصومين رباني وليس بشرياً
قالت زبيدة للإمام الجواد ( عليه السلام ) : ( يا سيدي أنت تعلم الغيب ؟ قال : لا . قالت من أين لك أن تعلم ما حدث من أم الخير مما لا يعلمه إلا الله وهي ، في الوقت ؟ فقال لها : نحن من علم الله علمنا ، وعن الله نخبر .
قالت له : ينزل عليك الوحي ؟ قال : لا . قالت : من أين لك علم ذلك ؟
قال : من حيث لا تعلمين ، وسترجعين إلى من تخبرينه بما كان ، فيقول لك : لا تعجبي فإن فضله وعلمه فوق ما تظنين ) ! ( الهداية الكبرى / 303 ) .
يقول لها ( عليه السلام ) : نحن علمنا من تعليم الله تعالى ، وليس بالأسباب العادية التي يتعلم بها غيرنا . وعلمنا يقينٌ لا ظن فيه . وعندما ترجعين إلى المأمون وتخبرينه بما كان ، سيقول لك إن علم الجواد أكثر مما تظنين !
وقد قال المأمون لجمع وزرائه والعباسيين : ( وَيْحَكُم إن أهل هذا البيت خِلْوٌ من هذا الخلق ( لا يشبهونهم ) ! أوَمَا علمتم أن رسول الله بايع الحسن والحسين وهما صبيان غير بالغين ولم يبايع طفلاً غيرهما ! أَوَمَا علمتم أن علياً آمن بالنبي وهو ابن عشر سنين ، فقبل الله ورسوله منه إيمانه ولم يقبل من طفل غيره ، ولا دعا النبي طفلاً غيره إلى الإيمان ! أوَمَا علمتم أنها ذرية بعضها من بعض ، يجري لآخرهم ما يجري لأولهم ) ! ( الإختصاص / 98 ) .
ومذهب المأمون هذا نفس مذهب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي قال : ( ألا إن الأبرار من عترتي وأطائب أرومتي ، أعلم الناس صغاراً وأعلمهم كباراً . من علم الله علمنا ، ومن قول صادق سمعنا ، فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا ، وإن تدبروا عنا يهلككم الله بأيدينا ، أو بما شاء ) . ( المسترشد / 406 ) .
وقد مر الإمام الجواد ( عليه السلام ) براعٍ فتقدمت اليه شاة وشكت اليه ، فأخبر الراعي بأمرها فتعجب وقال له : ( أسألك لما أخبرتني من أين علمت هذا الشأن ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : نحن خزان الله على علمه ، وغيبه ، وحكمته ، وأوصياء أنبيائه ، وعباد مكرمون ) . ( الثاقب في المناقب / 522 ) .
( 3 ) في توحيد الله تعالى وتنزيهه
في الكافي ( 1 / 82 ) : ( سئل أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) : يجوز أن يقال لله : إنه شئ ؟ قال : نعم ، يخرجه من الحدين حد التعطيل وحد التشبيه . . . إن الله خِلْوٌ من خلقه وخلقه خلوٌ منه ، وكلما وقع عليه اسم شئ فهو مخلوق ما خلا الله .
عن عبد الرحمن بن أبي نجران قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن التوحيد فقلت : أتوهم شيئاً ؟ فقال : نعم غير معقول ولا محدود ، فما وقع وهمك عليه من شئ فهو خلافه ، لا يشبهه شئ ولا تدركه الأوهام ، كيف تدركه الأوهام وهو خلاف ما يعقل وخلاف ما يتصور في الأوهام ! إنما يتوهم شئ غير معقول ولا محدود ) .
وفي الكافي ( 1 / 99 ) : ( عن داود بن القاسم أبي هاشم الجعفري قال : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ؟ فقال : يا أبا هاشم أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها ولا تدركها ببصرك . وأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف أبصار العيون ! ) .
وفي الإحتجاج ( 2 / 238 ) : ( قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) : قل هو الله أحد ، ما معنى الأحد ؟ قال : المجمع عليه بالوحدانية ، أما سمعته يقول : وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ . . ثم يقولون بعد ذلك له شريك وصاحبة !
فقلت قوله : لا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ؟ قال : يا أبا هاشم ! أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند والبلدان التي لم تدخلها ، ولم تدرك ببصرك ذلك . فأوهام القلوب لا تدركه ، فكيف تدركه الأبصار ) .
وفي أمالي الطوسي / 352 : ( عن علي بن مهزيار قال : كتبت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) : جعلت فداك أصلي خلف من يقول بالجسم ؟ فكتب : لا تصلوا خلفهم ، ولا تعطوهم من الزكاة ، وابرؤوا منهم ، برئ الله منهم ) .
وفي الكافي ( 1 / 116 ) : ( عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) فسأله رجل فقال : أخبرني عن الرب تبارك وتعالى ، له أسماء وصفات في كتابه ، وأسماؤه وصفاته هي هو ؟ فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إن لهذا الكلام وجهين : إن كنت تقول : هي هو ، أي أنه ذو عدد وكثرة فتعالى الله عن ذلك ، وإن كنت تقول : هذه الصفات والأسماء لم تزل فإن لم تزل محتمل معنيين ، فإن قلت : لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها ، فنعم . وإن كنت تقول : لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها ، فمعاذ الله أن يكون معه شئ غيره ، بل كان الله ولا خَلْق ، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه ، يتضرعون بها إليه ويعبدونه .
