المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17761 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

الإخلاص ولقاء الله
2024-08-07
الأصمعيات
23-03-2015
حلقة وقاية guard ring
31-10-2019
اصناف التفاح
2023-09-13
ثورة مسلم
12-8-2017
ملاحظة العالم ناصر خسرو لظاهرة المد والجزر
2023-07-06


بين الأسباب الرائجة للنزول وروايات أهل البيت عليه السّلام  
  
371   09:34 صباحاً   التاريخ: 2024-10-15
المؤلف : حسن محسن حيدر
الكتاب أو المصدر : اسباب النزول القرآني
الجزء والصفحة : ص 41-56
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / أسباب النزول /


بين الأسباب الرائجة وروايات أهل البيت عليه السّلام

برزت حاجة المجتمع للأسباب في ظرف افتقد فيه المصدر المباشر لنقلها ، في هذا الظرف لجأ العامّة إلى من تيسّر وتوفّر من التابعين ، فيما لجأ أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السّلام إلى بيت العصمة والطهارة المتمثّل في أئمّتهم ، وتلقّوا منهم الروايات في أسباب النزول ، بما ينسجم مع منظومتهم الفكريّة والعقائديّة ، التي تعتقد بأنّهم معصومون يمثّلون امتدادا لخطّ الرسالة ، ويشكّل امتدادهم امتدادا لعصر النصّ ، وأنّ ما يروونه فإنّما يرويه الواحد منهم عن أبيه عن جدّه عن الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عن جبريل عن اللّه ، وهو ما يميّز المدرسة الشيعيّة :

مدرسة أهل البيت عليهم السّلام .

وهذا التقسيم سيضطّرنا إلى الحديث عن نوعين من أسباب النزول :

الأسباب الرائجة وروايات أهل البيت عليهم السّلام ، وهذا أمر لم يلفت إليه الباحثون على أهميّته ، حتّى من كتب على مستوى البحث الشيعيّ .

أولا : الأسباب الرائجة

وهي الأسباب التي نقل أكثرها أهل العامّة عن التابعين ، وتعرّض لها الطبري في تفسيره الشهير بتفصيل ، ثمّ ضمّتها كتب خاصّة بين دفّتيها ، منذ أن تولّت أمر

جمعها في القرن الخامس الهجريّ ، ككتاب الواحديّ ، ثمّ من حذا حذوه .

والأمر الذي لا بدّ من لفت النظر إليه ، هو أنّها في غالبها لا تمثّل روايات تنسب إلى معصوم ، وإنّما هي أحداث ينقلها نفس الصحابيّ أو التابعيّ ، ولنكون أكثر دقّة نقول : إنّ الروايات في هذه الأسباب لا تكاد تتجاوز عدد الأصابع ، « 1 » وهذا الأمر يغيب عن كثير من الأذهان في مثل هذه الأيّام ، لا سيّما أنّهم يعبّرون عنها ب : روايات أسباب النزول .

وهذا القسم هو الذي اشتهر لاحقا بعنوان « أسباب النزول » ، فهو المستقرّ في الأذهان عندما يراد الحديث عن هذا الفنّ ، وإليه يشار عند البحث عن سبب نزول آية ما .

وقد اضطرّ أهل العامّة إلى الاعتماد على هذه الأسباب ؛ وذلك لافتقارهم إلى روايات في التفسير منقولة عن المعصوم ، فيما تمثّل روايات أهل البيت عليهم السّلام مخزنا ومرجعا مهمّا في عالم تفسير القرآن الكريم للمدرسة الشيعيّة ، ففي حين أحصى بعضهم هذه الروايات بأكثر من 4000 رواية ، « 2 » لا نجد عند العامّة أكثر من 250 رواية ، على ما أحصاها السيوطيّ ، « 3 » وقد ذكر أنّ أكثرها لا اعتبار له ، ولذا يقول : « الذي صحّ [ من المأثور في التفسير ] قليل جدّا ، بل أصل المرفوع منه في غاية القلّة » ، « 4 » فيما نقل عن ابن حنبل قوله الشهير : « ثلاثة ليس لها أصول [ ليس لها أصل : ] المغازي والملاحم والتفسير »  « 5 ».

ومن هنا يظهر أنّ الحاجة إلى الأسباب الرائجة المنقولة في غالبها عن التابعين هي حاجة سنيّة بالدرجة الأولى ، ولكن كثيرا من الباحثين الشيعة قد تأثّروا بالبحث السنّي ، فساروا في هذا البحث على طريقة أهل العامّة  « 6 ».

