المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مناظرة الحسن (عليه السلام) ومفاخرته معاوية  
  
7417   04:28 مساءً   التاريخ: 20-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص381-384
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / التراث الحسني الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016 3406
التاريخ: 7-4-2016 3587
التاريخ: 7-4-2016 3563
التاريخ: 20-10-2015 3488

أوردها سبط ابن الجوزي الحنفي يوسف قرأوا علي في تذكرة الخواص بصورة مختصرة  وأوردها الزبير بن بكار في كتاب المفاخرات كما في شرح النهج لابن أبي الحديد بصورة مطولة ومع ذلك بين الروايتين بعض التفاوت ونحن نذكرها مقتبسة من مجموعهما ، قال أهل السير : لما سلم الحسن الأمر إلى معاوية اجتمع إلى معاوية رهط من شيعته وهم عمرو بن العاص والوليد بن عقبة بن أبي معيط وعتبة بن أبي سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة وقد كان بلغهم عن الحسن بن علي (عليه السلام) قوارص وبلغه عنهم مثل ذلك فقالوا لمعاوية أن الحسن قد أحيا أباه وذكره قال فصدق وأمر فأطيع وخفقت له النعال وإن ذلك لرافعه إلى ما هو أعظم منه ولا يزال يبلغنا عنهما يسؤنا فابعث إليه فليحضر لنسبه ونسب أباه ونعيره ونوبخه ونخبره أن أباه قتل عثمان ونقرره بذلك قال معاوية إني لا أرى ذلك ولا أفعله فعزموا عليه فقال لا تفعلوا فوالله ما رأيته قط جالسا عندي إلا خفت مقامه وعيبه لي وقال إنه ألسن بني هاشم ، قالوا أبعث إليه على كل حال ، قال إن بعثت إليه لأنصفنه منكم ، فقال عمرو بن العاص أ تخشى أن يأتي باطله على حقنا ، قال معاوية أما اني ان بعثت إليه لآمرنه ان يتكلم بلسانه كله واعلموا انهم أهل بيت لا يعيبهم العائب ولا يلصق بهم العار ولكن اقذفوه بحجره تقولون له أن أباك قتل عثمان وكره خلافة الخلفاء قبله ، فجاءه الرسول فقال يا جارية ابغيني ثيابي اللهم إني أعوذ بك من شرورهم وأدرأ بك في نحورهم وأستعين بك عليهم فاكفنيهم كيف شئت وأنى شئت بحول منك وقوة يا أرحم الراحمين ، ثم قام فلما دخل على معاوية أعظمه وأكرمه وأجلسه إلى جانبه وقد ارتاد القوم وخطروا خطران الفحول بغيا في أنفسهم وعلوا ، ثم قال : يا أبا محمد إن هؤلاء بعثوا إليك وعصوني ، فقال الحسن : سبحان الله الدار دارك والاذن فيها إليك إن كنت أجبتهم إلى ما أرادوا وما في أنفسهم إني لأستحيي لك من الفحش ، وإن كانوا غلبوك على رأيك إني لأستحيي لك من الضعف ، أما إني لو علمت بمكانهم جئت بمثلهم من بني عبد المطلب وما لي أن أكون مستوحشا منك ولا منهم وان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين فقال معاوية إني كرهت أن أدعوك ولكن هؤلاء حملوني على ذلك وإن لك منهم النصف ومني وانما دعوناك لنقررك ان عثمان قتل مظلوما وأن أباك قتله فأجبهم ولا تمنعك وحدتك واجتماعهم ان تتكلم بكل لسانك فتكلم عمرو بن العاص فذكر عليا (عليه السلام) فلم يدع شيئا يعيبه به الا قاله وقال إنه شتم أبا بكر وكره خلافته وبايعه مكرها وشرك في دم عمر وقتل عثمان وادعى من الخلافة ما ليس له ثم ذكر الفتنة يعيده بها ثم قال إنكم يا بني عبد المطلب لم يكن الله ليعطيكم الملك على قتلكم الخلفاء واستحلالكم ما حرم الله من الدماء وحرصكم على الملك واتيانكم ما لا يحل ثم انك يا حسن تحدث نفسك إن الخلافة صائرة إليك وليس عندك عقل ذلك ولا لبه وانما دعوناك لنسبك وأباك فاما أبوك فقد تفرد الله به وكفانا أمره وأما أنت فلو قتلناك ما كان علينا إثم من الله ولا عيب من الناس .

