المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9080 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


النبي يأخذ البيعة من الأنصار استعداداً للهجرة « صلى الله عليه وآله »  
  
101   08:49 صباحاً   التاريخ: 2024-09-16
المؤلف : الشيخ علي الكوراني
الكتاب أو المصدر : السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام
الجزء والصفحة : ج1، ص478-482
القسم : سيرة الرسول وآله / النبي الأعظم محمد بن عبد الله / حاله بعد البعثة /

النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) يُكَوِّن قاعدة لدعوته في المدينة

1 . بعد تكوين قاعدة الإسلام في المدينة وانتشاره بين أهلها ، تواصل طلبهم من النبي أن يهاجر إليهم : قال في إعلام الورى : 1 / 136 : « وبلغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن الأوس والخزرج قد دخلوا في الإسلام ، وكتب إليه مصعب بذلك ، وكان كل من دخل في الإسلام من قريش ضربه قومه وعذبوه ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأمرهم أن يخرجوا إلى المدينة ، فكانوا يتسللون رجلاً فرجلاً ، فيصيرون إلى المدينة ، فينزلهم الأوس والخزرج عليهم ويواسونهم . قال : فلما قدمت الأوس والخزرج مكة جاءهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال لهم : تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب ربكم وثوابكم على الله الجنة ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، فخذ لنفسك وربك ما شئت . فقال : موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق . فلما حجوا رجعوا إلى منى ، وكان فيه ممن قد أسلم بشر كثير ، وكان أكثرهم مشركين على دينهم ، وعبد الله بن أبيّ فيهم ، فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في اليوم الثاني من أيام التشريق : فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة ، ولا تنبهوا نائماً ، وليتسلل واحد فواحد . وكان رسول الله نازلاً في دار عبد المطلب ، وحمزة وعلي والعباس معه ، فجاءه سبعون رجلاً من الأوس والخزرج فدخلوا الدار ، فلما اجتمعوا قال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب ربي وثوابكم على الله الجنة ؟ فقال أسعد بن زرارة والبراء بن معرور وعبد الله بن حرام : نعم يا رسول الله ، فاشترط لنفسك ولربك . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تمنعوني مما تمنعون أنفسكم ، وتمنعون أهلي مما تمنعون أهليكم وأولادكم ؟ قالوا : فما لنا على ذلك ؟ قال : الجنة ، وتملكون بها العرب في الدنيا ، وتدين لكم العجم وتكونون ملوكاً . فقالوا : قد رضينا . فقام العباس بن نضلة وكان من الأوس فقال : يا معشر الأوس والخزرج تعلمون على ما تقدمون عليه ؟ إنما تقدمون على حرب الأبيض والأحمر ، وعلى حرب ملوك الدنيا ، فإن علمتم أنه إذا أصابتكم المصيبة في أنفسكم خذلتموه وتركتموه فلا تغروه ، فإن رسول الله وإن كان قومه خالفوه فهو في عز ومنعة . فقال له عبد الله بن حرام وأسعد بن زرارة وأبو الهيثم بن التيهان : مالك وللكلام ! يا رسول الله ، بل دَمُنَا بدمك وأنفسنا بنفسك ، فاشترط لربك ولنفسك ما شئت .

فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أخرجوا إليَّ منكم اثني عشر نقيباً يكفلون عليكم بذلك كما أخذ موسى من بني إسرائيل اثني عشر نقيباً . فقالوا : إختر من شئت . فأشار جبرئيل ( عليه السلام ) إليهم فقال : هذا نقيب ، وهذا نقيب ، حتى اختار تسعة من الخزرج وهم : أسعد بن زرارة ، والبراء بن معرور ، وعبد الله بن حرام أبو جابر بن عبد الله ، ورافع بن مالك ، وسعد بن عبادة ، والمنذر بن عمرو ، وعبد الله بن رواحة ، وسعد بن الربيع ، وعبادة بن الصامت .

وثلاثة من الأوس وهم : أبو الهيثم ابن التيهان وكان رجلاً من اليمن حليفاً في بني عمرو بن عوف ، وأسيد بن حضير ، وسعد بن خيثمة » .

