حيث ان الكون يتمدد، فهناك استنتاج واحد لا يمكن الهروب منه، ويجب ان يكون أصغر من الماضي. وتخيل ان التمدد يرجع للخلف، أشبه بفيلم سينمائي يعرض بالعكس، فالفلكيون استنتجوا ان كل الخلق عبر 13.7 مليار سنة مضت يوضعون في أحجار صغيرة ورقيقة. والدرس من انحسار المجرات هو ان الكون القديم لا يبقى للابد. وكانت هناك بداية زمن. وبعد مضي 13.7 مليار سنة، يبرز للوجود كل المادة والطاقة والمكان والزمان.

والتمدد الكوني وجد بقانون بسيط قابل للملاحظة. فكل مجرة تندفع بعيداً عن مجرة درب اللبانة بسرعة تتناسب طردياً عن بعدها. لذا فالمجرة هي ابعد مرتين عن الأخرى التي تنحسر أسرع بمرتين، فعشر مرات ابعد من أسرع عشر مرات وهكذا. هذه العلاقة المعروفة بقانون هابل، وجدت لتكون غير قابلة لتجنبها في أي كون ينمو بحجم، بينما يستمر للنظر بنفس الشيء من مجرة أخرى.

تصور كعكة بالزبيب فإذا استطعت ان تقلص حجمها والوصول إلى الزبيب، فالمنظر سوف لا يتغير. علاوة على ذلك، إذا وضعت الكعكة في فرن وتمددت، فسترى كل الزبيب ينحسر عنك ويستمر بانحساره بسرعة تتناسب طردياً مع المسافة عنك. ولا يهم موضع الزبيب بالنسبة لك، فالمشهد سيتكرر أيضاً. (الفرضية الضمنية هنا هي انها كأي كعكة كبيرة، وأنت بعيد دائماً عن الحافة والمجرات هي كون متمدد أشبه بالزبيب في كعكة الزبيب.

ويتبع ذلك، نحن نرى كل المجرات تطير بعيدة عنا، ولا نفترض اننا في مركز الكون وان التغيرات تحدث في فناء كوننا. أينما كنا في مجرة أخرى غير درب اللبانة، فسنرى نفس الشيء، كل المجرات تهرب. فالتغيرات لم تحدث هنا أو في مكان آخر أو في أي نقطة في الكون. فلقد حدث في كل الأماكن في آن واحد. ولقد قال فيلسوف القرن السادس عشر جيوردانو برنو: في الكون، لا يوجد مركز أو محيط، لكن المركز هو في أي مكان كان".