وهي ذِكْرُهُ ، وكان الله ولا ذكر ، والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل ، والأسماء والصفات مخلوقات ، والمعاني والمعني بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف ، وإنما يختلف ويأتلف المتجزئ ، فلا يقال : الله مؤتلف ولا الله قليل ولا كثير ولكنه القديم في ذاته ، لأن ما سوى الواحد متجزئ ، والله واحد لا متجزئ ولا متوهم بالقلة والكثرة . وكل متجزئ أو متوهم بالقلة والكثرة فهو مخلوق دال على خالق له .
فقولك : إن الله قدير أخبرت أنه لا يعجزه شئ ، فنفيت بالكلمة العجز وجعلت العجز سواه . وكذلك قولك : عالمٌ إنما نفيت بالكلمة الجهل وجعلت الجهل سواه وإذا أفنى الله الأشياء أفنى الصورة والهجاء والتقطيع ، ولا يزال من لم يزل عالماً .
فقال الرجل : فكيف سمينا ربنا سميعاً ؟ فقال : لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالأسماع ، ولم نصفه بالسمع المعقول في الرأس . وكذلك سميناه بصيراً لأنه لا يخفى عليه ما يدرك بالأبصار من لون ، أو شخص ، أو غير ذلك ، ولم نصفه ببصر لحظة المعين . وكذلك سميناه لطيفاً لعلمه بالشئ اللطيف مثل البعوضة وأخفى من ذلك ، وموضع النشوء منها ، والعقل ، والشهوة للسفاد ، والحدب على نسلها ، وإقامة بعضها على بعض ، ونقلها الطعام والشراب إلى أولادها ، في الجبال والمفاوز والأودية والقفار ، فعلمنا أن خالقها لطيف بلا كيف ، وإنما الكيفية للمخلوق المكيف .
وكذلك سمينا ربنا قوياً لا بقوة البطش المعروف من المخلوق ، ولو كانت قوته قوة البطش المعروف من المخلوق لوقع التشبيه ولاحتمل الزيادة ، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان ، وما كان ناقصاً كان غير قديم ، وما كان غير قديم كان عاجزاً . فربنا تبارك وتعالى ، لا شبه له ولا ضد ولا ند ولا كيف ولا نهاية ولا تبصار بصر ، ومحرم على القلوب أن تمثله ، وعلى الأوهام أن تحده ، وعلى الضمائر أن تكونه ، جل وعز عن أدات خلقه وسمات بريته ، وتعالى عن ذلك علوا كبيراً ) .
وفي الكافي ( 1 / 105 ) : ( عن محمد بن الفرج الرخجي قال : كتبت إلى أبي الحسن أسأله عما قال هشام بن الحكم في الجسم ، وهشام بن سالم في الصورة فكتب : دع عنك حيرة الحيران ، واستعذ بالله من الشيطان ، ليس القول ما قال الهشامان ) .
أقول : كان هشام بن الحكم رضي الله عنه أقوى المناظرين في بغداد ، وكان هارون الرشيد يعقد له مجالس المناظرة مع كبار علماء المذاهب والأديان .
ويظهر أنه قال ذات مرة عن الله تعالى إنه جسم لا كالأجسام ، بدل أن يقول شئ لا كالأشياء ، فطار بها خصومه وقالوا هو مجسم !
أما هشام بن سالم الجواليقي رضي الله عنه ، فروى حديث أن الله على صورة الإنسان ، وقد يكون قَبِلَه ، فطار بها خصومه أيضاً !
قال الشهرستاني في الملل والنحل ( 1 / 185 ) : ( وقال هشام بن سالم : إنه تعالى على صورة إنسان ، أعلاه مجوف وأسفله مصمت ، وهو نور ساطع يتلألأ ، وله حواس خمس ويد ورجل وأنف وأذن وفم . وله وفرة سوداء هي نور أسود ، لكنه ليس بلحم ولا دم ) .
وقال الأميني في الغدير ( 2 / 284 ) عن كتاب الملل والنحل : ( هذا الكتاب وإن لم يكن يضاهي الفِصَل في بذاءة المنطق ، غير أن في غضونه نسباً مفتعلة وآراء مختلقة وأكاذيب جمة ، لا يجد القارئ ملتحداً عن تفنيدها ، فإليك نماذج منها :
1 - قال : قال هشام بن الحكم متكلم الشيعة : إن الله جسم ذو أبعاض في سبعة أشبار بشبر نفسه ، في مكان مخصوص وجهة مخصوصة .
2 - قال في حق علي : إنه إله واجب الطاعة .
3 - وقال هشام بن سالم : إن الله على صورة إنسان ، أعلاه مجوف وأسفله مصمت ، وهو نور ساطع يتلألأ ، وله حواس خمس ، ويد ورجل وأنف وأذن وعين وفم ، وله وفرة سوداء ، وهو نور أسود ، لكنه ليس بلحم ولا دم ، وإن هشام هذا أجاز المعصية على الأنبياء ، مع قوله بعصمة الأئمة .
4 - وقال زرارة بن أعين : لم يكن الله قبل خلق الصفات عالماً ، ولا قادراً ولا حياً ولا بصيراً ولا مريداً ولا متكلماً .
5 - قال أبو جعفر محمد بن النعمان : إن الله نور على صورة إنسان ويأبى أن يكون جسماً .
6 - وزعم يونس بن عبد الرحمن القمي أن الملائكة تحمل العرش ، والعرش تحمل الرب ، وهو من مشبهة الشيعة ، وصنف لهم في ذلك كتباً ) . انتهى .
أقول : كل ذلك مكذوبات على الشيعة أو تحريف لكلمة ، وقد نشروا هذه الأكاذيب يومها ، فسأل الشيعة عنها الأئمة ( عليهم السلام ) فنفوا مقولة الجسم والصورة .