وفي المناقب : 1 / 157 : « ثم عاد مصعب إلى مكة ، وخرج من خرج من الأنصار إلى الموسم مع حجاج قومهم ، فاجتمعوا في الشعب عند العقبة ، ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان ، في أيام التشريق بالليل فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أبايعكم على الإسلام ، فقال له بعضهم : نريد أن تعرفنا يا رسول الله ما لله علينا وما لك علينا وما لنا على الله ؟ قال : أما ما لله عليكم فأن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً . وأما مالي عليكم فتنصروني مثل نسائكم وأبنائكم ، وأن تصبروا على عض السيف وأن يقتل خياركم ، قالوا : فإذا فعلنا ذلك ما لنا على الله ؟ قال : أما في الدنيا فالظهور على من عاداكم وفي الآخرة الرضوان والجنة .

فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : والذي بعثك بالحق لنمنعك بما تمنع به أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب وأهل الحلقة ، ورثناها كابراً عن كابر .

فقال أبو الهيثم إن بيننا وبين الرجال حبالاً ، وإنا إن قطعناها أو قطعوها فهل عسيت إن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ، فتبسم رسول الله ثم قال : بل الدم الدم والهدم الهدم ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم ، ثم قال : أخرجوا لي منكم اثني عشر نقيباً ، فاختاروا ثم قال : أبايعكم كبيعة عيسى بن مريم للحواريين كفلاء على قومهم بما فيهم ، وعلى أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم ، فبايعوه على ذلك . فصرخ الشيطان في العقبة : يا أهل الجباجب هل لكم في محمد والصباة معه ، قد اجتمعوا على حربكم » !

وفي الطبقات : 1 / 222 : « فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن موسى أخذ من بني إسرائيل اثني عشر نقيباً ، فلا يجدن منكم أحد في نفسه أن يؤخذ غيره ، فإنما يختار لي جبريل فلما تخيرهم قال للنقباء : أنتم كفلاء على غيركم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم ، وأنا كفيل على قومي ؟ قالوا : نعم » .

أقول : « معنى ذلك أن نظام الاثني عشر من الدين الإلهي ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) اعتمد النقباء الاثني عشر لضمان وفاء الأنصار ببيعتهم . وهو نظام اجتماعي للإيمان والكفر ، فالنقباء الكافلون لقومهم بالبيعة اثنا عشر ، والأئمة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) اثنا عشر ، والأئمة المضلون الذين يدعون إلى النار ، إثنا عشر إماماً أيضاً !

2 ذكر ابن عبد البر في الدرر / 66 ، أن العقبة الأولى كانت في الموسم قبل حرب بعاث ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) التقى فيها بستة من الخزرج فأسلموا ، ورجعوا إلى المدينة فدعواإلى الإسلام حتى انتشر فيهم ، وأن العقبة الثانية كانت في العام المقبل مع اثني عشر رجلاً بايعهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند العقبة على بيعة النساء ، ولم يكن أُمِرَ بالقتال . ثم كانت العقبة الثالثة عندما رجع مصعب بن عمير إلى مكة وجاء معه إلى الموسم جماعة ممن أسلم من الأنصار ، يريدون لقاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في جملة قوم كفار منهم لم يسلموا بعد فأسلموا وبايعوا ، وكانوا سبعين رجلاً وامرأتين ، واختار رسول الله منهم اثنا عشر نقيباً . وكانت بيعتهم على حرب الأسود والأحمر ، وأخذ لنفسه واشترط عليهم لربه وجعل لهم نقباء على الوفاء بذلك الجنة » .

3 . اختار النبي ( صلى الله عليه وآله ) دار جده عبد المطلب ( رحمه الله ) بمنى ، عند جمرة العقبة ، مكاناً للبيعة وتقدم من تفسير القمي : 1 / 272 وإعلام الورى : 1 / 142 ، قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « فاحْضَروا دارَ عبد المطلب على العقبة ولا تنبهوا نائماً وليتسلل واحد فواحد . وكان رسول الله نازلاً في دار عبد المطلب وحمزة وعلي والعباس معه ، فجاءه سبعون رجلاً من الأوس والخزرج فدخلوا الدار » .

