أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-15
222
التاريخ: 2023-07-18
749
التاريخ: 2024-09-16
269
التاريخ: 2023-07-25
1041
|
دعاء اليوم الخامس عشر:
بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ ارْزُقْني فيهِ طاعةَ الخاشعينَ، وَاشْرَحْ فيهِ صَدري بِإنابَةِ المُخْبِتينَ، بِأمانِكَ يا أمانَ الخائفينَ.
أضواء على هذا الدعاء:
أحب شيء للمؤمن الصادق في إيمانه الطاعة المشتملة على الخشوع، وقد وصف الله تعالى المؤمنين بالفلاح؛ لأنّهم خاشعون في الطاعة والعبادة وأهمّها الصلاة، يقول الحق تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2].
وطاعة الخاشعين هي: الطاعة المُثلى فهي طاعة يتصف صاحبها بالخشوع فيها دون تكلّف، أو رياء، أو تمحّل.
والخشوع هو: الخضوع وبابهما واحد، والتخشع تكلّف الخشوع، وينبغي أن يكون الخشوع لله تعالى دون غيره، والجوارح مرجعها القلب وقد روي عن النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) أنّه رأى رجلا يصلّي وهو يعبث بشيء، فقال: «أما إنّه لو خشع قلبه لخشعت جوارحه».
ثم قال (صلىاللهعليهوآلهوسلم): «واشرح فيه صدري بإنابة المخبتين»
وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم مخاطباً نبيه الأمين: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} [الشرح: 1] وقد جاء في تفسيرها: [ألم نفسحه حتى وسع مناجاة الحق ودعوة الخلق، ألم نفسحه بما أودعنا فيه من الحكم، وبما يسّرنا لك تلقّي الوحي] (1).
والإنابة: هي الإقبال والتوبة، يقال: أناب إلى الله تعالى أقبل وتاب.
و[المخبتون، هم: الخاشعون، والإخبات، هو: الخشوع، يقال: أخبت لله تعالى، أي: خشع] (2).
والمراد من الدعاء أن يشرح الله تعالى صدر المؤمن في هذا اليوم بالإقبال على الطاعة التي يتجسّد فيها الإخبات والخشوع، وقد ورد في زيارة أمين الله عن المعصوم (عليهالسلام) قوله: «اللهمَّ إنَّ قلوب المخبتين إليك والهة، وسبل الراغبين إليك شارعة، وأعلام القاصدين إليك واضحة» (3).
وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَى رَبِّهِمْ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [هود: 23].
ثم يختم النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) الدعاء بقوله: «بأمانك يا أمان الخائفين».
أي بجمالك وجوارك فالله الملجأ، والمعين، والأمان لمن يلتجأ إليه خائفاً، مذعوراً، منيباً.
والخائفون هنا من يخافون الله تعالى ويخشونه ويرجون لطفه، وفضله في أن يتقبّل منهم أعمالهم، ويعفو عن ذنوبهم، ويغفر لهم سيّئاتهم بعد أن يعودوا إلى ساحة طاعته، وهم يأملون منه الرضا والقبول.
والخوف من الله درجة الأصفياء، وقد ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: «رأس الحكمة مخافة الله».
وقال: «أعلى الناس منزلة عند الله أخوفهم منه».
وقال أمير المؤمنين علي (عليهالسلام): «أعلم الناس بالله سبحانه أخوفهم منه».
وقال: «الخوف سجن النفس عن الذنوب، ورادعها عن المعاصي».
وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليهالسلام): «ينبغي للمؤمن أن يخاف الله خوفا كأنّه يشرف على النار، ويرجوه رجاء كأنّه من أهل الجنّة».
وقال (عليهالسلام): «من خاف الله عز وجل أخاف الله منه كل شيء ومن لم يخف الله عز وجل أخافه الله من كل شيء» (4).
__________________
(1) كنز الدقائق: 14 / 332.
(2) مختار الصحاح: 167.
(3) مفاتيح الجنان.
(4) التفسير المعين: 533.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|