المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 5746 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الحماية الجنائية للمال العام خارج نطاق قانون العقوبات
2024-05-14
أضواء على السياسة المالية في الاقتصاد الأردني
2024-05-14
حدود سلطة الإدارة في تحصيل أموال الدولة في الظروف الطبيعية
2024-05-14
تعريف أموال الدولة
2024-05-14
تخزين الإجاص
2024-05-14
الشباب ومشكلة تناول المخدرات
2024-05-14

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أدعية في يوم عرفة.  
  
577   11:36 صباحاً   التاريخ: 2023-09-23
المؤلف : الشيخ محمد بن جعفر المشهديّ.
الكتاب أو المصدر : المزار الكبير.
الجزء والصفحة : ص 444 ـ 461.
القسم : الاخلاق و الادعية / أدعية وأذكار /

إذا حضرت مشهد الحسين صلوات الله عليه في يوم عرفة أو عرفات نفسها، أو حيث حللت من البلاد، فاغتسل قبل الزوال وأبرز تحت السماء، عليك السكينة والوقار، وكبر الله مائة مرة، وسبحه مائة مرة، واقرأ (قل هو الله أحد) مائة مرة.

ثم قل: اللهم أنت الله رب العالمين، وأنت الله الرحمن الرحيم، وأنت الله الدائب في غير وصب (1) ولا نصب (2)، لا تشغلك رحمتك عن عذابك، ولا عذابك عن رحمتك، خفيت من غير موت، وظهرت فلا شيء فوقك، وتقدست في علوك، وترديت بالكبرياء في الأرض وفي السماء، وقويت (3) في سلطانك، ودنوت من كل شيء في ارتفاعك، وخلقت الخلق بقدرتك.

وقدرت الأمور بعلمك، وقسمت الأرزاق بعدلك، ونفذ في كل شيء علمك، وحارت الابصار دونك، وقصر دونك (4) طرف كل طارف، وكلت (5) الألسن عن صفاتك، وغشي بصر كل ناظر نورك، وملأت بعظمتك أركان عرشك.

وابتدأت الخلق على غير مثال نظرت إليه من أحد سبقك إلى صنعة شيء منه، ولم تشارك في خلقك، ولم تستعن بأحد في شيء من امرك، ولطفت في عظمتك، وانقاد لعظمتك كل شيء، وذل لعزتك (6) كل شيء.

اثني عليك يا سيدي، وما عسى ان يبلغ في مدحك ثنائي مع قلة عملي (7) وقصر رأيي، وأنت يا رب الخالق وانا المخلوق، وأنت المالك وانا المملوك، وأنت الرب وانا العبد، وأنت الغني وانا الفقير، وأنت المعطي وانا السائل، وأنت الغفور وانا الخاطئ، وأنت الحي الذي لا يموت وانا خلق أموت.

يا من خلق الخلق ودبر الأمور فلم يقايس شيئا بشيء من خلقه، ولم يستعن على خلقه بغيره، ثم أمضي الأمور على قضائه، واجلها إلى اجل (8) قضى فيها بعدله، وعدل فيها بفضله، وفصل فيها بحكمه، وحكم فيها بعدله، وعلمها بحفظه، ثم جعل منتهاها إلى مشيئته، ومستقرها إلى محبته، ومواقيتها إلى قضائه.

لا مبدل لكلماته، ولا معقب لحكمه، ولا راد لقضائه، ولا مستزاد عن امره، ولا محيص (9) لقدره، ولا خلف لوعده، ولا متخلف عن دعوته، ولا يعجزه شيء طلبه، ولا يمتنع منه أحد اراده، ولا يعظم عليه شيء فعله، ولا يكبر عليه شيء صنعه، ولا يزيد في سلطانه طاعة مطيع، ولا تنقصه معصية عاص، ولا يبدل القول لديه، ولا يشرك في حكمه أحدا.