سبب رواج هذه الأسباب

أمّا السبب في رواج هذه الأسباب بعنوان « أسباب النزول » ، فيمكن ردّه إلى عدّة أمور :

أوّلا : لا شكّ أنّ أرباب القرار وأصحاب السلطة الذين أرادوا استمداد الشرعيّة من خلال أسباب النزول ، قد روّجوا الأسباب التي تتناسب مع استمراريّة حكمهم والمذهب الذي يدينون له ، فسمحوا بانتشارها وأشاعوها في المجتمع وعند العوامّ ، في مقابل سعي حثيث لحصار بقيّة الأسباب بغرض انحسارها وتلاشيها.

ثانيا : لا شكّ أنّ تفسير الطبريّ الذي كان أوّل من جمع هذه الأسباب بشكل منظّم قد لعب دورا مؤثّرا في مجال رواج هذه الأسباب ، « خاصّة أنّ تفاسير عديدة ألّفت بعده لم تتخلّص من سلطته المعرفيّة الضاغطة » ، « 7 » لذا عدّوه في هذا المجال أهمّ مصدر في التفسير ، بمعنى أنّه يعدّ أصلا لغيره من الكتب التفسيريّة  « 8 ».

ثالثا : الدور الذي لعبته التصنيفات الخاصّة التي ضمّت بين دفّتيها أسباب النزول ، من قبيل كتابي الواحدي والسيوطيّ ، فأشبعت رغبة الناس وفضولهم إلى معرفة الأسباب .

حول دور التابعين

وإذا كان لا بدّ من ملاحظات نسجّلها حول دور التابعين في أسباب النزول « 9 » :

1 . عدم تعرّضهم لبحث الدراية واقتصار دورهم على الرواية  « 10 ».

2 . كثرة النقل عنهم في مجال الرواية ، مع وجود المتناقضات التي لا تقبل الجمع فيما نقلوه .

ممّا جعل الباحثين يؤكّدون على أنّ ذلك يعود إلى الوضع حيث صار : « كلّ أحد يخترع شيئا ويختلق إفكا وكذبا ، ملقيا زمامه إلى الجهالة ، غير مفكّر في الوعيد للجاهل بسبب نزول الآية » ، « 11 » و « نعتقد أنّ عدد الأحاديث الموضوعة وظّفت في بيان أسباب نزول آيات القرآن ، ومن ثمّ تزعزعت ثقة العلماء القدامى بأخبار أسباب النزول التي لا غنى لهم عنها . . . » ، « 12 » كما أشار الباحثون ، وقد نبّهوا إلى الاستغراق والإفراط في الاعتماد على أسباب النزول  « 13 ».

ثانيا : دور الأئمّة عليهم السّلام

تابع أئمّة أهل البيت عليهم السّلام بشكل عامّ ، والإمامان الباقر والصادق عليهما السّلام بشكل خاصّ ، « 14 » ما بدأه الأمير عليه السّلام ، مع مراعاة مقتضيات مرحلتهم والظروف المستجدّة ، لا سيّما اشتداد الحاجة إلى أسباب النزول ، والنموّ الثقافيّ والفكريّ للمسلمين في هذا العصر ، فضلا عن آثار الوضع ، وهذا خلق نوعا من التمايز عن دور أمير المؤمنين عليه السّلام ، وهو ما نتعرّض له .

أولا : دورهم على مستوى الدراية

1 . أهميّة أسباب النزول

نبّه أئمّة أهل البيت عليهم السّلام على حقيقة أسباب النزول ، وقاموا بتثبيت دورها كعنصر له دور كبير في بيان حقائق ومفاهيم مرتبطة بالقرآن من جهة ، وبمجمل أوضاع الإسلام والمسلمين من جهة أخرى ، من ذلك ما ورد عن الصادق عليه السّلام : « اعلموا رحمكم اللّه أنّه من لم يعرف من كتاب اللّه : الناسخ والمنسوخ ، والخاصّ والعام ، والمحكم والمتشابه ، والرخص من العزائم ، والمكيّ من المدنيّ ، وأسباب التنزيل ( . . . ) ، فليس بعالم القرآن ولا هو من أهله » ، « 15 » وهذا تصريح بأهميّة بحث أسباب النزول بعد الإشارات التي مرّت في كلمات أمير المؤمنين عليه السّلام .

2 . ظهور مصطلح « سبب النزول ».

