أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-23
819
التاريخ: 2023-11-14
1133
التاريخ: 2023-10-30
737
التاريخ: 2024-01-04
976
|
أقلع جاسون من أيولكوس في يوم طاب هواؤه، وقامت جموع غفيرة على الشاطئ لتودعه وتدعو له بالتوفيق والحظ الحسن. فأسرعت السفينة تمخر عباب اليم، كأنها طائر يشق طريقه عبر الهواء، فوصلت بعد عدة أيام إلى لمنوس التي جميع سكانها من النساء اللواتي يقمن بكافة الأعمال. ولما غادروا هذا البلد ذهبوا إلى أمة الدوليونيس، الذين استقبلوهم أولًا بالحيطة والشك، ثم عاملوهم كأصدقاء. يقال إنهم فقدوا هرقل وبحارًا آخر في منطقة البحر الأسود؛ بسبب حادث غريب. فقد انكسر بعض مجاذيف السفينة، فنزل هرقل إلى البر؛ ليبحث عن أخشاب ليصنع منها مجاذيف جديدة. ونزل معه غلام يُدعى هولاس كان خادمه، وكان هرقل يحبه كما لو كان ابنه. ولما أحس هرقل بالظمأ أمر غلامه بأن يذهب إلى أقرب مجرى ماء، ويأتيه منه ببعض الماء. ذهب هولاس إلى بركة ماء عذب صغيرة وسط غابة، تظلِّلها الأشجار الباسقة، وتحيط بها الأزهار الرقيقة العطرة. فلما انحنى ليملأ جرته بالماء أبصرته الحوريات اللائي يعشن في تلك البركة، وعلى الفور سحرهن جماله، فلم يكن في العالم كله من يبذ هولاس جمالًا. فأسرعن صاعدات من البركة، وأمسكن بيده في رفق ودعونه إلى كهوفهن القائمة تحت الماء. وبأصواتهن الشبيهة بخرير الماء وحفيف أوراق الأشجار، أدخلن النوم إلى رأسه، فأغمض أجفانه رغمًا منه، وعندئذٍ جذبنه ببطءٍ إلى أسفل وسط الأمواج المعانقة التي لم تخرجه بعد ذلك إطلاقًا. لما طال انتظار هرقل، ولم يرجع هولاس، ذهب يبحثُ عنه وسط الغابة مذعورًا، ولم يكف عن البحث رغم اعتراض الأبطال الآخرين. وبعد مدة اضطروا إلى ترك هرقل على الشاطئ، وأبحروا بسفينتهم، فظل هرقل عدة أيام يبحث عنه في كل مكان دون جدوى، وأخيرًا عاد حزينًا إلى بلاد الإغريق. بعد بضعة أيام، وصل الأبطال إلى دولة أخرى كان ملكها يفخر كثيرًا بمهارته في الملاكمة، فكان يشترط على كل غريب يطأ أرض بلاده أن يُنازله في شوط ملاكمة. وعادةً كان الشوط ينتهي بموت الغريب؛ إذ كان هذا الملك موفور القوة، عظيم المهارة في الملاكمة. وهكذا فرض هذا الشرط على طاقم الأرجو، وأمرهم بأن يختاروا من بينهم بطلًا ينازله. أخذ الملك يزهو ويتمشدق بقوته وبراعته، فقال: «ربما احتَجْتم بعد قليل إلى اختيار بطل آخر «. لم يتنافس الأبطال في اختيار البطل الذي سينازل ذلك الملك؛ فقد كان بولوكس ماهرًا في الملاكمة تلقى دروسه فيها عن الآلهة أنفسهم، فلم يستغرق الشوط بينه وبين الملك وقتًا طويلًا. فبعد فترةٍ قصيرةٍ لقِي الملك نفس المصير الذي لقِيَه كل من لاكمه قبل ذلك، ومع هذا فلم تعجب نتيجة المباراة هذه أهل وطنه، فقاموا في الحال يهاجمون بحارة الأرجو الذين اضطروا إلى قتل الكثير منهم قبل العودة إلى سفينتهم. سرعان ما وصلت الأرجو إلى منطقة يقيم بها عراف اسمه فينيوس، اتصف بمنتهى القسوة على أهل بيته هو نفسه، فعاقبته الآلهة بالعمَى، ونقلته إلى أرضٍ يسكنها وحشان من جنس يطلق عليه اسم الهاربيات، أجسامهن ورؤوسهن لنساء وأقدامهن وأجنحتهن لطيور جارحة. واسم هذين الوحشين «ذات الأقدام العاصفة» و«السريعة الأجنحة». كانت هاتان الهاربيتان تنتظران؛ حتى تضع أيدٍ غير مرئية وجبةَ الطعام أمام فينيوس، فتخطفان خير جزء منها وتلتهمانه. وهكذا كان فينيوس يعيش في جوعٍ دائم. وعد فينيوس هذا أبطال الأرجو بأن يزوِّدَهم بالنصائح الغالية اللازمة لرحلتهم، والتي تجنبهم كثيرًا من المشاقِّ والأخطار إن هم خلصوه من هاتين الهاربيتين الضاريتين. كان زيتيس وكالايس ابني بورياس (الريح الشمالية)، ويستطيعان الحركة في سرعة الريح؛ إذ كانت لهما أجنحة الرياح. فوعداه بمساعدتهما إن هو أقسم لهما بأن يعامل أهله برفق طول حياته. فأقسم لهما بأغلظ الأيمان. وعلى ذلك، فعندما جاءت الهاربيتان هاجماها من الجو، وبعد معركة طويلة طرداهما، ولكي يجازيهما فينيوس على هذا الصنيع أخبر الأبطال بأنهم سرعان ما سيصلون إلى صخرتين خطرتين يُطلق عليهما اسم سومبليجاديس أو الجزيرتين المتصادمتين، وأخبرهم بكيفية المرور بينهما، كما زوَّدهما بنصائح قيمة أخرى. وبعد نصف يوم وصل الأبطال إلى الصخرتين اللتين حذرهم فينيوس منهما. وكانتا بحق عجيبتين وخطرتين، فلم تكونا مثبتتين إلى قاع البحر، وإنما كانتا دائمتي التحرك والاصطدام إحداهما بالأخرى. ولا يعرف أي إنسان متى سيحدث التقاؤهما المخيف، ولكن جاسون عمل بنصيحة فينيوس، فأطلق حمامة عندما بدأت الصخرتان تقتربان، فاستطاعت الحمامة أن تمرق من بينهما في نفس اللحظة التي اصطدمَتَا فيها. وعندما افترقت الصخرتان بسرعة، أسرع الأبطال بالتحذيف، فانطلقت الأرجو في سرعة الحمامة، ومرقت من بين الصخرتين بسلام. ولما نظر الأبطال خلفهم رأوا الصخرتين ثابتتين لا تتحركان. وما عادتا طافيتَيْن على سطح المحيط، إذ كانت هناك نبوءة تقول بأنه إذا مرَّت أية سفينة بسلام من بين هاتين الصخرتين التصقت الصخرتان في قاع البحر.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|