وقال الوليد بن عقبة يا بني هاشم كنتم أخوال عثمان فنعم الولد كان لكم فعرف حقكم وكنتم اصهاره فنعم الصهر كان لكم فكنتم أول من حسده فقتله أبوك ظلما فكيف ترون الله طلب بدمه والله ان بني أمية خير لبني هاشم من بني هاشم لبني أمية وقال عتبة بن أبي سفيان يا حسن كان أبوك شر قريش لقريش اسفكه لدمائها واقطعه لأرحامها طويل السيف واللسان يقتل الحي ويعيب الميت وأما رجاؤك الخلافة فلست في زندها قادحا ولا في ميزانها راجحا وانكم يا بني هاشم قتلتم عثمان وأن في الحق أن نقتلك وأخاك به فاما أبوك فقد كفانا الله أمره .

وتكلم المغيرة بنشعبة فشتم عليا وقال والله ما أعيبه في قضية بخون ولا في حكم بميل ولكنه قتل عثمان . ثم سكتوا فتكلم الحسن بن علي (عليه السلام) فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله (صلى الله عليه وآله) ثم قال أما بعد يا معاوية فما هؤلاء شتموني ولكنك شتمتني فحشا ألفته وسوء رأي عرفت به وخلقا سيئا ثبت عليه وبغيا علينا عداوة منك لمحمد وأهله ولكن اسمع يا معاوية واسمعوا فلأقولن فيك وفيهم ما هو دون ما فيكم : أنشدكم الله هل تعلمون ان الذي شتمتموه صلى القبلتين وأنت يا معاوية بهما كافر وبايع البيعتين بيعة الفتح وبيعة الرضوان وأنت بإحداهما كافر وبالأخرى ناكث وأنشدكم الله هل تعلمون انه أول الناس ايمانا وانك يا معاوية وأباك من المؤلفة قلوبهم تسرون الكفر وتظهرون الاسلام وتستمالون بالأموال وأنه كان صاحب راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم بدر وان راية المشركين كانت مع معاوية ومع أبيه ثم لقيكم يوم أحد ويوم الأحزاب ومعه راية رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعك ومع أبيك راية الشرك وفي كل ذلك يفتح الله له ويفلج حجته وينصر دعوته ويصدق حديثه ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في تلك المواطن كلها عنه راض وعليك وعلى أبيك ساخط وبات يحرس رسول الله (صلى الله عليه وآله) من المشركين وفداه بنفسه ليلة الهجرة حتى أنزل الله فيه : {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة: 207]؛وانزل فيه : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [المائدة: 55] وقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنت مني بمنزلة هارون من موسى وأنت أخي في الدنيا والآخرة وجاء أبوك على جمل احمر يوم الأحزاب يحرض الناس وأنت تسوقه وأخوك عتبة هذا يقوده فرآكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلعن الراكب والقائد والسائق أ تنسى يا معاوية الشعر الذي كتبته إلى أبيك لما هم ان يسلم تنهاه عن الاسلام :