ورد التصريح بمصطلح « سبب النزول » لأوّل مرّة على لسان الأئمّة عليهم السّلام ، فكانوا أوّل من اصطلح به ، طبقا للوثائق الموجودة بين أيدينا ، ولعلّ الذي دعاهم إلى

ذلك تركيز روايات الأسباب في العقل الجمعيّ ؛ من ذلك الرواية التي تقدّمت في مجال بيان أهميّة هذا المبحث حيث عبّر الإمام عليه السّلام ب : « أسباب التنزيل » ، بالإضافة إلى عدد كبير من الروايات تشتمل على هذا العنوان ، من ذلك ما ورد في الآية : {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} [الأحزاب: 4] فعن الصادق عليه السّلام أنّه قال : « كان سبب نزول ذلك أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم لمّا تزوّج بخديجة بنت خويلد خرج إلى سوق عكاظ في تجارة لها ، ورأى زيدا يباع ورآه غلاما كيّسا حصيفا ، فاشتراه . . . » ، « 16 » وورد في نزول سورة الفتح عنه عليه السّلام أيضا أنّه قال : « كان سبب نزول هذه السورة وهذا الفتح العظيم أنّ اللّه عزّ وجلّ أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في النوم أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين ، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج . . . » ، « 17 » كما ورد ذلك في مجموعة أخرى من أسباب نزول الآيات . . . « 18 » هذا بالإضافة إلى وروده في بيان نزول بعض السور كسورة الكهف « 19 » والمعوذتين . « 20 » وفي المقابل فإنّ عبارة سبب النزول ، في مدرسة العامّة ، « لم تكن معلومة في عهد الصحابة والتابعين » ، « 21 » ويبدو « أنّ الصيغة النهائيّة المعبّرة عن علم أسباب النزول قد استقرّت بمعناها الاصطلاحيّ استقرارا نهائيّا في النصف الأوّل من القرن الرابع الهجريّ »  « 22 ».

3 . كثرة أسباب النزول

أكّد أئمّة أهل البيت عليهم السّلام على حقيقة أنّ لأغلب آيات القرآن الكريم أسباب نزول ، فعن خيثمة قال : قال أبو جعفر عليه السّلام : « يا خيثمة القرآن نزل أثلاثا : ثلث فينا وفي أحبائنا ، وثلث في أعدائنا وعدوّ من كان قبلنا ، وثلث سنة ومثل . . . » ، « 23 » وبمقتضى المقابلة بين الثلثين الأوّلين ، والثلث الذي يمثّل حركة عامّة في إطار السنّة والأمثال ، يظهر أنّ المراد من الثلثين الأوّلين خصوص ما نزل وفق أسباب النزول .

وفي حديث آخر ورد عن الباقر عليه السّلام ، في تفسيره للحديث المعروف : « ما في القرآن آية إلّا ولها ظهر وبطن » ، « 24 » قال عليه السّلام : « ظهر القرآن الذين نزل فيهم ، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم » « 25 ».

الأدلّة على كثرة الأسباب

وهذه الكثرة تعدّ متناسقة مع طبيعة القرآن ، وما أكّدوا عليه من نزوله منجّما وفق الأحداث والاحتياجات المستجدّة في عصر النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : فإنّ « هذا القرآن لم ينزل جملة واحدة ، بل نزل منجّما مفرّقا بحسب الحوادث والمناسبات والوقائع ( . . . ) ، وهي التي سمّاها العلماء فيما بعد أسباب النزول » « 26 ».

غفلة الباحثين عن كثرة الأسباب

لقد غفل الباحثون في علوم القرآن عن هذه الحقيقة ، كثرة أسباب النزول ، لا سيّما أهل العامّة ، « 27 » واعتبروا أنّ باب أسباب النزول هو في القليل من الآيات ، فهي بنظرهم تمثّل : « نسبة ضعيفة مقارنة بمجموع آيات المصحف » ، « 28 » وأنّ « أكثر تنزّله [ كان ] ابتداء من غير سبب » ، « 29 » مؤكّدين على « أنّ القدامى كانوا مدركين تمام الإدراك أنّ علم أسباب النزول لا يتعلّق بآيات المصحف كلّها ، بل بعدد محدود منها لا يتجاوز في أقصى الحالات » . « 30 » وما جعلهم ينزعون إلى هذا الرأي بالأساس ، هو قلّة ما نقل إلينا من أسباب ، « 31 » ففي إحصائيّاتهم أنّ عدد الآيات التي لها أسباب النزول في تفسير الطبريّ لم يتجاوز ال : ( 564 ) آية ، « 32 » أمّا الواحدي فقد أورد ( 629 ) آية لها سبب نزول ، « 33 » وأوصلها بعضهم إلى « 858 آية ، بين مصرّح بها ومشار إليها » ، « 34 » في حين أنّ السيوطيّ ذكر ( 857 ) آية ، أو « 954 آية تصريحا أو إشارة » ، « 35 » « وهو ما يمثّل أعلى نسبة من مجموع الآيات التي لها أسباب نزول في المؤلّفات القديمة  « 36 ».

