أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-04
166
التاريخ: 2024-10-17
254
التاريخ: 2024-11-01
251
التاريخ: 2024-10-18
450
|
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
اهتم القدماء المصريون بالحيوانات المختلفة واتخذوا بعضها للعبادة فقد تم تقديس بعض الثيران البيضاء اللون التي لها صفات شكلية خاصة مثل عجل «أبيس»، ويُعتبر المصري القديم من أوائل من قاموا باستئناس الحيوانات وتربيتها وتحسينها لتلائم احتياجاته المختلفة في ذلك الزمان، ورغم الاهتمام القديم برعاية الماشية والحصول منها على اللبن واللحم واستخدامها في إنجاز الأعمال الزراعية في زراعة الأرض إلا أن الثروة الحيوانية في البلاد تعرضت للانحسار حتى وصلت إلى ما هي عليه في الوقت الحالي حيث مازالت الماشية المصرية اليوم تتباين في صفاتها الشكلية والإنتاجية وذلك أولا لدخول أنواع مختلفة من أنواع الماشية عن طريق الاستيراد من بلاد أوروبية وأفريقية وآسيوية مختلفة بدون وضع استراتيجية محددة لتحسين الصفات الإنتاجية. هذا بجانب استخدام الماشية في خدمة العمليات الزراعية كحيوان عمل مع تغطية احتياجات المربي الخاصة في الحصول على المنتجات الحيوانية من اللبن واللحم أي لم يهدف المربي إلى التخصص في الإنتاج. ولكن نتيجة النهضة الصناعية والزراعية التي تمر بها البلاد أصبح الاتجاه إلى التخصص في الإنتاج واستيراد الأنواع المتخصصة في إنتاج اللبن واللحم وإجراء التزاوج بالخلط مع الأبقار المحلية دون الحاجة إلى استخدام الحيوان في العمل بعد أن انتشرت الميكنة الزراعية بشكل واسع في المناطق الزراعية الجديدة والقديمة.
الماشية البلدية:
يمكن القول ان الماشية المصرية عبارة عن خليط من صفات الماشية الهندية والأوروبية والأفريقية.
صفات الماشية المصرية:
الحيوانات متوسطة الحجم حيث يصل متوسط وزن الإناث تامة النمو إلى 450 كجم ويصل متوسط وزن الذكور إلى حوالي 550 كجم، وتتباين ألوان الحيوانات بدرجة كبيرة فمنها الأسود بدرجاته والبني بدرجاته إلى اللون الأصفر والأبيض والخليط من الأبيض وبعض هذه الألوان. كذلك تتباين الحيوانات في شكل القرون، بينما اللبب والسنام التي انتقل إلى الحيوانات المحلية من الأنواع الهندية فأحيانا ينعدم ظهوره في بعض الماشية تمامًا وأحيانًا يظهر بوضوح حسب مساهمة الماشية الهندية ذات السنام، ولذلك ليس من السهولة أن يطلق على الماشية المحلية أنواع أصيلة بل هي تجمعات من الماشية في مناطق جغرافية مختلفة ومن هذه التجمعات الماشية الدمياطية والماشية الصعيدية.
الماشية الدمياطية: أي الماشية التي تم تربيتها في ظل الظروف المناخية والغذائية في منطقة دمياط مما أدى إلى ازدهار صناعة المنتجات اللبنية مثل الجبن الدمياطي والزبد الدمياطي.
الماشية الصعيدية: أي الماشية المنتشرة في مناطق الصعيد في مصر وتتميز هذه الماشية بصغر الحجم نسبيا كما تتميز بسرعة النمو واستفادة أعلى من المواد الغذائية التي تقدم للحيوانات.
وقد أطلقت مسميات أخرى على الماشية المصرية مثل البحيري والصحراوي وخلافه وذلك نسبة إلى مناطق تواجد الحيوانات في هذه الأماكن في أوقات معينة.
محاولات إدخال الماشية الأوروبية في مصر وتربيتها بحالة أصيلة أو التزاوج بالخلط مع الماشية المحلية: حيث إن إنتاج الأبقار المحلية في مصر من اللبن في الموسم الواحد ضعيف (في المتوسط 900 كجم لبن) اهتم معظم المشتغلين بتربية الحيوان في مصر بإدخال بعض أنواع ماشية اللبن الأصيلة بهدف تحسين إنتاج اللبن إما بتربية الماشية الأوروبية بحالة نقية أو بتدريج الماشية المصرية بهذه الحيوانات الأصيلة عالية الإدرار. وقد تم إدخال أنواع أوروبية مختلفة مثل ماشية الشورتهورن والجرسي والفريزيان وهو ليستين فريزيان وأنواع أخرى.