ومع أن الإمام الجواد ( عليه السلام ) كان حازماً في نفي الجسم والصورة عن الله تعالى ، فقد مدح هشام بن الحكم وترحم عليه ، لتبرئته مما نسبه خصومه اليه .
ففي رجال الكشي ( 2 / 560 ) : ( عن أبي هاشم داود بن قاسم الجعفري ، قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الثاني ( عليه السلام ) : ما تقول جعلت فداك في هشام بن الحكم ؟ فقال : رحمه الله ما كان أذبه عن هذه الناحية ) .
( 4 ) تعظيمة لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبعض ما روى عنه
كان يزور جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كل يوم :
في الكافي ( 1 / 353 ) : ( عن يحيى بن أكثم قال : بينا أنا ذات يوم دخلت أطوف بقبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فرأيت محمد بن علي الرضا يطوف به ، فناظرته في مسائل عندي فأخرجها إلي . . ) .
وفي كامل الزيارة / 44 : ( عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، قال : قلت لأبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) : جعلت فداك ما لمن زار قبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) متعمداً ؟ قال : يُدخله الله الجنة إن شاء الله ) . وفي رواية : قال : له الجنة .
روى في الكافي ( 1 / 493 ) : ( عن عبد الله بن رزين قال : كنت مجاوراً بالمدينة مدينة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وكان أبو جعفر ( عليه السلام ) يجيئ في كل يوم مع الزوال إلى المسجد فينزل في الصحن ويصير إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويسلم عليه ويرجع إلى بيت فاطمة ( عليها السلام ) ، فيخلع نعليه ويقوم فيصلي ، فوسوس إلي الشيطان فقال : إذا نزل فاذهب حتى تأخذ من التراب الذي يطأ عليه ، فجلست في ذلك اليوم أنتظره لأفعل هذا ، فلما أن كان وقت الزوال أقبل على حمار له ، فلم ينزل في الموضع الذي كان ينزل فيه وجاء حتى نزل على الصخرة التي على باب المسجد ، ثم دخل فسلم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ثم رجع إلى المكان الذي كان يصلي فيه ففعل هذا أياماً ، فقلت : إذا خلع نعليه جئت فأخذت الحصا الذي يطأ عليه بقدميه ، فلما أن كان من الغد جاء عند الزوال فنزل على الصخرة ، ثم دخل فسلم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم جاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه فصلى في نعليه ولم يخلعهما ، حتى فعل ذلك أياماً ! فقلت في نفسي : لم يتهيأ لي ههنا ولكن أذهب إلى باب الحمام فإذا دخل إلى الحمام أخذت من التراب الذي يطأ عليه ، فسألت عن الحمام الذي يدخله ، فقيل لي : إنه يدخل حماماً بالبقيع لرجل من ولد طلحة ، فتعرفت اليوم الذي يدخل فيه الحمام وصرت إلى باب الحمام وجلست إلى الطلحي أحدثه ، وأنا أنتظر مجيئه فقال الطلحي : إن أردت دخول الحمام فقم فادخل ، فإنه لا يتهيأ لك ذلك بعد ساعة ، قلت ولم ؟ قال : لان ابن الرضا يريد دخول الحمام ، قال قلت : ومن ابن الرضا ؟ قال : رجل من آل محمد له صلاح وورع . قلت له : ولا يجوز أن يدخل معه الحمام غيره ؟ قال ، نخلي له الحمام إذا جاء ، قال : فبينا أنا كذلك إذ أقبل ( عليه السلام ) ومعه غلمان له وبين يديه غلام معه حصير حتى أدخله المسلخ فبسطه ، ووافى فسلم ودخل الحجرة على حماره ، ودخل المسلخ ونزل على الحصير ، فقلت للطلحي : هذا الذي وصفته بما وصفت من الصلاح والورع ؟ ! فقال : يا هذا لا والله ما فعل هذا قط إلا في هذا اليوم ! فقلت في نفسي : هذا من عملي أنا جنيته ، ثم قلت : أنتظره حتى يخرج فلعلي أنال ما أردت إذا خرج ، فلما خرج وتلبس دعا بالحمار فأدخل المسلخ وركب من فوق الحصير وخرج ! فقلت في نفسي : قد والله آذيته ولا أعود ، ولا أورم ما رمت منه أبداً وصح عزمي على ذلك ، فلما كان وقت الزوال من ذلك اليوم أقبل على حماره حتى نزل في الموضع الذي كان ينزل فيه في الصحن فدخل وسلم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وجاء إلى الموضع الذي كان يصلي فيه في بيت فاطمة ( عليها السلام ) وخلع نعليه ، وقام يصلي ) !
يقصد ابن رزين أن الإمام الجواد ( عليه السلام ) عرف نيته ، ولم يرض أن يأخذ التراب أو الحصى من تحت قدميه ، فغير مكان نزوله ونزل على صخر ، ودخل في الحمام على حماره إلى مكان نزع الثياب ، ولم يكن ذلك من عادته .
ويقصد ببيت فاطمة ( عليها السلام ) الغرفة التي لها في بيت أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، وهي خلف قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) باتجاه الصُّفَّة ، وقد رأيتها في الستينات وفي وسطها صندوق مجلل عليه اسم الزهراء صلوات الله عليها ، فأزاله الوهابية كرهاً بأهل البيت ( عليهم السلام ) .
