العلاقات الصينية مع الخلافة العباسية في دورها الثاني ودور مسلمي الصين في هذه العلاقات. |
818
01:36 صباحاً
التاريخ: 2023-11-26
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-01-07
705
التاريخ: 27-4-2018
10069
التاريخ: 2023-11-25
1275
التاريخ: 2024-01-09
923
|
مع بداية القرن السابع الهجري / الثالث عشر الميلادي، بدأت قوة التتار الجديدة تظهر وتسيطر على الصين تحت قيادة جنكيز خان (1) (2) - وامتدت إمبراطورية التتار من الصين إلى جنوب روسيا (3)، وأصبحت هذه الإمبراطورية من أعظم الإمبراطوريات التي حكمت الصين وأواسط آسيا (4). لقد عرف جنكيز خان الكثير عن العالم الإسلامي، وذلك لأن المسلمين قدموا للعالم أنذاك المنتجات الشهيرة والصناعات القيمة، مثل أدوات الحروب والقتال والتي كانت تعتبر من أجود الأنواع في الأسواق العالمية (5). وبهذا عرف المغول عن المسلمين أكثر مما عرفه المسلمون عن المغول وبلادهم. وكانت بداية علاقة جنكيز خان بالمسلمين إرسال جنكيز خان سفارة إلى محمد خوارزم شاه عام (615 هـ - 1218م)، يطلب منه الهدنة والمسالمة (6)، وكان على رأس بعثة جنكيز خان مسلم يدعى محمود الخوارزمي (7)، وعرف أيضاً باسم محمود يلفادش وكان تاجراً معروفاً (8). أراد جنكيز خان تأسيس علاقة مع المسلمين وذلك لأنه عرف أن المسلمين قوة كبيرة ممتدة وواسعة. فقد جاء في الرسالة التي بعثها جنكيز خان مع محمود الخوارزمي إلى السلطان خوارزم شاه " أنا أعلم يقيناً حجم قوتك وسلطانك. أنت ملك الغرب وأنا ملك الشرق، نحن بإمكاننا العيش مع بعضنا البعض وبعلاقات طيبة حدودنا تتلاقي ومن المفيد أن نعمل على توفير حرية الحركة لتجارنا في كلا البلدين (9). لقد كانت كل سفارة جنكيز خان من المسلمين ولا أحد منهم من التتار، وتم معاملتهم واستقبالهم استقبالاً كبيراً وكريماً رغم ما عرف عن خوارزم شاه من استعلاء على الشعوب المحاذية شرقاً من بلاده (10). إذ قدمت سفارة جنكيز خان الهدايا العديدة لخوارزم شاه (11)، ويبدو أن جنكيز خان كان يعي تماماً قوة ونفوذ العالم الإسلامي، ولهذا وجد جنكيز خان منفعة لبلاده في الحصول على هدنة مع سلطان مسلم عظيم مثل خوارزم شاه وقد تكون سياسة جنكيز خان هذه شراءً للوقت لكي يتسنى له تثبيت قواعد إمبراطوريته الجديدة بعد احتلال الصين ومناطق شاسعة من وسط آسيا وجنوب روسيا، أو أنه تخوف من قوة المسلمين وأراد أن يعرف المزيد عن خوارزم شاه وقوته العسكرية. وخلال زيارة سفارة جنكيز خان بقيادة محمود الخوارزمي، قام خوارزم شاه بجهد كبير في محمود الخوارزمي ليكشف سر جنكيز خان ومدى قوة جيوشه ونفوذه في الصين (12). لقد اعتبر خوارزم شاه رئيس البعثة المغولية مسلماً ومن بلاده أيضا، فقال له: " أنت منا وإلينا (13)." ثم قال له: " أصدقني أيملك جنكيز خان الصين (14). أجابه قائد البعثة بأن جنكيز خان يملك الصين (15)، ونصح خوارزم شاه بقبول الهدنة. وقد تمت الهدنة وسر جنكيز خان بإتمام الهدنة (16). بعد عامين من هذه الهدنة أرسل جنكيز جماعة من التجار في عام (617هـ=1220م) إلى إحدى ولايات خوارزم شاه الواقعة في الشمال من بلاده ليشتروا كسوة له (17). فقام الوالي بإلقاء القبض على التجار التتار وأرسل رسلاً لخوارزم شاه يبلغه بما وقع وأنهم جاءوا ليتجسسوا، فما كان مــــن خوارزم شاه إلا أن أمر بقتل الرسل وأخذ أموالهم (18). بدأ التتار يحاربون عساكر خوارزم شاه فقام خوارزم شاه بمنع التعامل مع التجار التتار ومنع الميرة والكسوات (19). هذه الرواية، يبدو ولأول وهلة أن السبب هو قتل تجار التتار، غير أنه من الصعب التصور بأن حادثة واحدة كتلك تكون السبب في اشتعال الحروب بين جنكيز خان والمسلمين، لقد عرف عن جنكيز خان بأطماعه وطموحاته لتدمير أعدائه سواء في الشرق أو في الغرب. لقد كان قائدا عسكريا يطمع في إخضاع العالم تحت سيطرته، وبسط نفوذ إمبراطوريته المغولية عسكريا على امتداد آسيا من الشرق إلى الغرب ومن الأرجح أن تلك الحادثة للتجار التتار ناتجة عن وجود شكوك عميقة تولدت آنذاك بين إمبراطورية عسكرية مغولية صاعدة أكلت الأخضر واليابس في الصين، وبين دولة إسلامية جذورها عميقة في حضارة تلك البلاد، بدأت تقلق وتتخوف من تهديد مغولي جديد قادم من الشرق. في عام (656هـ= 1258م)، تحدث أحد قادة جيش التتار عن تدمير بغداد وكان من أصل صيني (20)، وقال إنه كان في الجيش ألف مهندس صيني عملوا فقط على تنفيذ عمل المجانيق التي كانت ترسل قذائف مشتعلة على بغداد (21). وفي عهد جنكيز خان، كانت الحروب والمعارك مستمرة بين المغول والعالم الإسلامي. ولم يشهد طريق الحرير حقبة أسوأ من تلك الأوقات، إذ امتد الدمار على أيدي التتار من حدود الصين شرقا إلى بغداد غربا. وبعد عشرات السنيين من الحروب المتواصلة، استطاع المغول في عام (670 هـ - 1271م)، تأسيس دولة المغول على يد قبلاي خان، وعرف عصر المغول عند الصينيين بعهد يوان (Yuan)، وتم السيطرة على الصين كلها (22).
..............................................
1- ياقوت، معجم البلدان،
ج 1، ص 144179.Lattimore, Owen, Pivot of Asia, P
2- جنكيز خان، هو ملك التتار وسلطانهم الأول.. أذعنت له جميع التتار وأطاعوه أول ما ظهر في عام 596هـ، ومات في رمضان 624هـ، واسمه الأصلي تمرجين، ينظر: الذهبي، سير أعلام النبلاء، ج22، ص243.
3- Lattimore, Pivot of Asia, P.14
4- IBID, P.195
5- Cedar, The Mongolian Empire, P.150
6- ابن العماد شذرات الذهب،
ج 3، ص 61؛ 150.Paul, cedar, The Mongol Empire, P
7- ابن العماد شذرات من الذهب، ج3، ص61.
8- Cedar, The Mongolian Empire, P150
9- IBID, P. 150
10- IBID, P150
11- Cedar the Mongolian Empire, P.150
12- IBID, P150
13- ابن العماد شذرات الذهب، ج 3، ص 61.
14- م.ن.، ج 3، ص 61.
15- م.ن.، ج 3، ص 61.
16- م.ن.، ج 3، ص 61.
17- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج10، ص401.
18- ابن العماد، شذرات الذهب، ج 3، ص 61؛ ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج10، ص401.
19- ابن الأثير، الكامل في التاريخ، ج10، ص 401؛ ابن بطوطة، رحلة ابن بطوطة، ج1، ص408.
20- Huang, ,Ray, China: A Marco History, p.158.
21- IBID, P.158.
22- IBID P.158.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|