أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-11-13
430
التاريخ: 2023-09-24
877
التاريخ: 2024-02-14
1048
التاريخ: 2023-11-12
925
|
والظاهر أن أول حملة قام بها «أمنحتب» الأول كانت على بلاد «كوش»، كما سبق القول عن ذلك عند الكلام على ترجمة «أحمس» بن «أبانا»، فقد صعد الفرعون في النيل في سفينة «أحمس» بن «أبانا»، حيث يقول هذا الضابط البحري إنه هزم العدو وعاد إلى مصر مظفرًا، أما في آسيا فلا نعرف أنه قام بحروب فيها، ومع ذلك فإنه يحتمل أن هذا الفرعون قد حاوَلَ طوال مدة حكمه أن يسير على متابعة سياسة والده الاستعمارية؛ والواقع أننا نجد في نقشٍ مؤرَّخ بالسنة الثانية من حكم «تحتمس» الأول، أن دولته كانت تمتد من «تمبوس» (في النوبة العليا) حتى «نهر الفرات»، وليس لدينا ما يحملنا على الشك في هذا التصريح، كما أنه ليس من المعقول أن يكون المصريون قد أوغلوا كلَّ هذه المسافة في السنة الأولى من حكم «تحتمس» الأول، بل يجب أن يُعزَى ذلك التقدُّم إلى عهد «أمنحتب» الأول. ولما كانت الوثائق تعوزنا لمعرفة مصدر هذا التقدم في الفتوح المصرية في عهد كلٍّ من هذين الملكين، فإنه من المحتمل جدًّا أن تأسيس الإمبراطورية يُعزَى إلى حكم «أمنحتب» الأول الذي كان حكمه طويلًا نسبيًّا. أما عن الحملة التي يقال إن الفرعون قام بها على اللوبيين (؟) فقد جاء ذكرها في ترجمة حياة «أحمس بننخبت» (Urk. IV. p. 36)؛ حيث يقول: وقد رافقت ثانيةً ملك الوجه القبلي والبحري «زسر كارع» (أمنحتب الأول) المرحوم، وقد أحضرت له من شمالي «يامو» التابعة لحقول «كهك» ثلاث أيدٍ. وقد قال الأستاذ «زيته» إن حقول «كهك» هذه مكان غير معروف، يحتمل أنه في الشمال الغربي من مصر. كما يقول: إن «حقول يامو» يحتمل أن تكون إحدى الواحات الواقعة في الصحراء اللوبية. (1) أما «مسبرو» فيقول: «إن الفرعون قام بحملة إلى «لوبيا» بعد حملته على «إثيوبيا»، وتسكن قبيلة «كها كا» بين بحيرة «مريوط» و«واحة آمون»، ولا بد أنها قد هاجمت بجرأة المقاطعات الغربية من الدلتا، وقد نظم الفرعون حملةً عليهم مخلدًا ذكرى انتصاره بصنع لوحة صغيرة من الخشب، نجد ممثلًا عليها الملك المظفر ملوحًا بسيف في يده على العدو، الذي كان طريحًا على الأرض عند قدمَيْه «(2). والظاهر أن أعمال «أمنحتب» الأول الحربية قد وقفت عند هذا الحد؛ إذ ليس لدينا من الآثار ما يشير إلى أي انتصارات أخرى قد أحرزها في مدة حكمه الطويل، غير أن هذا لم يمنع معاصريه من الاحتفال به بوصفه فرعونًا فاتحًا مظفرًا؛ إذ نشاهده مصورًا على لوحة صغيرة من الخشب محفوظة بمتحف «اللوفر» وهو يضرب بسرور أمراء البلاد الأجنبية(3) كما نراه في مشهد آخر واقفًا في عربته على أهبة مطاردة عدوين أو الحمل عليهما، وقد أمسك بهما وهما في حالة إغماء(4) أما في الصيد والقنص فتدل المناظر التي وصلتنا من عصره على أنه كان صيادًا ماهرًا؛ إذ نجده مثلًا وهو يقبض على أسد من ذيله، وقد رفعه في لمح البصر في الفضاء قبل أن يقضي عليه(5)؛ والواقع أن هذه المناظر كانت من الأمور التقليدية عند المصريين في حروبهم وصيدهم، غير أنها أحيانًا كانت ترتكز على حقائق تاريخية هامة. ولا مراء في أن البلاد المصرية كانت في حاجة إلى فترة من الراحة، والنزوع عن متابعة الحروب ابتغاءَ أن تشفى من الجروح التي أصابتها مدة الحروب الطويلة التي عانتها البلاد في عهد والده وسلفه مع الهكسوس، وسواء أرغب «أمنحتب» عن الحروب لعدم ميله إليها، أو لأسباب سياسية، فإن الجيل الذي عاش فيه قد استفاد من كراهيته للحروب، كما استفاد الجيل السابق من حب والده «أحمس» لشن الغارة على العدو وقهره، ولا غرابة إذن في أن نرى المدن في عهد «أمنحتب» قد استعادت حياتها العادية، ونمت فيها الزراعة، وازدهرت التجارة؛ ممَّا زاد في ثروة مصر وجعلها على استعداد تام للقيام بفتوحها المقبلة على يد فراعنتها الشجعان.
..................................................
1- راجع: Sethe, Urkunden IV. Bearbeitet & Ubersitzt p. 19.
2- راجع: Rosellini, “Monumenti Storici” , Vol. III, 1. Pl. 108. & Pl. 11b .
3- راجع: Ibid. Pp. 108–110 & Pl. 11, A. D .
4- راجع: Maspero, “The Struggle of the Nations” , p. 101 .
5- راجع: Rosellini, “Monumenti Storici”, Vol. III, p. 110 & Pl, 11, E .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|