أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-07
360
التاريخ: 2024-11-07
179
التاريخ: 2023-11-26
781
التاريخ: 2024-11-04
211
|
وتولى إمارة البصرة بعد مسلم بن قتيبة محمد بن عبد الله السفاح في سنة 147ﻫ، ولكنه استقال بعد ثلاثة أشهر، فوجهت إمارة البصرة في السنة نفسها إلى نخبة بن سالم، ثم عُزِلَ في سنة 150ﻫ، وتولى مكانه عقبة بن مسلم.
ولم تكن البصرة خالية من الاضطرابات منذ فتنة إبراهيم بن عبد الله، ومع ذلك فإنها كانت زاهرة زاهية بالعلماء الأعلام، وازدحمت برجال العلم والأدب، ووصلت فيها العلوم العربية واللغة والآداب إلى أوجها.
وبقي عقبة بن مسلم أميرًا على البصرة إلى سنة 152ﻫ، فحدثت ثورة بالبحرين، فأودع الخليفة إليه إخمادها، فسار من البصرة، ووُجِّهَت إمارتها إلى جابر بن توبة، ثم عُزِلَ بعد قليل، وتولى مكانه يزيد بن منصور، وفي أيام هذا الأمير في سنة 153ﻫ قدم الخليفة أبو جعفر المنصور من مكة إلى البصرة بعد الحج، ونزل في الجسر الكبير بالبصرة، وأقام بضعة أيام يتفقد أحوالها، ثم سار إلى بغداد، وبعد مسيره بقليل ولى البصرة عبد الملك بن ظبيان النميري في سنة 154ﻫـ (1)، وكان هذا ضعيف التدبير؛ فاستخف به أهل البصرة، وكثرت فيها اللصوص، وفُقِدَ الأمن، فعزله الخليفة في سنة 155ﻫ، وأمَّر على البصرة الهيثم بن معاوية العتكي، وكان من الولاة القديرين، فأعاد الأمن إلى نصابه، وسار سيرة حسنة في الأهلين، وفي أيامه زار البصرة الخليفة أبو جعفر المنصور في سنة 155ﻫ، وأقام بها أربعين يومًا، وبنى فيها قصرًا فخمًا، ثم عاد إلى بغداد، وكتب إلى الهيثم يأمره ببناء سور على البصرة، فبناه في السنة نفسها — 155، وعلى إثر ذلك ظفر الهيثم في سنة 156ﻫ بعمرو بن شداد الذي كان عاملًا لإبراهيم بن عبد الله على فارس فقتله بالبصرة ثم صلب جثته، وفي أيام هذا الأمير تُوفِّيَ بالبصرة قاضيها سوار بن عبد الله في سنة 157ﻫ.
ولما مات الخليفة أبو جعفر المنصور في سنة 158ﻫ وتولى الأمر ابنه محمد المهدي أقر على البصرة الهيثم بن معاوية، ثم عزله في سنة 160ﻫ، وأرسل بدله محمد بن سليمان العباسي، وضم إليه كور دجلة والبحرين، فزهت البصرة في أيامه، وزادت عمارتها، وامتدت أبنيتها، وكثرت خيراتها، وازدحمت بالناس حتى ضاق مسجدها المشهور بالمُصَلِّين لكثرتهم، حتى قِيلَ: بلغ عدد المصلين يوم ذاك عشرين ألف رجل، واضطر الأمير أن يستأذن من الخليفة بتوسيع المسجد، فأذن له في سنة 160ﻫ، فَوَسَّعَه، وبلغت النفقة على توسيعه مائة ألف درهم صُرِفَت بإذن من الخليفة من بيت مال البصرة.
وظل محمد بن سليمان أميرًا على البصرة إلى سنة 166ﻫ، فعزله الخليفة محمد المهدي، وولى عليها روح بن حاتم، وفي أيام هذا الأمير في سنة 167ﻫ ثارت القبائل القاطنة بين البصرة والبحرين، وخرجوا على الحكومة، ثم هجموا على نواحي البصرة، ونهبوا وخربوا وقتلوا، فجهز الأمير لقتالهم جيشًا، فاندحر جيشه، فاضطر إلى طلب النجدة من بغداد، فأمده الخليفة بجيش كبير، فتمكن من قمع تلك الثورة، وعادت الأمور إلى مجاريها.
...........................................
1- ويُرْوَى أنه ولى عقبة بن مسلم في سنة 154ﻫ ثم عبد الملك.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|