تجليله يوم مبعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :
في إقبال الأعمال ( 3 / 266 ) : ( حدثنا محمد بن عفير الضبي ، عن أبي جعفر الثاني قال : إن في رجب ليلة هي خير للناس مما طلعت عليه الشمس ، وهي ليلة سبع وعشرين منه ، نبئ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في صبيحتها ، وإن للعامل فيها أصلحك الله من شيعتنا مثل أجر عمل ستين سنة . قيل : وما العمل فيها ؟ قال : إذا صليت العشاء الآخرة وأخذت مضجعك ، ثم استيقظت أي ساعة من ساعات الليل كانت قبل زواله أو بعده ، صليت اثني عشر ركعة باثنتي عشر سورة من خفاف المفصل ، من بعد يس إلى الحمد . . . ) .
وفي مصباح المتهجد / 814 : ( وروى الريان بن صلت قال : صام أبو جعفر الثاني ( عليه السلام ) لما كان ببغداد يوم النصف من رجب ، ويوم سبع وعشرين منه ، وصام جميع حشمه ، وأمرنا أن نصلي الصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة ، تقرأ في كل ركعة الحمد وسورة ، فإذا فرغت قرأت الحمد أربعاً ، وقل هو الله أحد أربعاً والمعوذتين ، أربعاً . وقلت : لا إله إلا الله والله أكبر ، وسبحان الله والحمد لله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أربعاً . الله الله ربي لا أشرك به شيئاً ، أربعاً . لا أشرك بربي أحداً ، أربعاً .
وورد في الدعاء بعدها : اللهم وبارك لنا في يومنا هذا الذي فضلته وبكرامتك جللته ، وبالمنزل العظيم منك أنزلته ، وصل على من فيه إلى عبادك أرسلته ، وبالمحل الكريم أحللته . اللهم صل عليه صلاة دائمة ، تكون لك شكراً ولنا ذخراً ، واجعل لنا من أمرنا يسراً ، واختم لنا بالسعادة إلى منتهى آجالنا وقد قبلت اليسير من أعمالنا ، وبلغنا برحمتك أفضل آمالنا ، إنك على كل شئ قدير ) .
بل ورد عنه ( عليه السلام ) مستحبات تدل على تكريم كل شهر رجب .
ففي مصباح المتهجد / 798 : ( وروي عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) أنه قال : يستحب أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء أول ليلة من رجب : اللهم إني أسألك بأنك مليك وأنك على كل شئ مقتدر ، وأنك ما تشاء من أمر يكن .
اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة . يا محمد يا رسول الله إني أتوجه بك إلى الله ربك وربي لينجح لي بك طلبتي .
اللهم بنبيك محمد والأئمة من أهل بيته ( صلى الله عليه وآله ) أنجح طلبتي . ثم سل حاجتك ) .
وعنده مواريث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وسلاحه :
في الخرائج ( 1 / 387 ) : ( عن محمد بن فضيل الصيرفي : كتبت إلى أبي جعفر ( عليه السلام ) كتاباً ، وفي آخره : هل عندك سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ ونسيت أن أبعث بالكتاب . فكتب إلي بحوائج له ، وفي آخر كتابه : عندي سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو فينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل ، يدور معنا حيث درنا ، وهو مع كل إمام ) .
وفي بصائر الدرجات / 200 : ( عن إبراهيم بن أبي البلاد : قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : تنظر في كتب أبيك ؟ فقال : نعم . فقلت : عندك سيف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ودرعه . فقال قد كان في موضع كذا وكذا ، فأتى ذلك الموضع مسافر ومحمد بن علي . ثم سكت ) . قال في البحار ( 26 / 220 ) في شرحه : ( كان إبراهيم من أصحاب الصادق والكاظم والرضا ( عليهم السلام ) . ويظهر من الخبر أنه لقي الجواد ( عليه السلام ) أيضاً . ومسافر مولى الرضا ( عليه السلام ) وروي أنه قال : أمرني أبو الحسن ( عليه السلام ) بخراسان فقال : إلحق بأبي جعفر فإنه صاحبك . والمراد بمحمد بن علي نفسه ( عليه السلام ) ) .
والمعنى أن الإمام الرضا ( عليه السلام ) كان وضع سلاح النبي ( صلى الله عليه وآله ) في مكان فدله عليه ، وأوصى خادمه الموثوق مسافر أن يلتحق بأبي جعفر ( عليه السلام ) ، لأنه الإمام بعده ، فجاء إلى المدينة .
ما رواه ( عليه السلام ) من قصار أحاديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) :
في أمالي الطوسي / 481 ، روى الإمام الجواد عن آبائه ( عليهم السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنا أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس بقدر عقولهم . وقال ( صلى الله عليه وآله ) : أمرني ربي بمداراة الناس ، كما أمرني بإقامة الفرائض ) .
وفي أمالي الطوسي / 589 ، قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : السنة سنتان : سنة في فريضة ، الأخذ بها هدى وتركها ضلالة . وسنة في غير فريضة ، الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غيرها خطيئة ) .
وفي بصائر الدرجات / 152 : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن أرواحنا وأرواح النبيين توافي العرش كل ليلة جمعة ، فتصبح الأوصياء وقد زيد في علمهم مثل جم الغفير من العلم ) .
وفي الكافي ( 1 / 533 ) : ( عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال لابن عباس : إن ليلة القدر في كل سنة ، وإنه ينزل في تلك الليلة أمر السنة ، ولذلك الأمر ولاة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال ابن عباس : من هم ؟ قال : أنا وأحد عشر من صلبي أئمة محدثون ) .
وفي أمالي الصدوق / 389 ، روى ( عليه السلام ) عن جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال في وصف الزهاد المزيفين : ( لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصومهم ، وكثرة الحج ، والمعروف وطنطنتهم بالليل . أنظروا إلى صدق الحديث ، وأداء الأمانة ) .
