أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-26
811
التاريخ: 2023-11-19
1060
التاريخ: 2024-09-22
259
التاريخ: 2023-11-07
975
|
وتُوُفي قسطنطين التاسع مونوماخوس بعد هذا بقليل في الحادي عشر من كانون الثاني سنة 1055، فنُودي بالعقب الوحيد الباقي من الأُسرة المقدونية ثيودورة ابنة قسطنطين الثامن الصغرى، وكانت قد قضت معظم حياتها في الدير فنشأت تقية فظة بقدر ما كانت أختها زوية متيمةً بالحب، ورأى البطريرك المسكوني أن تتزوج فتشرك معها في الحكم من كان أهلًا لذلك لا سيما وأنها كانت قد ناهزت السبعين، ولكن الخصيان حولها رَأَوْا غير ذلك؛ إبقاءً للسلطة في يدهم، وغُلب البطريرك على أمره وحكمت ثيودورة وحدها ومارست السلطة، فاستقبلت السفراء، وعنيت بالقوانين ووزعت العدل، وخصت الخصيان بمراتب الدولة العُليا فأقصتْ مستشاري قسطنطين التاسع واكتفت بآراء هؤلاء ونصائحهم، فقاومها العسكريون وأعوانُهُم وتفاقم الشرُّ. وفي صيف السنة 1057 أشرفت الفسيلسة على الموت، فهرع الخصيان يستدركون دوامَ النعمة بتعيين مَنْ يركنون إليه قبل وفاة ثيودورة، فصرحت هذه — وهي على فراش الموت — بأنها اتخذت ميخائيل إستراتيوتيكوس Stratioticus خليفةً لها، وتَبَنَّتْهُ قبل وفاتها، وماتت في الثلاثين من آب سنة 1057 فاضطر البطريرك أن يتوِّجه فسيلفسًا. ودام حُكْمُ ميخائيل السادس سنةً وعشرة أيام، واشتد في أثنائه النزاعُ بين العسكريِّين والخصيان، فكان شغل الزعماء العسكريين الشاغل تحقير الفسيلفس ومعاندته، أما هو فقد كان يرد مطالبهم بانتظام، وتَفَجَّرَ الخصامُ يوم عيد الفصح في الثلاثين من آذار سنة 1058 عندما طالب الزعماء العسكريون بالحقوق المهضومة، فنفر الفسيلفس منهم واشتد في القول، وكانت مؤامرة وكان اصطدام عند نيقية في العشرين من آب سنة 1058، وتدخل البطريرك المسكوني فأرسل وفدًا من المطارنة يشيرون على ميخائيل السادس بالتنازُل، فسأل الفسيلفس المطارنة: ماذا تُعطونني بدل المملكة، فقالوا: نعطيك ملكوت السموات، فرمى شعار الملك وترك البلاط والتجأ إلى الدير، وتُوُفي بعد ذلك بقليل (1). ولم يحسن الخصيان السياسة الخارجية فدخلت الدولةُ في منازعات متعبة مزعجة، ومثال ذلك أن قسطنطين التاسع كان قد حافظ على أواصرِ الصداقةِ بينه وبين الخليفة الفاطمي المستنصر؛ ليتسنى له شيءٌ مِنْ حرية العمل في جميع جبهات الدولة، فجاءت ثيودورة تستبدل هذه الصداقة بحلف يربط الدولتين، فأبى المستنصر، فمنعت ثيودورة تصدير الحبوب إلى مصر وسوريا، فمنع المستنصر دخول الحجاج إلى المدينة المقدسة وأمر باضطهاد النصارى(2)، وكان طغرل بك قد أصبح زعيم بغداد بلا منازع فتطلَّب أن يذكر اسمه في خطبة المسجد في القسطنطينية بدلًا من اسم الخليفة الفاطمي(3). فأدى هذا كله إلى التعاون مع هنريكوس الثالث وعقد تحالف بين الإمبراطوريتين (4).
...........................................
1- Cedrenus, G., Synopsis, II, 311–319, 341–352, 365–368; Schlumberger, G., Op. Cit., 2.III, 742, 754–756, 763–778, 785-786, 798–814.
2- Wustenfeld, Gesch. der Fatimiden Kalifen, 250.
3- Dolger, F., Op. Cit., 929; Diehl et Marçais, Monde Oriental, 573-574.
4- Dolger, F., Op. Cit., 930.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|