قلّة النقل وكثرة الأسباب

لا يمكن الاستناد إلى قلّة النقل ، للاستدلال على قلّة الأسباب ، وذلك لأمور :

أ ) فقدان مجموعة كبيرة من الأسباب

لا شكّ أنّنا فقدنا - لظروف تاريخيّة متعدّدة المناحي - كميّة كبيرة من أسباب النزول ، فقضت يد القدر على قسم لا يستهان به منها ، كغير الأسباب من الوثائق والنصوص ، فيما كان أغلب السلف متساهلا « بأمر ضبط الحوادث ، ومن ثمّ فإنّ رصيدنا اليوم بهذا الشأن ضئيل للغاية . . . »  « 37 ».

ب ) الغفلة في حساب الآيات

إنّ هؤلاء الباحثين عندما قاموا بعمليّة إحصاء الأسباب ، فإنّهم قد اعتبروا السبب الواحد مرتبطا بآية واحدة ، فيما نجد كثيرا من الأحيان نزول الآيات الكثيرة مرتبطة بسبب واحد ، وهذه بعض الشواهد :

نقل ابن سيّد الناس ، عن ابن إسحاق ، أنّه قال : « وكان فيما أنزل اللّه من القرآن يوم أحد ستون آية من سورة آل عمران فيها صفة ما كان في يومهم . . . » ، « 38 » فإذا راجعنا أسباب النزول للسيوطيّ مثلا ، نجد أنّ الآيات المذكورة في مجال الإحصاء لا تتجاوز العشر آيات ! « 39 » وكذلك ما ورد من أنّ النصارى عندما أتوا النبيّ صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، فإنّ اللّه أنزل : « بضع وثمانين آية » من سورة آل عمران ، « 40 » مع أنّهم لم يعدّوا من الأسباب في هذه الآيات أكثر من بضعة وعشر آية .

وفي سورة المجادلة ستّ آيات مرتبطة بالسبب المنقول في شكوى خولة زوجها ، وعند الإحصاء تعدّ واحدة . « 41 » والمعوّذتان تشتملان على إحدى عشر آية ، ارتبطت بسبب واحد ، وتحصى على أساس أنّها فرد واحد ، « 42 » وعلى ذلك يمكن القياس في كثير من الموارد .

ج ) أثر ضمّ روايات أهل البيت عليهم السّلام

لو ضمّت روايات أهل البيت عليهم السّلام ، لا سيّما روايات الصادقين عليهما السّلام ، إلى أسباب النزول لارتفع عددها ضمن حدود معيّنة ، فيما أنّ الكتب العامّة في جمع أسباب النزول تخلو من أيّ رواية عنهم عليهم السّلام .

د ) تعمّد عدم إشاعة الأسباب

لا بدّ أن نلتفت إلى حقيقة مهمّة ومؤثّرة في مجال أسباب النزول ، وهي ما ذكرناه من تعمّد أمير المؤمنين عليه السّلام ، ومن بعده أئمّة أهل البيت عليهم السّلام ، عدم إشاعة أسباب النزول ونشرها بشكل واسع .

4 . العبرة بعموم اللفظ

من البحوث في عالم الدراية ، في إطار أسباب النزول ، بحث عرف عند علماء القرآن لاحقا بعنوان : « العبرة بعموم الصيغة لا بخصوص السبب » ، أو « المورد لا يخصّص الوارد » ، وهذا المطلب بعينه تمّ التنبيه عليه من الأئمّة عليهم السّلام قبل أن يرد في كتب علوم القرآن ، وقد نصّوا عليه بتعابير مختلفة منها ما ورد عن خثيمة عن أبي جعفر عليه السّلام : « . . . ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات أولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء ، ولكن القرآن يجري أوله على آخره ما دامت

السّماوات والأرض » ، « 43 » ومن ذلك ما ورد في إطار بيان أنّ للقرآن ظهرا وبطنا من أنّ : « ظهر القرآن الذين نزل فيهم ، وبطنه الذين عملوا بمثل أعمالهم » . . « 44 ».