لكن رواة السلطة لم يذكروا بيت عبد المطلب وقالوا : « فواعدوا رسول الله العقبة من أواسط أيام التشريق » . ابن هشام : 2 / 299 والدرر / 68 .

وقد تعجبتُ في هذه السنة 1429 من أن الوهابيين أقاموا مسجداً صغيراً مكان بيت عبد المطلب جعلوه رمزاً لبيعة الأنصار للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ويقع قرب جمرة العقبة على يمين الخارج منها إلى مكة ، مع أنهم يزيلون آثار الإسلام والنبي وآله ( صلى الله عليه وآله ) ، لكن لا ندري كيف حولوه إلى مسجد ومن أوقفه مسجداً ؟ ! ولعلهم استندوا إلى نص في طبقات ابن سعد : 1 / 121 يقول إن الموضع كان مسجداً ، قال : « وعَدَهُم « النبي ( صلى الله عليه وآله ) » منى وسط أيام التشريق ، ليلة النفر الأول إذا هدأت الرجل ، أن يوافوه في الشعب الأيمن ، إذا انحدروا من منى بأسفل العقبة ، حيث المسجد اليوم » . أي في زمن ابن سعد في القرن الثالث .

4 . كانت قريش في تلك السنة مستنفرة لمراقبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبني هاشم ، لأنها رأت أن بعض أهل المدينة دخلوا في الإسلام ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) يأمر أصحابه المضطهدين في مكة بالهجرة إلى المدينة . ورغم رقابتهم استطاع النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يرتب لقاءه بالأنصار سراً ، وجعله في بيت عبد المطلب في منى ، وواعدهم في وقت نوم الحجاج : « فخرجوا في ثلث الليل الأول متسللين من رحالهم إلى العقبة » ولا بد أنه رتب حراسةً عند مدخل الشعب ومدخل الدار .

قال في إعلام الورى : 1 / 143 : « فلما اجتمعوا وبايعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صاح بهم إبليس : يا معشر قريش والعرب ، هذا محمد والصباة من الأوس والخزرج على جمرة العقبة يبايعونه على حربكم ! فأسمع أهل منى فهاجت قريش وأقبلوا بالسلاح ! وسمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) النداء فقال للأنصار : تفرقوا ، فقالوا : يا رسول الله إن أمرتنا أن نميل عليهم بأسيافنا فعلنا ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لم أؤمر بذلك ولم يأذن الله لي في محاربتهم . فقالوا : يا رسول الله فتخرج معنا ؟ قال : أنتظرأمرالله .

فجاءت قريش على بكرة أبيها قد أخذوا السلاح ، وخرج حمزة ومعه السيف فوقف على العقبة هو وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فلما نظروا إلى حمزة قالوا : ما هذا الذي اجتمعتم عليه ؟ قال : ما اجتمعنا وما هاهنا أحد ، والله لا يجوز أحد هذه العقبة إلا ضربته بسيفي !

فرجعوا وغدوا إلى عبد الله بن أبيّ وقالوا له : قد بلغنا أن قومك بايعوا محمداً على حربنا ! فحلف لهم عبد الله أنهم لم يفعلوا ولا علم له بذلك ، وأنهم لم يطلعوه على أمرهم ، فصدقوه . وتفرقت الأنصار ورجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى مكة » .

أقول : مضافاً إلى نداء إبليس ، فقد تكون قريش عرفت خبر بيعة الأنصار من جواسيسها ، أو من تحركات الأنصار . أما امتناعها عن مواجهة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسببه أنها تعرف من هو حمزة وعليٌّ وبنو هاشم ، فلم تجرؤ على فتح معركة معهم ، خاصة أنها في موسم الحج والأشهر الحرم !

لكن زعماء قريش واصلوا اجتماعاتهم بقية الشهر ، حتى قرروا بالإجماع قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد انتهاء الأشهر الحرم ، وعينوا الأشخاص من القبائل للتنفيذ .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.