أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-25
136
التاريخ: 2023-05-13
1138
التاريخ: 1-12-2016
1351
التاريخ: 10-9-2016
2649
|
وكانت بيروت قد أصبحت منذ أوائل القرن الثالث مركزًا لتعميم القوانين ونشرها، وكانت تجارتُها واسعةً ودخلها كبيرًا فاستهوت دعاويها القائمة أمام محاكمها أكبرَ المحامين وأشهر الأساتذة، وبالطبع استتبع ذلك نُشوء مدرسة الحقوق وازدهارها فيها، ونبوغ طائفة من أساتذة القانون اشتهر منهم على تعاقُب العصور أولبيانوس الصوري (170–228)، وبابنيانوس (+212)، ثم غايوس ومرقيانوس وتريفونيوس في القرن الثالث ودومنيونوس في القرن الرابع، وهو الذي راسله ليبانيوس فأوصاه ببعض طلاب أنطاكية. ولمع في القرن الخامس افذكسيوس وابنه لاونطيوس (+530) الذي تولى برايفاكتورة الشرق في عهد أنسطاسيوس، ويمبليخوس وكيرلُّس صاحب كتاب «التعريفات» وباتريقيوس الأستاذ الكبير، واستحقَّ هؤلاء لقب «أساتذة العالم» وشهروا بيروت حتى رفعها الإمبراطوران ثيودوسيوس الثاني وفالنتنيانوس الثالث إلى شرف الحواضر «متروبوليس» فأصبح أسقفها متروبوليتًا ولا يزال. وتوالت عليها الألقابُ فأصبحت «أُمَّ العلوم» و«موطن العلماء» و«ظئر الشرائع»، وكان الأساتذة يعيَّنون في أول الأمر بموافقة مجلس شيوخ المدينة، ثم اشترط ليوليانوس الجاحد (362) أن يكون التعيينُ بموجب صكٍّ يوقعه القائد المحليُّ ويوافق عليه مجلس شيوخ المدينة، ثم فرض ثيودوسيوس أن يعرض عليه قرار القائد والشيوخ قبل التنفيذ، وكانت السلطةُ منذ السنة 425 تقوم بجميع نفقات الأساتذة. وتَقَاطَرَ الطلاب إلى هذه المدرسة من كل صوب، فحفل معهدها بأبناء غزَّة وعسقلان وأنطاكية والرها وسميساط وغيرها من مدن الشام وفلسطين، وأَمَّهَا غيرُهُم من مصر وإسبانية وإيطالية والبلقان وبر الأناضول، وكان لا بد لهؤلاء الطلاب من دروس تمهيدية في اليونانية واللاتينية، وفي الخطابة والفصاحة؛ يتهيؤون بها لدرس القانون، فكانوا يُحصلونها إما في مدنهم أو في بيروت نفسها بطرق خاصة. وكان نظام المدرسة يحدد سِنَّ الطلاب، فلا يجيزهم إلا بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين، ولم يستثنَ من هذا إلا الطلاب العرب الذين كانوا يصلون متأخرين في ثقافتهم، وكان الطلابُ في أول عهد الكلية من الطبقة الوُسطى في المجتمع؛ لانصراف أبناء العائلات الكبيرة إلى درس اللغة والخطابة، ثم تَحَوَّلَ هؤلاء أيضًا إلى درس الحقوق، فأبدى ليبانيوس أسفه؛ لأن العدد الغفير من أبناء الأعيان في أنطاكية أصبحوا يهجرون الخطابة. وبقيت اللاتينية لغة التعليم حتى أواخر القرن الرابع، ثم حَلَّتْ محلها اللغة اليونانية، وكان الأستاذ يفتتح درسه بتلاوة بعض النصوص، ثم يفسرها معلِّقًا عليها، ثم يُفسح في المجال للسؤال والجواب، وكانت مدة التدريس أربعَ سنواتٍ، ثم أُضيف إليها سنةٌ خامسةٌ للتخصص (1). واشتهر في أواخر القرن الخامس وأوائل القرن السادس شماس بيروت رومانوس المرتل، وهو أول ناظم للقنادق، وأشهر ما نظم ورتل القنداق: «اليوم تلد العذراء الفائق الجوهر، فتقدم الأرض المغارة للذي لا يُدنى منه، والملائكة يمجدونه مع الرعاة، والمجوس يسيرون إليه مع النجم، فإنه ولد من أجلنا صبيٌّ جديدٌ، هو الإله الذي قبل الدهور.» وقد أجاد لفظًا ومعنًى واستعارةً وتشبيهًا، فأصبح «بيندار» الروم على ممر العصور، وموضع إعجاب رجال الاختصاص في عصرنا هذا.
.........................................
1- راجع محاضرة الأستاذ فؤاد البستاني، عن التعليم في لبنان، في مجلة الندوة، السنة الرابعة، ص163–168، ثم كتاب الأستاذ كولينه في تاريخ مدرسة بيروت: Collinet, P., Hist. Ecole de Droit de Beyrouth, Paris, 1925.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|