ثانيا : دورهم على مستوى الرواية

ما يمكن تسجيله في إطار روايات أهل البيت عليهم السّلام في أسباب النزول ، عدّة ملاحظات :

1 . ضخّ عدد كبير من الروايات

ساهم الإمامان الباقر والصادق عليهما السّلام في ضخّ مجموعة من الروايات ، وفق ما اقتضته المصلحة والظروف ، بحيث بلغت الروايات المنقولة عنهما أضعاف ما روي عن الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم والإمام عليّ عليه السّلام ؛ لذا يلاحظ المراقب أنّ كتب التفسير والحديث حافلة برواياتهما ، فلا يخفى هذا الأمر على أيّ باحث يرجع إلى كتب التفسير والحديث الشيعيّة . « 45 » هذا على أنّنا يجب أن لا نغفل عن أنّهم عليهم السّلام لم يكونوا في وارد استقصاء أسباب النزول ؛ لما ذكرناه سابقا من أنّهم لم يكونوا راغبين في إشاعة الأسباب إذا ما كانت تؤدّي إلى شقّ صفوفهم في مواجهة الأعداء ، أو لظروف أخرى ، كما ورد في الآية : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ...} [الفرقان: 27] عن الإمام الهادي عليه السّلام عندما سأله المتوكّل العبّاسيّ عنها فيمن نزلت ؟ ، فأجابه عليه السّلام : « هذان رجلان كنّى اللّه عنهما ، ومنّ بالستر عليهما ، أفيحبّ الخليفة كشف ما ستره اللّه ؟ ! » . « 46 » كما أنّهم كانوا يبتعدون عن عمليّة فضح الناس ، وما يؤكّد هذا المطلب أنّه

فيما تصرّح بعض الأسباب المنقولة عن العامّة باسم من نزلت فيه آية اللعان « 47 » كما نجده عند السيوطيّ ، « 48 » فإنّ الرواية عن الصادق عليه السّلام حين سئل : كيف يلاعن الرجل المرأة ؟ ، قام ببيان سبب النزول والحادثة المذكورة من غير تسمية الفاعل ، فإنّه ذكرها في رجل من المسلمين وزوجته ، « 49 » حفظا لعرض المرأة ، وخصوصيّة زوجها !

إذا كانت عمليّة ضخّ روايات أهل البيت عليهم السّلام تتركّز في مجال تصحيح الحقائق والعقائد ، وكذلك مواجهة كثرة الوضع ، وهذا ما يمكن لحظه من خلال عدّة إشارات في رواياتهم :

1 . بيان المطلب الباطل ، قبل التعرّض إلى إعطاء الرأي الحقّ فيه :

من الملفت أن عددا كبيرا من أسباب النزول في روايات أهل البيت عليهم السّلام ، يتصدّره الحديث عن شيوع مطلب فاسد وسبب غير صحيح لنزول الآية بين الناس ، وأنّ السبب الذي يورده الإمام عليه السّلام هو السبب الحقيقيّ .

فقد ورد في الآية : {لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ} [النحل: 39] أنّ الإمام الصادق عليه السّلام ابتدأ بالسؤال : « ما يقول الناس فيها ؟ » ، وبعدها قام ببيان سبب النزول فيها ، « 50 » وكذلك في الآية : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا} [الحج: 39] حيث بيّن عليه السّلام قول العامّة فيه ثمّ قام بتصحيحه . « 51 ».

ودفع الإمام عليه السّلام توهّم نزول الآية : . . . {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ } [الرعد: 43] في عبد اللّه بن سلام أوّلا ، ثمّ بيّن أنّ الصحيح نزولها في عليّ بن أبي طالب . « 52 » كما يظهر ، في مثل كتاب مجمع البيان ، أنّ عددا كبيرا من أسباب النزول المنقولة عن الأئمّة عليهم السّلام ترد عندما يكون الخلاف قد وقع فيمن نزلت . « 53 » 2 . تعبيرهم في بيان الأسباب بأداة الحصر :

وممّا يشير إلى ذلك كثرة تعبيرهم بأداة الحصر « إنّما نزلت في . . . » ، بما يوحي بأنّه قد ادّعي نزولها في شخص آخر ، كما في أسباب نزول الآيات :

103 من سورة آل عمران ، « 54 » و 166 من سورة النساء ، « 55 » و 43 من سورة الرعد ، « 56 » و 11 من سورة النور . . . « 57 » بل ورد أحيانا تعبير « كذبوا إنّما نزلت . . . » كما في الآية : . . . {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى...} [الشورى: 23] حيث ورد فيها : « كذبوا إنّما نزلت فينا خاصّة » . « 58 » والنتيجة أنّ روايات أهل البيت عليهم السّلام قد تركّزت في معرض الردّ على الوضع والادعاءات الباطلة ، التي كثرت في زمانهم ، وحركتهم في مسألة الأسباب وإن توسّعت بالقياس إلى الفترات السابقة ، إلّا أنّها تأطّرت بنطاق بيان بعض الحقائق اللازمة ، وفقا لما تمليه الظروف ، وبما يكفل عدم التناحر بين مكوّنات المجتمع الإسلاميّ .