الذي ملك الملوك بقدرته، واستعبد الأرباب بعزه، وساد العظماء بجوده، وعلا السادة بمجده، وانهدت (10) الملوك لهيبته، وعلا أهل السلطان بسلطانه وربوبيته، واباد (11) الجبابرة بقهره، وأذل العظماء بعزه، وأسس الأمور بقدرته، وبنى المعالي بسؤدده، (12) وتمجد بفخره، وفخر بعزه، وعز بجبروته، ووسع كل شيء برحمته.

إياك ادعو، وإياك اسال، ومنك اطلب، واليك ارغب، يا غاية المستضعفين، ويا صريخ المستصرخين، ومعتمد المضطهدين، (13) ومنجي المؤمنين، ومثيب الصابرين، وعصمة الصالحين، وحرز العارفين، وأمان الخائفين، وظهر اللاجين، وجار المستجيرين، وطالب الغادرين، ومدرك الهاربين، وارحم الراحمين، وخير الناصرين، وخير الفاصلين، وخير الغافرين، واحكم الحاكمين، وأسرع الحاسبين.

لا يمتنع من بطشه شيء، ولا ينتصر من عاقبه، (14) ولا يحتال لكيده، (15) ولا يدرك علمه، ولا يدرأ (16) ملكه، ولا يقهر عزه، ولا يذل استكباره، ولا يبلغ جبروته، ولا تصغر عظمته، ولا يضمحل فخره، ولا يتضعضع ركنه، ولا ترام قوته، المحصي لبريته، الحافظ اعمال خلقه.

لا ضد له ولا ند (17) له، ولا ولد له، ولا صاحبة له، ولا سمي له، ولا قريب (18) له، ولا كفو له، ولا شبيه له، ولا نظير له، ولا مبدل لكلماته، ولا يبلغ مبلغه، ولا يقدر شيء قدرته، ولا يدرك شيء أثره، ولا ينزل شيء منزلته، ولا يدرك شيء أحرزه، ولا يحول شيء دونه.

بنى السماوات وما فيهن بعظمته، (19) ودبر امره فيهن بحكمته، وكان كما هو أهله، لا بأولية قبله، ولا بآخرية بعده، وكان كما ينبغي له، يرى ولا يرى وهو بالمنظر الاعلى، يعلم السر والعلانية، ولا تخفى عليه خافية وليس لنقمته واقية، يبطش البطشة الكبرى، ولا تحصن منه القصور، ولا تجن (20) منه الستور، ولا تكن (21) منه الخدور، ولا تواري منه البحور وهو على كل شيء قدير، وهو بكل شيء عليم.

يعلم هماهم (22) الأنفس وما تخفي الصدور، ووساوسها ونيات القلوب، ونطق الألسن ورجع الشفاه، وبطش الأيدي، ونقل الاقدام، وخائنة الأعين (23) والسر واخفى، والنجوى (24) وما تحت الثرى، ولا يشغله شيء عن شيء، ولا يفرط في شيء، ولا ينشئ شيئا لشيء.

أسألك يا من عظم صفحته، وحسن صنعه، وكرم عفوه، وكثرت نعمه (25)، ولا يحصى احسانه وجميل بلائه، ان تصلي على محمد وال محمد، وان تقضي لي حوائجي التي أفضيت بها إليك، وقمت بها بين يديك، وأنزلتها بك، وشكوتها إليك، مع ما كان من تفريطي فيما أمرتني به، وتقصيري فيما نهيتني عنه.

يا نوري في كل ظلمة، ويا أنسي في كل وحشة، ويا ثقتي في كل شديدة، ويا رجائي في كل كربة، ويا وليي في كل نعمة، ويا دليلي في الظلام، أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الادلاء، فان دلالتك لا تنقطع.

لا يضل من هديت، ولا يذل من واليت، أنعمت علي فأسبغت (26)، ورزقتني فوفرت، ووعدتني فأحسنت، وأعطيتني فأجزلت (27) بلا استحقاق لذلك بعمل مني، ولكن ابتداء منك بكرمك وجودك، فأنفقت نعمتك في معاصيك، وتقويت برزقك على سخطك، وأفنيت عمري فيما لا تحب، فلم تمنعك جرأتي عليك، وركوبي ما نهيتني عنه، ودخولي فيما حرمت على ان عدت على بفضلك، ولم يمنعني عودك على بفضلك ان عدت في معاصيك.

فأنت العائد بالفضل وانا العائد في المعاصي، وأنت يا سيدي خير الموالي لعبيده وانا شر العبيد، أدعوك فتجيبني، وأسألك فتعطيني، واسكت عنك فتبتدئني، وأستزيدك فتزيدني، فبئس العبد انا لك يا سيدي ومولاي.

انا الذي لم أزل أسئ وتغفر لي، ولم أزل أتعرض للبلاء وتعافيني، ولم أزل أتعرض للهلكة وتنجيني، ولم أزل أضيع في الليل والنهار في تقلبي (28) فتحفظني، فرفعت خسيستي، وأقلت عثرتي (29) وسترت عورتي، ولم تفضحني بسريرتي، ولم تنكس برأسي عند إخواني، بل سترت على القبائح العظام والفضائح الكبار، وأظهرت حسناتي القليلة الصغار، منا منك وتفضلا واحسانا، وانعاما واصطناعا.

ثم أمرتني فلم أأتمر (30)، وزجرتني فلم انزجر، ولم اشكر نعمتك ولم اقبل نصيحتك، ولم أؤد حقك، ولم اترك معاصيك، بل عصيتك بعيني ولو شئت لأعميتني فلم تفعل ذلك بي، وعصيتك بسمعي ولو شئت لأصممتني فلم تفعل ذلك بي، وعصيتك بيدي ولو شئت لكنعتني (31) فلم تفعل ذلك بي، وعصيتك برجلي ولو شئت لجزمتني (32) فلم تفعل ذلك بي، وعصيتك بفرجي، ولو شئت لعقمتني فلم تفعل ذلك بي، وعصيتك بجميع جوارحي ولم يك هذا جزاؤك مني، فعفوك عفوك.

فها انا ذا عبدك المقر بذنبي، الخاضع لك بذلي، المستكين لك بجرمي، مقر لك بجنايتي، متضرع إليك، راج لك في موقفي هذا، تائب إليك من ذنوبي ومن اقترافي (33)، ومستغفر لك من ظلمي لنفسي، راغب إليك في فكاك رقبتي من النار، مبتهل إليك في العفو عن المعاصي، طالب إليك ان تنجح لي حوائجي، وتعطيني فوق رغبتي، وان تسمع ندائي، وتستجيب دعائي، وترحم تضرعي وشكواي، وكذلك العبد الخاطئ يخضع لسيده، ويخشع لمولاه بالذل.

يا أكرم من أقر له بالذنوب، وأكرم من خضع له وخشع، ما أنت صانع بمقر لك بذنبه، خاضع لك بذله، فان كانت ذنوبي قد حالت بيني وبينك ان تقبل على بوجهك، وتنشر على رحمتك، وتنزل على شيئا من بركاتك، أو ترفع لي إليك صوتا، أو تغفر لي ذنبا، أو تتجاوز عن خطيئة.

فها انا ذا عبدك، مستجير بكرم وجهك وعز جلالك، متوجه إليك، متوسل إليك، ومتقرب إليك بنبيك صلى ‌الله ‌عليه وآله أحب خلقك إليك، وأكرمهم لديك، وأولاهم بك، وأطوعهم لك، وأعظمهم منزلة، وعندك مكانا، وبعترته صلى الله عليهم الهداة المهديين، الذين افترضت طاعتهم، وأمرت بمودتهم، وجعلتهم ولاة الامر بعد نبيك صلى‌الله‌عليه وآله، يا مذل كل جبار، ويا معز كل ذليل، قد بلغ مجهودي فهب لي نفسي الساعة الساعة برحمتك.

اللهم لا قوة لي على سخطك، ولا صبر لي على عذابك، ولا غناء لي عن رحمتك، تجد من تعذب غيري، ولا أجد من يرحمني غيرك، ولا قوة لي على البلاء، ولا طاقة لي بالجهد.  أسألك بحق نبيك محمد صلى ‌الله‌ عليه وآله، وأتوسل إليك بالأئمة، الذين اخترتهم لسرك، وأطلعتهم على خفيك، واخترتهم (34) بعلمك، وطهرتهم وأخلصتهم، واصطفيتهم وأصفيتهم (35)، وجعلتهم هداة مهديين، وائتمنتهم على وحيك، وعصمتهم عن معاصيك ورضيتهم لخلقك، وخصصتهم بعلمك، واجتبيتهم وحبوتهم، وجعلتهم حججا على خلقك، وأمرت بطاعتهم ولم ترخص لاحد في معصيتهم، وفرضت طاعتهم على من برأت، (36) وأتوسل إليك في موقفي اليوم ان تجعلني من خيار وفدك.

اللهم صل على محمد وال محمد وارحم صراخي واعترافي بذنبي وتضرعي، وارحم طرحي رحلي بفنائك، وارحم مسيري إليك، يا أكرم من سئل، يا عظيما يرجى لكل عظيم، اغفر لي ذنبي العظيم فإنه لا يغفر الذنب العظيم الا العظيم.

اللهم إني أسألك فكاك رقبتي من النار، يا رب المؤمنين لا تقطع رجائي، يا منان من على بالرحمة يا ارحم الراحمين، يا من لا يخيب سائله لا تردني خائبا، يا عفو اعف عني، يا تواب تب علي واقبل توبتي، يا مولاي حاجتي التي ان أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني، وان منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني، فكاك رقبتي من النار.

اللهم بلغ روح محمد وال محمد عني تحية وسلاما، وبهم اليوم فاستنقذن، يا من أمر بالعفو، يا من يعفو، يا من رضي بالعفو، يا من يثيب على العفو، العفو العفو ـ تقولها عشرين مرة.

وأسألك اليوم العفو، وأسألك من كل خير أحاط به علمك، هذا مكان البائس الفقير، هذا مكان المضطر إلى رحمتك، هذا مكان المستجير بعفوك من عقوبتك، هذا مكان العائذ بك منك، أعوذ برضاك من سخطك، ومن فجأة نقمتك.

يا أملي، يا رجائي، يا خير مستغاث، يا أجود المعطين، يا من سبقت رحمته غضبه، يا سيدي ومولاي وثقتي، ورجائي ومعتمدي، ويا ذخري وظهري، وعدتي وغاية أملى ورغبتي، يا غياثي يا وارثي، ما أنت صانع بي في هذا اليوم الذي فزعت إليك فيه الأصوات.

أسألك ان تصلي على محمد وال محمد، وان تقلبني (37) فيه مفلحا منجحا بأفضل ما انقلب به من رضيت عنه، واستجبت دعاءه، وقبلته، وأجزلت حباءه (38)، وغفرت ذنوبه، وأكرمته، ولم تستبدل به سواه، وشرفت مقامه، وباهيت به من هو خير منه، وقلبته بكل حوائجه، وأحييته بعد الممات حياة طيبة، وختمت له بالمغفرة، وألحقته بمن تولاه. اللهم انّ لكل وافد جائزة، ولكلّ زائر كرامة، ولكلّ سائل لك عطية، ولكل راج لك ثوابا، ولكل ملتمس عندك جزاء، ولكل راغب إليك هبة، ولكل من فزع إليك رحمة، ولكل من رغب فيك زلفى، ولكل متضرع إليك إجابة، ولكل مستكين إليك رأفة، ولكل نازل بك حفظا، ولكل متوسل إليك عفوا.

وقد وفدت إليك، ووقفت بين يديك في هذا الموضع الذي شرفته، رجاء لما عندك، ورغبة إليك، فلا تجعلني اليوم أخيب وفدك، وأكرمني بالجنة، ومن على بالمغفرة، وجملني بالعافية، واجرني من النار، وأوسع على من رزقك الحلال الطيب، وادرأ عني شر فسقة العرب والعجم، وشر شياطين الجن والإنس.

اللهم صل على محمد وال محمد ولا تردني خائبا، وسلمني ما بيني وبين لقائك، حتى تبلغني الدرجة التي فيها مرافقة أحبائك (39)، واسقني من حوضهم مشربا رويا لا أظمأ بعده ابدا، واحشرني في زمرتهم، وتوفني في حزبهم، وعرفني وجوههم في رضوانك والجنة، فاني رضيت بهم هداة.

يا كافي من كل شيء ولا يكفي منه شيء، صل على محمد وال محمد، واكفني شر ما احذر وشر ما لا أحذر، ولا تكلني إلى أحد سواك، وبارك لي فيما رزقتني، ولا تستبدل بي غيري، ولا تكلني إلى أحد سواك، ولا إلى رأيي فيعجزني، ولا إلى الدنيا فتلفظني، (40) ولا إلى قريب ولا بعيد، بل تفرد بالصنع لي يا سيدي ومولاي.

اللهم أنت أنت انقطع الرجاء الا منك في هذا اليوم، تطول على فيه بالرحمة والمغفرة.

اللهم رب هذه الأمكنة الشريفة، ورب كل حرم ومشعر (41) عظمت قدره وشرفته، وبالبيت الحرام، وبالحل والاحرام، والركن والمقام، صل على محمد وال محمد، وانجح لي كل حاجة مما فيه صلاح ديني ودنياي واخرتي، واغفر لي ولوالدي ومن ولدني من المسلمين، وارحمهما كما ربياني صغيرا، واجزهما عني خير الجزاء، وعرفهما بدعائي لهما ما تقر به أعينهما، فإنهما قد سبقاني إلى الغاية، وخلفتني بعدهما، فشفعني في نفسي وفيهما وفي جميع اسلافي من المؤمنين والمؤمنات في هذا اليوم، يا ارحم الراحمين.

اللهم صل على محمد وال محمد، واجعلهم أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون، وانصرهم وانتصر بهم، وانجز لهم ما وعدتهم، وبلغني فتح ال محمد، واكفني كل هول دونه، ثم أقسم لي فيهم نصيبا خالصا، يا مقدر الآجال، يا مقسم الأرزاق، افسح لي في عمري، وابسط لي في رزقي.

اللهم صل على محمد وال محمد، وأصلح لنا امامنا واستصلحه، وأصلح على يديه، وامن خوفه وخوفنا عليه، واجعله اللهم الذي تنتصر به لدينك.

اللهم املأ الأرض به عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا، وامنن به على فقراء المسلمين وأراملهم ومساكينهم، واجعلني من خيار مواليه وشيعته، أشدهم له حبا، وأطوعهم له طوعا، وأنفذهم لأمره وارزقني الشهادة بين يديه حتى ألقاك، وأنت عني راض.

اللهم إنّي خلفت الأهل والولد، وما خولتني (42) وخرجت إليك والى هذا الموضع الذي شرفته، رجاء لما عندك، ورغبة إليك، ووكلت ما خلفت إليك، فأحسن على فيهم الخلافة، فإنك ولي ذلك من خلقك.

لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم، سبحان الله رب السماوات السبع، ورب الأرضين السبع، وما فيهن وما بينهن، ورب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين (43).

ويستحب ان يدعو بدعاء علي بن الحسين (عليهما ‌السلام)، وهو:

يا من يرحم من لا يرحمه العباد، ويا من يقبل من لا تقبله البلاد، ويا من لا يحتقر أهل الحاجة إليه، ويا من لا يخيب الملحين عليه، ويا من لا يجبه بالرد أهل الدالة عليه، ويا من يجتبي صغير ما يتحف به، ويشكر يسير ما يعمل له، ويا من يشكر على القليل ويجازي بالجزيل.

يا من يدنو إلى من دنا منه، يا من يدعو إلى نفسه من أدبر عنه، يا من لا يغير النعمة ولا يبادر (44) بالنقمة، يا من يثمر الحسنة حتى ينميها، ويا من يتجاوز عن السيئة حتى يعفيها.

انصرفت الآمال دون مدى كرمك بالحاجات، وامتلأت بفيض جودك أوعية الطلبات، وتفسخت (45) دون بلوغ نعتك الصفات، فلك العلو الاعلى فوق كل عال، والجلال الأمجد فوق كل جلال، كل جليل عندك صغير، وكل شريف دون (46) شرفك حقير.

خاب الوافدون على غيرك، وخسر المتعرضون (47) الا لك، وضاع الملمون (48) الا بك، وأجدب المنتجعون الا من انتجع فضلك.

بابك مفتوح للراغبين، وجودك مباح للسائلين، وإغاثتك قريبة من المستغيثين، لا يخيب منك الآملون، ولا ييأس من عطائك المتعرضون، ولا يشقي بنقمتك المستغفرون، رزقك مبسوط لمن عصاك، وحلمك معترض لمن ناواك (49).

عادتك الاحسان إلى المسيئين، وسنتك الابقاء على المعتدين، حتى لقد غرتهم أناتك (50) عن النزوع، وصدهم (51) امهالك عن الرجوع وإنما تأنيت بهم ليفجؤوا (52) إلى امرك، وأمهلتهم ثقة بدوام ملكك، فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها، ومن كان من أهل الشقاوة خذلته لها، كلهم صائرون إلى حكمك، وأمورهم آئلة (53) إلى امرك، لم يهن على طول مدتهم سلطانك، ولم يدحض (54) لترك معاجلتهم برهانك، حجتك قائمة لا تدحض (55)، وسلطانك ثابت لا يزول.

فالويل الدائم لمن جنح (56) عنك، والخيبة الخاذلة لمن خاب منك، والشقاء الأشقى لمن اغتر بك، ما أكثر تصرفه في عذابك، وما أطول تردده في عقابك، وما أبعد غايته من الفرج، وما أقنطه من سهولة المخرج، عدلا من قضائك لا تجور فيه، وانصافا من حكمك لا تحيف (57) عليه.

فقد ظاهرت (58) الحجج، وأبليت الاعذار (59) وقد تقدمت بالوعيد، وتلطفت في الترغيب، وبالغت في الترهيب، وضربت الأمثال، وأطلت الامهال، وأخرت وأنت مستطيع للمعاجلة، وتأنيت وأنت ملئ بالمبادرة، لم تكن أناتك عجزا، ولا امهالك وهنا (60)، ولا انظارك مداراة، بل لتكون حجتك الأبل، وكرمك الأكمل، واحسانك الأوفى، ونعمتك الأتم.

وكل ذلك كان ولم تزل، وهو كائن ولا تزول، نعمتك اجل من أن توصف بكلها، ومجدك ارفع من أن يحد بكنهه (61)، ونعمتك أكثر من أن تحصى بأسرها، واحسانك أكثر من أن تشكر على أقله، فقد قصر بي السكوت عن تحميدك، وفههني (62) الامساك عن تمجيدك، وقصاراي الاقرار بالحسور، لا رغبة يا ألهى بل عجزا.

فها انا ذا أؤمك (63) بالوفادة وأسألك حسن الرفادة (64)، فصل على محمد واله واسمع نجواي، واستجب دعائي، ولا تختم يومي بخيبتي، ولا تجبهني بالرد في مسألتي، وأكرم من عندك منصرفي، واليك منقلبي، أنك غير ضائق عما تريد، ولا عاجز عما تسأل، وأنت على كل شيء قدير، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم (65)

ويستحب ان يقول ما رواه سفيان الثوري عن مولانا الصادق جعفر بن محمد عليهما ‌السلام، قال: سمعته وهو بعرفة يقول:

اللهم اجعل خطواتي هذه التي خطوتها في طاعتك كفارة لما خطوتها في معصيتك، اللهم أنك أمرتنا ان نعفو عمن ظلمنا وقد ظلمنا أنفسنا فاعف عنا.

اللهم إنّك قلت: استعينوا على كل صنعة بصالحي أهلها، اللهم فانا صنعك فاصنع في خيرا.

اللهم اجعلنا نبات نعمتك ولا تجعلنا حصاد نقمتك، اللهم هذه ليلة عيد ولك فيها أضياف وانا ضيفك فاجعل قراي الجنة واطعمني عنبا ورطبا.

قال سفيان: فوالله لقد هممت ان انزل واشتري له تمرا وموزا، وأقول له: هذا عوض العنب والرطب، فإذا انا بسلتين معاطيتين قد وضعتا بين يديه، إحداها رطب والأخرى عنب ـ تمام الخبر.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وصب: وجع ومرض.

(2) نصب: تعب وإعياء.

(3) قويت: غلبت.

(4) عنك (خ ل).

(5) كلت: أعيت وعجزت.

(6) لعزك (خ ل).

(7) علمي (خ ل).

(8) أجل مسمى (خ ل).

(9) لا محيص: لا مفر.

(10) انهدت: انحطت وانكسرت.

(11) أباد: أهلك.

(12) السؤدد: الرفعة والشرف.

(13) المضطرين (خ ل).

(14) عقابه، عقوبته (خ ل).

(15) كيده: مكره.

(16) يدرأ: يدفع.

(17) الند: النظير.

(18) قرين (خ ل).

(19) بكلمته (خ ل).

(20) تجن: تستر.

(21) تكن: تخفي.

(22) الهماهم: الخفايا.

(23) خائنة الأعين: صفة للنظرة، أي ينظر النظرة المسترقة إلى مالا يحل.

(24) النجوى: إسرار الحديث.

(25) نعمته (خ ل).

(26) أسبغت: وسعت.

(27) أجزلت: أكثرت.

(28) تقلبي: انتقالي وتحولي.

(29) أقلت عثرتي: غفرت خطيئتي.

(30) أأتمر: أمتثل.

(31) كنعتني: قطعت أو شللت يدي.

(32) جذمتني: قطعت رجلي.

(33) الاقتراف: الاكتساب.

(34) أخذتهم (خ ل).

(35) أصفيتهم: آثرتهم.

(36) برأت: خلقت

(37) تقلبني: ترجعني.

(38) أجزلت حباءه: كثرت عطاءه.

(39) أوليائك (خ ل).

(40) تلفظني: ترميني.

(41) المشعر: كل موضع مقدس، ومنه المزدلفة.

(42) خولتني: ملكتني.

(43) أورده المفيد في مزاره: 134 مرسلا، والشيخ في مصباحه: 477، عنه الكفعمي في البلد الأمين: 245، مصباحه: 664 واثبات الهداة 2: 474، والسيد في الاقبال 2: 102، عنه البحار 98: 328.

(44) يبادر: يعاجل.

(45) تفسخت: تقطعت وعجزت.

(46) في جنب (خ ل).

(47) المتعرضون: المتصدون الطالبون.

(48) الملمون: النازلون.

(49) ناواك: عاداك.

(50) أناتك: حلمك.

(51) صدهم: صرفهم ومنعهم.

(52) ليفيؤوا : ليرجعوا.

(53) آئلة: راجعة.

(54) يدحض: يبطل.

(55) لا تحول (خ ل).

(56) جنح: مال وانحرف.

(57) لا تحيف: لا تجور.

(58) ظاهرت: كثرت وتابعت.

(59) أبليت الاعذار: بنيت الأدلة التي تقوم بالعذر عند عقاب العصاة.

(60) وهنا: ضعفا.

(61) كنهه: حقيقته ونهايته.

(62) فههني: أعياني وأعجزني.

(63) أؤمك: أقصدك.

(64) الرفادة: العطاء والمعونة.

(65) الصحيفة السجادية: الدعاء 46، عنها الكفعمي في مصباحه: 433، البلد الأمين: 490. وأورده الشيخ في مصباحه: 258، رواه السيد في جمال الأسبوع: 423، وقال: ما رويناه بعدة طرق، ورواه أبو الحسين محمد بن هارون التلعكبري.

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.






العتبة العباسية تعقد اجتماعًا لمنسقي مشروع أجر الرسالة
بعد إعادة تأهيله.. السيد الصافي يفتتح معرض قسم الهدايا والنذور
قسم ما بين الحرمين يقدم خِدماته لنقل الزائرين عَبرَ أكثر من 50 عجلة كهربائيّة
لماذا تبنت العتبة العباسية مصحفها الخاص؟