بلغ لويس الخامس عشر سن الرشد سنة 1723، وتوفي الوصي الذي احتفظ لنفسه ببعض السلطة، في نهاية نفس العام. وتزوج لويس الخامس عشر بعد عامين من ابنة ملك بولندا ستانيلاس الذي كان قد فقد عرشه نفس العام وعاش لاجئا في الاندلس. وبعد ان كان لويس الخامس عشر قد ترك تصريف الامور لدوق بوربون حتى سنة 1726، تركها لكاردينال دي، فليري الذي كان قد أشرف على تربيته، ولقد حافظ على السلطة مدة سبعة عشر عاما، وحتى وفاته في سنة 1723، وكان ملكا غير متوج لفرنسا، رغم انه كان نفسه هو الذي علم لويس الخامس عشر ان يحكم بنفسه، كما قام بذلك جده الكبير، لويس الرابع عشر، من قبل. ولقد عمل دي فليري على الاقتصاد في المصروفات وتنظيم الشئون المالية، حتى تمكن في سنة 1738 من موازنة الايرادات والمصروفات.

وحين توفي دي فليري سنة 1843، اعتقد الجميع ان لويس الخامس عشر يحكم بنفسه اوكان له ثلاثة وثلاثين عاما، وكان وسيما، وكان محبوبا من الشعب. ولكن سرعان ما ظهرت صفاته واخلاقه كان قد تربي، منذ صغره بين الحاشية، التي حاول كل فرد فيها ان يحظى بإعجابه، وبرضاه فتملق الملك الصغير دون ان يجرؤ أحد على توجيهه. وكان قاسيا بطبعه، وشريرا وكان كسولا. وكان ذلك من سوء حظ فرنسا، خاصة وان دول اوربا الاخرى كانت تحت حكم ملوك لهم شخصيتهم وقدراتهم في ذلك الوقت، فكان هناك فردريك الثاني في بروسيا وماريا تريز وجوزيف الثاني في النمسا، وكاترين الثانية في روسيا، وكان كل منهم يهتم بمصلحة دولته وكان لويس الخامس عشر يعلم بخطورة الحالة في بلاده، ولكنه كان لا يأبه لها، وترك الحكم في ايدي عدد من الوزراء، وعدد من المحظيات وكان يعيش عيشة تلذذ في فرساي وينظم الحفلات ويخرج للصيد، ويعيش بين المحظيات، وفي انحراف واضح، وبخاصة منذ سنة 1750. وانقلبت مـحـبـة الشعب له الي كراهية حتى ان جماهير باريس هددت بالهجوم على قصر فرساي وحرقه.

واشتهر من المحظيات في عهده دوقة شاتورو حتى توفيت سنة 1744، واحتلت مكانتها ماكيزه بومبادور، التي كانت الرابعة والعشرين، وكانت جميلة وطموحة وهي التي اصبحت عشيقة علنية. ولها جناحها في قصر فرساي وظلت تتصرف في شئون الدولة لمدة عشرين عاما، وحتى سنة 1764. وكانت تتحدي الوزراء، وتعينهم وتقيلهم، كما كانت تصدر الاوامر لفرق الجيش. وكانت اخر من هي كونتيسه، باري التي كانت من أصل متواضع وقدمت للبلاط، فزوجها من أحد اعضاء حاشيته واحتفظ بها في البلاط، وفي القصر.