2 . كثرة الاستفهام والسؤال عن أسباب نزول الآيات

وممّا يؤكّد ترسّخ بحث أسباب النزول في العقل الجمعيّ لأبناء هذا العصر كثرة السؤال عن الأسباب ، كما في الآيات التالية : الآية من سورة البقرة ، « 59 » الآية 83 من سورة آل عمران ، « 60 » الآية 58 من سورة النساء ، « 61 » الآية 93 من سورة الأنعام ، « 62 » الآية 74 من سورة الإسراء ، « 63 » الآية 88 من سورة مريم ، « 64 » وغيرها . . .

خلاصة ونتائج

1 . إذا أردنا أن ندرس تصاعد الاهتمام بأسباب النزول بين مختلف القرون ، بدءا من عصر الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، مرورا بالأمير عليه السّلام ، وصولا إلى الصادقين عليهما السّلام . . . ، فسنجد أنّ ثمّة علاقة جدليّة تربط بين أسباب النزول وبين بعض العوامل التي لعبت دورا هامّا في تطوّرها ، وأهمّها عاملان :

الأوّل : ارتباطها بحقائق التاريخ من السيرة النبويّة الطاهرة ومختلف أحداث عصر الوحي ، لذا كنّا نلاحظ أنّ مرور الزمن ، وتشوّق الأجيال التي لم تشهد الوحي إلى معرفة ملابسات ذلك العصر ، كان يسهم في شيوعها أكثر فأكثر ، ولا سيّما أنّها كانت تلعب دور تأييد بعض الحقائق التاريخيّة التي يمكن أن تخدم الفئات المتخالفة ، ولذا فإنّ بإمكان أسباب النزول أن تحرف حقائق التاريخ بشكل واسع .

الثاني : العامل الإيديولوجي العقائديّ ، فكلّما اشتدّ الصراع المذهبيّ ، كلّما تألّق هذا العلم ، وبدأ يتّخذ أبعادا جديدة ، وكلّما كثر الجدل العقائديّ ، موّنت

أسباب النزول هذا الصراع ، سلبا أو إيجابا ، افتراءً على الإسلام أو تبيانا للحقائق ، فقد كانت أسباب النزول اللاعب الأبرز في تأييد الحقائق ، بما يخدم المنظومات العقائديّة المختلفة .

وفي النتيجة لا يمكن للباحث أن يقوم بدراسة أسباب النزول بمنأى عن هذه العوامل ، وبمنأى عمّا يمكن أن تؤثّره على الأصعدة كافّة ، مع أنّ العجب العجاب أنّ مختلف الدراسين العامّة عندما أشاروا إلى أهميّة بحث أسباب النزول ، فإنّهم لم يشيروا إلى دوره على الصعيد التاريخيّ والعقائديّ ، وهذا الأمر محل ارتياب !

2 . ومن الإشارات التي يمكن أن نخلص إليها ، أنّ مختلف الأحداث في هذه الفترة تشير إلى أمر يسوء الأسباب ، فكلّ الأحداث التي أدّت إلى تصاعد الاهتمام بها كانت في المقابل تفتح الباب مشرعا أمام الوضع والجعل ، ممّا يضعف هذه الأسباب على مستوى اعتبارها وحجيّتها .

3 . تبيّن أنّ الأئمّة عليهم السّلام قد أشاروا إلى مجموعة من الأبحاث في عالم دراية أسباب النزول ، كما أنّهم عملوا على ضخّ عدد من روايات هذا الباب .

ولكن يا ترى إلى أي مدى ترسم هذه الإشارات وتؤسّس لعلم مستقلّ ولفنّ قائم بذاته ، له خصوصيّاته ؟ ففرق بين الكلام عن أسباب النزول ، وبين الاهتمام بعلم خاصّ مستقلّ في تفسير القرآن .

نقول حتّى زمانه لا يوجد أيّ دليل يمكن أن يطمأنّ إليه على ذلك ، فالإشارات في عالم الدراية عن أهل البيت عليهم السّلام ، لا يظهر منها أنّ ثمّة علم قائم بذاته ، وغاية ما يستفاد منها هو الاهتمام بروايات أسباب النزول في عمليّة الوقوف على معطيات القرآن ، وضرورة ذلك لارتباط عدد كبير من الآيات بهذه الأسباب ، مع عدم موت الآية بموت السبب ، ولا شيء من ذلك يؤسّس لعلم مستقلّ ، بل الأمر مرتبط بغيرها من روايات التفسير الأخرى .