يا صخر لا تسلمن يوما فتفضحنا * بعد الذين ببدر أصبحوا مزقا

خالي وعمي وعم الأم ثالثهم * وحنظل الخير قد اهدى لنا الارقا

لا تركنن إلى أمر تقلدنا * والراقصات بنعمان به الخرقا

فالموت أهون من قول العداة لقد * حاد ابن حرب عن العزى إذا فرقا

والله لما أخفيت من أمرك أكبر مما أبديت وأنشدكم الله أ تعلمون ان عليا حرم الشهوات على نفسه بين أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأنزل فيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ} [المائدة: 87] وأنت يا معاوية دعا عليك  رسول الله (صلى الله عليه وآله) لما أراد أن يكتب كتابا إلى بني خزيمة فبعث إليك فنهمك إلى يوم القيامة فقال اللهم لا تشبعه . وان رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعث أكابر أصحابه إلى بني قريظة فنزلوا من حصنهم فهزموا فبعث عليا بالراية فاستنزلهم على حكم الله وحكم رسوله وفعل في خيبر مثلها . وأنتم أيها الرهط نشدتكم الله أ لا تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعن أبا سفيان في سبعة مواطن لا تستطيعون ردها أولها يوم لقي رسول الله (صلى الله عليه وآله) خارجا من مكة إلى الطائف يدعو ثقيفا إلى الدين فوقع به وسبه وسفهه وشتمه وكذبه وتوعده وهم أن يبطش به والثانية يوم العير , والثالثة يوم أحد حيث وقف تحت الجبل ورسول الله (صلى الله عليه وآله) في أعلاه وهو ينادي أعل هبل والرابعة يوم الأحزاب والخامسة يوم الحديبية ولعن القادة والاتباع فقيل يا رسول الله أ فما يرجى الاسلام لأحد منهم فقال لا تصيب اللعنة أحدا من الاتباع يسلم وأما القادة فلا يفلح منهم أحد والسادسة يوم الجمل الأحمر والسابعة يوم وقفوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في العقبة ليستنفروا ناقته وكانوا اثني عشر رجلا منهم أبو سفيان ؛ فهذا لك يا معاوية وأما أنت يا ابن النابغة فادعاك خمسة من قريش غلب عليك ألأمهم حسبا وأخبثهم منصبا وولدت على فراش مشترك ثم قام أبوك فقال انا شانئ محمد الأبتر فأنزل الله فيه {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ} [الكوثر: 3] وقاتلت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في جميع المشاهد وهجوته وآذيته بمكة وكدته وكنت من أشد الناس له تكذيبا وعداوة ثم خرجت تريد النجاشي لتأتي بجعفر وأصحابه فلما أخطأك ما رجوت ورجعك الله خائبا وأكذبك واشيا جعلت حدك على صاحبك عمارة بن الوليد فوشيت به إلى النجاشي ففضحك الله وفضح صاحبك فأنت عدو بني هاشم في الجاهلية والإسلام وهجوت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بسبعين بيتا من الشعر فقال اللهم إني لا أقول الشعر ولا ينبغي لي اللهم العنه بكل حرف ألف لعنة .

وأما ما ذكرت من أمر عثمان فأنت سعرت عليه الدنيا نارا ثم لحقت بفلسطين فلما أتاك قتله قلت أنا أبو عبد الله إذا نكات قرحة أدميتها ثم حبست نفسك إلى معاوية وبعت دينك بدنياه فلسنا نلومك على بغض ولا نعاتبك على ود وبالله ما نصرت عثمان حبا ولا غضبت له مقتولا ويحك يا ابن العاص أ لست القائل لما خرجت إلى النجاشي :

تقول ابنتي أين هذا الرحيل * وما السير مني بمستنكر

فقلت ذريني فاني امرؤ * أريد النجاشي في جعفر

لأكويه عنده كية * أقيم بها نخوة الأصعر

وشأني احمد من بينهم * وأقولهم فيه بالمنكر

واجري إلى عيبه جاهدا * ولو كان كالذهب الأحمر

ولا أنثني عن بني هاشم * بما اسطعت في الغيب والمحضر

فان قبل العيب مني له * والا لويت له مشفري

وأما أنت يا وليد فوالله ما ألومك على بغض علي وقد قتل أباك بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) صبرا وجلدك ثمانين في الخمر لما صليت بالمسلمين الفجر سكران وفيك يقول الحطيئة :