ففي سنة 1934 استخدمت ذكور شورتهورن مستوردة من بريطانيا لغرض تحسين إنتاج اللبن واللحم في الماشية المصرية. واختير شورتهورن ثنائي الغرض مما أدى إلى زيادة إنتاج اللبن في أبقار الجيل الأول وفى الجيلين التاليين حيث كان متوسط الإدرار 1120 كجم في الأبقار المصرية الدمياطي، 1880 كجم، 2280 كجم، 1720 كجم على الترتيب للأبقار الخليطة من الجيل الأول والثاني والثالث. أما نسبة الدهن فلم تتأثر باستخدام التزاوج بالخلط بالتدريج حيث كانت نسبة الدهن في الخلطان أقل من الماشية المصرية، وبدراسة سرعة النمو لصغار الحيوانات وأوزانها وجد أن حيوانات الجيل الأول تتفوق على صغار الماشية المصرية في سرعة النمو وفى الأوزان وفي صفات اللحم. وبالنسبة لإصابة الحيوانات بالأمراض ونسبة الوفيات بين العجول الصغيرة فقد اتضح مقاومة الجيل الأول للأمراض ولكن للأسف استخدام تربية الأقارب الشديدة في هذه التجربة نتيجة لاستيراد عدد محدود من الحيوانات أدى إلى تدهور الإنتاج نتيجة استخدام نفس الحيوانات جيل بعد جيل. وفى سنة 1941 بدأت تجربة بهدف تحسين إنتاج اللبن في الماشية المصرية باستخدام طلايق الفريزيان، وكان عدد الحيوانات المستوردة كبيرا ولكن التجربة لم تستمر أكثر من عشرة سنوات وتم إجراء التجربة في مزارع سخا والجميزة واستخدم التزاوج بالخلط والتدريج واتضح أن كمية اللبن تزداد مع زيادة دم ماشية الفريزيان حيث كانت كمية اللبن من الأبقار الدمياطي 920 كجم والفريزيان الأصيل 2240 كجم ولأبقار الجيل الأول والثاني والثالث الخليط بالتدريج مع الفريزيان 1400 كجم، 1760 كجم، 1840 كجم على الترتيب، ويتضح من هذه التجربة أن ماشية الفريزيان الأصيلة يمكن أن تربى وتُنتج إنتاجا عاليا في شمال الدلتا كما يمكن استخدامها في التدريج مع الماشية المصرية بنجاح، ويمكن الاستفادة من هذه النتائج في ضرورة تكوين نوع جديد من الماشية يزداد به إنتاج اللبن بالمقارنة بالماشية المصرية وتستطيع مقاومة الظروف البيئية المحلية. كما اتضح من دراسة تأثير التدريج على نسبة الوفيات والإصابة بالأمراض أن نسبة الوفيات في الماشية الفريزيان والمدرجة لا تزداد كثيرا عنها في الماشية الدمياطية. كما لوحظ أن الحيوانات المدرجة والأصيلة تمتاز بسرعة نموها وفى صفات اللحم عن الماشية المصرية.
كما تم إجراء تجربة في سنة 1928 في كلية الأمريكان بأسيوط إذ استوردت ذكور وإناث جرسي من أمريكا واستعملت في تدريج مع الماشية المصرية في هذه المنطقة ولكن أهم عيوب هذه التجربة عدم وجود ماشية مصرية للمقارنة مع ماشية الجرسي والماشية المدرجة ودلت نتائج التجربة عن إمكانية استخدام ماشية الجرسي بنجاح في جمهورية مصر العربية سواء بحالة أصيلة أو باستخدامها في تدريج الماشية المصرية حيث كان إنتاج اللبن للماشية المصرية 1200 كجم وللجرسي الأصيل 2400 كجم وخليط الجيل الأول والثاني والثالث 2080 كجم، 1880 كجم ، 2480 كجم على الترتيب. كما وجد أن الماشية المدرجة والماشية الأصيلة تلد لأول مرة وعمرها يتراوح من 28 ، 32 شهرا بينما تلد البقرة المصرية في أول مرة وعمرها حوالي 36 شهرا.