وفي عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) ( 1 / 254 ) : ( حدثني سيدي أبو جعفر محمد بن علي ، عن أبيه علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، قال : حدثني الأجلح الكندي ، عن ابن بريده عن أبيه ، أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : علي إمام كل مؤمن بعدي ) .
وفي تحف العقول / 457 : ( وقال ( عليه السلام ) : كانت مبايعة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) النساء أن يغمس يده في إناء فيه ماء ، ثم يخرجها وتغمس النساء بأيديهن في ذلك الإناء بالإقرار والإيمان بالله والتصديق برسوله على ما أخذ عليهن ) .
وفي الإحتجاج ( 2 / 246 ) قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في حجة الوداع : قد كثرت علي الكذابة وستكثر بعدي ، فمن كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار . فإذا أتاكم الحديث عني فاعرضوه على كتاب الله وسنتي ، فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به ، وما خالف كتاب الله وسنتي فلا تأخذوا به ) .
( 5 ) بعض ما روي عنه في إمامة علي وأهل البيت ( عليهم السلام )
في بصائر الدرجات / 473 : ( عن أبي جعفر الثاني قال : قال أبو جعفر الباقر ( عليه السلام ) : إن الأوصياء محدثون ، يحدثهم روح القدس ولا يرونه ، وكان علي ( عليه السلام ) يعرض على روح القدس ما يُسأل عنه ، فيوجس في نفسه أن قد أصبت بالجواب ، فيُخبر فيكون كما قال ( عليه السلام ) ) .
وفي الكافي ( 2 / 46 ) : ( عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) عن أبيه ، عن جده . . قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إن الله خلق الاسلام فجعل له عرصة ، وجعل له نوراً ، وجعل له حصناً ، وجعل له ناصراً .
فأما عرصته فالقرآن ، وأما نوره فالحكمة ، وأما حصنه فالمعروف ، وأما أنصاره فأنا وأهل بيتي وشيعتنا ، فأحبوا أهل بيتي وشيعتهم وأنصارهم ، فإنه لما أسري بي إلى السماء الدنيا فنسبني جبرئيل لأهل السماء ، فاستودع الله حبي وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب الملائكة ، فهو عندهم وديعة إلى يوم القيامة .
ثم هبط بي إلى أهل الأرض فنسبني إلى أهل الأرض ، فاستودع الله عز وجل حبي وحب أهل بيتي وشيعتهم في قلوب مؤمني أمتي ، فمؤمنوا أمتي يحفظون وديعتي في أهل بيتي إلى يوم القيامة ، فلو أن الرجل من أمتي عبد الله عز وجل عمره أيام الدنيا ثم لقي الله عز وجل مبغضاً لأهل بيتي وشيعتي ما فرج الله صدره إلا عن النفاق ) .
وفي تفسير القمي ( 1 / 160 ) : ( عن ابن أبي عمير ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ . قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عقد عليهم لعلي ( عليه السلام ) بالخلافة في عشرة مواطن ، ثم أنزل الله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ) .
وفي الكافي ( 1 / 441 ) : ( عن محمد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : يا محمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفرداً بوحدانيته ، ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة ، فمكثوا ألف دهر ، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم ، فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى ، ثم قال : يا محمد هذه الديانة التي من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها محق ، ومن لزمها لحق ، خذها إليك يا محمد ) .
أقول : استدل بعضهم بقوله ( عليه السلام ) : ( فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى ) على أن للنبي ( صلى الله عليه وآله ) الولاية التشريعية ، وكذلك للأئمة ( عليهم السلام ) . وبقوله ( صلى الله عليه وآله ) : لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك .
ولا حرج في ذلك فهم لا يحللون ولا يحرمون إلا ماشاءه وأوحى به عز وجل .
وفي أمالي الصدوق / 531 : ( عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا ( عليه السلام ) : يا ابن رسول الله حدثني بحديث عن آبائك ( عليهم السلام ) فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا ، فإذا استووا هلكوا .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لو تكاشفتم ما تدافنتم .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ،
فسعوهم بطلاقة الوجه وحسن اللقاء ، فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من عتب على الزمان طالت معتبته .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : بئس الزاد إلى المعاد العدوان على العباد .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قيمة كل امرئ ما يحسنه .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : المرء مخبوء تحت لسانه .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما هلك أمرؤ عرف قدره .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال يا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من وثق بالزمان صرع .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن
آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : خاطر بنفسه من استغنى برأيه .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : قلة العيال أحد اليسارين .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من دخله العجب هلك .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من أيقن بالخلف جاد بالعطية .
قال فقلت له : زدني يا ابن رسول الله . فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : من رضي بالعافية ممن دونه ، رزق السلامة ممن فوقه ، قال : فقلت له : حسبي ) .
في فضل فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) :
في الثاقب في المناقب / 290 : ( عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) قال : بعث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سلمان رضي الله عنه إلى فاطمة ( عليها السلام ) لحاجة . قال سلمان : وقفت بالباب وقفة حتى سلمت ، فسمعت فاطمة تقرأ القرآن خفاءً ، والرحى تدور من برا ما عندها أنيس ! قال : فعدت إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقلت : يا رسول الله ، رأيت أمراً عظيماً ! فقال : وما هو يا سلمان ، تكلم بما رأيت . قلت : وقفت بباب ابنتك يا رسول الله فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من خفاء ، والرحى تدور من بر ، وما عندها أنيس ! فتبسم ( صلى الله عليه وآله ) وقال : يا سلمان إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيماناً ويقيناً إلى ما شاء ، ففزعت لطاعة ربها ، فبعث الله ملكاً اسمه روفائيل ، فأدار لها الرحى ، فكفاها الله مؤونة الدنيا والآخرة ) .