شهد الحطيئة حين يلقى ربه * ان الوليد أحق بالعذر

نادى وقد تمت صلاتهم * أ أزيدكم سكرا وما يدري

ليزيدهم أخرى ولو قبلوا * لاتت صلاتهم على العشر

فأبوا أبا وهب ولو قبلوا * لقرنت بين الشفع والوتر

حبسوا عنانك إذ جريت ولو * تركوا عنانك لم تزل تجري

وسماك الله في كتابه فاسقا وسمى أمير المؤمنين مؤمنا حيث تفاخرتما فقلت له اسكت يا علي فانا أشجع منك جنانا وأطول منك لسانا ؛ فقال لك علي اسكت يا وليد فانا مؤمن وأنت فاسق فأنزل الله تعالى في موافقة قوله : { أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا لَا يَسْتَوُونَ } [السجدة: 18] ثم أنزل فيك على موافقة قوله : {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا} [الحجرات: 6] ومهما نسيت فلا تنس قول الشاعر فيك وفيه :

انزل الله والكتاب عزيز * في علي وفي الوليد قرانا

فتبوا الوليد إذ ذاك فسقا * وعلي مبوأ ايمانا

ليس من كان مؤمنا عمرك الله * كمن كان فاسقا خوانا

سوف يدعى الوليد بعد قليل * وعلي إلى الحساب عيانا

فعلي يجزي بذاك جنانا * ووليد يجزى بذاك هوانا

رب جد لعقبة بن ابان * لابس في بلادنا تبانا

وما أنت وقريش إنما أنت علج من أهل صفورية وأقسم بالله لانت أكبر في الميلاد وأسن ممن تدعى إليه وأما أنت يا عتبة فوالله ما أنت بحصيف فأجيبك ولا عاقل فأحاورك وأعاتبك وما عندك خير يرجى ولا شر يتقى وما عقلك وعقل أمتك الا سواء وما يضر عليا لو سببته على رؤوس الاشهاد وأما وعيدك إياي بالقتل فهلا قتلت اللحياني إذ وجدته على فراشك فقال فيك نصر بن حجاج :

يا للرجال وحادث الأزمان * ولسبة تخزي أبا سفيان

نبئت عتبة خانه في عرسه * جبس لئيم الأصل في لحيان

وكيف ألومك على بغض علي وقد قتل خالك الوليد مبارزة يوم بدر وشرك حمزة في قتل جدك عتبة وأوحدك من أخيك حنظلة في مقام واحد .

وأما أنت يا مغيرة فلم تكن بخليق ان تقع في هذا وشبهه إنما مثلك مثل البعوضة إذ قالت للنخلة استمسكي فاني طائرة عنك فقالت النخلة هل علمت بك واقعة علي فاعلم بك طائرة عني وان حد الله عليك في الزنا لثابت ولقد درأ عمر عنك حقا الله سائله عنه ولقد سالت رسول الله (صلى الله عليه وآله) هل ينظر الرجل إلى المرأة يريد أن يتزوجها فقال لا باس بذلك يا مغيرة ما لم ينو الزنا لعلمه بأنك زان . واما فخركم علينا بالامارة فان الله تعالى يقول : { وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا } [الإسراء: 16] ثم قام الحسن فنفض ثوبه وانصرف فتعلق عمرو بثوبه وقال يا أمير المؤمنين قد شهدت قوله في وانا مطالب له بحد القذف فقال معاوية خل عنه لا جزاك الله خيرا فتركه فقال معاوية قد أنبأتكم أنه ممن لا تطاق عارضته ونهيتكم ان تسبوه فعصيتموني والله ما قام حتى أظلم علي البيت قوموا عني فلقد فضحكم الله وأخزاكم بترككم الحزم وعدو لكم عن رأي الناصح المشفق وقال :

امرتكم أمرا فلم تسمعوا له * وقلت لكم لا تبعثن إلى الحسن

فجاء ورب الراقصات عشية * بركبانها يهوين من سرة اليمن

أخاف عليكم منه طول لسانه * وبعد مداه حين اجراره الرسن

فلما أبيتم كنت فيكم كبعضكم * وكان خطابي فيه غبنا من الغبن

فحسبكم ما قال مما علمتم * وحسبي بما ألقاه في القبر والكفن

 

 

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.