وأجريت بعد ذلك محاولات وتجارب كثيرة في معاهد الأبحاث في وزارة الزراعة والكليات وجميعها يهدف إلى تحسين إنتاجية اللبن واللحم في الماشية المصرية. وكان نصيب ماشية الفريزيان كبيرًا في هذا المجال لملائمتها للظروف المناخية المصرية والقاعدة الغذائية في شمال البلاد. كما تبذل حاليا مجهودات كثيرة يقوم بها معهد بحوث الإنتاج الحيواني وكذلك كليات الزراعة في الجامعات المصرية في الاهتمام بتنمية قطاع الإنتاج الحيواني واتباع الأسلوب العلمي السليم واستخدام طرق التربية الحديثة والتقنيات الحديثة في النهوض بالإنتاج الحيواني وذلك بحفظ سجلات قطعان الماشية وتشجيع استخدام الانتخاب بين الحيوانات وتقييم الطرز الوراثية وتحليل المادة الوراثية DNA واختبار النسل، واستخدام الحديث في مجال التلقيح الصناعي ونقل الأجنة، والاستفادة من البيانات عن الصفات التناسلية والإنتاجية بتحليل هذه البيانات بالحاسب الآلي وكذلك فحص الحيوانات المنوية واستيرادها من الخارج. كذلك تجهيز معامل الأبحاث في معهد بحوث الإنتاج الحيواني وكليات الزراعة بأحدث الأجهزة التقنية، وتجهيز معامل التغذية ومعامل الفسيولوجي ومعامل التقنيات الحيوية وتشمل أنشطة التلقيح الصناعي ونقل الأجنة وتحديد البصمة الوراثية والإخصاب خارج الرحم، والاحتفاظ بسجلات إنتاج الحيوانات وتحليل هذه البيانات إحصائيا للوصول إلى نتائج وتوصيات تساعد على النهوض بهذا المجال الحيوي - كذلك الإشراف على تحسين إنتاج اللبن واللحم من الماشية وذلك بنشر السلالات عالية الإدرار مثل الهوليستين فريزيان وخلطها مع الأبقار المحلية لزيادة إنتاجها من اللبن واللحم، كذلك دراسة خفض تكاليف التغذية عن طريق تحسين القيمة الغذائية بمصادر العلف المتاحة وبقايا المحاصيل الزراعية وإدخال مصادر غذائية غير تقليدية والاستفادة من القش الذى يحتوى على نسبة عالية من الألياف ونسبة منخفضة من النتروجين وذلك بإضافة مصادر نتروجينية إليها لرفع محتواها من النتروجين وبالتالي رفع قيمتها الغذائية، كذلك تحضير السيلاج أحد الأغذية الأساسية في علايق الماشية حيث يعتبر السيلاج عالي القيمة الغذائية مصدرًا جيدًا لعناصر غذائية مختلفة لها نشاط بيولوجي وتؤثر كثيرًا على صحة الحيوانات المصرية وإنتاجها وخاصة في فترة الصيف.
وتتلخص المجهودات التي تقوم بها الجهات المنوط بها الاهتمام بقطاع الإنتاج الحيواني في:
1- تسجيل الحيوانات وتعريف المتميز منها باستخدام البصمة الوراثية نتيجة تحليل المادة الوراثية DNA.
2- عمل سجلات تتضمن الأفراد المتميزة والقطعان وإنشاء سجل قومي الماشية اللبن وخاصة الجاموس.
3- اختيار الذكور الناتجة عن أمهات ذات التراكيب الوراثية المتميزة واستخدامها في إنتاج سائل منوي للتوزيع على المربين للإسراع بعملية التحسين الوراثي.
4- تدريب كوادر فنية مصرية على استخدام أجهزة تحليل DNA والتدريب على إنشاء سجل قومي للقطعان وهذا سوف يؤدى إلى:
1- تحديد الأفراد المتميزة وراثيا والعمل على إكثارها.
2- الإسراع بالتحسين الوراثي لزيادة إنتاج اللبن.
3- زيادة العائدة الاقتصادي من نشاط إنتاج الألبان نتيجة الاحتفاظ بأفراد متميزة في إنتاجها.
4- العمل على إضافة قيمة للألبان بتصنيعها إلى جبن متميز لتغطية احتياجات السوق المحلى والتصدير مما يزيد من العائد الاقتصادي على مستوى المزرعة والمساهمة في الدخل القومي من الزراعة بصفة عامة ومن قطاع الإنتاج الحيواني بصفة خاصة.
الصفات الإنتاجية للماشية :
تتباين الصفات الإنتاجية للأبقار المصرية تبايناً كبيرا نتيجة للتباين الوراثي والبيئي الذي تربى فيه الحيوانات.