في فضل الإمام الحسين ( عليه السلام ) :
في معاني الأخبار / 289 والبحار ( 44 / 297 ) ، عن الإمام الجواد ( عليه السلام ) قال : ( قال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : لما اشتد الأمر بالحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم ، لأنهم كلما اشتد الأمر تغيرت ألوانهم ، وارتعدت فرائصهم ، ووجبت قلوبهم ، وكان الحسين ( عليه السلام ) وبعض من معه من خصائصه تشرق ألوانهم ، وتهدأ جوارحهم ، وتسكن نفوسهم ، فقال بعضهم لبعض : أنظروا لا يبالي بالموت ! فقال لهم الحسين ( عليه السلام ) : صبراً بني الكرام ، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم عن البؤس والضراء إلى الجنان الواسعة والنعيم الدائمة ، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر . وما هو لأعدائكم إلا كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب . إن أبي حدثني عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ، والموت جسر هؤلاء إلى جناتهم ، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم ، ما كذبت ولا كذبت ) .
وفي إقبال الأعمال ( 1 / 383 ) : ( عن عبد العظيم الحسني ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) في حديث قال : من زار الحسين ( عليه السلام ) ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، وهي الليلة التي يرجى أن تكون ليلة القدر ، وفيها يفرق كل أمر حكيم ، صافحه روح أربعة وعشرين ألف ملك ونبي ، كلهم يستأذن الله في زيارة الحسين ( عليه السلام ) في تلك الليلة ) .
( 6 ) بعض ما روي عنه في ولده المهدي ( ( صلى الله عليه وآله ) )
1 . في غيبة الطوسي / 435 : ( عن علي بن مهزيار قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : كأني بالقائم يوم عاشوراء ، يوم السبت ، قائماً بين الركن والمقام ، بين يديه جبرئيل ينادي : البيعة لله . فيملؤها عدلاً ، كما ملئت ظلماً وجوراً ) .
2 . في الإحتجاج ( 2 / 249 ) : ( عن عبد العظيم الحسني قال : قلت لمحمد بن علي بن موسى : يا مولاي أني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً . فقال ( عليه السلام ) : ما منا إلا قائم بأمر الله ، وهادٍ إلى دين الله ، ولكن القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأ الأرض قسطا وعدلاً ، هو الذي تخفى على الناس ولادته ، ويغيب عنهم شخصه ، ويحرم عليهم تسميته ، وهو سمي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكَنِيُّهُ وهو الذي تطوى له الأرض ويذل له كل صعب . يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر ، ثلاث مائة وثلاثة عشر ، رجلاً من أقاصي الأرض . وذلك قول الله : أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَاتِ بِكُمُ اللهُ جَمِيعًا إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَئٍْ قَدِيرٌ ، فإذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره ، فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج بإذن الله ، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى عز وجل .
قال عبد العظيم : فقلت له : يا سيدي فكيف يعلم أن الله قد رضي ؟ قال : يلقي في قلبه الرحمة ) .
3 . وفي معجم أحاديث الإمام المهدي ( عليه السلام ) ( 4 / 184 ) : ( حدثنا عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الحسني قال : دخلت على سيدي محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وأنا أريد أن أسأله عن القائم أهو المهدي أو غيره ، فابتدأني فقال لي : يا أبا قاسم إن القائم منا هو المهدي الذي يجب أن ينتظر في غيبته ، ويطاع في ظهوره ، هو الثالث من ولدي .
والذي بعث محمداً ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوة ، وخصنا بالإمامة ، إنه لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج فيه ، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ، وإن الله تبارك وتعالى ليصلح له أمره في ليلة ، كما أصلح أمر كليمه موسى ( عليه السلام ) إذ ذهب ليقتبس لأهله ناراً فرجع وهو رسول نبي . ثم قال ( عليه السلام ) : أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج .
4 . عن أمية بن علي القيسي قال : قلت لأبي جعفر محمد بن علي الرضا ( عليهما السلام ) : مَن الخلف بعدك ؟ فقال : ابني علي وابنا علي ، ثم أطرق ملياً ، ثم رفع رأسه ثم قال : إنها ستكون حيرة . قلت : فإذا كان ذلك فإلى أين ؟ فسكت ثم قال : لا أين ! حتى قالها ثلاثاً ، فأعدت عليه فقال : إلى المدينة ، فقلت : أي المدن ؟ فقال : مدينتنا هذه وهل مدينة غيرها ؟ !
5 . عن الصقر بن أبي دلف قال : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الرضا ( عليهما السلام ) يقول : إن الإمام بعدي ابني علي ، أمره أمري وقوله قولي وطاعته طاعتي ، والإمام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبيه وقوله قول أبيه وطاعته طاعة أبيه ، ثم سكت .
فقلت له : يا ابن رسول الله فمن الإمام بعد الحسن ؟ فبكى ( عليه السلام ) بكاء شديداً ، ثم قال : إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر . فقلت له : يا ابن رسول الله لم سمي القائم ؟ قال : لأنه يقوم بعد موت ذكره ، وارتداد أكثر القائلين بإمامته . فقلت له : ولمَ سمي المنتظر ؟ قال : لأن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها ، فينتظر خروجه المخلصون ، وينكره المرتابون ، ويستهزئ بذكره الجاحدون ، ويَكذب فيها الوقاتون ، ويَهلك فيها المستعجلون ، وينجو فيها المُسَلِّمُون ) .