بل ربما تكون القرائن من خلال كلماتهم على العكس منه ، حيث لا يظهر التمييز في كلماتهم عليهم السّلام بين روايات أسباب النزول ، وبين غيرها من روايات التفسير المنقولة عنهم ممّا يعني عدم جعلها بابا مستقلا .

وممّا يؤيّد عدم استقلال أسباب النزول بعلم وباب مستقلّ حتّى أواخر القرن الثالث ، أنّنا لو راجعنا المصادر التي تكفّلت تدوين هذه الأسباب ، فنجدها لا تجعلها تحت عنوان ، أو باب مستقلّ  « 65 ».

 

______________

( 1 ) . لاحظ : أمّهات هذه الكتب ، ك : أسباب النزول القرآنيّ للواحدي ، ولباب النقول في أسباب النزول للسيوطيّ .

( 2 ) . راجع : معرفة ، التفسير والمفسّرون ، ج 1 ، ص 181 .

( 3 ) . لاحظ : خاتمة الإتقان .

( 4 ) . الإتقان ، ج 4 ، ص 180 ، 214 ، 257 .

( 5 ) . البرهان ، ج 2 ، ص 156 ؛ التفسير والمفسّرون في ثوبة القشيب ، ج 1 ، ص 180 ؛ وهذا لا يعني أنّ كلّ ما نسب إلى أهل البيت عليهم السّلام ، فهو صادر عنهم ، بل نعتقد بأنّه قد تسلّل الوضع إلى حديثهم : « حيث وجد الكذّابون ، من رفيع جاه آل الرسول صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بين الأمّة ومواضع قبولهم من الخاصّة والعامّة ، أرضا خصبة استثمروها لترويج أباطيلهم . . . » ( التفسير والمفسّرون في ثوبه القشيب ، ج 1 ، ص 476 ).

( 6 ) . وسنبيّن ذلك بشيء من التفصيل عند الحديث عن البحوث المعاصرة في أسباب النزول .

( 7 ) . بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 100 .

( 8 ) . لاحظ : د . فرشوخ ، المدخل إلى علوم القرآن والعلوم الإسلاميّة ، ص 153 ، 155 ؛ كذلك : الشيخ حسن أيّوب ، الحديث في علوم القرآن والحديث ، ص 147 .

( 9 ) . كتبت دراسات كثيرة حول دور التابعين في مجال أسباب النزول ، ونحن نكتفي بإدراج ملاحظتين عامّتين ، ونركّز البحث في دور أهل البيت عليهم السّلام حيث لم نجد أيّ دراسة تعرّضت إلى دورهم في هذا الإطار .

( 10 ) . يقسّم علماء القرآن علم أسباب النزول إلى شعبتين : 1 ) نظريّ : ويطلقون عليه اسم ، الدراية ، و « يعنى بذكر قواعد هذا العلم ، وما يتعلّق بها » ؛ 2 ) تطبيقيّ ، وفي مصطلحهم ، رواية ، و « يتناول أسباب النزول الواردة والمأثورة ، ويعنى بجمعها . . . » ( د . الرشيد ، أسباب النزول وأثرها في بيان النصوص ، ص 105 ) .

( 11 ) . الواحدي ، ص 7 .

( 12 ) . بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 83 .

( 13 ) . لاحظ : كلام ابن عاشور ، في مقدّمة تفسيره ، التحرير والتنوير ، كنموذج لذلك .

( 14 ) . وذلك لطبيعة الظروف الموضوعيّة ، التي حكمت حركة الأئمّة عليهم السّلام .

( 15 ) . بحار الأنوار ، ج 93 ص 9 ، عن تفسير النعمانيّ .

( 16) . تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 172 .

( 17 ) . المصدر السابق ، ص 309 .

( 18 ) . راجع : سبب نزول الآيات ، البقرة ، 97 ، 98 ( تفسير نور الثقلين ، ج 1 ، ص 104 ) ؛ المجادلة ، 10 ، ( المصدر السابق ، ج 5 ، ص 261 ) ؛ هود ، 12 ( تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 324 ) ؛ مريم ، 96 ( المصدر السابق ، ج 2 ، ص 56 ) . . . .

( 19 ) . تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 31 .

( 20 ) . المصدر السابق ، ص 450 .