وقد ذكر خشاب (1981) في دراسة على قطيع من الأبقار الدمياطي أن متوسط طول موسم الحليب حوالي 205 يومًا ± 119.9 يوماً، ووصل متوسط إنتاج اللبن إلى 2198.8 ± 1642.4 كجم في 305 يوما وظهور تباينا واضحا في الإنتاج بين الحيوانات وهذا التباين يؤكد الاختلافات الوراثية بين الحيوانات كما يوضح إلى أي مدى يمكن الاستفادة من الانتخاب والتحسين الوراثي لهذه الحيوانات لرفع الكفاءة الإنتاجية لها. وكان متوسط عمر الحيوان عند أول ولادة 36.4 ± 7.1 شهرًا وتفاوتت الأعمار عند الولادة من 21 شهرا إلى 75 شهرًا في الحيوانات المتأخرة النضج الجنسي إلا أن 95٪ من الحيوانات أعطت أول مولود لها عند عمر 35.6 شهرًا في المتوسط. وكان متوسط الفترة بين ولادتين 14.4 ± 4.5 شهرًا في حين كانت أقصر فترة 9.9 شهرا بينما أطول مدة تصل إلى 58.9 شهرًا في المتوسط. وفي دراسات أخرى للأبقار البلدية وُجد أن نسبة الدهن في اللبن تتراوح بين 4.5 إلى 4.87٪ في المتوسط، وقد قدرت فترة الحمل بحوالي 290 يوما في المتوسط ومدة الجفاف تراوحت بين 127 إلى 193 يوما بينها وصل متوسط طول موسم الحليب إلى 219 يوما في بعض الأبحاث الأخرى المنشورة.
الجاموس المصري :
ذكر الخشاب (1995) أن الجاموس انتقل إلى مصر بعد الفتح الإسلامي حيث انتقل إليها من الهند وإيران والعراق، وتعتبر مصر ملائمة لتربية الجاموس من حيث الجو الحار ومع توفر المياه في الترع والمصارف ساعد ذلك على انتشار الجاموس انتشارًا كبيرًا في مصر ابتداء من القرن السابع حتى أصبح حيوان اللبن الأول في مصر. ويعتبر الجاموس آسيوي المنشأ. وقد ذكرت آراء كثيرة عن تقسيم الجاموس المصري إلى أنواع محلية مختلفة مثل البحيري والمنوفي والصعيدي ولكن هذه المسميات لا تعدو أن تكون مسميات جغرافية فقط ولا تعتمد على اختلافات وراثية للصفات يمكن توارثها.
ويعتبر الجاموس من الحيوانات كبيرة الحجم نسبيا هادئ الطبع، ويصل وزن الأنثى تامة النمو في المتوسط إلى حوالي 500 كجم وقد يزيد عن ذلك بينما يصل وزن الذكر إلى حوالى 1000 كجم، ويتميز الجاموس باللون الأسود والذي يتدرج من الفاتح إلى الأسود الداكن والجسم مغطى بشعر طويل وقد توجد بعض البقع البيضاء على الوجه وفي أطراف الأرجل أو الذيل والرأس طويلة وضيقه والفكوك طويلة وقوية والقرون متباينة الأشكال والأحجام والآذان طويلة ومدلاة والرقبة طويلة رفيعة والأكتاف مرتفعة والصدر عميق والأرجل الأمامية ضخمة وقوية والإلية منحدرة إلى الخلف والمسافة بين عظمتي الدبوسين واسعة والضرع في الجاموس المحلى غير منتظم حجما وشكلا والحلمات متباينة في السمك والطول.
ومن أهم مميزات اللبن الجاموسي لونه الأبيض ونسبة الدهن المرتفعة والتي تصل إلى 11% في بعض الأحيان مع متوسط مقداره 6 %. وفي دراسة أجراها الخشاب وآخرون (1984) أفادوا أن متوسط إنتاج اللبن يصل إلى 2015.2 كجم في 305 يوما فترة حليب بينما تفاوت الإنتاج ما بين 634 كجم (خلال فترة حليب طولها 173 يوما) وبين 4141 كجم لبن خلال 553 يوما، وتباين إنتاج اللبن يعود بدرجة كبيرة إلى التباين الوراثي بين الأمهات بالرغم من تقارب نظم الرعاية، ويصل متوسط الفترة بين ولادتين إلى 10 شهور.
شكل يبين فحل جاموس مصري
شكل يبين أنثى جاموس مصري
|
|
"علاج بالدماغ" قد يخلص مرضى الشلل من الكرسي المتحرك
|
|
|
|
|
تقنية يابانية مبتكرة لإنتاج الهيدروجين
|
|
|
|
|
المجمع العلمي يطلق مشروع (حفظة الذكر) في قضاء الهندية
|
|
|