6 . وفي الغيبة للنعماني / 314 : ( حدثنا أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري ، قال : كنا عند أبي جعفر محمد بن علي الرضا ( عليه السلام ) فجرى ذكر السفياني ، وما جاء في الرواية من أن أمره من المحتوم ، فقلت لأبي جعفر : هل يبدو لله في المحتوم ؟ قال :
نعم . قلنا له : فنخاف أن يبدو لله في القائم . فقال : إن القائم من الميعاد ، والله لا يخلف الميعاد ) .
أقول : معنى المحتوم من الله تعالى الذي لا بد من وقوعه ، لذلك يشكل معنى هذه الرواية ، ولو صح سندها فلا بد من تأويلها بأنها تقصد البداء أو التغيير في تفاصيل المحتوم ، لا في أصله ، ولذلك ردَّ ظاهرها علماؤنا . قال المجلسي : ( 52 / 251 ) : ( يحتمل أن يكون المراد بالبداء في المحتوم البداء في خصوصياته ، لا في أصل وقوعه ) .
وقال السيد جعفر مرتضى في توضيح الواضحات / 37 : ( هذه الرواية ضعيفة السند فلا يعول عليها ، ولا يوجد نص معتبر يؤيد مضمونها ، ونحن نعتقد أن المحتوم لا يقع فيه لله بداء . . وذهب جمع من الفقهاء إلى أن المحتوم ليس لله تعالى فيه بداء ) .
( 7 ) من قصار كلماته ( عليه السلام )
في تحف العقول / 456 : ( قال ( عليه السلام ) : من شهد أمراً فكرهه ، كان كمن غاب عنه . ومن غاب عن أمر فرضيه ، كان كمن شهده .
وقال ( عليه السلام ) : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله وإن كان الناطق ينطق عن لسان إبليس فقد عبد إبليس .
وقال له رجل : أوصني . قال : وتقبل ؟ قال : نعم . قال : توسد الصبر واعتنق الفقر ، وارفض الشهوات وخالف الهوى . واعلم أنك لن تخلو من عين الله فانظر كيف تكون .
وقال ( عليه السلام ) : إظهار الشئ قبل أن يستحكم ، مفسدة له ) .
وقال ( عليه السلام ) : إياك ومصاحبة الشرير ، فإنه كالسيف ، يحسن منظره ، ويقبح أثره .
وقال ( عليه السلام ) : قد عاداك من ستر عنك الرشد ، اتباعاً لما تهواه .
وقال ( عليه السلام ) : كفى بالمرء خيانةً أن يكون أميناً للخونة .
وقال ( عليه السلام ) : لا يضرك سخط من رضاه الجور .
وقال ( عليه السلام ) : لو سكت الجاهل ، ما اختلف الناس ) .
وفي تفسير العسكري / 342 : ( قال محمد بن علي ( عليهما السلام ) : العالم كمن معه شمعة تضئ للناس ، فكل من أبصر بشمعته دعا له بخير . كذلك العالم معه شمعة تزيل ظلمة الجهل والحيرة . فكل من أضاءت له فخرج بها من حيرة ، أونجا بها من جهل ، فهو من عتقائه من النار ) .
وقال ( عليه السلام ) : ( كشف الغمة : 3 / 138 ) : ( ما عظمت نعمة الله على عبد إلا عظمت عليه مؤونة الناس ، فمن لم يحتمل تلك المؤونة ، فقد عرض النعمة للزوال .
وقال ( عليه السلام ) : أهل المعروف إلى اصطناعه أحوج من أهل الحاجة إليه .
وقال ( عليه السلام ) : من كثر همه سقم جسده . والمؤمن لا يشتفي غيظه .
وقال ( عليه السلام ) : عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه .
وقال ( عليه السلام ) : عليكم بطلب العلم ، فإن طلبه فريضة والبحث عنه نافلة ، وهو صلة بين الإخوان ، ودليل على المروة ، وتحفة في المجالس وصاحبٌ في السفر وآنسٌ في الغربة .
وقال ( عليه السلام ) : من عرف الحكمة ، لم يصبر على الازدياد منها .
وقال ( عليه السلام ) : الجمال في اللسان ، والكمال في العقل .
وقال ( عليه السلام ) : أَقْصَدُ العلماء للمحجة الممسكُ عند الشبهة .
وقال ( عليه السلام ) : من أحب البقاء فليُعِدَّ للبلاء قلباً صبوراً .
وقال ( عليه السلام ) : الصبر على المصيبة مصيبة على الشامت بها .
وقال ( عليه السلام ) : من استحسن قبيحاً كان شريكاً فيه .
وقال ( عليه السلام ) : لا يفسدك الظن على صديق وقد أصلحك اليقين له .
وقال ( عليه السلام ) : لا يزال العقل والحمق يتغالبان على الرجل إلى ثمانية عشر سنة ، فإذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه .
وقال ( عليه السلام ) : ما أنعم الله عز وجل على عبد نعمه فعلم أنها من الله إلا كتب الله جل اسمه له شكرها قبل ان يحمده عليها .
وقال ( عليه السلام ) : موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل . وحياته بالبر أكثر من حياته بالعمر ) . ( موسوعة الإمام الجواد ( عليه السلام ) : 2 / 355 2 ) .
( 8 ) بعض ما روي عنه ( عليه السلام ) في الطب
1 . في مناقب آل أبي طالب ( 3 / 495 ) : ( روى الحسين بن أحمد التميمي ، عن أبي جعفر الثاني ( عليه السلام ) أنه استدعى فاصداً في أيام المأمون فقال له : إفصدني في العرق الزاهر ، فقال له : ما أعرف هذا العرق يا سيدي ولا سمعته ، فأراه إياه ، فلما فصده خرج منه دم أصفر فجرى حتى امتلأ الطست . ثم قال له : أمسكه ، فأمر بتفريغ الطست ، ثم قال : خل عنه ، فخرج دون ذلك . فقال : شده الآن .