( 21 ) . الشيخ عبد المجيد غزلان ، البيان في مباحث من علوم القرآن ، ص 93 .

( 22 ) . بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 75 .

( 23 ) . تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 10 .

( 24 ) . بصائر الدرجات ، ص 196 ، ح 7 .

( 25 ) . تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 11 ، ح 4 .

( 26 ) . أ . د . فضل عبّاس ، إتقان البرهان ، ص 237 ، وهو قريب ممّا يذكره الشيخ محمّد هادي معرفة ، « وإذا كان القرآن ينزل نجوما ، وفي فترات متفاصلة بعضها عن بعض ، ولمناسبات شتّى كانت تستدعي نزول آية أو آيات تعالج شأنها ، فقد اصطلحوا على تسمية تلكم المناسبات بأسباب النزول أو شأن النزول على فرق بينهما . . . » ( الشيخ معرفة ، التمهيد ، ج 1 ، ص 241 ) . . . .

( 27 ) . لاحظ : الزرقاني ، مناهل العرفان ، ج 1 ، ص 101 ؛ أ . د . فضل عبّاس ، إتقان البرهان ، ج 1 ، ص 357 ؛ أ . د . فهد بن عبد الرحمن الرومي ، دراسات في علوم القرآن ، ص 134 . . . .

( 28 ) . بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 120 .

( 29 ) . خالد خليفة السعد ، علم أسباب النزول وأهميّته في تفسير القرآن ، ص 141 .

( 30 ) . بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 122 .

( 31 ) . لاحظ مثلا : أ . د . فضل عبّاس ، المصدر السابق ، ج 1 ، ص 357 .

( 32 ) . بسّام الجمل ، أسباب النزول ، ص 121 .

(33 ) . المصدر السابق ، ص 109 .

( 34 ) . أ . د . فضل عبّاس ، المصدر السابق ، ج 1 ، ص 251 .

( 35 ) . المصدر السابق ، ج 1 ، ص 251 .

( 36 ) . بسّام الجمل ، المصدر السابق ، ص 111 .

( 37 ) . الشيخ معرفة ، التمهيد ، ج 1 ، ص 246 .

( 38 ) . ابن سيّد الناس ، عيون الأثر ، ج 1 ، ص 435 ، 436 .

( 39 ) . راجع : السيوطي ، لباب النقول ، ص 61 - 66 .

( 40 ) . المصدر السابق ، ص 53 .

( 41 ) . المصدر السابق ، ص 255 .

( 42 ) . المصدر السابق ، ص 314 .

( 43 ) . تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 10 .

( 44 ) . المصدر السابق ، ج 1 ، ص 11 .

( 45 ) . سنتعرّض إلى أهمّ هذه الكتب ، عند الحديث عن التصنيفات في مجال أسباب النزول .

( 46 ) . راجع : بهج الصباغة ، ج 5 ، ص 63 .

( 47 ) . النور ، 6 .

( 48 ) . لاحظ : ما نقله الواحدي ، ص 231 ؛ والسيوطيّ ، لباب النقول في أسباب النزول ، ص 182 .

( 49 ) . الكافي ، ج 6 ، ص 163 ، ح 4 ؛ وفي المقابل ما رواه السيوطيّ ، لباب النقول في أسباب النزول ، ص 181 ، 182 .

( 50 ) . تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 385 .

( 51 ) . تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 84 ، 85 .

( 52 ) . بصائر الدرجات ، ص 234 ، ح 11 .

( 53 ) . كما في الآيات ، 88 - 90 من سورة النساء ، وبيان أبي جعفر عليه السّلام ، مجمع البيان ، ج 3 ، ص 132 .

( 54 ) . تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 195 .

( 55 ) . تفسير القمّي ، ج 1 ، ص 159 .

( 56 ) . بصائر الدرجات ، ص 234 ، ح 11 .

( 57 ) . تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 99 .

( 58 ) . الكافي ، ج 8 ، ص 93 ، ح 66 .

( 59 ) . تفسير العيّاشي ، ج 1 ، ص 98 .

( 60 ) . المصدر السابق ، ج 1 ، ص 183 .

( 61) . الكافي ، ج 1 ، ص 226 ، ح 1 .

( 62 ) . المصدر السابق ، ج 8 ، ص 200 ، ح 242 .

( 63 ) . تفسير العيّاشي ، ج 2 ، ص 306 .

( 64 ) . تفسير القمّي ، ج 2 ، ص 57 .

( 65 ) . سنشير إلى أهمّ المصادر التي دوّنت أسباب النزول في فقرة خاصّة .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .