وضع نظام الحكم المطلق في فرنسا على اسس ثابتة في النصف الاول من القرن السابع عشر، في عهد لويس الثالث عشر (1610 - 1642) بواسطة وزيره الكادرينال ريشيليو، وذلك امتدادا لمجهودات هنري الرابع. وكانت هناك صعوبات كثيرة تواجه هذه العملية، وبخاصة في السنوات الاولى منها ضعف الحكام، والموقف العدائي لكل من النبلاء والبروتستانت، ولقد تمكن ريشيليو من ان يستخدم نشاطه وقوته، ابتداء من الوقت الذي وصل فيه الي الوزارة سنة 1624، لكي يفرض احترام السلطة المطلقة للملك على الجميع. ولقد استمرت مع ذلك الاضطرابات بعد عهد الملك لويس الثالث عشر، وفي اوائل عهد الملك لوي الرابع عشر، اثناء وزارة الكاردينال! مزران (سنة 1642 سنة 1661) نتيجة لبؤس الاهالي، وتشدد سياسة برلمان باريس، وطموح دوق كونديه، الامر الذي جعل هذه الصراعات تمتد حتى سنة 1652، حيث نتج عنها تحطيم اخر العقبات التي واجهت الحكم المطلق لملوك فرنسا، وهكذا وجدت الملكية ايديها مطلقة لتنظيم البلاد داخليا وانشاء قوة عسكرية لها قيمتها تسمح لها بفرض سياستها، واثبات تفوقها على غيرها من الدول.