فلما شد يده أمر له بمائة دينار فأخذها ، وجاء إلى بَخْنَاس ( هو يوحنا بن يوشع الطبيب ) فحكى له ذلك ، فقال : والله ما سمعت بهذا العرق مذ نظرت في الطب ، ولكن هاهنا فلان الأسقف قد مضت عليه السنون ، فامض بنا إليه فإن كان عنده علمه وإلا لم نقدر على من يعلمه . فمضيا ودخلا عليه وقص القصص ، فأطرق ملياً ثم قال : يوشك أن يكون هذا الرجل نبياً ، أو من ذرية نبي ) .
2 . وفي طب الأئمة ( عليهم السلام ) / 90 : ( حدثنا عبد الله بن عثمان ، قال : شكوت إلى أبي جعفر محمد بن علي بن موسى برد المعدة في معدتي وخفقاناً في فؤادي .
فقال ( عليه السلام ) : أين أنت عن دواء أبي وهو الدواء الجامع ؟ قلت : يا ابن رسول الله ، وما هو ؟ قال : معروف عند الشيعة . قلت : سيدي ومولاي ، فأنا كأحدهم فأعطني صفته حتى أعالجه وأعطي الناس ؟ قال : خذ زعفران ، وعاقر قرحا ، وسنبل ، وقاقلة ، وبنج وخربق أبيض ، وفلفل أبيض ، أجزاء سواء ، وأبرفيون جزءين ، يدق ذلك كله دقاً ناعماً ، وينخل بحريرة ، ويعجن بضعفي وزنه عسلاً منزوع الرغوة ، فيسقى منه صاحب خفقان الفؤاد ، ومن به برد المعدة حبة بماء كمون يطبخ ، فإنه يعافي بإذن الله تعالى ) .
3 . وفي طب الأئمة ( عليهم السلام ) / 90 : ( محمد بن النضر مؤدب ولد أبي جعفر محمد بن علي بن موسى ( عليهم السلام ) قال : شكوت إليه ما أجد من الحصاة ، فقال : ويحك أين أنت عن الجامع دواء أبي ؟ فقلت : سيدي ومولاي أعطني صفته ، فقال : هو عندنا ، يا جارية أخرجي البستوقة الخضراء . قال فأخرجت البستوقة وأخرج منها مقدار حبة ، وقال : إشرب هذه الحبة بماء السداب أو بماء الفجل المطبوخ ، فإنك تعافى منه . قال فشربته بماء السداب ، فوالله ما أحسست بوجعه إلى يومنا هذا ) .
والسداب والسذاب : ويسمى الفيجن والفيجل ، نبات كالزعتر كريه الرائحة .
4 . وفي الكافي ( 8 / 191 ) : ( عن محمد بن عمرو بن إبراهيم ، قال : إبراهيم قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) وشكوت إليه ضعف معدتي ، فقال : إشرب الحِزَّاء بالماء البارد ، ففعلت فوجدت منه ما أحب ) . والحِزَّاء : نبات صحراوي يشبه الكرفس .
5 . في طب الأئمة ( عليهم السلام ) / 70 : ( حدثنا الصباح بن محارب قال : كنت عند أبي جعفر ابن الرضا ( عليهما السلام ) فذكر : أن شبيب بن جابر ضربته الريح الخبيثة ، فمالت بوجهه وعينيه . فقال : يؤخذ له القرنفل خمسة مثاقيل ، فيصيَّر في قنينة يابسة ، ويضم رأسها ضماً شديداً ، ثم تطين وتوضع في الشمس قدر يوم في الصيف ، وفي الشتاء قدر يومين . ثم تخرجه فتسحقه سحقاً ناعماً ، ثم تديفه بماء المطر حتى يصير بمنزلة الخلوق . ثم يستلقي على قفاه ويُطلى ذلك القرنفل المسحوق على الشق المائل ، ولا يزال مستلقياً حتى يجف القرنفل ، فإنه إذا جف رفع الله عنه ، وعاد إلى أحسن عادته ، بإذن الله تعالى . قال : فابتدر إليه أصحابنا فبشروه بذلك فعالجه بما أمره به ( عليه السلام ) ، فعاد إلى أحسن ما كان بعون الله تعالى ) .
6 . وفي الكافي ( 6 / 312 ) : ( عن علي بن مهزيار ، قال : تغديت مع أبي جعفر ( عليه السلام ) فأتي بقطاة ، فقال : إنه مبارك ، وكان أبي ( عليه السلام ) يعجبه ، وكان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان ، يشوى له ، فإنه ينفعه ) .
7 . وفي الكافي ( 6 / 307 ) : ( عن علي بن مهزيار ، قال : إن جارية لنا أصابها الحيض وكان لا ينقطع عنها ، حتى أشرفت على الموت . فأمر أبو جعفر ( عليه السلام ) أن تُسقى سَويق العدس ، فسقيت فانقطع عنها وعوفيت ) .
والسَّوِيقُ : هو مطحون العدس أو غيره ، بعد أن يُقْلى .
|
|
لمكافحة الاكتئاب.. عليك بالمشي يوميا هذه المسافة
|
|
|
|
|
تحذيرات من ثوران بركاني هائل قد يفاجئ العالم قريبا
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تشارك في معرض النجف الأشرف الدولي للتسوق الشامل
|
|
|